الحيوانات الليلية حيوانات تنشط غالباً خلال ساعات الظلام، ويقل نشاطها نهارًا. ولمعظم الحيوانات تقريبًا إيقاع طبيعي يتحكم في سلوكها خلال النهار وأثناء الليل. وقد طورت الحيوانات الليلية سلوكها على أنه الوسيلة للبقاء. ويمكن للمخلوقات الصغيرة تفادي أعدائها ليلا بسهولة أكثر. كما تستطيع حيوانات الصحراء تفادي حرارة النهار.
تتميز هذه الحيوانات بقدرة كبيرة على الشم وكذلك السمع .
مايميزها أيضاً عيناها الواسعتان , لتعساعدها على تجميع أكبر كمية من الضوء لتتمكن من الإبصار ليلاً.
نعرض الأن مجموعة من الأصدقاء :
صرار الليلصَرَّار الليل اسم يُطلق على نحو 70 نوعًا من الطيور التي تحلِّق ليلاً أو عند الغسق. وهي تكتسب اسمها من عاداتها الليلية، وندائها المشابه للصرير عند صرَّار الليل الأوروبي الشائع. وأغلب صرَّارات الليل الأخرى لديها نداءات مشابهة غريبة الصوت. صرَّار الليل طويل الذيل الأسترالي مثلاً يُدعى طائر الفأس، أو الطائر النجار بسبب النغمات التي يطلقها، وتشبه صوت القطع بالفأس.
لدى صرَّار الليل منقار صغير، ولكنه يستطيع أن يفتحه إلى مدى واسع للإمساك بالحشرات أثناء الطيران. وأثناء طيرانه، فإن صرَّار الليل يشبه العثة العملاقة. وهو طائر سريع ورشيق بجناحيه الطويلين وريش ذيله المنتشر.
وتخلد أنواع عديدة من صرَّار الليل إلى الراحة خلال النهار. ويمثل لونه الباهت، الرمادي والبني المنقط بالأبيض تمويهًا فعالاً. ويعيش صرَّار الليل على الأرض، وترقد الفراخ دون حراك مثل أبويها، ليحميها ذلك من الضواري مثل الصقور والثعالب. وتعيش أنواع عديدة من صرَّار الليل في المناطق المدارية وشبه المدارية. وتتميز العديد من أنواع صرَّار الليل بزخارف على الجناح والذيل تستخدمها في موسم التزاوج، وهذا الريش يتساقط أو يتم طرحه بعد موسم التزاوج. ولدى صرار الليل القياسي الجناح الإفريقي جديلتان طويلتان متدليتان على مقدمة الجناح. طائر السبد الأمريكي الشمالي هو الوحيد المعروف بلجوئه للبيات الشتوي. وفي الجو البارد، يتخذ هذا الطائر تجويفًا في صخرة ملجأ يرتاح فيه.
الذِّئْب من أكبر أعضاء فصيلة الكلاب. والذئاب صيادة خبيرة، فهي تفترس الحيوانات الكبيرة من ذوات الحوافر ـ أساسًا ـ مثل الرِّنة والأيل والإلكة والمُوظ، وغيرها من الحيوانات الأخرى مثل الأغنام والماعز والظباء والأرانب. ويخاف كثير من الناس الذئاب معتقدين أنها تهاجم الإنسان، كما أن عواء الذئاب المخيف يرعبهم، لكن الذئاب تتجنب الناس قدر استطاعتها.
وتقوم الذئاب بعملية الصيد في أي وقت من النهار أو الليل. عندما يتجمع أفراد القطيع لتبدأ عملية الصيد، يحيِّي بعضها بعضًا بالعواء، وقد يتعالى عواؤها كثيرًا محذرة الذئاب الأخرى، لكي تبقى خارج القطيع. وتتجول الذئاب خلال مقاطعتها حتى تجد فريسة، فتسير نحوها بحيث يكون اتجاه حركتها ضد اتجاه الريح حتى لا تتمكن الفريسة من شم رائحتها، وبعد ذلك، تقترب الذئاب ـ بهدوء حذر ـ من فريستها، ربما في صف واحد، ثم تنطلق نحوها وهنا تبدأ المطاردة.
الخُـفَّـاشيطلق عليه أيضا الوطواط وهو الحيوان الثديي الوحيد الذي يستطيع أن يطير. تُغطَّى أجسام الخفافيش بالفراء كما أن الأجنحة مغطاة بجلد ناعم ومرن. تعيش معظم أنواع الخفافيش في الكهوف والأبنية المهجورة أو الأماكن المظلمة الأخرى. كما تعيش بعض الأنواع على الشجر. ويبدو أن الخفافيش غير شائعة في مناطق كثيرة، حيث إنها تسكن في الأماكن المظلمة وتخرج منها فقط أثناء الليل والناس نيام. ويلاحظ في فترة راحة الخفافيش أنها تكون معلَّقة من قدميها.
