قبل حلول الشتاء: لقاح أنفلونزا حماية ووقاية وضرورة للأطفال وكبار السن
اللقاح آمن وفعال بنسبة 95% وتستمر مناعته لعام كامل
شيماء حمدى
مع بداية فصل الشتاء وانتشار فيروس الإنفلونزا، يهتم المركز الإقليمي للانفلونزا بالشركة القابضة للمستحضرات الحيوية واللقاحات بتوفير لقاح الإنفلونزا حتى يمكن أخذه مع نهاية شهر سبتمبر وبداية شهر اكتوبر، لإعطاء مناعة قبل انتشار الفيروس، وذلك عن طريق اللقاح الذى سوف يحتوى على نوعى الأنفلونزاالمتوقع انتشارها وهما ( آيه، بى)، ويتضمن النوع (إيه) سلالتين الأولى هى (نيوكاليدونيا هـ1 ن1) وهذه السلالة لم تتغير نظرا لانتشارها فى العامين الماضيين أيضا، ولكن الثانية هى التى تغيرت من (موسكو) إلى (فوجان هـ3 ن2) ويمكن أن يحتوى اللقاح بدلا منها على (يومنج هـ3 ن2) أو (كوماموتو هـ3 ن2)، حيث أن كلا من السلالات الثلاث تقوم بنفس الفاعلية والمناعة بالنسبة للأخرى، أما النوع الثانى (بى) فهو من سلالة (شانجهاى)أو (جيلين). كما قامت الشركة بتوفير الكواشف الخاصة بسلالات فيروس إنفلونزا الدجاج، لمواجهة أية أحتمالات لانتشار الفيروس .
تغير السلالات
ويقول الدكتور أورخان مدير المركز. إنه يحدث التغير فى سلالة الأنفلونزا من موسم لآخر، بسبب حدوث تغيرات في ترتيب تتابع سلسلة الأحماض الأمينية للفيروس، وبالتالي تغير في خواصه الأنتجينية، مما يؤدي إلى حدوث طفرات تنتج أنواعاُ جديدة ومختلفة من سلالات الأنفلونزا .كما يحدث أيضاً تغير في هذه السلالات نتيجة انتقال فيروسين من نوعين مختلفين من حيوان إلى آخر فيؤدي انتقال الفيروسين المختلفين إلى حدوث خلط بينهما داخل الحيوان، مما يؤدي إلى ظهور نوع جديد من الفيروسات، ويقوم الخنزير بدور كبير في عمل هذا الخلط بداخله خاصة إنه من الحيوانات التي يعيش ويستمر الفيروس بداخله لفترة طويلة . كما تؤثر أيضاً فى الطيور المهاجرة بصورة كبيرة في حدوث تغيرات في سلالات فيروس الأنفلونزا . كما يمكن أن يحدث هذا الخلط أيضاً بين فيروسات مختلفة داخل جسم الإنسان .
عزل فيروس الأنفلونزا
ويتم عزل فيروس الأنفلونزا عن طريق إجراء تجارب بحثية على العينات التي تم أخذها من المريض، والتي يتم حقنها في بيض ملقح يوجد به أجنه تصل أعمارها لعشرة أيام، وذلك في كل من السائل الألانتويسي والأمينوسي المحيط بالجنين، وفي إطار تعاون المركز مع المراكز البحثية العالمية الأخرى، يتم إرسال السلالة المعزولة إلى مركز البحوث الطبية بلندن، والذي يعد أحد المراكز الرئيسية لدراسات وبحوث الإنفلونزا والتي يبلغ عددها 4 مراكز على مستوى العالم في كل من لندن واتلانتا وسيدني وطوكيو وتشرف هذه المراكز على 110 مراكز إقليمية منتشرة في معظم دول العالم، ويتولى مديرو هذه المراكز تحديد نوع السلالات التي تدخل في تصنيع اللقاح الجديد .
تحضير اللقاح
وبعد عزل الفيروس وتحديد نوعه وسلالته , يتم الاستفادة به في عمل لقاح بنفس طريقة العزل، وذلك بتحضيره في البيض الملقح ثم يتم تنقيته وتركيزه وتخفيفه، بحيث يحتوي كل نصف سنتيمتر على 15 ميكرو جرام من الهيماجلوتين من كل سلالة من الثلاث سلالات، وهي الجرعة المسموح بها للأفراد الذين تزيد أعمارهم على عامين، أما الجرعة المسموح بها للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر وعامين فيجب اعطاؤها على مرحلتين الأولى يتم فيها أخذ نصف الجرعة وبعد شهرين يعطى النصف الأخر، وبعدها باسبوعين يكون الجسم كون مناعة للفيروس، ويتم اخذ اللقاح على مرحلتين لأن جهازهم المناعي ضعيف لا يتحمل الجرعة مرة واحدة .
