منشأ وتشكل الفحوم الهيدروجينية :
هناك نظريتان تعالجان هذا الموضوع أحداها تؤكد أن المنشأ عضوي بينما الأخرى تعتمد على الأصل غير العضوي .
يمكن عرض تشكل الفحوم الهيدروجينية بشكلين رئيسيين مترابطين :
1- منشأ الفحوم الهيدروجينية
- منشأ لا عضوي .
- منشأ عضوي
2- تشكل الفحوم الهيدروجينية
- المادة الاولية
- الوسط الترسيبي
- تحول المادة الاولية
ان حل كل هذه المشاكل والنتائج المستخلصة منها ، إلى جانب الأهمية النظرية ، تقدم أهمية عملية كبيرة في توجيه أعمال التنقيب عن الفحوم الهيدروجينية .
2-1- المنشأ اللاعضوي للفحوم الهيدروجــــينية :
ان النظريات التي أيدت المنشأ اللاعضوي للفحوم الهيدروجينية هي الاكثر قدماً ، وقد كانت بداية أنطلاقها في منتصف القرن التاسمع عشر ، وقد جمعت هذه النظريات عددا كبيرا من الباحثين العاملين في مجال النفط من كيميائيين وجيلوجيين حتى بداية القرن العشرين ، لكن في المقابــــــل وبشكل مواز كانت الادلة على المنشأ العضوي للفحوم الهيدروجينية قد تكاثرت وبدأت تشكك في نطرية المنشأ اللاعضوي .
ان نظرية المنشأ اللا عضوي للفحوم الهيدروجينية لها أكثر من منطلق لكنها جميعاً تشترك في المبدأ الذي يقول أن الفحوم الهيدروجينية تشكلت من العناصر والمواد اللاعضوية ، التي أتحدت وأعطت مركبات فحوم هيدروجينية في شروط حرارة وضغط مرتفعة جداً أو تحت تأثيؤ النشاط الأشعاعي الطبيعي .
لابد أن نشير أن نظرية المنشأ اللاعضوي للفحوم الهيدروجينية في أيامنا هذه لم يعد لها سوى الأهمية التاريخية .
وسوف نستعرض فيمايلي أهم النظريات التي نادت بالمنشأ اللاعضوي للفحوم الهيدروجينية :
2-1-1- نظرية المنشأ الكوني :
قدمت هذه النظرية من قبل العالم الروسي سوكولوف Socolov عام 1889م الذي يرى أن غاز الميتان يعد أحد المكونات الرئيسية للكون (نجوم-نيازك ززز الخ ) وحيث ان لافحوم الهيدروجينية قد تشكلت من أتحاد مباشر للفحم والهيدروجين ناتجاً عن ذلك جذور مختلفة ( CH3 ، CH2 ،( CH وهذه الجذور تعطي من خلال الهدرجة والبلمرة يليها التكثف فحوم هيدروجينية مختلفة .
يضيف سوكولوف أن الفحوم الهيدروجينية كانت موجودة في الحالة النجمية للأرض ضمن الغلاف الغازي مع التبرد التدريجي للأرض كانت الماغما المنصهرة تمتص هذه الفحوم الهيدروجينية ، وأثناء تشكل القشرة الأرضية تسربت الفحوم الهيدروجينية بشكل غازي إلى الطبقات الرسوبية حيث تكثفت وتجمعت .
-1-2- نظرية المنشأ الجيوكيميائي الداخلي :
قدمت هذه النظرية من قبل العالم برتولية Bertolet عام 1866 حيث قال بوجود تفاعلات كيميائية قرب النواة المركزية للكرة الأرضية ، لان غاز الفحم CO2 يتوفر بكميات كبيرة وحيث يصادف مركبات قلوية يتفاعل معها بدرجات حرارة عالية ويشكل مركبات لفحوم معدنية مثل Na2C2 :
2Na + 2CO2 _ C2H2 + Na 2 O
وقد أوضح برتوليه أن الاستيلين المتشكل في الجزء العميق من القشرة الارضية تحصل له عمليات بلمرة وهدرجة ، مشكلا مجموعة من الفحوم الهيدروجينية المشبعة وغير المشبعة :
C6H6 _ С2H2 + 2H2
C2H2 _ C6H6
العالم لينتس يرى ان انطلاق الفحوم الهيدروجينية مع الاندفاعات المغماتية التي تتغلغل ضمن الصخور الرسوبية أحد الأسباب المؤدية لتشكل التجمعات النفطية .
العالم مندلييف Mendelev عام 1879 خرج بنتيجة تحاربه أن الفحوم الهيدروجينية تتشكل من تفاعل الماء مع فحم الحديد المتواجد في أعماق القشرة الأرضية :
2FeC+ 3H2O _ Fe2O3 + C2H6
أما العالم موازان فقد قدم عام 1896 تفاعل الماء مع فحم الالمنيوم مستحصلا على غاز الميتان :
Al 4 C3 + 12 H2O _ 4Al (OH) 3 + 3 CH 4
وهناك فريق من الباحثين الأمريكيين يسمى ( Golfoil ) قام عام 1971 بتقديم معطيات جديدة عن المنشأ اللاعضوي للغازات المتراكمة بشكل تجمعات تجارية ضخمة في أحواض ( Delaware , Sacramant ) في الولايات المتحدة الأمريكية مستندين على دراسة نظائر الفحم المثبت في الفحوم الهيدروجينية , لقد أوضح الفريق العلمي أنه في منطقة Sacrament في ولاية كاليفورنيا توجد أحدى التداخلات المغماتية ، التي اخترقت الغطاء الرسوبي ، ووصلت إلى السطح ، ويلاحظ ضمن الغطاء الرسوبي تشكيلات رملية من الكريتاسي ، ذات سماكة كبيرة ن وهذه التشكيلات تحتوي على تجمعات لغازات طبيعية بكميات ضخمة غلى جواز الكتلة المغماتية التي أخترقت الرسوبيات .
أن دراسة نظائر الفحم للفحوم الهيدروجينية الغازية أظهرت أن درجة الحراراة اللازمة لتشكل الغازات قد تجاوزت / 1000˚م / حيث أن هذه الحرارة قد وصلت إلى أكثر من /1200˚م / بالقرب من الجسم المغماتي .
بالاعتماد على هذه الملاحظات ، قام الفريق العلمي المذكور بصياغة فرضية تشكل الغازات بالعلاقة مع الدرجة الحرارة العالية للاجسام المغماتية .
وهكذا يتبين ان تواجد المغما بدرجة حرارة أكبر من /1200˚م / فـــــان الصخور الكربوناتية تطلق كميات كبيرة من غاز الفحم ( СO2 ) الذي يدخل في تفاعل مع الهيدروجين المنطلق من المغما مشكلا غاز الميتان ( CH4 ) :
CO2 + 4 H 2 CH4 + 2 H2O
أما الجسم المغماتي فقد قام بدور الوسيط الفعال ، والغازات المتشكلة تتابع طريقها إلى الصخور الخازنة لتشكيل تراكمات الغاز . في النهاية أذ كانت النتيجة التي توصل اليها الفريق الم كور صحيحة فأنه من المنتظر أن تحتوي الصخور الرسوبية ذات التدخلات الكربوناتية والتي بتماس مع الأجسام المغناتية المتدفقة على كميات هامة من الغازات الطبيعية ذات المنشأ اللاعضوي ، وهذا مالم يؤكد .
يتبع....