الفيروسات :
إن الفيروسات، والبرامج الدودية، وأحصنة طروادة هي عبارة عن برامج ضارة قد تسبب الضرر للحاسب والمعلومات الموجودة عليه. كما يمكنها أن تتسبب في إبطاء سرعة الإنترنت، وقد تستخدم الحاسب الخاص بك لتنتشر في أجهزة حاسب أصدقائك، وعائلتك، وزملائك في العمل، وفي سائر شبكة الويب. أما الأمر الجيد، فهو أنه بقليل من الوقاية وتحكيم المنطق، تكون أقل عرضة لتقع فريسة لهذه التهديدات.
ما هو الفيروس؟
الفيروس هو مجموعة من التعليمات البرمجية التي ترفق نفسها ببرنامج أو ملف لتتمكن من الانتشار من حاسب إلى آخر. وتؤدي إلى الإصابة أثناء تنقلها. بإمكان الفيروسات إعطاب البرامج، والأجهزة، والملفات الخاصة بك.
إن فيروسات الحاسب تتفاوت من تلك التي تسبب إزعاجاً بسيطاً إلى تلك التي تسبب خراباً شاملاً. الأمر الجيد هو أن الفيروس الحقيقي لا ينتشر بدون تدخل بشري. يجب على أحد أن يتشارك في ملف أو يقوم بإرسال بريد إلكتروني كي يتحرك الفيروس.
ما هو البرنامج الدودي؟
تم تصميم البرنامج الدودي، مثل الفيروس، لنسخ نفسه من حاسب إلى آخر، إلا أنه يفعل ذلك بشكل تلقائي. أولاً، يستولي على ميزات في الحاسب بإمكانها نقل الملفات أو المعلومات ويتحكم بها. وحالما يوجد برنامج دودي في النظام، بإمكانه التنقل بمفرده. أحد الأخطار الكبيرة للبرامج الدودية هي قدرتها على النسخ المتماثل بأعداد كبيرة. مثلاً، قد يقوم البرنامج الدودي بإرسال نسخ عن نفسه إلى كافة الأشخاص المذكورين في دفتر عناوين البريد الإلكتروني، ثم تقوم أجهزة حاسب هؤلاء الأشخاص بفعل مماثل، مما قد تؤدي إلى إبطاء شبكات العمل والإنترنت بشكل عام. عند إطلاق برامج دودية جديدة، فإنها تنتشر بسرعة كبيرة. فتعوّق عمل الشبكات وقد تسبب انتظاراً طويلاً لك (وللآخرين) عند عرض صفحات ويب الموجودة على الإنترنت.
إلا أنه لا يبدأ عمله إلا بتدخل بشري أي بعد أن يتم فتح الملف المرفق بالرسالة البريدية.
إن البرامج الدودية لا تحتاج إلى التنقل بواسطة برنامج أو ملف "مضيف"، فبإمكانها أيضاً الوصول عبر أسلوب النفق إلى النظام والسماح لشخص آخر بالتحكم بالحاسب عن بُعد.
ما هو حصان طروادة؟
تماماً كما بدا حصان طروادة الميثولوجي على أنه هدية، ولكنه تبين بأنه يخفي جنوداً يونانيين استولوا بعد ذلك على مدينة طروادة، فأحصنة طروادة اليوم هي عبارة عن برامج حاسب تبدو كأنها برامج مفيدة، ولكنها على عكس ذلك تهدد أمان الحاسب وتسبب الكثير من الأضرار. ظهر مؤخراً حصان طروادة على شكل بريد إلكتروني تضمن مرفقات تم الادعاء بأنها تحديثات أمان من Microsoft، ولكن تبين أنها فيروسات تحاول تعطيل برامج مكافحة الفيروسات وجدران الحماية.
