Advanced Search

المحرر موضوع: كـــــــتـــاب : البـحــث عـن حـياة عـلـى الـمريـخ  (زيارة 1656 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

فبراير 19, 2006, 06:00:49 مساءاً
زيارة 1656 مرات

طاليس

  • عضو خبير

  • *****

  • 7167
    مشاركة

  • مشرف قسم الفلك

    • مشاهدة الملف الشخصي
    • [img]http://saac.jeeran.com/نداء.jpg[/img]


اسـم الـكـتـاب : الـبـحـث عـن حـيـاة عـلـى الـمـريـخ

الـعـنـوان الاصـلـي للـكـتـاب : The Hunt for Life on Mars

تــالـيـف : دونـالـد جـولـد ســمـيث

تــرجـمـة : د. ايـهـاب عـبدالـرحـيم مـحـمد

تـاريـخ الـطـبـعـة : ديـسـمـبـر 2002

طـبـع مـن هـذا الـكـتـاب ثـلاثـة واربـعـون الـف نـسـخـة

الـــمـــحــتـــوى :-

تــمــهـيـد
 
الـفـصل الاول : يـوم تـغـير الـعـالـم

الفصل الثاني : قـصـة صـخـرة

الفصل الثالث : الادلـة الـمـوجـودة فـي الـصخرة

الـفــصل الــرابـع : الـدفـاع يـسـتـجـوب الـشـهود

الفصـل الـخامس : اصــل الـحـيـاة

الـفـصل السادس : هل يمكن ان توجد حياة على المريخ

الــفـصـل السابع : الرحــلات المـستقبـلية الـى الـمـريخ

الـفـصل الـثـامـن : الـعـلم كـا اسـلـوب حـياة

الــهـــوامـــش

مــســرد الـمـصـطـلـحـات
قـــــرص الــشـمـــس الــــيــوم هــنـــا

الـبـث الـمـبـاشـر لـوكـالـة الـفـضـاء الامـريـكـية نـاسـا هــنـــا

فبراير 23, 2006, 06:12:43 مساءاً
رد #1

طاليس

  • عضو خبير

  • *****

  • 7167
    مشاركة

  • مشرف قسم الفلك

    • مشاهدة الملف الشخصي
    • [img]http://saac.jeeran.com/نداء.jpg[/img]
كـــــــتـــاب : البـحــث عـن حـياة عـلـى الـمريـخ
« رد #1 في: فبراير 23, 2006, 06:12:43 مساءاً »
تـمـهـيـد :-

العاصمة الأمريكية واشنطن يوليو 1996 في فندق من فنادق النخبة التي لا يبعد سوى عدة مربعات سكنية عن البيت الأبيض وصل كبير مستشاري الرئيس للشؤون السياسية إلى موعده الأسبوعي ومعه " حرس " كبار المسؤولين.

وفي سعيه لتضخيم هاله الاثاره التي يضفيها عليه وجودة في السلطة ، غير مدرك في نشوته أن خليلته قد رتبت لبيعه لإحدى مجلات الفضائح الاسبوعيه ، يهمس بأسرار مستقاة من الدوائر الحكومية المطلعة إلى أذنها الشبيهة بالمحارة. وبنفس متهدج يقول لها : هناك فقط سبعه أشخاص في العالم على علم بهذا، لقد اكتشفت وكالة " ناسا" حياة على المريخ.

ومع أن هذا الحوار قد يكون خياليا، إلا انه يبدو أن المعلومات المذكورة قد حدثت بالفعل. ولا يرقى الكثير من الاكتشافات المحددة إلى مستوى الاهتمام الذي تحظى به الأخبار المتعلقة بوجود حياة محتملة على المريخ. يقول ريتشارد زار Zare ، وهو أحد الأعضاء الرئيسيين للفريق الذي وجد علامة داله على حياة قديمة في الصخرة المريخية ( انه لما يتخطى أقصى حدود أحلامي أن تكون أبحاثي جزءا من حديث حميمي لفضيحة متعلقة بالبيت الأبيض.

وعلى الرغم من أن أحد أهم العلماء في الولايات المتحدة كان زار مقتنعا تماما بان يواصل أبحاثه من دون شهره ، مادام عامة الجمهور هم المعنيين .

