يمتلئ الجو المحيط بملوثات هواء عديدة من غبار وفطريات وبكتيريا وروائح غير مرغوب بها، مضرة بصحة الإنسان وبالبيئة التي ينبغي أن تكون نقية.
بعض هذه الملوثات تنبعث من المعامل والسيارات باختلاف أعمارها وأنواعها وهذا ما نسميه ضريبة الحضارة والتطور التكنولوجي.
والبعض الآخر نتيجة لإهمال المجتمع غير المهتم بالبيئة النقية الصحية النظيفة .
تعددت أساليب الحد من ملوثات البيئة من منابعها الرئيسة المعروفة ورغم ذلك يمتلئ الجو بالكثير الكثير من الغبار والبكتيريا والجراثيم الملوثة للبيئة، إلى جانب ذلك فقد تنوعت أشكال أجهزة التكييف لتصب في محور واحد: معالجة الهواء لتوفير المناخ المناسب للبشرية والحصول على هواء نظيف من الغبار، والروائح، والبكتيريا، وبدرجة حرارة ورطوبة مطلوبة، وموزع بسرعة جريان مناسبة في الفراغ المكيف.
عاماً بعد عام نلاحظ تزايد الطلب على المكيفات لتوفيرها الجو المطلوب للقيام بشكل أفضل بكل الأعمال الحياتية، حتى أضحى التكييف ضرورة حتمية لتأمين راحة الإنسان لتأدية الأعمال المعتادة (دراسة ـ تسوق ـ منامة ـ عبادة......) ...
وبكل تأكيد، فإن التشغيل الخاطئ للمكيف أو إهمال صيانته يؤديان إلى خلل بيئي، ما يضع صحة الأسرة في خطر.
واستخدام أجهزة التكييف يلزمه الصيانة الدورية للحفاظ على الشروط المناخية المطلوبة وعلى بيئة داخلية نقية تتوفر بها المقومات الصحية كاملة.
لإلقاء الضوء أكثر على الدور الذي باتت تلعبه المكيفات في حياتنا وآلية عملها وكيفية الاستخدام الأمثل لها وصيانتها، كان لنا هذا الحوار مع المهندس محمد بشار اليوزباشي ـ عضو جمعية البيئة والتنمية المستدامة، عضو لجنة الطاقة في نقابة المهندسين:
إلى أي حد تسهم أجهزة التكييف في توفير الهواء النقي والبيئة الصحية ؟
تواكب أجهزة التكييف أحدث الابتكارات العلمية التقنية والإلكترونية للوصول إلى هواء نقي صحي ودرجة حرارة ورطوبة مناسبتين موزعين بسرعة جريان مريحة. فالتكييف صديق البيئة، بسحبه الغبار، والبكتيريا، والروائح، وتنقية الهواء، وتطويع الجو المحيط، ليكون جواً مناسباً لتأدية الأعمال المختلفة والحفاظ على النشاط والراحة في العمل. وإذا ما استخدم الشخص هذه الأجهزة بالشكل الصحيح أصبح من أنصار بيئة نظيفة خالية من الملوثات، وبعيداً عن المغالطات والإهمال الضار بالصحة العامة.
مم تتألف هذه الأجهزة؟
تتألف أجزاء مكيف الهواء من:
1 ـ الضاغط ( Compressor )
2 ـ المكثف ( Condenser )
3 ـ الأنبوبة الشعرية أو صمام التمدد(Expansion valve\Capillary tube)
4 ـ ( Evaporator )
ما مهمة كل منها؟
1 ـ الضاغط:
يمتص وسيط التبريد الخارج من المبخر ويضغطه ويدفعه إلى المكثف رافعاً ضغطه ودرجة حرارته وبنفس حالته الغازية.
والضواغط المستخدمة بدارات التكييف المنزلية من نوعين:
آ ـ الضاغط الترددي.
ب ـ الضاغط الروتري.
2 ـ المكثف:
مبادل حراري يتكون من أنابيب نحاسية وشفرات ألمنيوم، وهو المنفذ الوحيد لخروج الحرارة التي امتصها وسيط التبريد بالمبخر والضاغط.
