لا أحد في حياته يسلم من التعرض لانتكاسات في طريق حياته، فلا طريق دون أشواك، ولا يمكن النجاح دون دفع ثمن. والسؤال المهم هنا هو : كيف تحول الانتكاسات إلى انتصارات؟. تقول الحكمة: "ليس المهم ما يحدث لكن الأهم هو كيفية التصرف إزاءه". كلنا قرأنا وسمعنا عن حكايات لأناس ولدوا بإعاقات من الدرجة الأولى أو أصيبوا في حوادث خطيرة، لكنهم تمكنوا من التغلب على الإعاقة واجتياز خط الفوز من أوسع أبوابه.
فقط عليك أن تقلب في صفحات التاريخ وستكتشف إنجازات حققها أناس لم يكونوا حتى أصحاء، لكنهم رغم المرض والإعاقة حققوا ما عجز عنه الأصحاء.
بل انظر حولك وفتش في المجتمع المحيط بك ستجد كثيرين تمكنوا من تحقيق انتصارات لم يكن أحد يتصور أنهم قادرون على تحقيقها. فكم مليونير بدأ طريقه من الصفر ، لكنه تسلح بالحكمة التي تقول: "طريق الألف ميل يبدأ بخطوة".
ومؤخراً ، أوردت إحدى المجلات قصة مليونير عصامي بلغت شهرته الآفاق. وروت المجلة قصة عجيبة عن مشوار نجاح هذا المليونير الذي تعرض لحريق أصيب فيه في معظم أجزاء جسمه بحروق شديدة ، كاد أن يموت لولا أن الله أنقذه.
بعد الحادث تم نقل المصاب إلى المستشفى حيث أجريت له 30 عملية، وقضى أربعة أعوام في التأهيل وتعلم استخدام الأجهزة التعويضية. ولم يكد يخرج من هذه المصيبة حتى واتته أخرى، فقد تعرض لحادث سقوط طائرة فأصيب بالشلل، يا سبحان الله.
لكن هذه الأحداث الجسام لم تكن كافية للقضاء على إرادة هذا الرجل فاخذ يفكر وانتهى إلى انه يستطيع أن يركز على أشياء محدودة لينجح فيها دون الالتفات إلى آلاف الأشياء التي كان يستطع القيام بها في الماضي.
واكتشف ذلك المليونير سر النجاح وعبر عنه ذات مرة بأنه "الحب" ثم تشجيع الأهل والأصدقاء وعدم الالتفات إلى ما فات والتركيز على ما هو آت والتركيز على العالم الخاص به دون النظر إلى حياة الآخرين والغوص فيها دون داع.
وعندما أدرك هذا السر تمكن من تحويل النكسة في حياته إلى نجاح فصار ذلك المليونير الشهير الذي يتردد اسمه في كل مكان على السنة الجميع صغارا وكباراً.
