Advanced Search

المحرر موضوع: منهجية البحث العلمي في نظام دائري  (زيارة 715 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

يونيو 27, 2008, 08:00:19 مساءاً
زيارة 715 مرات

أسماح يونس

  • عضو مبتدى

  • *

  • 23
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
    • younasma@gmail.com
منهجية البحث العلمي في نظام دائري
« في: يونيو 27, 2008, 08:00:19 مساءاً »
- حسن تدبير الوقت -

لعل حسن تدبير الوقت يرجع إلى كمال النفس، ومكارم الأخلاق، ولنا المثل الأعلى في حسن تدبير الوقت، وحسن التسيير في رسول الله، صلى الله عليه وسلم تسليما، نذكر من بين  مكارم أخلاقه ما هو مطلوب في التسيير على شكل دائرة كاللبنة الأساسية للبنيان.
كان رسول الله، صلى الله عليه وسلم تسليما، فصيح اللسان، ذو بلاغة في القول، سلس الطبع، ناصع اللفظ، يمتاز بجزالة القول، وصحة المعان، وكان قليل التكلف، حكيما، سديدا في قوله؛ لقد أوتي جوامع الكلم، وتعلم ألسنة العرب، كان يخاطب ويحاور الناس بألسنتهم، وبذلك جمع بين عارضة البادية وجزالتها، ونصاعة ألفاظ الحاضرة وبديع كلامها... وكان أشد الناس حياء وإغضاء، وأشد الناس تواضعا، وأبعدهم عن الكبرياء، كان يجلس في أصحابه كأحدهم، وكان أوفى الناس بالعهود، وأوصلهم للرحم، وأبسط الناس خلقا... كان دائم الفكرة، لا يتكلم في غير حاجة، يفتتح الكلام ويختتمه بأشداقه، لا بأطراف فمه، يتكلم بجوامع الكلم فصلا لا فضول فيه ولا تقصير، كان يعظم النعمة وإن دقت، ولا يذم شيئا... كان يتفقد أصحابه، ويسأل الناس عما في الناس، ويحسّن الحسن ويصوبه، ويقبّح القبيح ويوهّنه، كان معتدل الأمر، غير مختلف، وكان يعطي كل جلسائه نصيبه حتى لا يحسب جليسه أن أحدا أكرم عليه منه، ومن سأله حاجة لم يرده إلا بها أو بميسور من القول، وقد وسع الناس بسطه وخلقه، كان مجلسه مجلس حلم وحياء وصبر وأمانة، لا يتفاوتون إلا في التقوى، كان دائم البشر، سهل الخلق، لين الجانب، وكان أوقر الناس في مجلسه... ونال أكبر وأعظم وأفخر شهادة من الكلية الإلهية وهي:
*﴿ وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾، [ القلم، 4].
ومن هذه الزاوية ندخل إلى حسن تدبير الوقت في حياة رسول الله، صلى الله عيه وسلم تسليما، انظر الشكل: 1.
                                        
لقد نظم وقته خلال الأربع وعشرين ساعة دون تعب أو ملل، ونلاحظ في هذا الشكل أنه قد خص أوقات العبادة، وأوقات أعمال الأمة، ونشر الدعوة الإسلامية، وخص أوقاتا للعائلة وصلة الرحم، وخص أوقاتا للراحة البدنية والعقلية، وأوقاتا خصها للحديث والاجتماعات التجريدية.
كما نعلم جيدا أن التخطيط الذي خطه في الهجرات، وفي بعثة السرايا، وفي تبليغ الدعوة الإسلامية... كانت تخطيطات جد محكمة وهادفة...

ومن هذا المنطلق يجب أن نعلم أن دون استقامة، دون كمال النفس، دون مكارم الأخلاق لن نستطيع أبدا أن ننظم وقتنا، وأن نسير أعمالنا وفق نظام يسود احترام الوقت، والعمل بنزاهة وصدق وأخوة وأمانة...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- نظام الدائرة في البحوث العلمية –

