Advanced Search

المحرر موضوع: السمنة (زيادة الوزن) Obesity  (زيارة 934 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

يناير 02, 2004, 11:59:32 مساءاً
زيارة 934 مرات

التواق للمعرفة

  • عضو خبير

  • *****

  • 2342
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
السمنة (زيادة الوزن) Obesity
« في: يناير 02, 2004, 11:59:32 مساءاً »
قد ينظر الكثير إليها على أنها أمر بسيط، وقد ينظر البعض على أنها مجرد منظر غير مقبول أو تشويه لجمال أجسادنا، وقد يفطن القليل إلى خطورتها ومع ذلك يقفوا مكتوفي الأيدي غير قادرين على إيقافها.
  
لكل هؤلاء ولك عزيزي نقول - أحترس من مرض خطير اسمه السمنة، ومن الواجب أن نتذكر دائما أنها مرض، وليست بالمرض البسيط فحسب بل تعد مرضا من الأمراض الخطرة، إنها مرض من أمراض عصرنا الحديث.

 **ما هي السمنة؟
السمنة هي زيادة وزن الجسم عن حده الطبيعي نتيجة تراكم الدهون فيه، وهذا التراكم ناتج عن عدم التوازن بين الطاقة المتناولة من الطعام والطاقة المستهلكة في الجسم.
 


 **الغذاء وأنواعه
لا يخرج تركيب أي مادة غذائية تتناولها عن العناصر الغذائية التالية:
1- الكربوهيدرات
2- الدهون
3- البروتينات
4- المعادن والفيتامينات
5- الماء
لكل عنصر من هذه العناصر دور هام في إمداد الجسم بالطاقة. وتختلف الأغذية في محتوياتها من هذه العناصر فبعض الأغذية تحتوي على جميع العناصر الغذائية ولكن بنسب متفاوتة في حين أن بعضها تحتوي على عنصر واحد أو عنصرين فقط، فمثلا الفواكه تحتوي على الكربوهيدرات أكثر من أي عنصر آخر والخبز والحليب يحتوي على الكربوهيدرات أكثر ثم البروتينات فالدهون، واللحوم تحتوي على البروتينات أكثر ثم الدهون فالكربوهيدرات، والسكر يحتوي فقط على الكربوهيدرات.

فإذا ما تناول الإنسان الكربوهيدرات تتحطم في جسم الإنسان إلى سكريات أحادية بسيطة (الجليكوز) وذلك ليستخدم مباشرة كوقود ليمد جسم الإنسان بالطاقة، كما يخزن جزء منه في الكبد على صورة جلايكوجين وما زاد عن الحاجة بعد ذلك يتحول إلى دهون تخزن في الأنسجة الدهنية للجسم. أما البروتينات فإنها تتحلل إلى مركبات بسيطة تمتص إلى الأنسجة والعضلات أو أنها تتحول إلى جليكوز لاستخدامه كطاقة فورية، أو أنها تتحول إلى دهون تخزن في الأنسجة الدهنية لجسم الإنسان. أما إذا تناولت الدهون فإنها إما تتحول إلي جليكوز تستخدم مباشرة لإنتاج الطاقة الفورية أو أنها تخزن في الأنسجة الدهنية لجسمك.


 **الطاقة الفورية
ما هي الطاقة الفورية وكيف يمكننا حسابها وكمية احتياجنا لها؟
إن الطاقة التي يحتاجها جسم الإنسان تنقسم إلى قسمين:

طاقة أساسية وهي التي يحتاجها جسم الإنسان لنشاطاته الغير إرادية مثل دقات القلب والتنفس وحركة الأمعاء وغيرها. وعادة ما تعادل 50-70% من إجمالي الطاقة اليومية التي يحتاجها الشخص النشيط جدا، و 40-50% إذا كان الشخص متوسط النشاط، و30-40% إذا كان الشخص غير نشيط.
طاقة النشاط والحركة وهي التي تنتج عن استخدام الإنسان لها خلال يومه كالمشي والسباحة والحركة بصفة عامة.
وتحسب الطاقة بما يسمي بالسعرات الحرارية (الكيلو وات) Calorie فكل حركات جسم الإنسان الإرادية أو الغير إرادية تقاس بهذا المقياس، وهي الحرارة المطلوبة لرفع درجة حرارة واحد كيلو جرام من الماء درجة مئوية واحدة، علما بأن كل جرام واحد من الكربوهيدرات أو البروتينات يعطي حوالي أربع سعرات حرارية وكل جرام من الدهن يعطي حوالي تسع سعرات حرارية.