أدى الإعلان المفاجئ وغير المتوقع تماما عن وجود حياة محتملة على المريخ ، إلى تغيير حياة زار ، على الأقل لعدة شهور. وقد أثرت الأخبار أيضا في مواقف العديد من العلماء فضلا عن الكثير من الجمهور الأوسع من موقع البشرية في الكون.

باعتباري عالما تحول الى مبسط للعلوم العامة يتمثل هدفي في المساعدة على إحداث هذه التغيرات ، وان اصطحب قارئ هذا الكتاب في رحلة الى " قاعه محكمة علمية " حيث سيقوم العلماء بعرض البيانات التي تشير الى وجود حياة على المريخ، وسيناقشون الاستنتاجات الناتجة عن الادله. وسيساعدنا المخبرون العلميون على الحكم على مصداقية الشهادة المتضمنة داخل الصخرة المريخية - والاكثر من ذلك ، مساعدتنا على تقييم تداعيات بداية هذا الدليل.

ومثلها التحقيق في قضية قتل معقدة ، تتضمن هذه القضية مجموعه كبيرو من حقول البحث العلمي, بداية علم الفلك Astronomy ، علم الأحياء Biology ، الكيمياء ، وعلم طبقات الأرض " الجيولوجيا Geology  ، بالاضافه الى الفروع الأكثر غرابه ، الوليدة للتو مثل " الاكسوبيولوجيا Exobiology ( الحياه في أماكن غير الأرض ) ودراسات اصل الحياة origin of life وهي حقل علمي لا يزال في بدايته النسبية ، حيث لم يتمكن من التوصل الى نتائج معمليه تطابق ماحدث على كوكبنا قبل أربعه مليارات من السنين. وستتراوح الشهادة العلمية بين موضوعات لا يوجد خلاف جوهري عليها ، مثل العمر الكبير للصخرة التي سقطت من المريخ ، الى موضوعات خلافية تماما، مثل تفسير " اليضيات " Ovoids المجهرية الموجودة داخل الحجر النيزكي.

ومثلما يفعل المخبرون في مسرح الجريمة ، يتوجب على العلماء المعنيين بالبحث عن الحياة على المريخ أن يبحثوا عن ادله ، بينما هم ليسوا واثقين حتى من الشكل الذي يمكن أن تكون عليه هذه الأدلة ، ولذلك فعليهم أن يبقوا متيقظين على الدوام للمقابل المريخي Martian analogue لسلاح مستخدم في جريمة قتل ، أو قفاز مخضب بالدماء قد يكون سقط من المجرم في عجلته.

ومثل الآثار traces التي يقوم العلماء الجنائيون بجمعها وتحليلها فان الأدلة على وجود حياة قديمة على المريخ ستقنع أشخاصا مختلفين لدرجات متفاوتة. وكما يترك المجتمع الحكم الجنائي النهائي ليس للخبراء ، بل لمجموعه من المحلفين jury الممثلين للمواطنين كما نأمل  فكل منا عليه أن يحدد ، إذا كنا مهتمين بذلك ، الدرجة التي تبدو بها قضية الحياة القديمة على المريخ مقنعة.

(( هناك فقط سبعه أشخاص في العالم يعرفون هذا . لقد اكتشفت " ناسا " حياة على المريخ ))

الـمـؤلـف
قـــــرص الــشـمـــس الــــيــوم هــنـــا

الـبـث الـمـبـاشـر لـوكـالـة الـفـضـاء الامـريـكـية نـاسـا هــنـــا

فبراير 26, 2006, 09:47:38 مساءاً
رد #2

طاليس

  • عضو خبير

  • *****

  • 7167
    مشاركة

  • مشرف قسم الفلك

    • مشاهدة الملف الشخصي
    • [img]http://saac.jeeran.com/نداء.jpg[/img]
كـــــــتـــاب : البـحــث عـن حـياة عـلـى الـمريـخ
« رد #2 في: فبراير 26, 2006, 09:47:38 مساءاً »
الـفـصـل الاول : يــوم تـغــير الــعـــالــم

في السابع من أغسطس 1966 وقف الرئيس الأمريكي بيل كلينتون خارج البيت الأبيض في العاصمة واشنطن ليعلن أن حجرا نيزكيا عثر عليه في القارة القطبية الجنوبية انتاركتيكا ، يحتوي على ادله تشير إلى وجود حياة قديمة على كوكب المريخ. إن هذا الحجر النيزكي قد أتى من المريخ بالفعل، فالنسب العالية من العناصر الموجودة في داخله تتطابق مع القين الموجودة على كوكب المريخ.

