Advanced Search

المحرر موضوع: الصدفة المزعومة.. أين هي؟!  (زيارة 862 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

فبراير 17, 2003, 04:49:32 مساءاً
زيارة 862 مرات

الفيزيائية

  • عضو خبير

  • *****

  • 1214
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
الصدفة المزعومة.. أين هي؟!
« في: فبراير 17, 2003, 04:49:32 مساءاً »
هذه مقالة منقولة من مجلة الإعجاز العلمي العدد الحادي عشر لعام 1422..
وهي للدكتور عدنان فقيه، محاضر في جامعة الملك عبد العزيز

المقالة بعنوان : الصدفة المزعومة .. أين هي؟!!.. نقلتها لكم بإختصار.. أرجو لكم الفائدة




الصدفة المزعومة... أين هي؟



كثيرا ما وردت كلمة "صدفة chance"  في الفلسفة الغربية عند الحديث عن أصل نشأة الكون وعن مدى الحاجة لوجود خالق له من الناحية العقلية  وذلك بناء على معطيات العلم الحديث والحقيقة أن هذه الكلمة أُستخدمت استخداما غير بريء بالكلية إذ إنها وُظفت لتقديم بديل عن التفسير (الخلقي) لوجود الكون، ذلك أن هؤلاء المنكرين لوجود الخالق عز وجل يريدون أن يوهموا الجماهير أنهم إذ يصرفونهم عن الاعتقاد بوجود خالق للكون فإنما يحيلونهم إلى بديل (مألوف) لديهم يعرفونه ويستخدمونه في حياتهم اليومية ألا وهو مفهوم (الصدفة) والذي يضطرهم إلى هذا السلوك هو أنه من غير الممكن للفطرة السوية ولا (للحس العام) أن يقبلا بوجود شيء من لا شيء مهما تقعرت ألفاظ المتفلسفين وتعرجت بهم السبل من أجل الوصول إلى مبتغاهم، ففي نهاية المطاف يعود المرء إلى نفسه بعد قراءة طويلة لحجج هؤلاء وسفسطاتهم ليقول: أتريد أن تقنعني أن هذا الكون الهائل المحكم في بنائه قد أنشأه العدم!!؟؟، لن يقبل لهذا التفسير إلا شواذ الشواذ، ولن يقبلوه إلا وهم يكذبون على أنفسهم، ولذلك فهم لا يجرؤون على أن يصرحوا به بل يختبئون وراء ما يسمونه بجدلية (الصدفة) لتكون بديلا عن جدلية (الخلق) لكن هؤلاء على كثرة كتاباتهم حول هذا الموضوع لا يُعرفون لنا معنى كلمة (الصدفة)، تلك الكلمة التي يكثرون استخدامها والتعلق بها.
ولقد تصفحت عشرات الكتب والمقالات التي تدافع عن نظرية الصدفة هذه وتعمدت أن أبحث فيها عن تعريف لكلمة (الصدفة) فلم أعثر على ذلك إلا في أقل القليل منها وكانت تلك التعريفات تظهر على استحياء وبشكل سطحي وغير دقيق.

الصدفة في حياتنا اليومية:

لو تتبعنا استخدام كلمة (صدفة) في حياتنا اليومية لوجدنا أن هذه الكلمة لا تستخدم في حياتنا اليومية إلا للتعبير عن واحد من ثلاثة مفاهيم:

1- للتعبير عن عدم القصد من وراء الفعل مع إمكانية فعل الفعل بقصد، كأن تلتقي بصديق في محل تجاري من غير موعد فتقول لقيته صدفة أي بغير قصد مني أن ألقاه.

2- للتغبير عن وجود القصد لإحداث الفعل مع عدم توفر القدرة على فعله، كأن يرمي رجل لا يعرف فنون الرماية هدفا فيصيبه من أول رمية فيقال: إن إصابته للهدف كان من قبيل الصدفة أي ليست عن استحقاق ومهارة لديه.


3- للتعبير عن وجود رابط بين حدثين متزامنين أو متلاحقين أي انتفاء ما يسمى برابط السببية بينهما سواء كان هذا الرابط مباشرًا باعتبار أحدهما (سبب) والآخر (نتيجة)، أو غير مباشر باعتبار أن كليهما نتيجة مشتركة لسبب ثالث غير ظاهر، والأمثلة على ذلك كثيرة منها موت إنسان ما وصراخ امرأة تقطن المنزل المجاور له لسبب آخر فنقول: إن تزامن صراخ المرأة مع موت الرجل أو حدوثه بعد الموت مباشرة كان من قبيل الصدفة وليس بسبب حدث الموت.