ويمكننا حساب احتياج الإنسان من الطاقة باستخدام المعادلة التالية:

إذا كان الشخص نشيطا  = الوزن × 40
إذا كان الشخص متوسط النشاط  = الوزن × 37
إذا كان الشخص قليل النشاط  = الوزن × 34

وعادة ما يحتاج الإنسان العادي المتوسط الوزن حوالي 2960 سعرا حراريا


 **كيف يمكن قياس السمنة؟

1. دليل كتلة الجسم

إن من أفضل الطرق التي يمكن أن تحدد إذا ما كان وزنك طبيعي أم لا هي ما تسمى بطريقة دليل كتلة الجسم Body Mass Index أو BMI وذلك حسب المعادلة التالية:
BMI = الوزن (بالكيلو جرام) ÷ الطول (بالمتر المربع)



فإذا كانت النتيجة أقل من 20 فإن الوزن يكون دون الطبيعي
وإذا كانت النتيجة بين 20-25 فإن الوزن يكون طبيعي
وإذا كانت النتيجة بين 25-30 فإن الوزن يكون زائد عن الطبيعي
 
وإذا كانت النتيجة بين 30-35 فإن الشخص يعتبر بدينا
 
وإذا كانت النتيجة بين 35-40 فإن الشخص يعتبر بدينا جدا
 
وإذا كانت النتيجة أكثر من  40 فإن الشخص يعتبر مفرط في البدانة
 

مثال لحساب دليل كتلة الجسم حسب المعادله (الوزن بالكيلو جرام تقسيم الطول بالمتر المربع) فإذا فرضنا ان الوزن 98 كيلو والطول 172 سم تكون النتجيه:

تحويل الطول من سم إلى متر = 172 سم ÷ 100 = 1.72 م
تحويل الطول من متر إلى متر مربع = 1.72 × 1.72 = 2.96 م2 (متر مربع)
إذا دليل كتلة الجسم = 98 كجم ÷ 2.96 = 33
وهذا يدل على أن الشخص بدينا  

غير أن هناك بعض الاستثناءات لاستعمال دليل كتلة الجسم منها على سبيل المثال لا الحصر:

الأطفال في طور النمو
النساء الحوامل
الأشخاص ذوي العضلات القوية كالرياضيين
2. شريط القياس
يعتبر شريط القياس من التقنيات المستخدمة في قياس الوزن، وذلك بقياس محيط الخصر. وتعتبر الدهون المتراكمة حول الخصر أشد خطرا من الدهون الموجودة في محيط الأرداف أو في أي جزء آخر في الجسم. فتراجع قياس الخصر يعني تراجع أو انخفاض كمية الدهون في الجسم. والجدول أدناه دليل مهم في هذا الصدد:


الجنس خطر شديد خطر شديد فعلي
الذكور أكثر من 94 سم أكثر من 102 سم
الإناث أكثر من 80 سم أكثر من 88 سم