وما يثير الدهشه اكثر هو أن تقنيات تحديد العمر " التاريخ " المبنية على تحلل ( اضمحلال) العناصر المشعة ، قد حددت عمرها بنحو 4.5 بلايين سنه مما يجعل ذلك الحجر النيزكي المريخي اقدم من أي صخرة أخرى وجدت على الأرض أو على القمر والأكثر غرابه من ذلك هو حقيقة أن هذا الزائر القادم من المريخ ، الذي يبلغ وزنه أربعه باوندات ، يضم أنواعا عديدة من الادله التي تلمح إلى أن أنواعا حية بالغة الصغر ماتت منذ زمن بعيد ، قد سكنت يوما شقوق هذه الصخرة.

صرح الرئيس ، الذي لخص له الموضوع على نحو جيد قائلا: شانه شان جميع الاكتشافات فان مراجعه وتدقيق وتمحيص هذا الاكتشاف ستستمر ويجب أن تستمر ، وأنا على ثقة بان برنامج الفضاء الأمريكي سيوظف كامل قدراته العقلية ومهاراته التقنية للبحث عن المزيد من الادله على وجود حياة على كوكب المريخ. اما دانيال جولدن وهو مدير الإدارة الوطنية لأبحاث الطيران والفضاء " ناسا"، فقد كان يحمل للصحافه تعليقات اكثر تحديدا حين قال : اريد ان يفهم الجميع اننا لا نتحدث عن رجال صغار خضر البشره، بل عن بنى بالغة الصغر  ووحيدة الخلايا والتي تشبة نوعا ما البكتريا الموجودة على الأرض. ليس هناك دليل او اقتراح بان هناك دليل او اقتراح بان هناك أي أشكال أعلى من الحياة قد وجدت أصلا على المريخ.

لخص اعلان الرئيس ما صرح به العلماء المشاركون في هذا الكشف من فورهم في مؤتمر صحافي في مقر وكالة " ناسا " وهو مؤتمر جرى الإعداد له على عجالة بعد ان كانت الأنباء عن وجود حياة على المريخ قد تسربت بشكل ما إلى الصحافة الشعبية. وتقضي التقاليد العلمية عدم اعلان أي اكتشاف جديد حتى تنشر النتائج في مجلة علمية محكمة. وحتى التاريخ الرسمي لنشر القصة المريخية ، والذي كان في هذه الحالة السادس عشر من أغسطس فقد تعين على البحثين الذين كتبوا المقال، والعلماء الذين راجعوه وطاقم المجلة التي سينشر فيها، أن يلوذوا جميعا بالصمت.

ويهدف هذا النوع من الحظر المؤقت على الأخبار الى منع المضاربة حول نتائج لم تعرض على نحو متكامل بعد، ولضمان ان ينسب الفضل اللائق لاصحابه الذين ساهموا في تقدم المعرفة العلمية. وبالنسبة للحجر النيزكي المريخي، كما هي الحال بالنسبة إلى الكثير من الاكتشافات الأخرى، كانت المجلة المعنية هي مجلة " ساينس"، التي تصدر عن الجمعية الأمريكية للتقدم العلمي ، وهي أوسع المجلات العلمية انتشارا واكثرها احتراما في الولايات المتحدة ، وهي مجلة عادة ما ينجح حظرها على نشر الأخبار. ولكن في أوائل شهر أغسطس حدث خطا ما في البروتوكول : فقد بدأت أخبار اكتشاف حياة قديمة على المريخ في الانتشار على نطاق واسع، وانطلقت اشاعه مفادها ان النص الكامل للمقال المنشور على صفحات مجلة " ساينس" قد ظهر على شبكة الانترنت.

