Advanced Search

المحرر موضوع: سامي أسمر  (زيارة 485 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

نوفمبر 14, 2003, 03:25:35 مساءاً
زيارة 485 مرات

phiso

  • عضو مبتدى

  • *

  • 15
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
سامي أسمر
« في: نوفمبر 14, 2003, 03:25:35 مساءاً »
من موقع الجزيرة نت:
اقرأ في هذا المقال:
- ذكريات سامي أسمر في الأردن
- دراسته في الأردن
- سفره إلى أميركا وتخصصه في مجال الفيزياء
- إنجازاته وأبحاثه في مجال علوم الفضاء
- مواجهة تحديات المهجر ومدى اتصاله بالوطن الأم

 

سامي أسمر: الحضارة العربية حضارة عريقة وفيها فنون جميلة جداً، وفيها آداب جميلة، ولذلك أنا من اهتماماتي بالإضافة إلى العلوم الاهتمام بالفن العربي الأصيل، فأنا اخترت حتى أكون على صلة دائماً بالوطن بسبب حنيني إلى الوطن كأي مهاجر أن.. أن أنتقي شيء يعني يربطني في الوطن فلذلك اخترت العزف على آلة الناي، وهذه آلة شرقية حنونة جداً، وهي آلة نفخية وصوتية أيضاً وتُذكِّرني كلما أعزفها بالجو العربي أو جو الصحراء في الأردن على سبيل المثال، وحتى أنا أكون حريص على إني أتعلم وأستفيد على آلة الناي أُمرِّن نفسي أسبوعياً، لذلك اخترت أن أنضم إلى مجموعة من الأشخاص عرب وأميركان وغيرهم الذين يعزفون أسبوعياً الموسيقى العربية التقليدية، فأهلاً وسهلاً فيكم.

المعلق: ما من لغة من لغات أهل الأرض قادرة على إيصال المعنى دونما ترجمان كما الموسيقى فهي رسول المشاعر بين النفوس على اختلاف أجناسها وأعراقها وثقافاتها، لغة عالمية تتجاوز كل خصوصيات التراث عندما تلاقي في نفس ما هوىً يستفز اللاشعور ويخدر الواقع ويذهب بلسان الذاكرة بعيداً إلى آفاقٍ هي خارج حدود المكان نحو خيالٍ موطنه الذاكرة، وما من فنٍّ من الفنون الإنسانية يؤثر في النفس وانفعالاتها كما توجده الموسيقى من سكينة تعطل فينا الشعور بالواقع حين سماعها لتمنح العقل فرصة للاسترخاء فراراً من هموم الدنيا ومشاغلها لتحملنا بعيداً دونما ندري إلى حيث تشتاق الروح إلى طارتها والنفس إلى زمان البراءة، وسيلة تعوَّدها الدكتور سامي أسمر كلما اشتاق الرحيل إلى وطن الطفولة.

ذكريات سامي أسمر في الأردن

سامي أسمر: بأتذكر نشأتي في مدينة عمان في العاصمة الأردنية في حي تقريباً شعبي ومكتظ بالسكان، وكنا على هضبة.. على تلة، فكانت طبعاً أيام المطر والشتاء تنهدر الأمطار في سيول قريبة على البيت، فكنا كأطفال يعني ننبسط بها الموضوع، فنغيب عن المدارس أيام الشتاء وبس نلعب ما كنا نسميه لعب بالحارات، حارات شعبية وحارات فيها وحلة وما شابه، لكن الغريب إنه كنت أنا في مدرسة خاصة وفي حي آخر من المدينة ويعتبر حي راقي، فكنت أضطر كل يوم صباحاً إنه آخذ الباص أو مع مجموعة طلاب ممكن ناخد تاكسي وننتقل إلى الطرف الآخر من المدينة، فكان فيه دائماً هذا.. يعني اختلاف في النشأة، لكن أيام طفولتي أتذكر جيدا المرحوم والدي في إنه كان.. كان غير مثقف يعني جامعياً، لكنه مثقف من إرادته، كان يقرأ كثير من الكتب والصحف، فكان عادة يقرأ الجريدة يومياً ويجلسني إلى جانبه ويقرأ الأخبار وعناوين الصحف فنشأت من صغري مهتم بالعالم وأخبار العالم، فسمعت عن ماليزيا وكوالالمبور وجنوب إفريقيا وإلى آخره من طفولتي، ممكن باقي الأطفال ما كانوش مهتمين في هذا الموضوع، لكن كان والدي مهتم بالأخبار العالمية فجذبني هذا الموضوع، فمن.. فمن صغري كنت مهتم بالعالم، ما هلا تكوَّن في فكري الكرة الأرضية، البشرية وليس يعني نظرة مصغرة إلى حارتنا.. إلى مدينتنا أو حتى المنطقة، فربَّت فيَّ نظرة أكبر من.. أكبر من سني وأكبر من عقليتي ويعني بالنهاية على كبر أصبحت إنسان مهتم بالكوكب والبشرية بشكل كامل، لكن الطفولة طبعاً تؤثر على.. على الإنسان، فمن الحي الشعبي الفقير المكتظ بالسكان وإلى آخره إلى.. إلى مدرسة تختلف كلياً مدرسة خاصة أتعلم فيها اللغات الأجنبية إلى آخره، وبالتالي النقلة النوعية من هذه الطفولة إلى.. إلى النظرة من تأثير الوالد والوالدة فيها يعني مكونات من اللي أثرت في شخصيتي.

