بسم الله الرحمن الرحيم ...
قد يستعجب البعض من هذا العنوان الذي اخترته ...
و لكن ... تعال معي أخي \ أختي ... لنبحر في عالم كوكب الزهرة ؛ ثم أترك لك الحكم !
كان الفلكيون قديما ( قبل الستينات ) يعتقدون أن الزهرة مشابه للأرض في كل شيء ، فأطلقوا لقب " أخت الأرض " عليه ...
نظرا لما اكتشفوه من تقارب حجميهما و أن متوسط كثافتهما متقارب كما أن السحب تعلو سطحيهما ... و راحوا يفترضون على تلك الأسس افتراضات لا تمت إلى الحقيقة بصلة ...
أحدها أن النبات يعم الزهرة لما يحويه غلافها من أبخرة ظنوا أن مصدرها الماء !
و لكن ... بعد أن تقدمت علوم الرصد و استكشاف المجموعة الشمسية ...
خرج العلماء بنظرة أذهلتهم أيما إذهال ... فسحبوا ذلك اللقب الجميل ليُطلقوا لقب " جهنم " على الزهرة .
كيف حصل ذلك ؟
في البداية ، علم العلماء أن الزهرة محاط بغلاف يحوي من ثاني أكسيد الكربون ما نسبته 98 % ، و كما نعلم جميعا أنه غاز حابس للحرارة ...
و هذا يعني أن كمية الحرارة التي تدخل إلى الزهرة قادمة من الشمس لا تنفك عنه ، و من ذلك فلا عجب إذاٌ إن علمنا أنه أشد حرارة من عطارد في ليله حيث إن حرارة سطح عطارد المظلم تقل عن الصفر ، في حين أن حرارة سطح الزهرة المظلم تصل إلى 400 درجة مئوية !!!!
مما يسبب توهج حجارته في الليل !!!!!
ليس هذا و فقط ... بل إنهم اكتشفوا أن الضغط على سطحه ... يفوق مقدار الضغط على سطح الأرض 90 مرة -- أي أنه يساوي الضغط على عمق 1 كلم من سطح البحر -
و أما ثالثة الأثافي أيها الأحبة ، فهي أن السحب في غلافه الجوي تدور حوله خلال أربعة أيام في حين أن مدة لفه حول نفسه أكثر من 200 يوم ...
أي أنها أسرع من سرعة لفه بحوالي 60 مرة !! و لك أن تتصور أيها القارئ قساوة الجو هناك ... حيث إنه مملؤ بالعواصف و التيارات القوية ... فضلا عن أن الطبقة العليا من غلافه تحتوي على دقائق من حمض الكبريت ، فإنها لو أمطرت ...
فيا لبؤس من تهطل عليه أمطارٌ من حمض الكبريت ، و يا لشقائه !!!
هل أزيد ؟
أعتقد أن ذلك يكفي ...
إذاٌ فلا عتب على من قال أن كوكب الزهرة شبيه بجهنم -- نعوذ بالله من جهنم --
و لا عجب أن يصرف العلماء نظرهم عن استعمار الزهرة أو حتى إقامة محطة فضائية فيه .
و هنا نطرح تساؤلا ... هل سيتمكن العلماء في يوم ما من سبر أغوار الزهرة على أرض الواقع ؟
عن نفسي لا أعتقد ذلك .
قبل أن أختم
دعوني أستغل الفرصة ، و أذكر نفسي و إياكم بتقوى الله . فإن نار جهنم أشد و أقسى !
كتبه أخوكم بوزترون الهاشمي ...
و لكم التحايا الصادقة ...
ملاحظة : مصدر المعلومات ... مقرر : مقدمة للمجموعة الشمسية و النجمية - بجامعة الملك سعود .