اما من سرب اخبار القصة المريخية ؟ ولماذا فعل ذلك؟ فقد اختفى في غياهب التاريخ الحديث. وعلى أي حال فباعتبار ان هذه الاشاعات لا يمكن تكذيبها فقد شعرت وكالة " ناسا " بان عليها تدارك الموقف واتاحة الفرصة لوسائل الاعلام الإخبارية الوصول إلى العلماء الذين كانوا على وشك نشر اكتشافاتهم.

وعليه ففي السابع من أغسطس 1996 وبموجب تصريح خاص من مجلة " ساينس" فان خمسه رجال وأمره واحدة يصاحبهم دانيال جولدن ونائب مدير وكالة ناسا لعلوم الفضاء ويزلي هنتريس الابن ، التقوا الصحافيين لسرد قصة الصخرة المريخية ومضامينها . كان اثنان من أولئك العلماء ديفيد مكاي وايفيريت جيبسون - جيولوجيين يعملان في مركز جونسون للفضاء ، ولكن كموظفه تعاقدية من شركة لوكهيد مارتن وكان الرابع ، حجة الله فالي - جيولوجي في جامعه مكجيل في تورونتو (كندا) والخامس - رتشارد زار - عالم بالكيمياء التحليلية بجامعه ستانفورد اما السادس وهو ج-وليم شوف من جامعه كاليفورنيا في لوس انجلوس - فقد كان خبيرا بأقدم الادله على الحياة الأرضية.

لم يكن شوف  من أعضاء الفريق الذي اضطلع بتحليل الصخرة المريخية لكن وكالة " ناسا" ارتأت انه من الحكمة دعوته لشرح مفهوم  الشك المنظم organized skepticism الذي يسمح بتقدم العلم من خلال إخضاع جميع المزاعم وخصوصا تلك المتطرفة منها للتمحيص المتشكك. وقبل انتهاء المؤتمر استشهد " شوف " مرتين بجمله نسبها إلى كارل ساجان " أن الادعاءات غير العادية تتطلب ادله غير عادية "

كل عالم وصحافي في قاعة اجتماعا وكالة ناسا تذكر تلك الضجة الإعلامية الوجيزة التي حدثت قبل عدة سنوات بخصوص الاندماج النووي البارد  clod fusion الذي وصف بأنه " اعظم اكتشاف منذ اكتشاف النار. عندما تسربت النتائج الاوليه لإحدى التجارب قبل الأوان إلى وسائل الإعلام العامة . ففي شهر مارس 1989 ادعى كيميائيان هما ستانلي بونس ومارتن فليشمان ، انهما شاهدا نتائج اندماج نووي في درجة حرارة الغرفة العادية وليس في درجات الحرارة التي يبلغ عدة ملايين مئوية والتي يحدث عندها اندماج نووي داخل الشمس وغيرها من النجوم ، وكذلك في القنابل الهيدروجينية ايضا. وعلى مدى أسابيع قليلة بدا أن الاندماج النووي البارد جاء استجابة لدعوات عالم يفتقر إلى الطاقة، كما  بدا المتشككون في حقيقة الظاهرة كما لو كانوا مخترعين مستقبليين محبطين .

ولم يمض وقت طويل حتى قامت جامعه يوتاه، التي كان بونس يتراس قسم الكيمياء فيها بتكليف استشاري متمرس في الاعمال من ذوي النفوذ اسمة ايرا ماجزينر لمساعدتهما في تامين تمويل من الحكومة الاتحادية لأبحاث الاندماج النووي في مختبراتها. قام ماجازينر الذي تراس حملة رفيعة المستوى تابعه للبيت الأبيض حول الإصلاح الصحي ، بتذكير الكونجرس بصورة لا تخلو من السوداوية " الساعه الان منصف الليل في اليابان. هناك الالاف من العلماء اليابانيين يحاولون تطوير تطبيقات تجارية لهذا العلم الجديد.
لقد تبين فيما بعد أن هذا العلم الجديد يخلو من العلم تماما.