ومن جراء تدفق هواء الجو الخارجي من خلال شفرات المكثف يمتص الهواء حرارة وسيط التبريد، وبنتيجة انخفاض درجة حرارة وسيط التبريد وبثبات الضغط تتغير حالته من غازية إلى سائلة ليندفع إلى الأنبوبة الشعرية بعد مروره بالمصفاية filter drier
3 ـ الأنبوبة الشعرية أو صمام التمدد:
أنبوب نحاسي بقطر صغير جداً فيندفع وسيط التبريد المنبعث من المكثف خلال هذا الممر الضيق وبفعل الاحتكاك ينخفض ضغط وسيط التبريد وبالتالي يحدث غليان لوسيط التبريد، دون كسب أو فقد حراري ليدخل المبخر بحالة رذاذ وبضغط منخفض.
4 ـ المبخر:
مبادل حراري يتكون من أنابيب نحاسية وشفرات ألمنيوم...يمر وسيط التبريد القادم من الأنبوبة الشعرية بحالة رذاذ فيكسب الحرارة من الهواء الملامس للأنابيب النحاسية وشفرات الألمنيوم وبالتالي تتغير حالة وسيط التبريد ليصبح بخاراً، ويدخل إلى الضاغط بفعل امتصاص الضاغط .
كيف تتم آلية عمل المكيف؟
يسحب ويدفع الضاغط وسيط التبريد تحت ضغط ودرجة حرارة مرتفعة وبشكل غاز إلى المكثف الذي يكون متعرضاً إما لتيار من الهواء ويسمى المكثف المبرد بالهواء أو الماء ويسمى المكثف المبرد بالماء وهذه تؤدي إلى تحول الغاز المضغوط الساخن ضمن المكثف إلى سائل، حيث يمر عبر الأنبوبة الشعرية (أو صمام التمدد) فينخفض ضغط وسيط التبريد ليدخل إلى المبخر ويمتص الحرارة من الهواء الملامس للمبخر فيتبخر ويسحب إلى الضاغط بقوة سحب الضاغط ليضغطه مرة ثانية وتعاد الدورة من جديد.
أما الهواء الملامس للمبخر فتنخفض درجة حرارته لفقدان الطاقة الحرارية منه.
وماذا عن مكيفات التدفئة والتبريد ( حام ـ بارد)؟
الاهتمام بتحضير ومعالجة الهواء المحيط بالإنسان هو أحد العوامل الأساسية لرفع المستوى الحياتي للناس كما أنه يعتبر عاملاً فعالاً في توفير جو مناسب للقيام بكل الأعمال اليومية العملية والعلمية والاجتماعية والشخصية ومن هنا ازداد الطلب على التدفئة عن طريق المكيفات وتمت بطريقتين:
1 ـ تدفئة بالوشيعة الكهربائية.
2 ـ تدفئة بالدارة المعكوسة.
1 ـ تدفئة بالوشيعة الكهربائية:
أضافت بعض الشركات وشيعة كهربائية وباستطاعة تتناسب مع الاستطاعة التبريدية لمكيف ليتم استخدام المكيف في تسخين هواء الفراغ المعالج.
2 ـ تدفئة بالدارة المعكوسة:
وذلك بجعل المبخر مكثفاً والمكثف مبخراً بإضافة صمام رباعي على دارة التبريد.
أين تكمن الإيجابيات والسلبيات في هاتين الطريقتين؟
الاستهلاك الكهربائي للمكيفات العاملة على الدارة المعكوسة ينخفض عن تلك العاملة على الوشيعة الكهربائية، ولكن يتوقف عمل الدارة المعكوسة عندما تنخفض درجة حرارة الجو الخارجي إلى درجة حرارة تبخر وسيط التبريد المستخدم، حيث تتوقف عملية التبادل الحراري وامتصاص الحرارة ليتبخر وسيط التبريد.
الفريون هو وسيط التبريد المستعمل في آلات التبريد متوسطة وكبيرة الاستطاعة، وهو المسؤول في الوقت نفسه عن الإساءة للبيئة وتكبير فجوة الأوزون.
ہماذا فعلت الشركات المصنعة إزاء ذلك؟
لقد توجهت الشركات المصنعة إلى استبدال ما يُعرف بـ (فريون 12) (12R ) والذي ثبت تأثيره الضار على طبقة الأوزون، بوسيط تبريد صديق للبيئة وغير ضار بطبقة الأوزون هو (فريون) (A13R)( A134 )
أما آلات التبريد ذات الاستطاعات الصغيرة والمعتمدة على وسيط تبريد
(الفريون) 22R فقد تم استبداله بوسيط تبريد ( 407R ) صديق البيئة حيث ينتهي الاعتماد على الفريون ( 22 ) ( 22R ) في نهاية عــام2020.