إن جوهر التسيير على شكل الدائرة لا يقيدك بما تعلمت، بل يفتح أمامك طريق الإبداع، طريقة فكر جديدة كما قال: " ب. فولر ":« إذا أردنا أن نلقن لأشخاص طريقة فكر جديد، فلا يجب أن نحاول تعليمهم فقط، بل بالعكس يجب أن نعطيهم الوسيلة التي إذا استعملوها أدت بهم إلى طريقة فكر جديدة ».
فمن هذا المنظور يجب على الإنسان أن يكون من المبدعين لا من المقلدين. ومن هذه الزاوية إذا أردنا أن نكتب بحثا وفق نظام التسيير على شكل دائرة فيكون إبداعنا على الشكل التالي:
1- اشترطنا على أنفسنا أي ثقافة نريد؟ أثقافة الانفتاح، أم ثقافة فقد الثقة؟ فكانت الإجابة: نريد ثقافة الانفتاح؛ إذا فعلمنا ما علينا، وما لنا قبل الولوج من هذا الباب.
2- سألنا أنفسنا: أنريد العمل بالهرم، أم على شكل دائرة؟ فكان الجواب: والله لقد عملنا سنين بالعمل الهرمي فلم تثمر شجرته جديدا؛ هيا بنا إلى التسيير على شكل دائرة. فطلب منا التسيير على شكل دائرة الإبداع قبل العمل، وهذا الإبداع بمثابة مقياس لمدى تحصيلنا من التعليم والبحث...
3- تحديد الرؤية:
إلي أين نريد الذهاب: نريد أن نقدم للعالم الجديد في ميدان العلم.
عبر أي سبيل: عبر كتابة بحث من منظور علمي، وطبعه، ونشره.
بأي الوسائل: بدراسة جميع ما  كُتب  في هذا الموضوع.
فعندما نريد مثلا البحث في موضوع ما: "  س " من منظور علمي، نكون بمفهوم المنظور العلمي قد صنعنا هرما كالتالي:            
                                        
من هذه الزاوية يتضح أن بحثنا هو القاعدة، ومنهجية البحث هي الوسط بين بحثي والعلم؛ فالعمل الذي نقوم به شاقا، له وجهة واحدة وهي العلم، والعلم يوجد في القمة، ولا نستطيع أن نقدم شيئا للعلم، لأنه هو القمة، ونحن يجب علينا أن أكون مقيدين بالقمة الهرمية! إذا فعملنا سوف لن تتوفر فيه الجودة! لأنه كلما وجدنا فكرة وإلا صعدنا بها إلى القمة الهرمية من أجل القياس والوزن... فإن لم نجد شيئا ننزل إلى الأسفل؛ وهذا النزول هو الإحباط، والفشل...
إذن،  فضلنا، وعاهدنا أنفسنا أن نعمل بنظام التسيير على شكل دائرة في منهجية البحث؛  التي أسفرت النتائج على ما يلي:
فكل شيء ينبني عن الرؤية التي كما وضحنا سابقا أنها هي الطموح، أي أنا أطمح إلى ماذا بهذا البحث؟!
وليس من السهل إيجاد الرؤية في وقت وجيز، بل يتطلب منا وقتا يخيم فيه الهدوء والسكون التام، والتفكير الجيد، والفكرة الصائبة، وقد بينا سابقا أن هذا الطموح قد يُغرس في النفس منذ الطفولة، وفي الشباب، وحتى في الكبر إذا عزم الإنسان على تغيير حياته في لحظة ما...

فالرؤية في البحث العلمي تتطلب أسئلة كثيرة، وجد دقيقة لإيجاد الرؤية، ومن بين الأسئلة نطرح ما يلي:
- لماذا نبحث؟
- من أجل ماذا نبحث؟
- لمن نحن سنبحث؟
- ما هو موضوع بحثنا؟
فإن كنا نبحث لأننا أدركنا أن من واجبنا أن نبحث، وهذا دورنا في الحياة، أو حان لشجرة فكرنا أن تعطي ثمارها، فهذا جواب السؤال الأول.
وإن كنا نبحث من أجل ما ينفع البشرية، فهذا جواب السؤال الثاني.
وإن كننا نبحث من أجل البشرية، نكون قد أجبنا عن السؤال الثالث.
أما موضوع بحثنا فهو بطبيعة الحال سيوافق اختصاصنا، واختياره ينبع من خلال الأسئلة الثلاثة الأولى.

ثم التوجه نحو وثيقة الأهداف الإستراتيجية لكتابة هذا البحث في أربع سنوات على سبيل المثال.
                                    

            
وهذه الوثيقة تساعد على برمجة العمل من أجل عمل منظم وربح الوقت...
وهناك الفكرة المسبقة التي يجب أن تبقى كما هو مفهوم النية، أي لا نقحم الفكرة المسبقة، بل تبقى شيئا جوهريا إلى أن يصل زمانه، مثلا: نقول: نريد أن نكتب بحثا تحت عنوان: س؛ لا نذكر المنظور العلمي لأنه سوف يقيدنا، والتقييد من أكبر العوائق...
وكان لابد من التفكير في كل العلوم، ويكون هو المحور الأول الذي ينطلق منه البحث...
وبعد هذا، نضع منهجية البحث التي حددنا فيها موضوع البحث، والوسائل والتقنيات التي تساعدنا وتسهل مهمتنا في البحث كما علمنا:
نضع دائرة وننزل فيها كل العلوم التي تكلمت عن " س "، ونواة البحث هي " س " على الشكل التالي:
                                    
ومن هذا الزاوية يجب وضع استعمال الزمن لكل هذه المواد:
                                  