كما يمكن تضمين أحصنة طروادة في البرامج التي تقوم بتحميلها مجاناً. لا تقم أبداً بتحميل برنامج من مصدر لا تثق به. قم دائماً بتحميل التحديثات والتصحيحات التي توفرها Microsoft من Microsoft Windows Update أو Microsoft Office Update.
كيف تنتشر البرامج الدودية والفيروسات الأخرى؟
ظاهرياً، كافة الفيروسات والعديد من البرامج الدودية ليس بإمكانها الانتشار إلا إذا قمت بفتح أو تشغيل برنامج مصاب.
إن انتشر العديد من الفيروسات الأكثر خطورة بشكل أساسي عبر مرفقات البريد الإلكتروني، وهي الملفات المرسلة مع رسالة البريد الإلكتروني. ويمكنك عادة معرفة ما إذا كان البريد الإلكتروني يتضمن مرفقاً لأنك ستلاحظ رمز مشبك ورق يمثل المرفق ويتضمن اسمه. الصور الفوتوغرافية، والرسائل المكتوبة بواسطة Microsoft Word، وحتى أوراق بيانات Excel هي فقط بعض أنواع الملفات التي من الممكن أن تستلمها عبر البريد الإلكتروني كل يوم. يتم إطلاق الفيروس عند فتح مرفق ملف مصاب (غالباً ما تقوم بالنقر المزدوج فوق رمز المرفق لفتحه).
فلا تقم أبداً بفتح أي شيء مرفق برسالة بريد إلكتروني إلا إذا كنت تتوقع هذا المرفق وتعلم تماماً محتويات الملف.
هناك فيروسات أخرى قد تنتشر من خلال برامج تقوم بتحميلها من الإنترنت أو من أقراص حاسب مصابة بفيروس تقترضها من الأصدقاء أو حتى تشتريها من المتجر. هذه الطرق أقل شيوعاً للإصابة بالفيروس. معظم الناس يحصلون على الفيروس إذا قاموا بفتح وتشغيل مرفقات بريد إلكتروني غير معروفة.
كيف يمكن معرفة ما إذا كان لدي برنامج دودي أو فيروس آخر؟
عند فتح وتشغيل برنامج مصاب، قد لا تعلم بأنك قد أصبت بفيروس. ومن المحتمل أن يصبح الحاسب بطيئاً أو يتعطل ويقوم بإعادة التشغيل كل بضع دقائق. أحياناً، يهاجم الفيروس الملفات التي تحتاج إليها لبدء تشغيل الحاسب. في هذه الحالة، قد تضغط زر التشغيل لتجد نفسك تحدق في شاشة فارغة.
كافة هذه الأعراض تشكل إشارات شائعة لإصابة الحاسب بفيروس بالرغم من أنها أيضاً قد تكون ناتجة عن مشاكل في الأجهزة أو البرامج لا علاقة لها بالفيروسات.
احذر من الرسائل التي تشير إلى أنك قد أرسلت بريداً إلكترونياً يحتوي على فيروس. فقد يعني ذلك أن الفيروس قد سجل عنوان البريد الإلكتروني الخاص بك كمرسل لبريد إلكتروني ملوث. هذا لا يعني بالضرورة أن الفيروس موجود لديك. بعض الفيروسات لها القدرة على تزوير عناوين البريد الإلكتروني.
ما لم يكن لديك برنامج لمكافحة الفيروسات مثبت على الحاسب ومحدّث، فليس هناك طريقة أكيدة لمعرفة ما إذا كان لديك فيروس أم لا.
البرامج المضادة للفيروسات:
النقطة الأخرى التي يمكن أن تؤدي إلى إبقاء حاسباتك وشبكتك آمنة هي البرامج المضادة للفيروسات (لا توجد أجهزة مضادة للفيروسات؛ إنها فقط نادرة خارج البيئات الموزَّعة كمزوّدي خدمات الإنترنت وملقمات استضافة مواقع الويب). هناك عدة منتجات مضادة للفيروسات، ويمكنك الحصول على بعضها مجاناً. أحد أفضل البرامج هو Norton AntiVirus. إنه غير مجاني، رغم أن الصانع يزوّد خدمة عبر الويب يمكنها أن تفحص حاسبك بحثاً عن فيروسات فيه مجاناً.