الصدفة بين الاستعمال اليومي ومسألة نشأة الكون:

يمكننا أن نرى بوضح أنه لا علاقة لمفهوم الصدفة الذي نستخدمه مع ما يحاول هؤلاء الملحدون أن يوهمونا به، ففي الحالتين الأوليين كان استخدام كلمة (صدفة) يقتصر على التعبير عن عدم القصد أو عدم القدرة لكنه لا يتحدث أبدا عن عدم وجود فاعل أصلا ولا يمت إلى هذه الفرضية بأي صلة! فكونك التقيت بصديقك في المحل التجاري صدفة لا يعني أن هذا اللقاء تم بدون أن يكون هناك فاعل له، والفاعل هنا هو أنت وصديقك فكلاكما قام بعمل من أجل إحداث هذا اللقاء كالمشيء من المنزل إلى المحل التجاري مثلا، وغاية الأمر أنكما لم تقصدا إحداث اللقاء، وكذلك الشأن في الاستخدام الثاني لكلمة الصدفة، فكون الرمية التي لاماها المبتدئ في الرماية أصابت الهدف (صدفةً) لا يعني أن ذلك حدث دون الحاجة إلى فاعل وهو الرامي في هذه الحالة، فإطلاق كلمة صدفة على هاتين الحالتين لا يعني مطلقا عدم الحاجة إلى وجود فاعل للأحداث، وإنما يعني أحد أمرين: إما عدم القصد لإحداث الفعل وإما وجود القصد ولكن عدم وجود القدرة على إحداثه، وفي كلتا الحاتين فإن الفاعل موجود وهو ما يريد المشككون نفيه، فأي حجة لهم في استخدام كلمة صدفة سوى تضليل الناس وإيهامهم بوجود بديل معقول لمسألة الخلق؟ وعلى ذلك فإن استخدامهم لكلمة لكلمة صدفة هو في الحقيقة مكافيء لأن يقولوا: إن للكون خالقا ولكنه خلقه من غير قصد منه، وكان بالرغم من ذلك بهذا الاتقان والعظمة، أو أن يقولوا: إنه قُصد خلقه بهذا الإتقان والعظمة لكن خالقه لم يكن يملك القدرة على ذلك، وإنما حدث له ذلك عن طريق الصدفة، فهل يقول بهذا الكلام عاقل؟؟ تعالى الله عن ذلك علواً كبيرا وبالرغم من ظهور فساد هاتين المقولتين، إلا أن الأمر الأهم هو كون المنكرين إنما يريدون أصلا من وراء فكرة الصدفة نفي الحاجة إلى وجود خالق، الأمر الذي لا يتيحه لهم استخدام كلمة (صدفة) بأحد هذين المعنيين، أم الاستخدام الثالث لكلمة صدفة فيقتضي أن يكون هناك حدثان كما ذكرنا متزامنين أو متلاحقين والبحث حينئذ يكون في علاقة أحدهما بالآخر هل هي صدفية أم سببية وهم ـ أي المتعلقون بنظرية الصدفة ـ إنما يتحدثون عن حدث واحد وهو نشأة هذا الكون، فما هو الحدث الآخر الذي يستخدمون الصدفة للتعبير عن العلاقة بينه وبين نشأة الكون؟ ليس هناك جواب إلا أن يقال: إنه وجود الحق ـ سبحانه وتعالى ـ مع اعتراضنا على تسمية ذلك حدثا ـ وحينئذ لا حاجة للمناقشة معهم إذ أثبتوا وجود الخالق وهو الأمر الذي يردون نفي الحاجة إليه، أو أن يقولوا بوجود حدث آخر قبله وهي فرضية لا دليل عليه يستلزم التسلسل أو الدور وكلاهما باطل. وخلاصة القول: إن استخدام كلمة (صدفة) في حياتنا اليومية لا يطلق على إيجاد شيء من لا شيء، وبذلك لا يصح استخدامها كبديل لمقولة الخلق والتي تطلق على هذا المعنى ولو أن إنسانا أبصر وهو يسير في الطريق بيتا يظهر فجأة في الخلاء وأراد أن يصدف هذا الحدث المذهل لربما قال: إن ظهور البيت كان من قبيل المعجزة أو الخارقة لكنه قطعا لن يقول: إن ظهور البيت كان من قبيل الصدفة، فمن أين يتسلل هذا الاستخدام لكلمة صدفة ليحل محل كلمة الخلق؟!
.......