 **ما هي مسببات السمنة؟



النمط الغذائي: حيث أنه من المؤكد أن التهام الغذاء بسعرات حرارية عالية مع عدم صرف هذه السعرات يؤدي إلى تراكم الدهون في جسم الإنسان علما بان الدهون لها كفاءة أعلى من الكربوهيدرات والبروتينات في التكتل في أنسجة الجسم الدهنية. وأفضل مثل على ذلك أن انتشار ما يسمى بالوجبات السريعة الغنية بالسعرات الحرارية في الدول الغربية ودول أخرى أدت إلى انتشار السمنة والأمراض المصاحبة لها في أجزاء كثيرة من العالم لم تكن تظهر فيها من قبل. ولو أردنا أن نكون صادقين مع أنفسنا فإنها السبب الأول والأهم، وهي السبب الأوحد في 90% من حالات السمنة
قلة النشاط والحركة: من المعروف أن السمنة نادرة الحدوث في الأشخاص الدائبي الحركة أو اللذين تتطلب أعمالهم النشاط المستمر ولكن يجب أيضا أن نعرف أن قلة حجم النشاط بمفرده ليس بالسبب الكافي لحدوث السمنة. لا شك أن النشاط والحركة لها فائدة كبيرة في تحسين صحة الإنسان بصفة عامة ويمكن أن نوجز النشاط والحركة بكلمة واحدة هي الرياضة. فقد أشارت الدراسات أن للرياضة دورا في تخفيض نسبة الدهون وجليكوز الدم كما أن لها دورا في نشاط الأنسولين واستقبال أنسجة الجسم له، ولكن هل هذه النسبة كبيرة لدرجة الاعتماد عليها في إنقاص الوزن؟ الإجابة على هذا السؤال هو لا، حيث أن الدراسات التي أجريت في هذا المجال جاءت متضاربة لدرجة أنه لا يمكن أن نوصى للبدين بالرياضة كأساس لتخفيض وزنه، ولكن يمكنها أن تكون عاملا مساعدا وخاصة لتخفيف الترهلات من جسم البدين الذي أنقص وزنه. ومثالنا على ذلك لو أنك مارست السباحة أو الجري لمدة ساعة كاملة دون توقف فإنك ستصرف حوالي 170 سعراً حرارياً فإذا توقفت بعدها وشربت كوباً من البيبسى وقطعة صغيره من الشوكولاته فإنها ستعطيك 500 سعراً حرارياً.
العوامل النفسية: هذه الحالة منتشرة في السيدات أكثر منها في الرجال. فحين يتعرضن لمشاكل نفسية قاسية ينعكس ذلك في صورة التهام الكثير من الطعام.
اختلال في الغدد الصماء: وهو السبب الملائم دائما في حالات السمنة، من المعتاد والشائع أن نسمع القول (لقد قال الطبيب لي إنها اختلال بغددي الصماء). ومرة أخرى وحتى نكون صادقين مع أنفسنا فإنها حالة نادرة جدا وليست بالسبب في معظم الأحوال.
الوراثة: أيضا يجب أن نعلم أن هذا العامل بمفرده ليس مسؤولا عن السمنة وقد لا يكون مسؤولا البتة.
مما سبق يتضح لنا أن أهم سبب لحدوث السمنة هو تناول كميات من الطعام أكبر مما نحتاج.



** السمنة وأمراضها
من المناسب الان أن نتعرف على مضاعفات هذا المرض:

السمنة وأمراض القلب والموت المفاجئ
هل تعلم أنه من النادر ما تجد معمراً بديناً!، قد تكون هذه النظرية فيها شئ من المغالطة ولكنها مؤشراً عاماً للبدينين بدانة مفرطة بأهمية تخفيض وزنهم. فالوزن الزائد هو حمل زائد على القلب والرئتين فيحتاج كل منهما إلى مجهود مضاعف.

ورغم عدم معرفة العلاقة بين السمنة وأمراض القلب وتصلب الشرايين إلا أنها علاقة موجودة وإن كانت هذه العلاقة تتعلق أيضاً بطبيعة ونوع الغذاء الذي يتناوله البدين حيث أنه يميل إلى تناول الأغذية الغنية بالدهون أو المقلية أكثر من ميله لتناول البروتينات أو الكربوهيدرات وتناول مثل هذه الأصناف يرفع نسبة الكولسترول في الدم وهذا هو عامل الخطورة الأول لأمراض القلب.

أما علاقة السمنة بأمراض القلب والموت المفاجئ فهي علاقة تعتمد على مدة البدانة أو عمرها عند الشخص. وجدت بعض الدراسات أن استمرار السمنة لمدة تزيد عن 10 سنوات تزيد نسبة التعرض لأمراض القلب والموت المفاجئ، بالذات عند الإصابة بالسمنة في مرحلة الطفولة أو في مرحلة الشباب الأولى.
السمنة ومرض السكري
مما لا شك فيه أن هناك علاقة قوية بين السمنة ومرض السكري (الغير معتمد على الأنسولين) غير أننا يجب أن لا نغفل عن أنه توجد أسباب أخرى مثل الوراثة والجنس والأماكن الجغرافية وغيرها، ولكن ما علاقة السمنة بمرض السكري؟

