بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الأحبة القدراء ، أخوتي في هذا المنتدى الحبيب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد ..
كُلُنا ذوو خطأ .. أليس كذلك ؟؟
إننا في تعاملنا مع الكثير من الناس في شتى الأماكن نصيب أحياناً ونقع في الخطأ ، ثم نعود ونعتذر فنحصل على السماح ، وأحياناً نحصل على أكثر من ذلك !!
إذ أن من تعرضنا له بالإساءة بادرنا بنسيانها بالكلية .!
ما أجمل أن نحصل على أشخاص يغدقون علينا بالتسامح ..
قال تعالى (( والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين )) .
ومع هذا فإن هناك شخصاً واحداً لا يناله شرف التسامح أو نسيان الإساءة ، فتراه يعيشُ مهترء الشخصية ، كثير التفكير والتذبذب !!
هل عرفت هذا الشخص أخي الحبيب .. أختي الكريمة ؟؟
إنه أنا وأنت وهو وهي ... إنهم أنفسنا !!
فلماذا لا نسامح أنفسنا ؟
لماذا نُبقي الجرح مفتوحاً للألم ؟
لماذا نتركه حياً وقابلاً للعفن ؟
وهل هذا الفعل يُشعرنا بالرضا على النفس ؟
سامح نفسك واجعل خطأك يقودك للعمل ولا يسير بك القهقرى .
إن المشاعر التي تحملها أخي الحبيب هي التي تتولى زمام حياتك ، وتبلور شخصيتك ، وتدير تصرفاتك .. فافتح لها العنان .. افتح قلبك أخي الكريم أختي الكريمة ، ولا تضغط على نفسيتك ، فإنك إن كبحت الكثير من مشاعرك ولم تُخرجها فقدت ذاتك ، ومن فقد ذاته فقد صوابه وصار كالريشة التائهة في الرياح العاصفة .
إن تكرار اللوم دون تحسين العمل ، والإكثار من العتب دون تصويب الخطأ ، وجلد الذات بسياط الحزن وتكتيف الأيادي لهو الكراهية بعينها ( كراهية الذات ) ، وقد قيل :
لا خير في عقلٍ مليء بالكراهية ، ومن لا يصفح أو يسامح فإنه يتجمد من الكراهية .
فسامح نفسك أخي بارك الله فيك واصفح عنها .. واعلم أنه إن لم تفعل لنفسك ما يجعلها تشعُر السعادة فمن غير سيفعل ؟؟
وإن لم تُنقذ نفسك وتصعد بها إلى بر الأمان وتزوِّدها بالثقة ، فمن سيحقق لها ذاتها ويحتويها ويصونها ؟؟
ثق بنفسك أخي فإن ثقتك بها هي مركبك للوصول ، وكما قيل :
(( واثق الخطوة يمشي ملكا ))
إن ديننا أيها الكريم دينٌ سمحٌ وجميل ورائع ، وهو الرائد في جبِّ السيئات ( محوها ) كما قال عليه الصلاة وأتم التسليم (( الإسلام يجُبُّ ما قبله )) ، والتوبة تغسل الإنسان من خطاياه وتنقيه من ذنوبه كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، والعمل الصالح يُبدِّل الله به السيئات إلى حسنات كما قال تعالى (( إن الحسناتِ يُذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين )) .
قال عليه الصلاة والسلام : (( كُلُّ ابن آدم خطاء ، وخيرُ الخطائين التوابون )) رواه الإمام أحمد في المسند والترمذي } ومعناه أن الذين يحترمون أنفسهم ويقدرون ذواتهم ويوظفون طاقاتهم التي حباهم الله إياها للصعود إلى سلم تغيير الواقع المشين ، وبالتالي الإحساس الحقيقي بالرضا عن الذات { . (1)
لكم مني كل الحب والتقدير
أخوكم
محمد عمر
(1) بكري النحاس .