المرجان
من عجائب مخلوقات الله ، يعيش فى البحار على أعماق تتراوح بين خمسة أمتار وثلاثمائة متر ، ويثبت نفسه بطرفه الأسفل بصخر أو عشب ، وفتحة فمه التى فى أعلى جسمه ، محاطة بعدد من الزوائد يستعملها فى غذائه ، فإذا لمست فريسة هذه الزوائد وكثيرا ما تكون من الأحياء الدقيقة كبراغيث الماء ، أصيبت بالشلل فى الحال والتصقت بها ، فتنكمش الزوائد وتنحنى نحو الفم ، حيث تدخل الفريسة إلى الداخل بقناة ضيقة تشبه مرئ الإنسان 0 ويتكاثر هذا الحيوان بخروج خلايا تناسلية منه ، يتم بها إخصاب البويضات ، حيث يتكون الجنين الذى يلجأ إلى صخرة أو عشب يلتصق به ، ويكون حياة منفردة ، شأنه فى ذلك شأن الحيوان الأصلى 0 ومن دلائل قدرة الخالق أن حيوان المرجان يتكاثر بطريقة أخرى هى التزرر ، وتبقى الأزرار الناتجة متحدة مع الأفراد التى تزررت منها ، وهكذا تتكون شجرة المرجان التى تكون ذات ساق سميك ، تأخذ فى الدقة نحو الفروع التى تبلغ غاية الدقة فى نهايتها ، ويبلغ طول الشجرة المرجانية ثلاثين سنتيمترا . والجزر المرجانية الحية ذات ألوان مختلفة ، نراها فى البحار صفراء برتقالية أو حمراء قرنفلية ، أو زرقاء زمردية ، أو غبراء باهتة 0 والمرجان الأحمر ، هو المحور الصلب المتبقى بعد فناء الأجزاء الحية من الحيوان ، وتكون الهياكل الحجرية مستعمرات هائلة ، وكان المظنون أن هذه المستعمرات إن هى إلا قمم البراكين المغمورة تحت الماء 0 وأكثر ما توجد هذه المستعمرات فى المحيطين الهندى والهادى ، حيث ترتفع عن الماء وتتسع حتى يبلغ من اتساعها أن تستعمر وتأهل بالسكان ، وقد تبقى تحت سطح الماء ، وبذلك تصبح خطرا يهدد الملاحة 0 ومن هذه المستعمرات ، سلسلة الصخور المرجانية المعروفة باسم "الحاجز المرجانى الكبير" الموجود بالشمال الشرقى لاستراليا ، ويبلغ طول هذه السلسلة 1300 ميل وعرضها 50 ميلا ، وهى مكونة من هذه الكائنات الحية الدقيقة الحجم .