الأعجوبة "مغارة جعيتا "...

[serano]

تنفتح مغارة جعيتا عند الضفة اليمنى لخانق نهر الكلب الواقع بين قضائي المتن و كسروان في محافظة جبل لبنان تبعد عن بيروت 20كلم, وترتفع عن سطح البحر 325م. وهي مكونة من عدة طبقات تبلغ أطوالها مجتمعة 8.3كم .ويشغل القسم الأسفل منها نهر جوفي طوله 6.2كم . ويبلغ صبيبه عند مخرج المغارة حوالي 5 أمتار مكعبة في الثانية (كمتوسط سنوي) وهذا الصبيب لا يقل عن متر مكعب واحد في الثانية في فترة الشحائح (في الخريف) .مياه هذا النهر الباطني تُجّر لإرواء مدينة بيروت وقسم من المتن الشمالي.

تقع المغارة في كتلة من الصخور الكلسية والكلسية الدولوقية العائدة إلى حقبة الجوراسي الأوسط من الزمن الجيولوجي الثاني وهي ترافق عدة إنكسارات عرضية اتجاهها من الشرق إلى الغرب على أن سبب بروز مياهها إلى السطح يعود إلى وجود ثنية لبنان الغربية LA FLEXUREE OCCIDENTALE DU LIBAN التي تقيم حائطاً غير منفذ من صخور الكريتاسي الأسفل أمام الكتلة الجيوارسية النافذة.
مراحل إكتشاف مغارة جعيتا
استقطبت نقاط المياه في لبنان والشرق الإنسان القديم منذ استوطن هذه الديار . وقد دلت حفريات الأب فرنسيس أور اليسوعي (F.OURS) في أوائل السبعينات ، أن إنسان ما قبل التاريخ عاش عند مدخل مغارة جعيتا منذ ما يقرب 30 ألف سنة حيث وجدت أدوات صوانيه من العصر الحجري القديم الأعلى (LE POLEODITHIQUE SUPERIEUR) والتاريخ يذكر أن نهر ليكوس (LYKUS) القديم ونبعه الفياض .
أما إكتشاف النهر الداخلي فيعود إلى سنة 1836 وينسب ذلك إلى قس أمريكي يدعى ويليام تومسون THOMSON W.كان يصطاد في المنطقة عندما دخل صدفة إلى المغارة وقطع خمسين متراًليصل إلى مجرى مياه أطلق قربة طلقة نارية دلّه صداها على أهمية الشبكة الجوفية المائية.
وبعد 37 سنة وبالتحديد في العام 1873 قاد المستر بلس (BLISS) فريقاً من 4 مهندسين وصلوا في تنقيبهم نقطة تبعد بألف متر عن المدخل ولم يستطيعوا الذهاب أبعد من ذلك نظراً لوجود شلال مائي . وفي عام 1926م استطاع البروفيسور وست WEST أن يقطع الشلال ويكتشف 250م إضافية . وسنة 1927 تمكن فريق أمريكي فرنسي من أن يبلغ نقطة 1500م بعيداً عن المدخل.
أما المرحلة المهمة فكانت بين 1946 و1954 حيث تمكن أعضاء "النادي اللبناني للتنقيب عن المغاور و الهوات" وبعد رحلات متكررة من الوصول إلى نقطة 6200م حيث يوجد عنق اختناق مائي          (SIPHON) يمنع التقدم.
ورسمت للمناسبة خرائط مفصلة عن المجرى المائي وارتفاعاته المختلفة والشلالات والعقبات التي تعترضه.
وفي مرحلة لاحقة تمكن بعض أعضاء النادي المذكور من إكتشاف الطبقة العليا الجافة من المغارة وذلك إنطلاقاً من النقطة 650م بعيداً عن مدخل المغارة الأساسية.
غنى مغارة جعيتا واستغلالها السياحي
مغارة جعيتا تزخر بكل أشكال التعقدات الكلسية المعروفة والصور المرافقة تشهد على ذلك ، تم افتتاح المغارة امام السياح في تشرين أول (أكتوبر) عام 1958م الذين يتمكنون من زيارة الألف متر الأولى من النهر الداخلي بواسطة قوارب صغيرة خاصة بعد أن جهّز هذا القسم بالإضاءة اللازمة وبعد أن بُني مرسى صغير عند المدخل .
أما الطبقة العليا فقد أمكن الوصول إليها من الخارج بواسطة نفق دّشن في كانون الثاني (يناير)سنة 1969. والنزهة تتم مشياً على الأقدام بعد أن جهزت ممرات خاصة من الأسمنت بشكل لم يزعج الوسط الطبيعي الذي تمر فيه .
ووسط هذه المغارة الجافة قاعة رحبة استقبلت في مطلع السبعينات فرقاً موسيقية غربية عزفت موسيقاها التجريبية أمام جمهور غفير.
وبعد إقفال دام طوال سنوات الحرب الأهلية, لزّمت الدولة اللبنانية تأهيل المغارة وإعادة فتحها إلى شركة خاصة مدة 23 سنة, مضى منها تسع سنوات في مقابل نحو 35 % من مداخيلها, تتوزع على النحو الآتي: 10 % لوزارة المال, و10 % لوزارة السياحة, و10 % تذهب للضريبة على القيمة المضافة, و5 % للبلدية.
تستغرق الجولة العادية لزائر المغارة نحو ساعتين, ويمكنه بالطبع أن يمضي النهار كله. فهو بعد أن يقطع تذكرة (12 دولاراً للكبير و7 دولارات للصغير) يستقل التلفريك إلى المغارة العليا حيث يشاهد قبل دخولها شريطاً (بلغات عدة) عن المغارة مدته 21 دقيقة, ثم يزور المغارة الجافة ويمشي فيها 40 دقيقة, بعد ذلك يستقل قطاراً صغيراً إلى المغارة السفلى ويدخل فيها عبر زورق نحو ربع ساعة, ثم يخرج إلى فسحة فيها حديقة حيوانات صغيرة وثلاثة متاجر تباع فيها حرفيات من التراث اللبناني. ويمكنه أيضاً أن يتناول الغداء إذ توجد ثلاثة مطاعم واستراحات. وتبلغ كلفة وجبة الغداء الكامل نحو 9 دولارات, أما الطلاب فثمن غدائهم مشمول بثمن التذكرة أي 12 دولاراً.
أبحاث علمية كثيرة أجريت حول المغارة والنهر الداخلي وكلها تثبت الإتصال المباشر بين السطح وبين النهر الباطني بحيث أن المادة الملونة التي أفرغت في بواليع نهر الكلب قرب قرية دير شمرا سنة 1971 ظهرت بعد 29 ساعة فقط عند منبع جعيتا مع أن المسافة بين النقطيتن تزيد عن 7 كم. هذا الإتصال السريع يجعل الخزانات المائية للمغارة تحت رحمة عناصر التلوث الكثيرة والمتنوعة في المنطقة سيما إذا عرفنا الكثافة السكانية في الجبل اللبناني والمياه المبتذلة التي ترمى سنوياً في الأودية وداخل طبقات الصخور.

