بحر مالح يدعم وجود حياة على المريخ
واشنطن -باسكال بارولييه: اعلنت وكالة الفضاء الاميركية (ناسا) ان المعلومات التى جمعها الروبوت اوبورتونيتى سمحت بتأكيد وجود بحر من المياه المالحة فى الماضى على المريخ، ما يدل على توفر كل الشروط لاحتمال وجود حياة على سطح الكوكب الاحمر.
وقال ستيف سكويرز رئيس فريق العلماء المكلف مهمة استكشاف الكوكب "نعتقد ان اوبورتيونيتى يقبع فى ما كان ساحلا محيطا ببحر مالح على المريخ"، مؤكدا وجود "بيئة تسمح بالحياة".
واوضح مسؤولون فى الوكالة ان اوبورتونيتى الذى يقوم مع روبوت اخر باستكشاف المريخ سمح بالتأكيد بان بعض الصخور التى تفحصها ناتجة عن ترسبات فى مياه مالحة، لكنهم لم يتمكنوا فى الوقت الحاضر من تحديد فترة استمرار هذا البحر المالح ولا حجمه فى منطقة "مريديانى بلانوم"، وهى سهل فسيح هبط فيه الروبوت.
وفى هذا الصدد، قال اد ويلر مساعد مدير الناسا المكلف العلوم الفضائية "ان هذه النتيجة تدفعنا الى تطوير برنامجنا الطموح لاستكشاف المريخ لمعرفة ما اذا كانت ثمة جراثيم عاشت يوما ما هناك، واذا كنا نستطيع فى نهاية المطاف العيش" على سطح الكوكب. ووصف المريخ بانه "الكوكب الاكثر شبها بالارض".
واكدت الناسا ان النتائج التى عرضتها امس اثناء مؤتمر صحافى فى مقرها بواشنطن تم التحقق منها من قبل خبراء مستقلين قبل اعلانها.
والان، سيعمد الباحثون الذين يوجهون الروبوت انطلاقا من مختبر الناسا فى باسادينا (كاليفورنيا) الى تسييره باتجاه الصخور المذكورة التى تشكل جدار حفرة.
واوضح جون غروتزينغر من معهد التكنولوجيا فى مساتشوسيتس "ان نتوءات داخل الطبقات الصخرية الرقيقة تدل على وجود حبيبات ترسبات بحجم حبة الرمل تشكلت عليها وكانت المياه التى جرت بسرعة تراوحت بين 10 و 50 سنتم فى الثانية حملتها الى عمق خمسة سنتم على الاقل وربما اكثر".
واعتبر سكويرز ان "هذا النوع من الصخور ممتاز لحفظ ادلة على وجود حياة جرثومية"، لكنه اوضح ان الروبوتين اللذين ساهم فى اعدادهما لهذه المهمة "غير مجهزين لهذا النوع من التحاليل".
وقال الباحث مازحا "بكل تأكيد لو ان الامر تعلق باثار تركها ديناصورات لكانا تمكنا من رؤيتها"، معربا عن امله فى ان تجهز المركبات المقبلة التى سترسل الى الكوكب الاحمر بوسائل لكشف اثار حياة جرثومية.
الى ذلك قال العالم جيمس غارفن المكلف برنامج استكشاف المريخ والقمر فى الناسا "سيتعين علينا يوما اخذ عينات للصخور وحملها الى مختبرات فى الارض لتحليلها وكشف المكونات البيولوجية للمريخ".
وقد سبق لابورتونيتى ان سجل حدثا علميا قبل ثلاثة اسابيع عند جمعه ادلة على وجود الكلور والبروم فى الصخور ما يدل على ان المياه كانت موجودة بوفرة يوما فى مريديانى بلانوم حيث هبط ابورتونيتى فى 24 كانون الثاني/يناير بعد ان سبقه الروبوت سبيريت الذى هبط فى 3 كانون الثاني/يناير فى الحفرة غوسيف بالجانب الاخر للمريخ.
وهدف الروبوتين اللذين يسيران على ست عجلات، هو كشف ما اذا كان كوكب المريخ عرف بيئة رطبة لفترة طويلة تسمح بالحياة.
ويعمل على هذه المهمة المقدرة تكاليفها ب820 مليون دولار، حوالى 300 باحث وستستمر حتى نهاية نيسان/ابريل وربما اكثر اذا سمحت بطاريات الروبوتين بذلك.
