السلام عليكم
الاخوة الأعزاء،،،،، هذه خاطرة أحببت أن أكتبها سريعا قبل أن أعود إلى المنزل...... أنا الآن أكتب إليكم من مكتبة الجامعة
'> !!
منذ أيام قلائل خطرت في بالي فكرة تتعلق بالكتاب اللطيف الذي ندرسه، وهو كتاب University physics لمؤلفيه يونغ وفريدمان، ندرس الطبعة 11 (الصورة إلى اليمين) وقد صدرت الطبعة 12 (الصورة إلى اليسار)...
هذا الكتاب من أحلى وأجمل وألطف وأظرف وألذ وأطيب وأحسن وأفيد وأمتع الكتب في الفيزياء
، وقراءته والاطلاع فيه والاستفادة منه قطعة من النعيم ( لأولي الألباب فقط، أما الذين يكرهون بذل الجهد فما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون) لأنه قد تميز بعدة مميزات صدرته بين الكتب، وحسُنَ شرحه جدا لأهل الطلب، فمن مميزاته:
- شرحه الأمور بالتفصيل المميــــــــت، وتكثيره الكلام حتى في غير مواطن الفائدة. والدليل على ذلك صغر خطه وكثرة صفحاته الرقيقة وكتابته المسائل في أعمدة!!
- اعتماد ستراتيجية خاصة لحل المسائل، وهي المسماة Young&Freedman ISEE Strategy.
- اشتمال خواتم فصوله على ملخص ومسائل كثيرة جدا (قد تتعدى المئة مسألة في الفصل).
- اعتماد نظام لحل الواجبات ومشاهدة أفلام تفاعلية عبر الإنترنت (للطلاب المشتركين)
- الدقة المتناهية في رسومات الكتاب figures والحذر الشديد في الكلمات والتعابير. وإتقان مواضع وضع الصور فلا توضع قبل الكلام المشروح أو بين الفقرات. وأنه يكاد يخلو من الأخطاء المطبعية (حتى الآن لم أجد خطأ واحدا)
- اختياره ألوانا للمتجهات، فاللون الأزرق في الكتاب لمتجهات الإزاحة، والبرتقالي للعجلة، والأخضر للسرعة، والأحمر للقوة، والوردي للمجال الكهربائي الخ الخ
- زيادته وتحسين إنتاجه في كل طبعة!
وغيرها وغيرها وغيرها ..............ربما نسيت أمورا كثيرة..
(أعتقد أنكم حتقولوا الآن إن واصف هذا الكتاب ما شافش نعمة
، كأن ما فيش كتاب فيزياء غيره
) صبركم شوية بس!!
'>
ولأنني تقلبت في هذا الكتاب كثيرا منذ ما يزيد على نصف العام، وخلال ذلك اقتطفت من نضير أزهاره، واغترفت من نمير أنهاره، وعشت معه - ولا أزال أعيش معه- أجمل أيام عمري!، لذا فقد آسفني أن أرى كتبنا العربية في الفيزياء في حالة مـ نـ حـ ط ـة، فأغلبها مقتضبة، لا تعرض البراهين، ولا تشرح القوانين، ولا تبين الحس الفيزيائي، وأغلب رسوماتها باليد، وغير ملونة، وبادية الأخطاء، ولا تساعد على الدراسة
'>
والخلاصة أني وجدت الكتب الفيزيائية هناك تخرج في أثواب قشب، وهنا تخرج في أثواب مهلهلة!! ولا مجال للمقارنة!! وإذا رأى أحد منكم غير هذا فبيننا نقاش!
وبرزت مشكلة أخرى، وهي أن الكتب الدراسية في المدارس - وإن كانت تستفيد أحيانا كثيرة من المراجع الأجنبية- فإن جل اعتمادها على المراجع العربية!! فانحطت كتب المدارس في الفيزياء وصار الاعتماد في الدراسة على المعلم الماهر.
المهم أنه قد خطرت في بالي منذ يومين أن أفيد الطلاب والمعلمين وأعمل - حتى لو بعد تخرجي وتفرغي- على ترجمة هذا السفر النفيس وإخراجه عربيا في أحسن صورة بعد أخذ إذن الناشر بذلك!! ليكون هذا من أهم إنجازاتي في الحياة!!
واليوم دخلت هذه المكتبة التي أتردد عليها كثيرا لأني كنت أبحث عن برهان (برهان أنه في التصادم المرن ذي البعدين بين جسمين متكافئين في الكتلة تكون الزاوية بين سرعتيهما النهائية 90 ْ)، واليوم لأول مرة أقابل كتاب سيرواي الذي أسمع عنه كثيرا، (صورة الطبعة السادسة من كتاب سيرواي وجيويت)
ووجدتُ كذلك كثيرا من الكتب والمراجع الفيزيائية الرائعة التي تستحق إدمان النظر فيها لجمالها وأهميتها
... فخلصت من ذلك إلى فائدة لطيفة، وهي أن ترجمة الكتاب لن تفيد الطالب المجد، ولن تفيد المعلم الناجح، فمن يريد أن يتعلم الفيزياء ... يجب أن يتعلم الإنجليزية....
انظر إلى علماء الإسلام في سائر العصور، كانوا من بلاد شتى، لكن تعلموا اللغة العربية لأجل أن يتعلموا الدين،،،، لم ينتظروا أن يترجم لهم أحد كتب علوم القرآن والفقه والحديث الخ وإنما جاءوا من بلادهم البعيدة، جاء الهندي والسندي والفارسي والتركي والأندلسي ليتعلموا اللغة لأجل أن يتعلموا الدين...
رحم الله الخليل بن أحمد إذ يقول: (لا يصل امرؤ من العلم إلى ما يحتاج إليه إلا إذا تعلم ما لا يحتاج إليه)
كانت هذه خاطرة قصيرة فأطلناها والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.