فدا كمان من.. يعني من ذكرياتي في.. في العمارة أو البناية الذي كنا نسكن فيها، كان فيها ست شقق على ما أتذكر، كان فيه ابن الجيران طبعاً كالعادة بيكون أول صديق وأعز صديق هو شخص في سنك قريب عليك، فكنا نلعب مع بعض، فكنا يعني مادياً مش قادرين نشتري ألعاب ثمينة فكنا نخترع ونبتدع بأنفسنا الألعاب والأفكار، فمن البداية يعني روح الإبداع والتفكير كانت في النشأة كانت طبعاً هي من الحاجة، فالحاجة أُم الاختراع فعلاً، فكنا أنا وصديقي طفلين في.. في هذه الحارة، نخترع ألعاب يعني لم يكن أحد يسمع بها، وطبعاً في نهاية النهار ندعو أهالينا، ونعمل لهم عرض في.. في أي.. أي لعبة اخترعناها في هاذاك اليوم.

بعد يوم طويل من العمل والإرهاق والجهد والتفكير بأفضل أن أمارس إحدى هواياتي المفضلة، وهي رياضة الكاراتيه، وطبعاً هي رياضة جسمية مفيدة، وأنا أمارسها عادة على الأقل مرتين أسبوعياً، فهنا أنا وصلت مرحلة الدرجة الرابعة في الحزام الأسود، في هذه المدرسة التي اسمها International Karate Association وأسلوب التعليم ياباني تقليدي جداً، فتعالوا معنا نرى كيفية الدراسة، بالإضافة للتمرين اليومي، تعليم الأطفال أيضاً، خصوصاً الأطفال الذين وصلوا مرحلة عالية، فتفضلوا معنا.

المعلق: ولأن العقل السليم في الجسم السليم كما تقول حكمة المثل، فللرياضة دورها الكبير في اتساق التفكير وزيادة تركيزه، وفي رياضة الكاراتيه التي تسمى رياضة اتزان القوة وتناسقها، وجد الدكتور سامي أسمر ضالته التي تساعده على التركيز في مجال عمله الدقيق، بين كم من الحساب والجبر والتأمل، ولعل أهم ما ورَّثته هذه الرياضة في نفس الدكتور سامي أسمر هو هدوء الحضور، ودماثة الخلق والبساطة، فما بين حبه للموسيقى والرياضة الروحية، تربى عقله وتفتَّح منذ صغره على التفكير الممنطق وفقاً لحساب الرياضيات وفرضيات الهندسة اللتين فتحا له شهية الدخول إلى عالم الفيزياء الكونية الرحبة، رسم خطواته نحو النجاح، حتى التحاقه بوكالة (ناسا) لعلوم الفضاء.