الكهوف الأخرى في لبنان
بالنشاط المتواصل لفريق النادي اللبناني للتنقيب عن المغاور و الهوات أمكن اكتشاف وتوطين ما يزيد الألف كهف بأطوال وأعماق مختلفة. وقد رسم أهمها على خرائط مفصلة . من أهم المغاور بالإضافة إلى جعيتا هناك مغارة قاديشا ومغارة رويس (العاقورة) ومغارة أدونيس –أفقا بالإضافة إلى مغارة كسارات انطلياس التي يزيد طولها المكتشف عن 3000م.
أما بالنسبة إلى الهوات فتأتي في طليعتها هوة فوار داره التي تنفتح في الجبال الواقعة شرق مجدل ترشيش من قضاء المتن الشمالي وتتعمق حتى 622م داخل طبقات الجوارسي الكلسية حيث يمر نهر جوفي أمكن تلوينه واثبات اتصاله باطنياً بنبع فوار انطلياس قريباً من الشاطئ ، ومن أهم الهوات بعد فوار داره هوات ترشيش ومشمشة وبلعه.

تم بحمد الله ..
المصادر : منوعه
SERAVET@HOTMAIL.COM

لحفظ نسخة منسقة ومدعمة بصور توضيحية اكثر ... اضغط على هذا الرابط
ملف منسق ومدعم بالصور لمغارة جعيتا

[abood100]

أخي العزيز..
الملف المرفق محمي بكلمة سر، كيف لي أن أفتحه؟
بالمناسبة، أود أن أسألك، لم تقوم هذه الشركة بمنع السياح من تصوير المغارة؟

[الظهراني1401]

السلام عليكم '>

دخلت هذه الـ"ـمعجزة" حين زرت لبنان قبل أكثر من خمس سنوات...

كان المنظر كاتما ً للأنفاس!! سبحان الله...

شكرا ً جزيلا ً  "serano " '>

[serano]

اهلا وسهلا اخي عبود

نسيت ان اخبركم كلمة السر
:blush:
كلمة السر هي: ghroob

اما منع التصوير فترى الحكومة اللبنانية ان كثرة التصوير قد تؤدي الى خلق بيئة مناسبة لتمو الطحالب والفطريات الامر الذي يؤدي الى تشويه المغارة ..

تحياتي

اخي الظهراني ..
شكرا لحضورك وتعقيبك

والله يحفظك
تحياتي