تنقي المكيفات الهواء وتعالجه لتأمين الجو الحراري المناسب لكل الأعمال فتنال بذلك أهمية وبحثاً تطويرياً وتحديثا مستمراً لتأمين بيئة نظيفة وهواء نقي صحي خال من الجراثيم الممرضة الموجودة في الجو العام.
لذلك تقوم الشركات المصنعة بتزويد المكيفات بفلاتر إضافية:
ـ فلاتر لتنقية الهواء من الغبار والشوائب العالقة.
ـ فلاتر لسحب الشوائب ذات الحجوم المجهرية.
ـ فلاتر خاصة لتنقية الهواء من البكتيريا الممرضة ( البلازما).
ـ فلاتر خاصة لسحب الروائح غير المرغوب بها مثل: الدخان.
لتوفر بذلك بيئة نظيفة مناسبة لحياة صحية لا تشوبها البكتيريا والغبار والجراثيم والروائح.
وإلى جانب التكييف المركزي، تعالج الشركات المصنعة الهواء الجديد لتوفر بيئة نقية صحية، بفلاتر غبارية وفلاتر جيبية وفلاتر رولية وحتى غسيل الهواء ضمن وحدة معالجة الهواء لتنقية الهواء من كل العوالق، لتأمين بيئة نظيفة خالية من الغبار والجراثيم والبكتيريا والروائح غير المرغوب بهاوخاصة جرثومة (لاجونيلا) المسببة لمرض الربو.
ہتشغيل المكيف يصاحبه صوت عال ما يدخلنا في التلوث بالضجيج، كيف عالجت الشركات المصنعة الأمر؟
بطبيعة الحال، وبسبب التطور والتقدم، فقد تباينت أشكال المكيفات، وتنوعت الضواغط، وشفرات المراوح، الأمر الذي نتج عنه مستوى ضجيج مختلف للمكيفات ما انعكس سلباً على البيئة أيضاً. وللحفاظ على بيئة صحية خالية من الضجيج والملوثات الصوتية والمرهقة للأعصاب البشرية قامت الشركات باختراع الضاغط الترددي الصامت، والضاغط الروتري المتميزين بالهدوء ومستوى الضجيج المنخفض.
إضافة إلى تحديد زاوية ميلان لشفرات مروحة تبريد المكثف لتعطي تدفق الهواء المطلوب وبأخفض مستوى ضجيج.
كما عدلت بعض الشركات المصنعة فراش المروحة من ثلاث شفرات إلى خمس شفرات لتخفيض مستوى الضجيج وتكون بذلك صديقة للبيئة بحيث لا يزيد مستوى الضجيج عن (DB20) المستوى المقبول للراحة والمرضي عنه للحفاظ على البيئة الصحية.
ما هي خطوات الصيانة التي يمكن أن نتبعها للحفاظ على أفضل أداء للمكيف؟
الصيانة الدائمة للمكيف ضرورية وأساسية، ولابد منها للحفاظ على البيئة النقية الصحية المنشودة. ويمكن أن نجمل أهم خطوات الصيانة بما يلي:
1 ـ ضبط القاطع الكهربائي على وضع إيقاف ( off) قبل إجراء أي صيانة.
2 ـ تنظف فلاتر الهواء بواسطة مكنسة شفط أو بالماء وتجفف الفلاتر في الظل.
3 ـ تنظف شفرات المبخر بواسطة مكنسة شفط أو بفرشاة ناعمة وجافة كل شهر تقريباً.
4 ـ تبديل فلاتر تصفية الهواء ) الفلاتر الكربونية والبكتيريا ( مرة كل ثلاثة أشهر حسب النوعية.
5 ـ بنهاية فصل الصيف تشغل مكيف الهواء لمدة ثلاث ساعات باختيار وضع التبريد وضبط درجة الحرارة على ( 30 ) درجة مئوية. وذلك لتجفيف الأجزاء الداخلية وعدم نمو الفطريات الممرضة والبكتيريا.
ہهذه نصائح الصيانة، فما هي نصائح الاستخدام الأمثل للمكيف؟
أهمها:
1 ـ عدم تخفيض درجة حرارة الغرفة عن الحدود الطبيعية.
2 ـ توزيع الهواء المكيف في كل الاتجاهات.
3 ـ المحافظة على نظافة فلاتر الهواء.
4 ـ عدم تشغيل المكيف بدون فلاتر الهواء.
5 ـ عدم استخدام مواد تنظيف كحولية أو كيميائية.
6 ـ عدم استعمال مكيف الهواء لغير الأغراض المخصصة له.
7 ـ تهوية الغرفة بشكل دوري لضمان بيئة صحية مناسبة.
منقول