دراسته في الأردن

سامي أسمر: المراحل العلمية في حياتي بأتصور تبدأ كأي طالب مرحلة ابتدائية مثلاً، تأثيره من المعلم أو أستاذ معين، بأتذكر أنا في حياتي في المرحلة الإعدادية -كما كانت تسمى أيامها- فيه أستاذ كان بيعلمنا الهندسة، فهذا الأستاذ كان يتحدانا في التحليلات الهندسية، وإنه نثبت نظريات وإلى آخره، فأتذكر في يوم من الأيام كان عندنا واجب يعني مدرسي، فدخل الأستاذ، أتصور اسمه ماجد أو يعني، فقال أي شخص، أي طالب حالياً ممكن إنه يحل هذه المسألة -هي صعبة جداً- راح يعني أعفيه من الواجبات لبقية السنة الدراسية، لأنه هو كان يعني يتحدانا ومتأكد إنه ما فيش طالب من الطلاب، فأنا بدون أي تحضير أو يعني تفكير تبرعت إني أجرب هذه المسألة، وفعلاً لقيت نفسي في مرحلة يعني في تقدم منطقي جداً، حللت المسألة وأثبتُّ الفرضية، فطبعاً عُفيت من الواجبات، لكن مش هذا المهم، المهم إنه أنا أدركت في.. في وقتها إنه يعني تفكيري من الناحية العلمية مع إنه كان عندي اهتمام بالأدب والموسيقى وإلى آخره. كنت مرتاح من الناحية المنطقية والعلمية.

سفره إلى أميركا وتخصصه في مجال الفيزياء

فبعد ما درست المرحلة الثانوية في عمان، كان لم أتخرج، كان باقي سنة أو سنتين عندما العائلة قررت الهجرة، فذهبنا إلى طبعاً إلى أميركا ومدينة سان فرانسيسكو بالتحديد، وأمضيت سنة في المرحلة الثانوية، فلما تخرجت من مدرسة عادية في مدينة سان فرانسيسكو، فعندها لاحظت إنه التعليم في بلادنا العربية أحسن بكثير من المدارس الأميركية، على مستوى يعني المدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية، الجامعية هذا موضوع مختلف، لكن على مستوى المدارس يحضروننا في.. في بلادنا يعني طريقة فعلاً ممتازة، فإحنا ندرس الرياضيات والعلوم والآداب، في أميركا يعطوا الطالب اختيارات والطالب بيختار الرياضة وإلى آخره، فوجدت نفسي يعني محضر كلياً لدخول أي جامعة أميركية، المستوى الجامعي في.. في أميركا يختلف عن المستوى الجامعي في يمكن.. في العالم، لأنه في أميركا فيه نقلة نوعية من المدرسة إلى الجامعة، وفي الجامعة خصوصاً في.. في الفيزياء والمجالات العلمية يتوقعون الطالب أن يقوم بالتحاليل بقوة، أكثر من إنه يعتمد على الحفظ والدراسة يعني يعتمد على الدماغ والتحاليل، فوجدت نفسي مؤهل يعني لحسن الحظ، فوصلتني بعثة كاملة يعني التكاليف إلى جامعة أهلية هنا في لوس أنجلوس تسمى (occidental college) لدراسة أي.. طبعاً أي مجال، فأنا اخترت الفيزياء، فعندها انتقلت من سان فرانسيسكو وتركت أهلي وجئت وحدي إلى لوس أنجلوس، ودرست لمرحلة البكالوريوس في مجال الفيزياء، وبعدها.. بعد التخرج بدأت عملي، وخلال عملي يعني، خلال مرحلة العمل عاودت الدراسة وكملت رسالة الماجستير في جامعة (USLA) في مجال يسمى الفيزياء.. الفيزياء الكوكبية، (planetary physics)... والفيزياء الفضائية وأنا أترجم حرفياً ثم تابعت ودرست في مرحلة الدكتوراه في نفس المجال والشهادة طبعاً اسمها الفيزياء الجيولوجية والفيزياء الفضائية، أو (space physics) فهذه هي المرحل التعليمية حتى الآن.

[فاصل إعلاني]

إنجازاته وأبحاثه في مجال علوم الفضاء

المعلق: بعد حصوله على البكالوريوس في الفيزياء عام 85 التحق الدكتور سامي أسمر بمعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، وحتى حصوله على الماجستير من جامعة لوس أنجلوس في العام 96، حيث انتقل للعمل في قسم البحوث والاتصالات بشركة (ريليوساينس)، وهو الآن يرأس قسم البحوث والمهمات فيها، حصل الدكتور سامي أسمر على درجة الأستاذية في العام 2003 من جامعة كاليفورنيا بلوس أنجلوس، وخلال الفترة ما بين العامين 85 وعام حصوله على درجة أستاذ ساهم الدكتور سامي أسمر في العديد من البحوث المهمة لصالح وكالة ناسا، ونال عنها جوائز عدة، كانت أهمها جائزة الوكالة الأوروبية لعلوم الفضاء وجائزة (IBM) للإنجازات الفريدة، وجائزة (توماس بيل) للبحوث المتقدمة حول كوكب المريخ.