يوجد أكثر من 950 نوعًا من الخفافيش. وهي تعيش في جميع أنحاء العالم ما عدا القطب الشمالي وأنتاركتيكا، وهي قارة غير مأهولة تقع حول القطب الجنوبي. وتبني معظم أنواع الخفافيش أوكارها في المناطق الاستوائية، حيث يتوافر الطعام طوال العام.
وقد اعتقد الإنسان عبر تاريخه الطويل أمورًا خاطئة ووهمية وخرافات حول الخفافيش. ومن أمثلة ذلك التعبير القائل ¸أعمى كالخفاش·. فهذه العبارة غير صحيحة، حيث إن الخفافيش كلها ترى بالقدر نفسه الذي يرى به الإنسان. والاعتقاد بأن الخفافيش تحمل بقة الفراش وتتشابك في شعر الإنسان اعتقاد غير صحيح أيضاً، حيث إن الخفافيش تتصف بالجبن. تطير الخفافيش بعيدًا عن النافذة أثناء الليل إذا وجدت نفسها في حجرة.
وكثير من شعوب البلاد الغربية يخافون الخفافيش. إلا أنها محبوبة في الصين واليابان، حيث إن كثيرًا من الفنانين الشرقيين وصفوا الخفافيش كرموز للحظ الطيّب والسعادة والحياة الدائمة.
ومعظم أنواع الخفافيش غير ضارة للإنسان. ولكن بعض الخفافيش تسبب داء الكَلَب وخصوصًا في شمال وجنوبي أمريكا، ولهذا السبب فلا يسمح هناك بلمسها.
تتغذى الخفافيش بأعداد كبيرة من الحشرات، لذلك، فهي تقدم خدمة جليلة للإنسان. بالإضافة إلى ذلك، فإن درق (فضلات) الخفاش لها قيمة تجارية كمخصِّب للأرض. كانت بعض الكهوف منذ أزمنة بعيدة أوكارًا للخفافيش، حيث ترسبت فيها كميات كبيرة من هذه الفضلات.
كيف تحدد الخفافيش اتجاهها. تعتمد بعض الخفافيش على الرؤية وحاسة الشم لتتعرف على اتجاهها لتجد الطعام في الليل المظلم. وتتعرف بعض الخفافيش على اتجاهها عن طريق إصدار الصوت واتباع الصدى. فهذه الأصداء الصوتية تحدث نتيجة لسلاسل من الأصوات ذات الترددات القصيرة والعالية التي تحدثها الخفافيش باستمرار أثناء طيرانها. وعن طريق هذه الأصداء الصوتية، تتعرف الحيوانات على الاتجاه والمسافة للأهداف في المنطقة. هذه العملية الخاصة بأصداء الصوت تسمى تحديد موقع الصدى.
وكل نوع من الخفافيش يستخدم خاصية تحديد موقع الصدى يعمل على أن تكون له طبيعة معينة من الصيحات. معظم هذه الأصوات أبعد من أن تلتقطها الأذن البشرية. ويعتقد بعض علماء علم الحيوان أن الخفاش قد يستعمل الشفاه أو الأنف الورقي ليحدد الأصوات في اتجاه معين أو لهدف محدد كأن تكون حشرة مثلاً، وأن صدى الصوت من الحشرة يعطي للخفاش معلومات عن حركة الفريسة بالإضافة إلى اتجاهها وبُعد المسافة.
الغذاء. يتغذى كثير من أنواع الخفافيش بالحشرات التي تطير أثناء الليل، حيث يصطاد الخفاش الحشرات إما عن طريق الفم، أو غشاء الذيل أو الأجنحة أثناء طيرانه.
تفترس أنواع كثيرة من الخفافيش الحشرات الكبيرة، والعقارب أو العناكب الموجودة على الأرض، وتوجد خفافيش أخرى تلتقط الحشرات من على سطح الماء، إما عن طريق الفم أو عن طريق المخالب. كما تمسك بعض الخفافيش الأسماك بمخالبها. وأنواع قليلة تأكل السحالي والقوارض والطيور الصغيرة وضفادع الشجر، وأحيانًا تأكل الخفافيش الأخرى. ويتغذى الخفاش مصاص الدماء بدماء الحيوانات الأخرى.
النمرالنمر الأرقط عضو كبير في فصيلة القطط. وهو ثالث أكبر قط في النصف الشرقي من الكرة الأرضية. فالأسد والببر هما فقط الأكبر منه. وتعيش النمور الرَّقْطاء في إفريقيا حتى الصحراء الكبرى شمالاً، كما تعيش في آسيا من تركيا حتى كوريا وجاوة.