إن كل خلية عليها مواد تستقبل هرمون الأنسولين الذي يحرق الجليكوز لينتج الطاقة هذه المواد تسمي مستقبلات الأنسولين وإذا لم توجد هذه المستقبلات أو قل عددها فإن الأنسولين لن يعمل على هذه الخلية وبالتالي لن يستفاد من الجليكوز فترتفع نسبته في الدم. وهذه المستقبلات نسبتها ثابتة على الخلية الدهنية العادية فإن زاد حجم الخلية كما هي الحال في البدين فإن عدد المستقبلات تكون قليلة
بالنسبة لمساحة الخلية الكبيرة الحجم. ونصيحتنا لكل بدين تخفيض وزنه حيث أنه العلاج الأمثل لمرضى السكر إذ أن تخفيض الوزن يؤدي إلى تحسين حالة إفراز الأنسولين واستقباله عند هؤلاء المرضى.
السمنة وارتفاع ضغط الدم
يكفينا القول أن نسبة ارتفاع ضغط الدم بين البدينين تصل إلى ثلاث أضعاف نسبته بين العاديين وأن تخفيض الوزن مع التقليل من تناول ملح الطعام عند مرتفعي ضغط الدم حسن حالة ضغطهم في حدود تصل إلى 50%.
السمنة والمفاصل والأربطة
السمنة حمل زائد أيضا على مفاصل الجسم وأربطته ويظهر ذلك في صورة آلام متعددة بالمفاصل.
السمنة والجلد
السمنة تزيد كمية الانثناءات في الجلد ويكون ولذلك يكون الجلد عرضة للالتهابات والإصابات الفطرية والبكتيرية إلى جانب عدم تحمل الطقس الحار.

  
 



يناير 03, 2004, 06:15:33 صباحاً
رد #1

السفير

  • عضو خبير

  • *****

  • 7214
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
السمنة (زيادة الوزن) Obesity
« رد #1 في: يناير 03, 2004, 06:15:33 صباحاً »
'<img'>   ':angry:'  

':p'

يناير 03, 2004, 06:35:11 صباحاً
رد #2

ابو يوسف

  • عضو خبير

  • *****

  • 10867
    مشاركة

  • مشرف اداري

    • مشاهدة الملف الشخصي
السمنة (زيادة الوزن) Obesity
« رد #2 في: يناير 03, 2004, 06:35:11 صباحاً »
اعتقد ان النتيجة عند السفير اكثر بكثير من 40

':p'

يناير 03, 2004, 12:00:40 مساءاً
رد #3

الأحيائي الصغير

  • عضو خبير

  • *****

  • 6258
    مشاركة

  • مشرف علوم الأرض

    • مشاهدة الملف الشخصي
السمنة (زيادة الوزن) Obesity
« رد #3 في: يناير 03, 2004, 12:00:40 مساءاً »
الله يكون في عونك أخي السفير  ':laugh:'
اللهم أنت الله الذي لا إله إلا أنت الأول فليس قبلك شيء و الآخر فليس بعدك شيء و الظاهر فليس فوقك شيء و الباطن فليس دونك شيء أسألك اللهم بأسمائك الحسنى و صفاتك العليا و باسمك الأعظم الذي إذا دعيت به أجبت و إذا سئلت به أعطيت أن تنتقم لنبينا و حبيبنا محمد عليه أفضل الصلاة و أتم التسليم من كل من أرد به و بدينه و بالمسلمين السوء إنك يا مولنا على كل شيء قدير

يناير 03, 2004, 02:22:27 مساءاً
رد #4

العمانية

  • عضو خبير

  • *****

  • 3671
    مشاركة

  • أمين المكتبة العلمية

    • مشاهدة الملف الشخصي
السمنة (زيادة الوزن) Obesity
« رد #4 في: يناير 03, 2004, 02:22:27 مساءاً »
والله أنا مرتاحين
 ':cool:'


عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (بشر المشائين في الظُلم بالنور التام يوم القيامة)
رواه ستة عشر صحابياً

ادعوا للعمانية بالمغفرة وحسن الخاتمة فما أحوجها إلى ذلك

طيبة المعولي .. سيدة نساء عمان !