سامي أسمر: هذه المنطقة الجبلية في جنوب كاليفورنيا فيها الكثير من المعالم الجيولوجية المهمة، لكنها تشبه إلى حد كبير بقعة جبلية بركانية على سطح كوكب المريخ، طبعاً باستثناء النبات والأعشاب، لأن النبات والأشجار والأعشاب غير موجودة على سطح كوكب المريخ، ولا حتى أي حياة من أي نوع لم توجد حتى الآن، ونحن استنتجنا هذه المعلومات من خلال وكالة الفضاء الأميركية التي أرسلت مركبات فضائية إلى كوكب.. إلى كوكب المريخ، إحداها تدور في مدار حول الكوكب، والثانية وصلت إلى سطح الكوكب، وهي عربة تتحرك فيه، وهذا كان الموضوع في عام 97، وقد انتهت مرحلة حياة هذه المركبة، ونحن طبعاً في صدد توصيل مركبة أخرى إلى سطح كوكب المريخ.

نحن اخترنا هذه البقعة للكلام رغم إننا نتكلم عن سطح المريخ، لأن هناك طبعاً علاقة قوية بين دراسة الكواكب الأخرى ودراسة كوكب الأرض، فالهدف الأصلي لدراسة النظام الشمسي عن طريق إرسال المركبات الفضائية هو بالنهاية معرفة تاريخ الأرض ومحاولة معرفة مستقبل الأرض من ناحية جيولوجية ومن ناحية علمية.

أنا مثلاً بدأت حياتي العملية في هذا المجال في وسط الثمانينات في مشروع لوكالة الفضاء الأميركية، اسمه (فويجر)، ومركبة فويجر وصلت إلى أبعد الكواكب في النظام الشمسي، وهو كوكب (نبتون)، وفي ذلك الوقت كوكب (بلوتو) اللي هو أبعد لم يكن في طريق هذه المركبة، وكان عملي على مشروع كوكب نبتون ورحلة فويجر هو دراسة الغلاف الجوي للكوكب، ودراسة الغلاف الجوي لأحد أقمار هذا الكوكب الذي يسمى (ترايتين)، وقد اكتشفنا في ذلك الوقت إن لترايتين غلاف جوي لم نكن نعلم به في الماضي، ومن ثم انتقلت من مشروع فويجر إلى مشروع يُسمى (Mars….finder)، وهو المشروع الذي أوصل العربة المتنقلة من الأرض إلى سطح كوكب المريخ، وكنت أنا في ذلك الوقت مختص في الموجات الكهرومغناطيسية، وكان دوري مهم هو الاستماع إلى الرسالة.. ممكن أن نسميها رسالة صوتية، لكن هي رسالة على ذبذبات الراديو من المركبة التي وصلت لسطح الكوكب إلى الأرض، فلأن هو كان هناك صعوبات في هذا المجال كنت أنا مختص في هذا المجال، كنت أول من سمع الإشارة من المركب.. من المركبة إلى سطح كوكب الأرض، وبعد هذا الوصول الصعب من الفضاء إلى سطح الكوكب عاشت المركبة لمدة شهر كانت تدرس فيه الملامح.. الملامح الجيولوجية للكوكب، فكانت مثلاً تذهب إلى صخرة معينة وتدرس التربة وإلى آخره، وبعد مشروع (Mars…finder) في المريخ انتقلت إلى مشروع يدرس القمر، فمن أبعد كوكب هو نبتون إلى أقرب كوكب أو كويكب أو يعني جزء من الفضاء وهو القمر، وفي.. في موضوع القمر درست الجاذبية، أو ما يسمى علمياً بالحقل الجاذبي، و دراسة الجاذبية لأي.. لأي كوكب مهمة جداً لمعرفة التكوينات الداخلية لهذا الكوكب، وكان لي بحث مهم جداً في هذا الموضوع، وطبعاً لازم إنه لا ننسى دراسة الشمس، وهو النجم الذي هو أساس تكوين النظام الشمسي في الذي نحن نعيش فيه، ودرسنا الشمس طبعاً من خلال من.. من طريقة إرسال مركبات فضائية إلى الجانب الآخر من الشمس وإرسال موجات الراديو من خلال الشمس نفسها واستلمناها على سطح الأرض، ودرسنا بهذه الطريقة تكوين الغلاف الجوي للشمس، وهذه بعض الإنجازات اللي.. التي حققناها، و(ناسا) طبعاً مستمرة في دراسة كافة الكواكب وفي مشاريع تتطلَّع إلى ما بعد النظام الشمسي، ويعني بالإضافة إلى (ناسا) هناك وكالة الفضاء الأوروبية التي هي نشيطة جداً في هذا الموضوع، وطبعاً وكالة الفضاء الروسية، لكن من يعني الجدير بالذكر إنه مؤخراً دخلت دول أخرى إلى حقل التسابق في الفضاء، فمن مدة قصيرة دخلت الصين بإرسال يعني رائد فضاء إلى.. إلى.. إلى خارج الغلاف الجوي، وهناك طموحات لدى الهند واليابان والبرازيل ودول أخرى، ففي المستقبل سوف يكون هذا مفتوح لعامة الشعوب، وإن شاء الله طبعاً سوف يكون وكالة فضاء عربية.