يتميز جلد معظم النمور الرَّقْطاء بلون بني فاتح ضارب إلى الصفرة مع بقع كثيرة سوداء كثيفة. وتوجد بالذنب حلقات داكنة حوله. وتتشابه جميع النمور الرَّقْطاء كثيرًا. غير أن النمور الرَّقْطاء التي تعيش في الغابات أدكن من تلك التي تعيش في السهول المكشوفة والأحراج الصحراوية. والنمر الأرقط الأسود شديد الدكنة، بحيث تصعب رؤية البقع، فيبدو الحيوان وكأنه أسود اللون تمامًا. ويطلق اسم النمر على النمور الرقطاء السوداء. أما النمور البيضاء فهي أندر كثيرًا من النمور السوداء التي توجد في ماليزيا وجاوة والهند.
تأكل هذه الحيوانات المفترسة اللحوم، وتصيد فريستها. فهي تتغذى بحيوانات مثل القردة والظباء، والأيائل الصغيرة، وبنات آوى، والطواويس، والثعابين، والأغنام، والماعز، والكلاب. وفي إفريقيا، يقتل النمر حتى القنفذ الكبير الذي يصل طول أشواكه إلى 30سم أو أكثر.
ونادرًا ما تهاجم النمور الإنسان. ولكنه بمجرد أن تكتشف النمور الرقطاء أن الإنسان ضحية سهلة، فقد تصبح أخطر من الأسد والببر. والنمر الأرقط متسلق جيد، ويقضي جزءًا من وقته على الأشجار. وهو حيوان قوي بدرجة لا تُصدَّق. وقد عُثر على جثث فرائس تزن ما بين 35 و 68كجم فوق أشجار يبلغ ارتفاعها أربعة إلى ستة أمتار، حيث حملها نمر أرقط إلى هناك. وقد تم قتل كثير من النمور الرَّقْطاء من أجل فرائها، بحيث أصبح هذا الحيوان نادرًا في أماكن كثيرة كما تواجه بعض الأنواع احتمال الانقراض. وقد وقَّعت كثير من الدول على معاهدات تمنع شراء أو بيع جلود النمر الأرقط.
البومةنوع من الطيور عادة ماتعيش في عزلة وتقنص الطعام أثناء الليل. وأطلق على البومة الحارس الليلي للحدائق لأنها تأكل القوارض الضارة أثناء الليل. وبالرغم من أنها طائر جارح ـ أي أنها طائر يقتل ويأكل الحيوانات الأخرى ـ فلم يعتقد الناس بأنها تمت إلى الطيور الجارحة بصلة.
يستطيع البوم الطيران بسرعة معقولة، ويُخْفي ريشه صوت الحفيف الذي عادة ماتحدثه الطيور في طيرانها، وعليه فإن البوم لايُسْمَعُ له أي صوت في طيرانه مما يمكنه من الانقضاض على فريسته دون أن تدري به. تستطيع بعض أنواع البوم الرؤية جيدًا خلال النهار مما يمكنها من الصيد جيدًا كما في الليل، وبعضها الآخر لا يرى ولا يصطاد إلاّ ليلاً فقط، وتعتمد أنواع أخرى من البوم ذي السمع المرهف على السمع أكثر من اعتمادها على النظر في القنص، ويمكن لتلك الأنواع تمييز طرائدها من الفئران وفئران الحقول والثدييات الصغيرة الأخرى واصطيادها في الظلام الدامس اعتمادًا على الحفيف الذي تحدثه الفئران في جريها خلال أوراق الأشجار في أرض الغابة.
العُلْجُومحيوان صغير، ليس له ذيل، كثيرُ الشبه بالضفدع.
ينتمي كلٌّ من العلجوم والضّفدع لطائفة البرمائيات التي تمضي أفرادُها فترةً من حياتها في الماء، والجزء الآخر على اليابسة. وتتميز العلاجيم عن معظم الضفادع بالأجسام العريضة، وبالجلد الأكثر جفافًا وبالأرجل الخلفية الأقصر والأضعف بنيةً من معظم الضفادع.
ويُعتبر اللون المعتم واللون الرمادي أكثر شيوعًا بين العلاجيم، ولكن بعضها ذو ألوان زاهية، تحتوي على الخطوط الخضراء والبقع الحمراء. وجلد معظم العلاجيم جافٌّ وخشن ومغطىّ بالثآليل (نتوءات صغيرة) وعلى نقيض الاعتقاد الشائع فلا يُعْدَى الإنسان بالثآليل نتيجة للمسه العلاجيم، ولكن خطر العلاجيم يَتأتىّ من سُم مُهِّيج للعيون، وقد يُسبِّب الأمراض، يفرزه زوج من الغدد النكفية الكبيرة الموجودة على قمة رأس العلجوم. ويَستخدم العلجوم ذلك السم في الدفاع عن نفسه ضد أعدائه.
يستعمل العلجوم لسانه اللَّزج الطويل ليصطاد طرائده من الحشرات وبعض الحيوانات الصغيرة. ويستطيع مد لسانه والقبض على الطَّريدة وبلعها في لحظة واحدة.
تتحاشى العلاجيم أشعة الشمس المباشرة والحرارة، لذا فهي أكثر نشاطًا أثناء الليل أو في الأيام الممطرة.