فرصد الظروف التجريبية الاوليه كان على نحو سيئ ، حيث لم تجر مراجعه الزملاء " التحكيم " قبل النشر. ومع اندفاع الباحثين الآخرين لتكرار النتائج التي ادعى بونس وفلشمان لنهما توصلا اليها ، سرعان ما أعلنت مجموعه منهم لو الأخرى توصلها إلى نتائج سلبية للتجربة. وعلى الرغم من وجود عدد قليل من العلماء الجادين اليوم ، الذين مازالوا يجرون أبحاثهم على الاندماج النووي البارد ، فان الإجماع العلمي الساحق يؤكد بطلان هذه الفرضية  كما يؤكد ان النتائج الاوليه المدهشة من جامعه " يوتاه " قد نتجت عن أخطاء في الإعداد للتجربه وفي تسجيل بياناتها وقد خلص المجتمع العلمي الى ان الواقعه برمتها تلقي الضوء على خطر الاندفاع في الاعلان مبكرا عن ظاهره لم تثبت صحتها بعد.

وبعد ذلك بسبع سنوات وبالتحديد في السابع من اغسطس 1996 لم يغفل احد احتمال ان اخبار وجود حياة محتمله قديمة على سطح المريخ قد تكرر حادثة الاندماج النووي البارد، ولم يكتف فريق البحث بتذكر قصه الاندماج البارد بل انهم كانوا على علم تام بانه قبل ثلاثة عقود أعلن العلماء اكتشافهم بنى structures أخرى تشير إلى وجود حياه يما فيها حبوب اللقاح التي اكتشفت داخل حجر نيزكي عثر عليه  قرب مدينة اورجيل الفرنسية مما يعني ضمنا ان قد توجد حياة بالفعل في الفضاء بين الكواكب.

ومع انتشار هذه الانباء المذهله في جميع انحاء العالم قام ادوارد اندرز من جامعه شيكاغو ، بالاضافه الى عدد آخر من العلماء المتشككين بإجراء المزيد من الأبحاث المعمقة على حجر اورجيل  النيزكي واظهروا أن تلك البنى الدالة على وجود حياة ما هي إلا ملوثات contaminants أي أنماط من الحياة الموجود على الأرض والتي دلفت الى داخل الحجر اليزكي بطريقة ما .

ولكونهم على علم تام بقصة حجر اورجيل النيزكي وضع العلماء القائمون على دراسة الحجر المريخي في اعتبارهم تماما احتمال تلوثه خلال سنوات رقاده الطويل داخل جليد القطب الجنوبي او خلال الفتره التي جرى فيها استخراجه وتخزينه ومن ثم تحليله. وعلى الرغم من عدم تمكنه من استعباد هذا النوع من التلوث تماما. فقد بذلوا كل جهودهم لتجنب تلوث عيناتهم واجروا تجارب مقارنه لاظهار ان العينات الشاهدة للصخور عند اخضاعها للعمليات نفسها ، لا تكشف عما يظهره الحجر اليزكي المريخي.

ان استخدام هذه الانماط الضابطة ، يمثل جزء اساسيا من أي تجربة علميه. وفي هذه الحاله أتاحت التجربة الضابطة للحجر النيزكي اجتياز " اختبار الاندماج النووي البارد " عن طريق إظهار انه مهما وجد الباحثون في الصخرة المريخية فقد اتى ذلك بالفعل من المريخ، وما يتبقى بعد ذلك السؤال عن التفسير أي تحديد " معنى " الادله التي يحملها الحجر المريخي بين جنباته.

ولذلك فقد استهل المؤتمر الصحافي جدالا معقدا وتعدد الاوجة ومفعما بالمضامين المتعلقة بأصل الحياة على الأرض وفي جميع أنحاء الكون. واستمر الجدال على مدى شهور منذ الاكتشاف ، وسيستمر لسنوات عديدة مقبله ، جميع العلماء المشاركين في ذلك الجدال يتفقون على ان الصخرة المريخية تحمل ادله من أحقاب غابرة على سطح جارنا الكوكبي. ولكنهم يختلفون تماما حول مضامين هذا الدليل وهي حقيقة ستحمل لنا الكثير من التشويق في جميع فصول هذا الكتاب.