المعلق: وتبقى في حياة العلماء شطحات فكر لها ما يميزها عن حياة الآخرين من البشر في خطوطها وتفردها ووسع الأفق بعيداً عن توتر الأعصاب، وما قد يشغل بال الكثير من البشر في سلوك الفهم نحو قهر الطبيعة، لا لهدف إلا ذاك الذي يشبع نهم الغرائز، بينما العالم يرحل عميقاً في فهمها ويبحث السبل للتصالح معها خدمة للبشر وإشباعاً لفهم الفضول العلمي الذي لا حدود له حتى إلى أبعد مما يدور في كوكبنا إعمالاً لذكائه ومجالاً لفنه، انطلاقاً من قناعة أن الأرض ليست مكاناً لعقوبة الإنسان وحرمانه، فضول عقل له ما يبرره، غير أن حكمة الأطفال أحياناً قد تعلمنا بأن لرؤية البدر ما قد يغني عن زحل.

مواجهة تحديات المهجر ومدى اتصاله بالوطن الأم

سامي اسمر: نحن هاجرنا من أكثر من عشرين سنة كعائلة متكاملة من عمان إلى كاليفورنيا وكانت أسباب ودوافع الهجرة هما سببين.

الأول: اقتصادي بحت، البحث عن فرص اقتصادية أحسن.

والسبب الثاني هو: الفرص العلمية، علماً بأنه كان لنا يعني طموح علمي قررت العائلة إن هذه الفرص متواجدة، مثلاً في الغرب أو في الولايات المتحدة.

فكانت هذه هي الدوافع، وهي دوافع ليست سياسية أو ما شابه من ذلك، وأنا.. مثلاً أتعرف على كثير من الناس في الولايات المتحدة الذين هاجروا من بلادهم للبعد عن شيء معين، وليس للتقرب إلى شيء معين، وهذا لهو ليس السبب الذي حصل معنا، ولذلك أنا أحس أنني قريب على وطني، ولا أزال جزء من الوطن، فأنا أحس إني ممكن أن أعود إلى الوطن في أي وقت إلى الأردن وإلى فلسطين إذا سمحت لي الظروف، وطبعاً بما إنه نظرتي الآن هي النظر إلى مسافات كوكبية ومسافات من الأرض إلى نبتون مثلاً أنا أرى أن المسافة من كاليفورنيا إلى الأردن قريبة جداً وليست بصعبة على الإطلاق، لكن خلال حياتنا في الولايات المتحدة، كانت هناك بعض التحديات، مثلاً الجالية العربية لها ظروف خاصة، خصوصاً مؤخراً، لكني لاحظت يعني من خبرتي إنه إذا كان الفرد منطقياً ويعمل بجهد ويحترم نفسه ويحترم المجتمع والآخرين ويحترم القانون فالمجتمع يتقبله بشكل جيد جداً، ويفتح له أبواب ويعطيه كل الفرص مثل الفرص العلمية ومثل الفرص السياسية أيضاً حتى المناصب السياسية، فالتحديات موجودة لكن برأيي الشخصي من السهل أن يعني.. يعني الإنسان يتخطاها، تحديات طبعاً هناك خلينا نكون صريحين فيه عنصرية للجالية العربية، فيه تحديات ثقافية، الكثيرين من العرب يأتون يعني بدون الثقافة اللازمة يعني لدخول مجال علمي، وهناك صعوبات أخرى، لكن كما قلت أنا برأيي مع الجهد والتعليم والمكونات الأخرى يمكن أن يتخطى الإنسان كافة هذه التحديات.

