أظهرت ملاحظات جيولوجية جديدة غير مسبوقة عن كوكب المريخ أنه مر بتغيرات كبيرة في الماضي، وأن هذه التغيرات مستمرة حتى الوقت الراهن.
وتم التوصل إلى هذا الاكتشاف من خلال دراسة صور أرسلها جهاز "ثيميس" (نظام التصوير بالانبعاث الحراري) من على متن المركبة الأمريكية "مارس أوديسي" التي تدور حول الكوكب الأحمر.
وقال فيليب كريستنسن كبير مراقبي جهاز "ثيميس" بجامعة أريزونا "يقوم ثيميس بإعداد مجموعة من البيانات ستكون بمثابة ثورة في نظام رسم خرائط الكوكب لدينا وفكرتنا عن الطبيعة الجيولوجية للكوكب."
وأضاف قائلا "ستشغل (هذه المعلومات) العلماء المتخصصين في شؤون كوكب المريخ على مدار العشرين عاما القادمة بمحاولة فهم العمليات التي تمخضت عنها هذه الأرض."
تفسير المعلومات
مارس أوديسي تواصل رحلتها لاستكشاف الكوكب الأحمر وقال كريستنسن "في ظل وجود مركبة أوديسي فإننا نفحص الكوكب ككل وفي ظل الظروف المحيطة به. ومن الملفت الطريقة التي غير بها هذا نظرتنا إلى مدى تعقيد وغنى الكوكب...لقد اكتشفنا أن للكوكب تاريخا جيولوجيا ديناميكيا."
ومضى كريستنسن قائلا "إن بالكوكب جليدا وماء أكثر مما ظننا، فلقد رصدنا ثلجا وأخاديد وطبقات، كما أن هناك أيضا عمليات شملت براكين وفوهات براكين ورياح. إنه مكان رائع".
واستطرد كريستنسن "التقطت الكاميرا الموجودة على متن المركبة مارس جلوبال سورفيور، وهي المركبة الأخرى التي تقوم حاليا بدراسة المريخ، صورا رائعة تظهر (وجود) طبقات لكنها لا توضح شيئا عن تركيبها (الطبقات)، بمعني هل هي طبقة من الصخور عليها طبقة من الرمال؟ لم تتوافر لدي طريقة لمعرفة هذا."
وأضاف "باستخدام معلومات جهاز "ثيميس" يمكنني أن أحصل على فكرة بعينها لأن كل طبقة لها خصائص مادية مختلفة بصورة ملحوظة."
اوديسي تقدم معلومات متواصلة عن المريخ ويستطيع "ثيميس" توفير بيانات عن درجات الحرارة ليلا ونهارا التي تمكن العلماء من التفريق بين الصخور الصلبة والعديد من المواد الأقل صلابة بدءا من الأحجار وحتى الرمال والأتربة.
ومن بين التفاصيل الهامة التي تم اكتشافها رقعة من الصخور تبلغ مساحتها كيلومترا والتي وصفتها كريستنسن بأنها "غير متوقعة."
وتشير المساحات الشاسعة من الصخور العارية إلى حدوث تغيرات بيئية قوية في الوقت الراهن حيث تعمل على "تنظيف" أي رواسب من الماضي أو أي مواد جديدة ربما خلفتها الظروف الجوية المحيطة.
ومن الأمور غير المتوقعة أيضا اكتشاف أن تراكم الصخور المفككة يعد أمرا عاديا على جوانب تلال مارتيان مما يشير إلى وقوع تغيرات جوية لا تزال تؤثر على الكوكب.
وقال كريستنسن "إذا كانت هذه الصخور موجودة منذ مليار عام فإنها ستكون مغطاة بالأتربة...يظهر هذا أن المريخ كوكب متحرك، أي أنه مكان نشط."
أرض صلبة
وهناك مؤشرات على أن الماء في بعض المناطق بالكوكب ربما لا يكون هو أحد الأسباب الفعالة في احداث التغيرات الجيولوجية.
وأظهرت مجموعة من الملاحظات وجود طبقة من الزبرجد الزيتوني بالقرب من قاع واد ضيق يبلغ عمقه أربعة كيلومترات ونصف ويطلق عليه اسم "جانجس تشاسما."
ويعد وجود الزبرجد الزيتوني أمرا هاما لأنه يتحلل سريعا في ظل وجود المياه.
وقال كريستنسن في هذا الشأن "يقدم لنا هذا منظورا شيقا عن المياه على سطح المريخ...لا يمكن أن يكون هناك ماء كثير في هذا المكان. إذا كان هناك وجود للمياه الجوفية في الوقت الذي كانت موجود على عمق كبير على السطح فإن الزبرجد الزيتوني كان سيختفي."
وأضاف "إنه مكان جاف للغاية لأنه كان مكشوفا لمئات الملايين من السنين".
إننا نعلم أن بعض الأماكن في المريخ بها ماء إلا أننا في هذه الحالة نرى أن بعض المناطق الأخرى لا يوجد بها (ماء)." وتجدر الإشارة إلى أن بحث "ثيميس" جرى نشره في دورية "العلم".
:'>
:'>
:'>