مبدأ عدم التحديد هل يفسر إيجاد شيء من لا شيء؟

في الفيزياء الكمومية، وبالذات مبدأ عدم التحديد يسمح بظهور جسيمات من العدم لفترات زمنية قياسية في الصغر ثم اختفائها ثانية، الأمر الذي طبّل له القائلون بنظرية الصدفة واعتبروا اكتشافه (إنجازا) يسحب لصالح نظريتهم! وقد حاول بعض العلماء الأفاضل التشكيك في صدقية هذا الأمر باعتبار أن هذه الجسيمات لا تخرج من العدم وإنما تظهر ضمن الإطار الزماني ـ المكاني (الزمكان) المحيط بها والزمكان ليس عدماً، ومع وجاهة هذا الاعتراض إلا أننا نرى أن هذه الجسيمات إن كانت تظهر من العدم بالفعل فلن تكون إلا دليلا جديدا على صحة عقيدة الخلق ومثالا معاينا على عظمة الخالق يزيد من حاجة المنكرين إلى التبرير والتفسير، فلم يعد الأمر مقتصرا على حدث واحد (وهو خروج هذا الكون من العدم إلى الوجود) وقع منذ بلايين السنين يمكن أن نغض الطرف عنه لنتحدث بدلا من ذلك عن تفاصيل تطور المجرات وخلق الإنسان ومدى إمكانية أن يحدث ذلك صدفة، بل أصبح الأمر يتطلب تفسيرا ملحا لظهور هذه البلايين من الجسيمات التي تنشأ في كل لحظة، مَن الذي أخرجها من العدم إلى الوجود ثم من الوجود إلى العدم مرة أخرى؟! ولا تلتفت إلى التفسير الواهي الذي يردده هؤلاء من أن (مبدأ عدم التحديد يسمح بذلك)، فالمبادئ والقوانين الفيزيائية تصف فقط ما يحدث ولكن لا تفسره ولا تبرره وهو معروف عند فلاسفة العلم في العصر الحديث كافة، بل وعند العقلاء الذي يفهمون أن القانون الفيزيائي إنما هو عبارة عن وصف للعلاقة بين الأشياء ولا شيء أكثر من ذلك. فهل بعد تلبيسهم هذا من تلبيس؟!

وخلاصة القول:

إن اقحام كلمة صدفة في مسألة نشأة الكون ليس له مسوغ إلا إيهام الجماهير أن هناك بديلا مألوفا لمسألة الخلق.
إن هؤلاء الذين يتلاعبون بالألفاظ ليضللوا بها الجماهير لا ينبغي أن يستدرجونا إلى الخوض معهم في قضايا وهمية أو هامشية، ولا ينبغي لنا أن نسمح لهم بالتنصل من أصول المسائل إلى فروعها لتتحول النقاشات إلى جدل عقيم لا يسمن ولا يغني من جوع، ولنا في سيدنا إبراهيم ـ عليه السلام ـ أسوة حسنة وهو الذي قال الله تعالى عنه : "وتلك حجتنا ءاتيناها إبراهيم على قومه"، لنا فيه أسوة حسنة في جداله مع الملك الكافر: "إذ قال إبراهيم ربي الذي يحي ويميت قال أنا أحيي وأُميت قال إبراهيم فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذي كفر"، فلم يلتفت سيدنا إبراهيم عليه السلام إلى محاولة استدراج الملك له بالخوض في تفاصيل الحياة والممات وفي ما هية الموت والحياة التي قصدها ـ عليه السلام ـ عندما تحدث عنهما، ولكنه وضعه مباشرة أمام القضية الأساسية مرة أخرى بطريقة لا يمكنه معها المراوغة والتخلص "فبُهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين".
وقد ضرب لنا القرآن الكريم مثلا رائعا في هذا الباب عندما عرض قضية خلق الإنسان عرضا محكما موجزا لا يدع مجالا للشكل ولا للمراوغة فقال تعالى:
" أم خُلقوا من غير شيء أم هو الخالقون * أم خَلقوا السموات والأرض بل لا يوقنون"
فإما أن يكون العدم قد أنشأهم أو هم أنشأوا أنفسهم وكلا الزعمين أمر يمجُّه العقل السوي، فيبقى لهم أن يقولوا إنهم نشأوا من الأرض من دون خالق (كما يزعم الدارونيون)، فيتجة السؤال حينئذ عن الذي خلق الأرض والسماوات، من هو؟ أيزعمون ذلك لأنفسهم؟؟ "بل لا يوقنون".