وبغض النظر عن نتيجة هذا الجدل الدائر فان البيان الذي أعلن في ذلك اليوم من شهر أغسطس قد غير الطريقه التي ينتهجها كل من المجتمع العلمي والجمهور لمحاولة الإجابة عن الأسئلة الكبرى التي اثارها البحث عن حياة خارج الأرض تماما Extraterrestrial life من اين اتينا؟ ما مدى كونية قصة الحياة على الأرض؟ هل نحن وحدنا؟ام هل يعج الكون بالحياة سواء كانت حياة مشابهه لحياتنا او مختلفه عنها؟ وما الذي يتعين علينا فعله للاجابة عن الاسئلة.

ان حقيقة احتمال امتلاكنا بالفعل في مختبراتنا، عينات من الحياة القديمة المحتمله على المريخ قد غيرت طرقنا الراسخة في التفكير حول هذه القضايا ، بغض النظر عن اكتشافنا في النهاية لوجود حياة سابقه على المريخ من عدمة ، او حتى ان كانت تلك الحياة موجوده حاليا هناك. يقول توبياس اوين Owen وهو خبير بعلم الكواكب من جامعه هاوي :

يعد هذا اول دليل نجدة على ان كوكبنا مثل الأرض لديه كيمياء محرضة للحياة life-inducing chemistry ان حقيقة أن هذا الدليل موجود في أول الصخرة تكتشف من تلك الحقبة التي كانت فيها على المريخ ظروف مواتية للحياة ، يعني ضمنا ان ثمة نشاطا قبل - أحيائي per biological إن لم تكن الحياة ذاتها ، كان موجودا في المريخ قبل زمن طويل ، وبالتالي فمن المحتمل أن ذلك النشاط كان موجودا في المريخ قبل زمن طويل ، وبالتالي فمن المحتمل أن ذلك النشاط كان موجودا ايضا في الكواكب الشبيهة بكل من المريخ والأرض في جميع أنحاء الكون. فقبل أغسطس 1996 كان بعض الذين قاموا بدراسة إمكان وجود حياة خارج الأرض في ميدان قريب من الدين : كنا نعتقد أنها لا بد من أن تكون موجودة لكن لم يكن لدينا دليل حقيقي أما الان فلدينا الدليل.

وبالاضافه إلى ذلك فذلك الحجر النيزكي المريخي، والذي يزيد عمره بأكثر من ثلاثة أضعاف على عمر أي حجر مريخي عثرنا عليه من قبل  ولذلك فهذا يعد المثال الوحيد لصخرة مريخية من ازمنه سحيقة بالفعل - له أهميه مستقلة تماما عن مضامينه المتعلقة بوجود حياة خارج الأرض. يقوا لوين : تظهر الصخرة ان المريخ يحتفظ بسجل بالغ الأهمية تفتقد الأرض مثله تماما. وهو سجل تلك الحقبه التي بدات فيها الحياة هنا على الأرض قبل ما بين 3.8 بلايين سنه " عمر اقدم الاحجار لدينا ) ، و 4.5 بلايين سنه ، وهو الوقت الذي بدات فيه الشمس والكواكب التابعه لها في التكون ، وتعمق هذه الحقيقة اهمية حافز العودة الى المريخ من اجل ان نبدأ في دراسة السجل القديم على الكوكب نفسة.

لماذا يحتفظ المريخ بسجل جيولوجي لسنواته الاولى ، بينما تفتقر الأرض الى مثله؟

لقد ادت الحركة " التكتونية للقشرة الارضية أي الطحن البطىء لقطع من القشرة الارضية مقابل ، وفوق بعضها البعض الى دفن جميع الصخور rocks والكتل الصخرية ، التي يزيد عمرها على 3.8 بلايين سنه نتيجة لعمليات التعرية erosion. يقول كريستوفر مكاي وهو خبير شؤون المريخ يعمل في مركز أميس Ames للأبحاث في ولاية كاليفورنيا والتابع لناسا : تلك هي السنوات التي ظهرت فيها الحياة على الأرض . ومكاي هذا " الذي لا تربطة صلة قرابه بقائد الفريق الذي قام بدراسة الحجر النيزكي المريخي والذي يحمل الاسم تفسه.