وأنا من هنا يعني يجب أن أتحدث عن حنيني إلى الوطن، إلى الأردن بالذات والوطن الأصلي فلسطين أيضاً، والإنسان خلال حياته العملية يحن إلى وطنه، ولكني أنا شخصيا أحس أني على اتصال روحي مع وطني فعندي اتصال بثقافتي العربية، بلغتي العربية بالموسيقى العربية بالاتصال اليومي مع الأهل والأقارب عند اللزوم، فهذا يعطيني حلقة وصل متواصلة، وأنا لا أحس إنه المسافات بعيدة أبداً، فاللغة العربية مثلاً مهمة جداً بالنسبة لي فأنا لي اهتمام يعني كشخص بهذا الموضوع ورغم بعدي عن.. عن المكان وعن اللغة لكني لا أزال أمارسها، وأحب أن أكتب المقالات باللغة العربية أيضاً وبالإضافة إلى.. إلى الإنجليزية، وأكون مستمر بعلاقاتي، ومؤخراً عن طريق الفضائيات العربية التي تصل إلى بيوتنا في أميركا.

المعلق: وكلما ارتحل الإنسان عن أرضه بعيداً تراءت له الأشياء أكثر قرباً عمَّا كان يعتقد قبل حينٍ من زمن، تماماً كالمسافة ما بين البيت والمدرسة، كم تُرى كانت قصيَّة وبعيدة، يوم كانت خطواتنا الصغيرة تعد أمتارها درباً طويل الشوط، ما بين عتبة البيت وباب المدرسة فنتذكر ونضحك في دواخلنا عندما نخطو ذات المسافة وقد خط الشيب خطوطه فوق الذوائب، نسبية قد تبدو ضئيلة بعيني عالم أدمن حساب المسافات بين أقمار الكواكب، إذا ما قيست ببعد الخطى عن أرض الوطن.

سامي أسمر: أنا استنتجت طبعاً من خلال خبرتي الطويلة الآن في مجال العلوم، إن العلوم شيقة فعلاً ودراستها جميلة جداً، خصوصاً مجال الفيزياء ومشتقات هذا العلم مثل الفلك وعلوم الفضاء، وهنا طبعاً في (ناسا) هذا مركز ونبع المعلومات لدراسة الفضاء والفلك، وفي نهاية المطاف نحن ندرس الكواكب الأخرى، لكن اهتمامنا هو في كوكبنا أو كوكب الأرض، والعناية بهذا الكوكب، والعناية في البيئة مهمة جداً، ونحن ندرك مدى تلوث الغلاف الجوي، ومدى تلوث المحيطات وعدم اهتمام الجنس البشري في هذا الكوكب، وهذا مهم لنا، ويجب أن يكون مهم للجميع، فهذا هو بيتنا وهذه هي بيئتنا، وطبعاً لدراسة الكوكب عن طريق الفضاء هي أفضل وسيلة في الوقت الحالي.

وخلال هذا الكلام والنقاش طبعاً أنتم ذكرتوني في الوطن والحنين إلى الوطن ونحن هنا في الهجرة نحاول أن نكون على اتصال في وطننا وهذه فرصة جيدة طبعاً أن نكون على هذا الاتصال، فأنا باشكركم جداً شكراً جزيلاً ويعطيكم ألف عافية.

نوفمبر 15, 2003, 07:06:12 صباحاً
رد #1

السفير

  • عضو خبير

  • *****

  • 7214
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
سامي أسمر
« رد #1 في: نوفمبر 15, 2003, 07:06:12 صباحاً »
السلام عليكم

شكرا لك على نقل الموضوع .

تحياتي

'<img'>