---------------------
انتهى..
يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم:
"يعجب ربنا من قنوط عباده وقرب خيره، ينظر إليكم أزلين قنطين، يظل يضحك يعلم أن فرجكم قريب "

--------------

(.)
النهاية

فبراير 17, 2003, 06:19:01 مساءاً
رد #1

سلامه الرفاعي

  • عضو متقدم

  • ****

  • 517
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
    • http://www.alfda.net/
الصدفة المزعومة.. أين هي؟!
« رد #1 في: فبراير 17, 2003, 06:19:01 مساءاً »
جزاك الله خيرا على نقلك الموفق
فالصدفة الان وفي الماضي يتشبث يها كل من امنتع عليه الرد والجواب
واستخدمها الملاحدة في رد الحقيقة

----------------




الموقع الإسلامي العربي الأول على شبكة المعلومات العالمية


فبراير 17, 2003, 11:02:06 مساءاً
رد #2

المعلم الثالث

  • عضو متقدم

  • ****

  • 749
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
الصدفة المزعومة.. أين هي؟!
« رد #2 في: فبراير 17, 2003, 11:02:06 مساءاً »
سبحان الله

------------
------------

نرجع للموضوع

الصدفة لها قانون

لقد قضى بولتزمان ( لكم احب هذا الرجل مع انه مات كافرا ) اقول لقد قضى عمره واصيب بالجنون لانه وجد القوانين التي تحدد مفهوم الصدفة وتؤطرها

يا سادة ويا سيدات هذا الرجل وضع قانون الصدفة !!!!
اي انه وجد بعبقريته التي لا استطيع استيعابها ، ان ما يدعى صدفة هو في الحقيقة احد نواميس الكون ويمكن التنبؤ بها

تخيلوا ان يقول احد ما : استطيع التنبؤ بالصدف ، ومش بس هيك ، وعلى اسس رياضية كمان
هذا ما تفعله الانتربي ... التي اخترعها بولتزمان

------------
-----------



دخل الفارس المنتصر مدينته المفتوحة .... وكانت كل فتيات المدينة الجميلات يهتفن بإسمه ....  فنظر اليه احد الجنود وقال : ما لك لست فرحا يا سيدي؟  .
فأجاب الفارس المنتصر : كنت اود ان اسمع هذا الهتاف ، ولكن من عجائز بيشاور !!!
( بيشاور : المدينة التي ولد فيها الفارس)

فبراير 19, 2003, 07:09:06 مساءاً
رد #3

الفيزيائية

  • عضو خبير

  • *****

  • 1214
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
الصدفة المزعومة.. أين هي؟!
« رد #3 في: فبراير 19, 2003, 07:09:06 مساءاً »
إلى صريع الدلال.. شكرا لك

المعلم الثالث..
إن المقالة تتحدث عن صدفة غير صدفة بولتزمان.. فالصدفة التي يقولها الملاحدة هي التي تخلق عندهم... أما بولتزمان فإن صدفته تتنبأ بالاحتمالية، لا تجزم كما أنها لا يد لها في الخلق!!!.. قد يتنبأ المعلم ـ مثلا ـ أن الطالب الفلاني سوف يرسب في آخر العام لما يرى من اهماله، ولكن عندما يأتي رسوب هذا الطالب في آخر العام، هذا لا يعني أن السبب أن المعلم تنبأ بذلك!!! بل هناك فاعل في هذا الرسوب وهو كسله واهماله......... ألا توافقي في ذلك!!!
... والمقالة تناقش مقولتهم، ولا تنقض قانون الأنتروبيا لدى بولتزمان..

ولكن هل تعلم...  لقد ذكرني حديثك عن بولتزمان بكلام جميل للشيخ الغزالي.....  دفعني لأنقله لهذه المنتديات.. ووضعته في الساحة العامة..

انقر هنا.....

أشكر الجميع.. من شارك ومن قرأ
يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم:
"يعجب ربنا من قنوط عباده وقرب خيره، ينظر إليكم أزلين قنطين، يظل يضحك يعلم أن فرجكم قريب "

--------------

(.)
النهاية