Advanced Search

المحرر موضوع: فحص البول في التاريخ  (زيارة 610 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

ديسمبر 06, 2007, 08:41:23 مساءاً
زيارة 610 مرات

هاني باسل

  • عضو مبتدى

  • *

  • 8
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
فحص البول في التاريخ
« في: ديسمبر 06, 2007, 08:41:23 مساءاً »
فحص البول في التاريخ

إعداد: هاني باسل

يمكننا الحصول على كثير من المعلومات من خلال تحليل البول حيث ان محتوياته هي انعكاس لكثير من الأنشطة الايضية ودالة على كثير من الاضطرابات للغدد الصماء بالجسم وعلى الوضع الداخلي للكلى والمجرى البولي وحقيقة فإن هذه التقنية قديمة جدا في أساليب التشخيص في عالم الطب فهي تعود إلى زمن أبُقْراط (أبو الطب) المولود حوالي 460 ق. م., ومنذ ذلك الوقت أصبح فحص البول إجراءا روتينيا عند الأطباء, وقد وصلت دراسة البول اليوم إلى مستوى يؤهلها لأن تكون علما بذاته يسمى علم فحص البول, وإذا كان المؤرخون قد ارجعوا هذه التقنية وتقنيات أخرى إلى أبُقْراط لتنظيمه كثيرا من أمور الطب, فانه وقبل عهد ابقراط عرف أهل بابل بعض الأمراض بالنظر إلى بول المريض فإذا كان مثل بول الحمار أو خميرة الشعير قالو ان المريض مصابٌ بمرض معين, والفراعنة أيضا لم يفتهم الاستفادة من البول في التحاليل فقد ذكر أنهم كانوا بفحصون وجود الدم في البول وكذا الحصى البولية كما استخدموا طريقة احتمالية لمعرفة جنس الجنين وهي سكب بول المرأة الحامل فوق طبقة من الرمل تحوي بضع حبات من القمح والشعير فإذا انتشت حبات القمح كان المولود ذكرا وإذا انتشت حبات الشعير فالمولود أنثى, والهنود القدامى شخَّصوا بالبول وكان التشخيص به طريقه مستحسنة لديهم, فقد عرف الهنود السكري وسموه بول عسل النحل واكتشفوا بعضا من خصائصه وأدواره السريرية بتذوق بول المريض عندهم دون أي شيء آخر, ويذكر ان أطباء التبت اشتهروا بقدرتهم على شفاء أي مريض بالنظر إلى بوله, ويقول ألان أ. نورس في موسوعته جسم الإنسان ص (125ا) ان المرجع الرئيسي في هذا الموضوع لأكثر من 500 عام هو كتاب (كامينا دي بريتارم) أي (شـِعر عن البول) للكاتب الفرنسي (جيل كوربيل) الذي كتبه منظوما بطريقته الخاصة, لكن الأستاذين الدكتوران نوري بن طاهر الطيب وبشير محمد جرار يذهبان إلى ابعد من ذلك تاريخيا حيث جاء في مقدمة كتابهما (تحليل البول – الأهمية والتطبيق) ص (9) ان أول كتاب نشر حول موضوع التشخيص بالبول كان قبل حوالي 1000 عام (من 800 – 900م) وكان واضعه (إسحاق جوديس Issac Judas) من مدينة القيروان بتونس, وإضافةً إلى ذلك فقد كان للأطباء العرب والمسلمين إسهامات أيضا في هذا التشخيص إذ كان الطبيب العربي يسأل المريض عن بوله, وأبرزها ما ذكره الرازي 854 - 932م في كتابه (الحاوي) من انه عالج مريضه عبدالله بن سواده بعد تشخيص مرض التهاب حويضة الكلية من خلال وجود الصديد بالبول, ابن الجزار 920 – 1005م أيضا كان يصف دواءَه بعد ان يرى (القارورة) أي فحص البول ثم يرسلها لغلامه رشيق ويجيز له تحضير الوصفة, وكان لإسحاق بن سليمان الإسرائيلي 855 – 932م مؤلفا في البول وقد نقله قسطنطين الأفريقي 1016 – 1087م إلى اللاتينية وهنا تحضرني الشهرة العظيمة التي حصل عليها قسطنطين والتي كانت بسبب فحص البول إذ يذكر انه مرض في ساليرنو بايطاليا فعرض نفسه على طبيب فلم يسأله عن القارورة الأمر الذي لم يعتد عليه قسطنطين في بلاده العربية بشمال أفريقيا إذ كان ضروريا عندهم وتبين له قلة علمهم هناك فعاد ليتعلم الطب وأصبح بعدها معلما في دير مونت كاسينو بايطاليا, ويجدر الإشارة في النهاية إلى ان أقدم طريقة لفحص البول هي رج أنبوبة مدرجة محتوية على بول المريض بشدة وقياس الرغوة المتشكلة في القمة.
سبحانك اللهم و بحمدك اشهد أن لا اله الا انت استغفرك و اتوب اليك