يناير 03, 2004, 02:29:34 مساءاً
رد #5

وليد الطيب

  • عضو خبير

  • *****

  • 1327
    مشاركة

  • مشرف الإجتماع و النفس والتربية

    • مشاهدة الملف الشخصي
السمنة (زيادة الوزن) Obesity
« رد #5 في: يناير 03, 2004, 02:29:34 مساءاً »
السلام عليكم

اخي التواق للمعرفة اشكرك كثيرااااا  على معلوماتك الرائعة ,,,,
وعندي اضافة حلوة عن اخر البحوث العلمية المختصة بالسمنة :  لست طبيباً ولا خبيراً في شؤون التغذية ولكن لدي قناعة بأن السمنة ليست بسبب الطعام (فقط).. فالسمنة داء عالمي يعاني منه خمسون مليون أمريكي و37% من شعوب العالم المتقدم (ويعتبر الشخص بديناً إن تجاوز 20% من وزنه الطبيعي)
فهناك براهين متراكمة على أن للجينات الوراثية دوراً في خلق وتخزين الشحوم أكثر منه استعداداً مباشراً لوراثة السمنة من الوالدين.. ولكن هذا الدور لا يتجاوز وجود "ميل طبيعي" لتخزين الشحوم يعاني منه البعض دون الآخر. وكان الخبراء منذ فترة طويلة قد أدركوا وجود "عامل آخر" غير الطعام يلعب دوراً مهماً في السمنة. فمما "يغيظ" معظم البدناء أنهم يأكلون أقل من الأشخاص العاديين ويسعون لمراقبة أوزانهم باستمرار، ومع هذا يجدون أنفسهم يعانون من السمنة بشكل لا تعاني منه "الفئة المنافسة". ورغم أنه يمكن للبدناء الوصول إلى الحد المقبول من الرشاقة باتباع حمية قاسية، إلا أنهم عند أدنى تهاون يعودون لأوزانهم السابقة بسرعة لا تحصل لدى غيرهم، ولو كان الأمر يرجع فقط للإفراط في الطعام لزاد وزن المرء بشكل مضطرد، ولكن معظم البدناء يعانون من "وزن ثابت" بصرف النظر عما يأكلون - وكأن أجسادهم مبرمجة للوقوف عنده!
وكان الدكتور جيفري فريدمان من جامعة روكفلر قد نجح - بالتعاون مع معهد هوارد هيوز الطبي - في تخفيض مستوى السمنة لدى مجموعة من الفئران البدينة بعد حقنها يومياً بهرمون يدعى ليبتاين (Leptin). وكانت الفئران التي أجريت عليها التجارب يزيد وزنها بثلاثة أضعاف الفئران العادية وأمكن النزول بأوزانها خلال أسبوعين فقط لأكثر من 30%!!
ومن خلال التجارب التي أجريت استنتج فريدمان أن هرمون الليبتاين يقوم بدور أساسي في التحكم بكمية الدهون التي يخزنها الجسم - وتلك التي ينبغي التخلص منها. وفي الناس العاديين يؤدي هذا الهرمون عمله بشكل جيد بحيث نجد بعض الأفراد لا يعانون من السمنة مهما أكلوا. في حين وجد أن الليبتاين لا يفرز بشكل كافٍ لدى من يعانون من السمنة وبالتالي يعجز الجسم عن التحكم بكميات الدهن التي يجب أن تخزن أو تطرد من الجسم.
أما الدور الوراثي في هذا الاكتشاف فهو أن في الجسم مورثة أو جيناً معيناً يدعى اختصاراً ob مسؤول عن التحكم بإفراز هرمون الليبتاين. أما إن حدث وفقد ذلك الجين أو كان ضعيفاً من الناحية الوراثية ستظهر السمنة بما يناسب ذلك.
وفي تجربة الدكتور فريدمان كان مجرد حقن الفئران البدينة بجرعات إضافية من ذلك الهرمون يجعلها أكثر حركة وأقل شرهاً للطعام ويظهر تأثيره الحميد - بحرق الشحوم المكدسة - خلال ساعات فقط. وحتى لدى الفئران العادية تسببت الحقن في إنقاص وزنها بنسبة 12% أدنى من الحد الطبيعي (حسب مجلة بوبلر ساينس)!!
