يعكف مجموعة من العلماء على تطوير عقار جديد قد يشفي من مرض الزهايمر. فقد اكتشف العلماء أن حقن الفئران بالأجسام المضادة قد يمنع تكون اللويحات البروتينية المميزة لمرض الزهايمر.
كما اكتشف فريق الباحثين من جامعة كاليفورنيا أن الحقن بالأجسام المضادة يمنع تشوه أحد البروتينات الذي يتشكل في خلايا المخ.
وأوضح خبراء بريطانيون أن البحث الذي نشر في دورية "نيورن" أن هذا الأسلوب العلاجي ذو فوائد عديدة.
يذكر أن مرض الزهايمر يسببه تكون بروتين يسمى بيتا أميلويد في خلايا المخ. ويعتقد أن هذا البروتين يؤدي إلى إحداث تشوهات في بروتين آخر يسمى تاو الأمر الذي يسفر عن تدمير خلايا المخ من الداخل.
وأجرى الباحثون تجاربهم على فئران معدلة جينيا تحمل جينات آدمية الأمر الذي يتيح إمكانية وقوع التشوهات التي تؤدي للإصابة بمرض الزهايمر.
وقام العلماء بحقن تلك الفئران بالأجسام المضادة لبروتين بيتا أميلويد في المنطقة المسؤولة عن التعلم والذاكرة بالمخ. واكتشف العلماء أن اللويحات البروتينية زالت تماما من المخ، كما اختفت تشوهات بروتين التاو بعد يومين من زوال اللويحات المسببة للزهايمر.
ووجد الباحثون بعد 30 يوما من حقن الفئران بالأجسام المضادة أن اللويحات البروتينية تزول بمرور الوقت، لكن تشوهات بروتين تاو لم تتحسن مما يعني أنها تكونت في مرحلة متأخرة بعد تكون لويحات بروتين الأميلويد.
وقام الفريق البحثي الأمريكي بعد ذلك بإعطاء الفئران عقارا لوقف نشاط إنزيم يلعب دورا رئيسيا في إنتاج بروتين الأميلويد. واكتشفوا أن ذلك يؤدي إلى زوال بروتين التاو.
التهاب السحايا
وقال فريق البحث برئاسة فرانك لافيرلا: "أظهرت هذه النتائج أن الأجسام المناعية قد تكون مفيدة في القضاء على مسببات الزهايمر على أن يتم التدخل العلاجي في مرحلة مبكرة من المرض."
ومن ناحيته، أبلغ كليف بالارد، مدير الأبحاث بجمعية الزهايمر البريطانية، بي بي سي نيوز أونلاين أن الدراسة الأمريكية تعد الأولى من نوعها التي تتطرق لهذا النوع من العلاج وتجربه على فئران معدلة جينيا بحيث يمكن أن تصاب بالزهايمر.
وقال بالارد: "يشير هذا إلى أن هذا الأسلوب العلاجي يمكن أن يقي من تشوهات (جين التاو) إضافة إلى إزالة بروتين الأميلويد في المخ."
يذكر أن بعض الأبحاث الأخرى التي تتطرقت إلى مسألة استخدام العقاقير لتدمير بروتين بيتا أميلويد قد توقفت بعد إصابة عدد من المرضى بالتهاب السحايا.
وقال بالارد: "إنها دراسة مثيرة خاصة وأنها تؤكد على الفوائد المتعددة لهذا الأسلوب العلاجي إذا تم التغلب على مسألة الإصابة بالتهاب السحايا."
ويعكف الفريق الأمريكي الآن على دراسة ما إذا كان من الأفضل تطوير أسلوب علاجي مكون من شقين بحيث يستخدم الشق الأول لإزالة اللويحات البروتينية فيما يستخدم الآخر للقضاء على التشوهات.