يسمى الفتره الزمنيه الواقعه بين نحو 3.8 بلايين و 4.5 بلايين سنه ، والتي تتضمن الوقت الذي ظهرت فيه الحياة على الأرض" سنوات الخبز السحري " على اسم طعام كانت اعلاناته تقول : انه مهم للاطفال في اثناء فتره نومهم . يقول مكاي: يمتلك المريخ سجلا لسنوات " الخبز السحري " خاصته ، نظرا لوجود قدر من التعرية والحركة التكتونية اقل بكثير من مثيلاتها على كوكب الأرض) وسواء كانت تلك نعمة او نعمة على المريخ ان يكون حجمه اصغر بكثير من حجم الأرض ، فهو يفتقر الى مصادر الحرارة الداخلية التي كادت في الأرض ان تذيب الطبقة الصخرية الموجوده تحت القشرة الارضية مباشرة.

واثناء انزلاقها فوق الطبقة شبة السائلة semi fluid ، تهيم قطع من القشرة الأرضية ببطء فوق القشرة المستنبطة لكوكبنا مسببه احيانا زلازل في اثناء احتكاكها ببعضها البعض او سقوطها اسفل منها وتؤدي هذه الحركة التكتونية للقشرة الارضية عاجلا او اجلا الى دفن القطع المنفردة للقشرة الارضية مما يحرمنا من أي دليل احفوري على وجود الحياة قد تنطوي عليه.
نحن نعلم انه خلال الاحقاب الزمنية الغابرة قبل ثلاثة او اربعه بلايين من السنين او يزيد كانت البيئة على سطح المريخ اكثر ملائمة للحياة بكثير مما علية الحال الان. وفي تلك العهود ، يبدو انه كانت على سطح المريخ انهار وبحيرات ذات مياة  جارية وساكنه ، مع هطول أمطار وتبخر للمياه ما زالت اثارها باقيه حتى الان ، منطبعه على سطح الكوكب الذي يبدو مقفرا لا حياة فيه .

اما الان فلا توجد على المريخ اية مياة سائلة على الإطلاق فاي جليد يسخن على سطحة يتحول على الفور الى بخار الماء. يعلق كريستوفر مكاي على ذلك بقولة : لقد وصلت الفايكنج متاخرة بضعه بلايين من السنين )) مشيرا الى المركبتين الفضائيتين التابعتين لوكالة ناسا اللتين هبطتا على سطح المريخ عام 1976 ويضيف : ولم تقوما - حرفيا - إلا بخدش السطح في بحثهما عن حياة هناك.

قامت كل من المركبتبن الفضائيتين المسماتين بالفايكنج بالتقاط عينات صغيرة من التربة المريحية ودراستها بحثا عن دليل على وجود أي شكل من أشكال الحياة . وعلى الرغم من الحماس المبكر حول ما بدا انه إشارات موجبه ، خلصت فرق البيولوجيا للمركبه فايكنج الى ان سطح المريخ اليوم يبدو قفرا من الحياة.

ويشعر كريستوفر مكاي بالثقه في ان استكشافا افضل للمريخ سيكشف علامات واضحة عن وجود حياة قديمة ، وربما حتى وجود حياة حاليه تقبع تحت سطح السطح ، ويقول: ان افضل الاشياء المرشحة " لاكتشاف الحياة على المريخ " هي قيعان البحيرات القديمة ، فكر بسهول بونفيل Bonneville الملحيه بولاية يوتاه ، والتي هي ايضا قاع احدى البحيراالقديمة . عليك ان تقود سيارة رياضية عبر البحيرات القديمة ثم تدلف مباشره الى قاع النهير creek  الذي كان يغذيها في الماضي .

هذا هو المكان الذي يجب أن تحفر فيه الأرض بحثا عن الحياة . وسنرى لا حقا كيف ولماذا تطورت الظروف الملائمة للحياة على سطح المريخ ، الى بيئة معادية للحياة التجارب التي يمكنها ان تختبر  وجود أنماط مجهرية من الحياة خارج الأرض alien life ، يقول كريس مكاي : سنتعرف عليها حين نراها " وتقبع قضية التعرف على الحياة خارج الأرض هذه في موضع القلب من أي مناقضة حول الادله التي يحتوي عليها الحجر النيزكي المريخي.

___

يــــتـــبــــع
قـــــرص الــشـمـــس الــــيــوم هــنـــا

الـبـث الـمـبـاشـر لـوكـالـة الـفـضـاء الامـريـكـية نـاسـا هــنـــا