ويعتزم العلماء في جامعة روكفلر إنتاج الليبتاين بشكل مكثف من خلال إنشاء مستعمرات بكتيرية من الجين ob.. فبواسطة إدخال نسخ من هذا الجين في "مصانع بكتيرية" معينة يمكن إفراز وبالتالي إنتاج هذا الهورمون بشكل طبيعي.
- والآن.. لابد أن السؤال الذي يدور في رأس كل ثقيل هو:
كيف، ومتى يمكن الحصول على هذا الليبتاين العجيب!؟
التجارب انتهت حالياً على العقار ويفترض نزوله للأسواق خلال عام من الآن - وربما عامان حتى نراه لدينا,,,,,,,,,
الدكتور اتيكنز في الأساس اخصائي في امراض القلب بدأ افكاره الجديدة حين كلف بتشريح جثث الجنود العائدين من حرب فيتنام.. وقد ادهشه وجود كميات كبيرة من الشحوم في المناطق الداخلية "حول القلب والكلى" رغم ما يتمتع به الجنود من مظهر رشيق وممارسة يومية للرياضة الشاقة. وبتتبعه الدقيق للأطعمة التي يتناولها المجندون اصبح مقتنعا بأن تناول كميات كبيرة من الكربوهيدرات (كالسكريات والنشويات والمعجنات) يثبط من عمل هرمون معين يعمل على اذابة الشحوم بشكل طبيعي (FAT MOBILIZATION HORMONE)
وبناءً عليه أصبح اتيكنز يرفض الرأي القائل بأن الافراط في تناول الطعام او التعلق بالأطعمة الدسمة هو سبب السمنة، فالعدو الأول ـ في نظره ـ هي الكربوهيدرات والسكريات على وجه الخصوص، ورغم ان الدهون والأطعمة الدسمة تملك سعرات حرارية أعلى من الكربوهيدرات الا انه يدعى ان عمل الهرمون بفعالية كاملة يتكفل باذابة ما يفيض منها!
* ولكن السؤال هو: كيف تمنع الكربوهيدرات دون غيرها افراز الهرمون المذكور؟
حسب فرضية الدكتور اتيكنز لا يفرز هذا الهرمون الا في حالة نقص مستوى السكر في الدم.. فحين يجوع المرء ويقل مستوى السكر لديه يعمد هذا الهرمون الى اذابة كميات محسوبة من الشحوم المخزنة للاستفادة منها كطاقة.. اما اذا تناول الشخص كميات كبيرة من الكربوهيدرات(وعلى رأسها السكر) فإن الهرمون لا يحرق شيئاً من الدهون المخزنة (لأن الكربوهيدرات التي تناولها تفي بالغرض وتوفر الطاقة المطلوبة)..
وعلى هذا الأساس صمم الدكتور اتيكنز ريجيما يعتمد على الامتناع نهائيا عن الكربوهيدرات لمدة اسبوع والاعتماد على كل ما لا يدخل تحت هذا التصنيف (كاللحوم والدهون والسلطات والبيض وبعض الخضروات) وبعد انتهاء هذا الاسبوع يتم ادخال الكربوهيدرات بكميات تدريجية مناسبة يتم حسابها بقياس كمية "الكيوتونز" الخارجة مع البول..
والكيتونز هي "الفضلات".. الناتجة عن حرق الدهون وتعتبر "سعرات فائضة" تخرج مع البول ويمكن قياسها بواسطة اشرطة خاصة تباع في الصيدليات.. هذا هو باختصار ريجيم الدكتور اتيكنز (خفف من الكربوهيدرات، وامتنع عن السكريات، وكل ما تشاء!)
...................
حتى وقت قريب كانت الكرش من علامات الوجاهة والنعمة. فكلما زادت كرش الرجل كلما دل ذلك على المكانة العالية وحجم النعمة التي يعيشها.. وأيام الدولة العثمانية كان من التملق سؤال الوجهاء "كيف كرشكم دام عزكم؟". وكانت المرأة حين تريد إقناع ابنتها بالزواج من أحد الأثرياء تلفت نظرها إلى "كبر كرشه" واحتمال أن يصبح أبناؤه "مكرشين" مثله!!