لكن حتى ولو كان عليك دفع ثمنه، البرنامج المضاد للفيروسات هو أحد الأشياء الأقل كلفة – وعلى الأرجح الأفضل – التي تشتريها للحاسب أبداً. مهما يكن البرنامج المضاد للفيروسات الذي تنتقيه، أقترح عليك بشدة أن تعتبره جزءاً إلزامياً في حاسبك، وبنفس أهمية، مثلاً، وحدة المعالجة المركزية. أي حاسب يتصل، حتى من وقت لآخر بالإنترنت أو بأي شبكة، هو عرضة للغزو من فيروس، حصان طروادة، أو محتوى خبيث آخر (أعرف أن ما يلي ليس دقيقاً تقنياًُ، لكنني سأستعمل الكلمة الوحيدة فيروس لأقصد هذه الفـئة الكاملة من البرامج الخبيثة. وإلا، ستضجر كلما قرأت "فيروس، حصان طروادة، أو محتوى خبيث آخر" كلما أردت أن أتكلم عن هذه الأمور).
الآن، يقول بعض الأشخاص أن ليس كل الفيروسات خبيثة. أنا أعارض هذا القول أكثر من أي شيء آخر. صحيح أن بعض الفيروسات يعرض فقط رسالة ساذجة على شاشتك، بينما بعضها مؤذٍ جداً. أنا أعتبرها متساوية في نظري، وأعتقد أنك يجب أن تفعل مثلي. إن وجود شيء في مساحتك الخصوصية لم تضـعه بنفسك هو أمر مثير للريبة. إن رفض اعتبار تلك "الهجمات الودودة"، كما لو أن هناك هجومات ودودة، كجرائم قد زاد الطين بلة وصعّب كثيراً محاكمة أولئك الذين يكتبون شيفرة هدّامة في الواقع.
يعمل البرنامج المضاد للفيروسات بطريقتين:
أولاً، يحتوي على فهرس بالتهديدات المعروفة يستعمله ليفحص كل ملف في حاسبك أو شبكتك . الملفات التي تحتوي على شيفرة يتم التعرّف عليها في الفهرس يتم تعليمها، وتُعطى فرصة لحذفها.
البرنامج المضاد للفيروسات أيضاً يمسح حركة المرور الآتية عبر شبكتك ومن الإنترنت ويمكنه أن يتعرّف على شيفرة الفيروس في دفق البيانات قبل أن تتم كتابة أي شيء في قرصك. يتم مسح البريد الإلكتروني الوارد لكي يمكن حذف الرسائل التي تحتوي على مرفقات خبيثة قبل أن تفتحها عن غير قصد.
الطريقة الثانية التي يعمل بها البرنامج المضاد للفيروسات هي استعمال طرق تحقيق معقّدة لترقّب تصرّفات تشبه تصرّف الفيروس. تعمل تلك الطرق كحارس إلكتروني يطرح أسئلة كـ "هل من الطبيعي أن تطلب صفحة وب من الحاسب أن يمحو قرصه الصلب؟". يمكن اكتشاف وإيقاف هكذا عمليات مهدِّدة قبل أن تفعل أي ضرر، حتى ولو كانت لا تستعمل أي شيفرة أو أساليب فيروس معروفة سابقاً. كلما تم اكتشاف شـيفرة وأسـاليب جديـدة، يزوّد صانع البرنامج المضاد للفيروسات تحديثات يمكنك تحميلها لكي يبقى برنامجك محدّثاً دائماً. إن عدم فعل ذلك هو سيء تقريباً كعدم تشغيل أي برنامج مضاد للفيروسات أبداً.
