لا تجعل الاجتماع مصدر بؤس وشقاء لموظفيك
ينبغي للمدير الذي يدير الاجتماعات أن يتصف بأخلاق فاضلة في التعامل مع الحاضرين في الاجتماع، ويختار الألفاظ والكلمات التي لا تجرح الآخرين وتسبب لهم الألم والبؤس، فمهما كانت أخطاء الحاضرين في الاجتماع فإن المدير يتعامل مع بشر لهم أحاسيسهم ومشاعرهم، ومن أصعب الأمور على الموظفين أن يوجه إليه انتقاد لاذع أمام زملائه بطريقة مهينة.
تحكي إحدى المحررات في مجلة "بوسطن" الوطنية كيف أن رئيستها في العمل كانت تستغل الاجتماعات لإظهار سيادتها وتسلطها على الحاضرين، فقد كانت ترعب كل الحاضرين في الاجتماع الأسبوعي باستخدام أسلوبي التهكم والهجوم.
تقول المحررة: كنا نجلس حول منضدة بيضاوية الشكل، ورئيسة التحرير تطلب من كل واحد منا أن يقف ويناقش فكرتين أو ثلاثة ذات قيمة من الموضوع المقترح، ويعطى للمتحدث ثلاث دقائق لمناقشة كل فكرة، ثم يعلق كل واحد منا، وأخيرا تكون الكلمة الأخيرة للرئيسة، وقد تكون في تعليقاتنا نحن المحررين قليل من القسوة ولكن كل هذا يزول عندما نقارن قسوتنا بقسوة رئيستنا فقد كانت تهجم بالطريقة التالية:
" لابد انك تمزح بطرحك مثل هذه الفكرة يافلان. وبلا شك أنك تعتقد بأن فكرتك صائبة، إنها قمامة، هل تريد أن تهين قراءنا بقصة مثل هذه؟ إنهم يقرؤون مثل هذه التفاهات في الجرائد المبتذلة، ولا اسمح بان يحصل شيء مثل هذا في مجلتنا، والآن اخبرني ماذا تقصد بطرحك فكرة متدنية مثل هذه؟ فأنا لا أعطيك مرتبك الكبير لتتحفني بنفايات مثل هذه.إنك المحرر الأقدم في هذه المجلة وعليك أن تفكر بشكل يليق بمن يحمل هذا اللقب، وإذا لم تستطع أن تحسن من أداءك فسوف اجلب صبيا اخرق تخرج في المدرسة الثانوية، وأنا سأضمن لك أنه سيأتي بأفكار أحسن من أفكارك هذه.
تقول المحررة: وفي مناسبات عدة مثل هذه تستمر رئيسة التحرير بهجومها اللساني وتزيد من حرارة الإهانات مما يجعل بعض المحررات يركضن هاربات خارج الغرفة، وهن يبكين، بينما يتلعثم الآخرون في الرد عليها لأن الأعصاب تكون في أوج توترها.