أما بالنسبة للمرأة فرغم أن الكرش لم يكن يُشير لذات المنزلة، إلا أن السمنة عموماً كانت من علامات الجمال لدى العرب وكان المهر يحدد بطول الخيط الملتف حول بطنها!
* وبالطبع تغيرت النظرة هذه الأيام وأصبحت الكرش دليلاً على الثقل وانعدام اللياقة وغدت البدانة شيئاً معيباً لكلا الجنسين.. أما من الناحية الطبية فتنقسم الكرش إلى أربعة أنواع:
- الأول نتيجة لسمنة عامة وترى الكرش فيها - رغم كبرها - متناسقة مع بقية الجسم.
- والثاني نتيجة لتركز الدهون كحزام حول البطن - وقد لا يعاني المرء في هذه الحالة من بدانة مفرطة!
- والنوع الثالث نتيجة لفتق أو ترهل في عضلات البطن وبالتالي "اندلاق" الأحشاء للخارج!
- أما النوع الرابع فيظهر لدى النساء نتيجة ارتخاء عضلات البطن بتكرار الحمل والولادة.. وكثيراً ما يترافق سببان أو أكثر لظهور الكرش، فلدى الرجال قد تظهر الكرش نتيجة للسمنة واندلاق الأحشاء. وفي النساء قد تجتمع الصفة الوراثية مع ترهل الولادة.. وهذا يعني أن التخلص من الكرش قد لا يتطلب التخفيف من الوزن فقط، بل وممارسة تمارين شد البطن أو التدخل الجراحي في بعض الأحيان.
* والمشاكل الصحية التي تسببها الكرش لا تخفى على أحد، فهي تشوه العمود الفقري وتخل بالتنظيم الداخلي للاحشاء وتقلل من سعة الرئتين. وكانت مجلة لانسيت الطبية قد نشرت (في عدد يوليو 98) دراسة تُشير إلى أن من يملكون محيط بطن أكبر يتعرضون لأعباء صحية أكثر. فبعد مقارنة التاريخ المرضي لـ 12ألف شخص اكتشف الأطباء في جامعة جلاسكو أن الرجال ممن يزيد لديهم محيط الخصر عن 102سم (والنساء ممن يزيد عن 88سم) يعانون غالباً من ارتفاع الضغط والبول السكري وأمراض القلب. وفي المقابل اتضح أن 9% فقط من الرجال الذين يقل لديهم محيط الخصر عن 94سم (والنساء عن 80سم) عانوا من تلك المشاكل!!
* ومع ذلك يبدو طبيعياً أن تترهل البطن (قليلاً) مع تقدم السن، فالشاب الصغير يملك بطناً مشدودة ومستقيمة بحيث يستطيع رؤية (...) وهو واقف ثم تبدأ البطن في التهدل بعد سن الثلاثين حتى بدون سمنة - مالم يواظب على تمارين الشد.
ومن الملاحظات العجيبة أن هناك شعوباً لها قابلية لظهور الكرش أكثر من غيرها، فالشعوب العربية واللاتينية مثلاً لديها استعداد أكبر لظهور الكرش وتركز الدهون حول الخصر. وفي المقابل يلاحظ أن الشعوب الاسكندنافية والآسيوية الصفراء تتميز بضمور البطن والقامة المشدودة.. ويعود السبب هنا إلى تفاوت العادات الغذائية والظروف المعيشية ونسبة التحرك بين الشعوب. وهذا يعني - من جهة أخرى - أن الكرش يمكن أن تؤخذ مقياساً لمستوى المعيشة ومعيار اللياقة السائدين في أي مجتمع، فحتى وقت قريب نسبياً كان الرجال في جزيرة العرب يضرب بهم المثل في نحافة الخصر ورشاقة القد، ولكن بسرعة تغيرت الأحوال فزادت الأوزان وتقدمت الكروش وتحولت "أغصان البان" إلى براميل شحم متحركة,,,,,,,,
..................................