وتسجيل المعلومات يتم وضعه في جهاز الحاسوب على شكل صفحات مبرمجة تماما كما هو الشأن في صفحات الانترنيت، أي بمجرد أن نضع سهم الفأرة في خانة المعلومة التي نريدها تظهر على الشاشة بسرعة، وفي كل صفحة نجعل فهرس كل المعلومات حتى نتمكن من التنقل بسرعة من مادة إلى مادة ومن موضوع إلى موضوع...  وهذه البرمجة تتطلب مهارة، كما أن هناك وسائل التعليم كثيرة ومتنوعة؛ سواء عن طريق المعاهد، أو الانترنيت، أو الأقراص CD.  
كما أن جدول استعمال الزمن يتغير من مرحلة إلى أخرى.
وفي هذه المرحلة يجب ربط المواضيع مع بعضها البعض، دون رفض أية فكرة أو نظرية؛ وتصنيف المعلومات التي تثير الانتباه حسب الفصول التي نحن في حاجة إليها  والمتعلقة بالحث.
وكان لابد من وضع دوائر كورشة عمل، فتم وضعها كما يلي:
                                  http://www.x66x.com/download/441748650c2a76d33.gif
ودائرة المكتبة جمعت بين الكتب، والمجلات، والمحاضرات، والندوات، والأقراص: CD؛  وشبكة الانترنيت جمعت بين البرامج الإذاعية الثقافية.
وفي المرحلة الثانية، تتم دراسة وفحص كل الاستنباطات من هذه العلوم، ثم محاولة الاستنتاجات، فالأخذ بما هو ضروري، وترك الباقي كمراجع يُرجع إليها بين الفينة والأخرى...ثم وضع الدائرة الثانية، على الشكل التالي:
                                        
فالمحصول الأولي الذي تم تحصيله يجب الاستدلال عليه بآيات من القرآن الحكيم، والسنة النبوية، ثم الانطلاقة نحو الآيات الكونية، كما جاء في قوله تعالى:
- ﴿ سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبن لهم أنه الحق أو لم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد﴾، [فصلت، 53].
- ﴿ أو لم يروا كيف يبدئ الله الخلق ثم يعيده إن ذلك على الله يسير۞ قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ثم الله ينشئ النشأة الآخرة إن الله على كل شيء قدير﴾، [ العنكبوت، 18- 19].
فمن خلال هذه الآيات كان لابد إقحام الآيات الكونية في الدائرة من أجل التفاعل مع المحصول الإجمالي.

ومن هنا تتم الانطلاقة إلى الدائرة الثالثة، وهي على الشكل التالي:
                                    
ومن هنا يتم الانتقال إلى الدائرة الثالثة، وهي على الشكل التالي:
                                                                              
ففي هذه الدائرة محاولة وضع كل الاستنباطات، والاستنتاجات بين العلم والقرآن والسنة من أجل الوصول إلى عين اليقين...

ومن هنا يتم الانتقال إلى الدائرة الرابعة، وهي كالتالي:
                                      
هذه هي مرحلة التحرير، فهنا يتم استحضار المنظور العلمي باستدلال آيات القرآن الكريم، والأحاديث النبوية، وآيات الآفاق، وآيات النفس، ومحصول العقل من المطالعة والبحث...
فالنتائج  هنا تبدو جد سارة، الجميع يستفيد من هذا البحث، وتعم الفائدة وسط الدوائر، وفي بعض الأحيان قد تكون الفكرة منحرفة شيئا ما، أو خاطئة فتتقوّم وتصوّب سواء عن الطريق المباشر، أو فيما بعد، مع الخلو بالنفس فتستيقظ الفكرة الصائبة عن طريق تلك المناقشات وتبادل الآراء والأفكار...
وفي كل جلسة تملأ شبكة التحليل التي تزيد بالمجموعة إلى الأمام، ولكن لم يكن الشعور بهذا في الوهلة الأولى، بل عند اقتراب نهاية البحث يتضح العمل على شكل دائرة أنه مثمر للغاية ونتائجه يستفيد منها الجميع سواء صاحب المشروع، أو العاملين على إنجاح المشروع، وفي الأخير لابد من أن نجاح المشروع يستفيد منه العالم أجمع.
كما أن هذا التقديم الذي أعطيناه كنموذج فهو مختصر، لقد حاولنا أن نبيّن الأهم فقط.
أما فكرتي التي تخصني عندما أريد أن أبحث في موضوع ما هي:
الكل على صواب، الكل خاطئ، إن صدّقت ما قيل، وكُتب، فلا أملك لنفسي حجة التصديق، وإن كذّبت كذلك لا أملك حجة التكذيب؛ فقط أريد أن أبحث عن الحقيقة، والحقيقة قد أجدها، أو لا أتوصل إليها، إنما عندي اليقين أني سأترك من ورائي بابا مفتوحا نحو الحقيقة.

                         مقتبس من كتاب التسيير على شكل دائرة. للكاتب: محمد معمري
':003:'  إذا رأيت نيوب الليث بارزة    فلا تظنن أن الليث يبتسم