التطعيم قبل الموسم
ويضيف الدكتور أورخان أن الوقت المناسب لأخذ اللقاح هو قبل بداية الموسم الشتوي، حتى يمكن للجهاز المناعي تكوين أجسام مضادة لسلالات الأنفلونزا المتوقع انتشارها في جميع أنحاء العالم خلال الفترة من أكتوبر 2004 إلى سبتمبر2005 .كما ينبغي أخذ اللقاح كل سنة لتغير سلالات فيروس الأنفلونزا باستمرار من عام لآخر، حيث أن الحماية بالتطعيم تبدأ بعد فترة تتراوح ما بين 10 أيام إلى 3أسابيع وفق رد فعل الجهاز المناعي من فرد لآخر , ويمتد مفعول هذا التطعيم لمدة عام ليكسب الجسم مناعة تتراوح نسبتها بين 70% إلى 90% ضد فيروس الأنفلونزا خلال هذه الفترة، لذلك لا يمكن إصابة الفرد في حالة تطعيمه ضد فيروس الأنفلونزا والذي تتسم أعراضه بارتفاع حاد ومفاجئ في درجة الحرارة تزيد علي 38.5 درجة مئوية وحدوث آلام في العضلات بصورة شديدة وصداع شديد، و تصل مضاعفات الإصابة بالأنفلونزا إلى التهاب رئوي حاد، ويستمر الشعور بالإنهاك والتعب لأكثر من أسبوعين، وتختلف هذه الأعراض عن أعراض أخرى تشبه البرد مثل الرشح والتهاب الحلق مع عدم ارتفاع في درجة الحرارة أو ارتفاعها لأقل من 38 درجة مئوية والتي يعتقد البعض أنها أعراض الأنفلونزا، لكنها في الحقيقة هي فيروسات تنفسية أخرى مثل البارا أنفلونزا والتي تعد أقل خطورة من فيروس الأنفلونزا .
الأكثر إصابة بالفيروس
ويضيف الدكتور مصطفى أورخان أن بعض الناس أكثر عرضة للإصابة بفيروس الإنفلونزا مثل الأطفال والأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 50 عاما ليس لديهم مناعة للتغلب على الأمراض مثل مرضى السرطان الذين يعالجون بالإشعاع، وأيضاً مرضى القلب والرئة والكلى والربو وحساسية، والأفراد من كافة الأعمار ممن يعانون أمراضا مزمنة، والتي تحتاج إلى رعاية لمدة طويلة، وأيضاً الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ستة أشهر وسن المراهقة والذين يتم علاجهم بالأسبرين لفترات طويلة، وكذلك الحوامل من الشهر الرابع إلى التاسع فى أثناء موسم الأنفلونزا وكذلك من تعاني مضاعفات الأنفلونزا أثناء العلاج من مرض آخر، وكذلك الأشخاص الذين يعملون في المجال الطبي , وأيضاً المسافرون إلى مناطق باردة ينتشر بها مرض الأنفلونزا ولاكثر المعتمرون و الحجاج .
خطورة الأنفلونزا
ويوضح الدكتور أو رخان أن شدة الإصابة بالأنفلونزا تؤدي إلى حدوث مضاعفات مثل الالتهاب الرئوي وقد تؤدي إلى الوفاة، ففي مدغشقر أصيب نحو 1291 شخصا بالأنفلونزا وتوفى منهم 156 مريضا بفيروس الأنفلونزا في الفترة من 4 يوليو إلى 7 أغسطس سنة 2002، لذلك فإن للتطعيم باللقاح أهمية كبيرة في السيطرة على انتشار فيروس الأنفلونزا الذي يعد من أكثر الأمراض الفيروسية خطورة وانتشارا، حيث يسهل انتقاله من شخص لآخر عن طريق العدوى خاصة في الأماكن المزدحمة ورديئة التهوية ومنخفضة الحرارة، حيث تظل فيروسات الأنفلونزا في درجة حرارة أقل من 4 درجات مئوية لذلك ينبغي تهوية المكان جيداً لوصول ضوء وحرارة الشمس إليه والتي يمكنها القضاء على هذه الفيروسات، ويدخل فيروس الأنفلونزا عن طريق الجهاز التنفسي العلوي من خلال الأنف والحلق ثم يدخل في الخلايا ومنها إلى القصبة الهوائية ثم إلى الجهاز التنفسي السفلي مما يؤدي إلى التهاب رئوي .
اللقاح آمن
ويتسم لقاح الأنفلونزا بأنه آمن صحياً حيث أنه لا يسبب أية أمراض نظراً لانتاجه من فيروس ميت، وبالتالي لا يشكل خطورة على صحة الإنسان، إلا أن هناك بعض الأعراض الجانبية البسيطة مثل ارتفاع طفيف في درجة الحرارة مما لا يمثل ضرراً للفرد. كما أن هناك بعض الأشخاص الذين ينبغي عدم إعطائهم التطعيم مثل المصابين بارتفاع في درجة الحرارة والحوامل في الأشهر الثلاثة الأولى، وأيضاً الأطفال فى سن الأقل من 6 أشهر، والأفراد الذين لديهم حساسية لأكل البيض ولحم الدجاج، لذلك تجرى الأبحاث لتحضير اللقاح على خلايا زرع الأنسجة لكي يتاح لهم أخذ هذا اللقاح .
والشركات المنتجة للقاح الأنفلونزا تنتجه بنفس السلالات المصرح بها من منظمة الصحة العالمية , ويتم اختبار كفاءة هذا اللقاح وحساسيته قبل عرضه واستخدامه للتأكد من أنه آمن وغير ضار لصحة الإنسان، مما يدل على أن درجة أمان اللقاح المصنوع لا تتأثر بتغير الشركات المنتجة .