كم بديناً تعرف في محيط العمل والأقرباء!؟.
وكم منهم نجح في خفض وزنه إلى الحد الطبيعي!؟
وكم من هؤلاء حافظ على الوزن الجديد لمدة عام فقط!!؟
في الغالب يصعب على أي بدين إنجاز حمية ناجحة "لأسباب سنتطرق إليها لاحقاً" وإن نجح فمن المرجح انه سيعود لوزنه السابق "إن لم يزد عليه" خلال عام أو أقل. فالاحصائيات تشير إلى ان أربعة بلايين دولار تنفق سنويا على لوازم الحمية والرشاقة في الولايات المتحدة فقط. ومع هذا ينجح 5% فقط من البدناء في خفض أوزانهم إلى الحد المطلوب في حين يفشل الغالبية في الإبقاء على هذا الوزن طوال العمر "وهذه النسبة تعني أن التخلص من الوزن الزائد أكثر صعوبة من التخلص من السرطان"!!.
ولكن لماذا تفشل معظم الحميات، ولماذا يصعب الاحتفاظ بالناجح منها!؟.
- أولاً: لأن الريجيم ببساطة "حالة مؤقتة".
تستغرق اسابيع أو أشهر ثم يعود البدين لوضعه السابق.. وهي حالة مؤقتة ذهنياً لأن حلم العودة إلى ما لذ وطاب يبقى في ذهن البدين حالما ينتهي من الريجيم - ثم يبدأ الهجوم بدافع أقوى!.
- ثانياً: لأن الريجيم نظام غير طبيعي يصعب التقيد به كلما طال.. فالميل للطعام شهوة اساسية وغريزة طبيعية يتطلب تقييدها "بأوقات معينة أو أغذية محددة" إرادة قوية تتآكل بالتدريج!
- ثالثاً: ويفشل الريجيم لأنه غير مرن؛ فهو مثلاً لا يتواءم مع المناسبات والولائم التي نضطر لتلبيتها، أو انه يضطرنا للتهرب من تلك المناسبات.. "رغم ان الخروقات القليلة لا تؤثر على الحمية المنظمة ولكن الإرادة الخائرة تجعل منها بداية لفشل كامل"!.
- رابعاً: الريجيم يخلق خللاً نفسياً في تعاملنا مع الغذاء؛ فالنظام الطبيعي نظام بسيط وواضح ويعتمد على اننا "نأكل حين نجوع ونتوقف حين نشبع". اما في حالة الريجيم فتصبح القاعدة كالتالي: "لا نأكل حين نجوع وحين ننهار ننتقم مما فات".
-خامساً: الريجيم يقود للوسوسة وعقدة الذنب؛ فالشخص العادي يأكل ما يشتهيه ولا يحمل عقدة ذنب تجاه ما لا يشتهيه، اما الريجيم فيقود لذهنية موسوسة تقسم الطعام إلى سيىء وضار "بدل شهي وغير شهي"؛ وحين يؤكل "الضار" يتفاقم الذنب وتأتي الكآبة...
- سادساً: الريجيم يقود للتعب والخمول وقد يضر الأعضاء الداخلية بسبب الفقد السريع للشحوم المساندة.. كما انه قد يؤثر على نفسية ومزاج المرء لاحتياج المخ والأعصاب لعناصر غذائية مفقودة!.
إذاً...
هذه أهم ستة أسباب تجعل من الحمية أو "الريجيم" نظاماً شاذاً يخالف طبيعة الإنسان.. ليس هذا فحسب بل إن الاحصائيات تشير إلى ان معظم الحميات الناجحة يعقبها زيادة في الوزن أكثر مما كان عليه الشخص قبل الريجيم. كما ان توالي الحميات يجعل الشحوم الداخلية أكثر تماسكاً واستعصاء مما يصعب من مهمة الريجيم التالي أو يشوه الجسم بفقدها من مناطق واستعصائها في مناطق أخرى.. وحتى في حالة النجاح سيخرج المرء بنفسية موسوسة تجاه الأطعمة ويقتضي منه الحال "ان أراد الحفاظ على المكاسب" أن يظل في حالة مراقبة دائمة وعقدة ذنب لا تنتهي...
- لا أقول ان البداية شيء حسن؛ ولكن الفشل في محاربتها يخلق أضراراً أكبر

شكرا