Advanced Search

المحرر موضوع: التوحد       بالتفصيل  (زيارة 978 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

نوفمبر 18, 2002, 11:11:35 مساءاً
زيارة 978 مرات

ابو صالح م

  • عضو متقدم

  • ****

  • 601
    مشاركة

  • مشرف قسم الطب

    • مشاهدة الملف الشخصي
التوحد       بالتفصيل
« في: نوفمبر 18, 2002, 11:11:35 مساءاً »
التوحد  
  
 لمحة تاريخية
 نسب حدوث التوحد
 نشوء المرض
 الملاحظات السريرية
 التشخيص التبايني
 العلاج
 ملخص
  
 
لمحة تاريخية  
  
 كان ليو كانر Leo Kanner، وهو طبيب نفسي للأطفال، اول من استعمل لفظة التوحد في العام 1943، عندما وصف مجموعة من الأطفال المنزوين و المنطوين على أنفسهم . في تلك الفترة، كان يعتقد ان التوحد نتيجة علاقة باردة بين الطفل والأهل. فقد عزا برونو بتليهيم Bruno Bettleheimوهو عالم ومحلل نفسي، التوحد في العام 1960 الى علاقة مضطربة بين الطفل وأمه فينعكس احباطها ويأسها ونقص حنانها على الطفل ما يجعله ينفصل عن الواقع. وفي اواخر الستينات، لعب برنارد ريملاند Bernard Rimland وهو والد طفل توحدي ومؤسس الجمعية الأميركية للتوحد، دوراً مهماً لوضع مقاربة تستند على علم الأعصاب بغية الكشف عن اسباب التوحد.

وأعلن ريملاند سنة 1978 ان 10% من المتوحدين يتمتعون يقدرات غير عادية في مجال الموسيقى أوالفن أوالرياضيات أوقوة الذاكرة مقارنة مع 1% من المتخلفين عقلياً، وقد وصفهم ريملاند "بالعلماء التوحدين". وفي العام 1994، قامت الجمعية الأميركية لعلم النفس في كتيبها الاحصائي التشخيصي الرابع(DSM-IV) بتصنيف التوحد وبعض الاضطرابات المرتبطة به تحت عنوان عريض هو اضطرابات النمو العامة التي تتضمن:
الاضطراب التوحدي (الذي أشرنا اليه آنفاً بالتوحد)
اضطراب اسبرجر Asperger
اضطراب ريت Rett
اضطراب الطفولة الذهاني
اضطرابات النمو العامة غير المحددة.
  
  
نسب حدوث التوحد  
  
 تشخيص التوحد السريري يستند الى مجموعة من الاضطرابات السلوكية والاجتماعية واللغوية. وهو يصيب الفتيان أكثر من الفتيات بمعدل 4/1، ولا حدود عرقية واتنية او اجتماعية له. وليس لدخل العائلة ونمط عيشها و/او مستوى الاهل التعليمي اي تأثير عليه. وهو يطال شخصاً من اصل 500 في المجتمع (تقرير مركز مراقبة الامراض والوقاية منها CDC، 1997)، وفي دراسة حديثة أجريت بين الولايات المتحدة وانكلترا، تبين ان التوحد يطال 4.5/10000 من الولادات. واذا ما أخذنا بعين الاعتبار اضطرابات النمو العامة، ترتفع نسبة الاصابة الى 15-20 شخصاً من اصل كل 10000 ولادة. وتشير الإحصائيات الحديثة الى ان نسبة الاصابة بالتوحد في ازدياد مقارنة مع الاضطرابات العقلية الاخرى كالصرع والشلل الدماغي والتخلف العقلي.  
 

نشوء المرض  
  
 ما زالت الفيزيولوجيا المرضيّة للتوحّد غير واضحة. ففي 10 الى 30 % من الحالات، يُعزى هذا المرض الى عوامل بيولوجية بدون أن يقتصر عليها. وتشمل هذه العوامل: حوادث ما قبل الولادة مثل عدوى الحصبة الألمانية داخل الرحم والتصلّب الحدبي؛ أضف الى ذلك حوادث ما بعد الولادة كالحالات غير المعالجة من فينيل البيلة الكيتونية والتهاب الدماغ البسيط الحلئي وتشوّهات دماغية كاستسقاء الرأس، ونادراً أخماج بؤرية في الدماغ كالأورام.

وقد يكون لعامل الوراثة دور في الإصابة بمرض التوحّد. فالتوائم الأحادية الزيجوت (من بيضة ملقحة واحدة) معرّضة بنسبة 3.6 مرات لخطر الإصابة بالتوحّد أكثر من التوائم الثنائية الزيجوت (من بيضتين ملقحتين). وقد أشارت دراسات أجريت على العائلات الى أن 2.5 الى 8.6 % من ابناء المرضى التوحديين عرضة للإصابة بهذا المرض وللتأخر في النطق والتخلف العقلي.

وتكتشف التشوهات الصبغية بشكل متقطع عند المتوحدين، وهي تشمل متلازمة اكس الضعيفة ومتلازمةPrader- Willi ومتلازمةِAngelman ومتلازمة داون. كما وُصف التوحّد ايضا في حالات تضاعف الصبغية 15q11-q13 ووجود مورّثة على جينة HRAS على الصبغية 11p ومع خلل في الجينة الحاملة للسيروتونين على الصبغية 17q ومع وجود نمط فرداني مستضدّ لمفي بشري ممتد على الصبغية 6p.

إن ردة الفعل المناعية لدى الأفراد التوحدين تميل إلى غلبة فرز لمفيات ت2 المساعدة، ما يعرّضهم لأخماج مبيضية وفيروسية ناهيك عن الاضطرابات المناعية الذاتية. غير أن بعض حالات التوحّد أظهرت تقدماً طفيفاً تبعاً لعلاج الستيروئيد الفمويّ ما طرح امكانية ان يكون التوحد نتيجة مرض المناعة الذاتية. ولقد قام جدل حول ارتباط التوحّد بلقاح الحصبة والنكاف والحميراء، غير أن البراهين العلمية لا تؤيّد ذلك.

من جهة أخرى، لطالما تمثل السلوك التوحدي في بعض الاضطرابات النادرة كمتلازمةCornelia de Lange واضطرابات في الكلام مثل خلل الأداء وHyperlexi.

من ناحية اخرى أظهرت ألبحوث البيولوجيا العصبية، ان الخلل في التركيب أونقص في الناقلات العصبية هما من العوامل الأساسية التي تؤدي الى حدوث التوحد. وقد تم اكتشاف بعض التشوهات الخلقية بواسطة البحوث المعتمدة على صور الرنين المغنطيسي ودراسات التشريح؛ وتبعاً لصور الرنين المغنطيسي تمثلت هذه التشوهات في نقص تنسّج أجزاء الدودة المخيخية، وتدقق جذع الدماغ والجسم الجاسيء العلوي واتساع الاتلام والبطينات الجدارية. أما دراسات التشريح فقد كشفت عن تضخم الأدمغة وندرة أغشية بوركنجي، وأغشية الخلايا الحبيبية في غشاء المخيخ والبنى الحوفية (اللوزة والحصين ). كما بيّنت دراسات الجهد الكهربائي امكانيات وجود خلل سمعي مرتبط بظروف معينة مع غياب أي خلل وظيفي سمعي مما ينعكس خللاً وظائفياً في عملية ارتباط النطق بالسمع و أظهرت الدراسات حول الناقلات العصبية قد أظهرت تحسّناً في السلوك العدائي النمطي لدى مجموعات من الأطفال المتوحّدين تجاوباً مع بعض الناقلات العصبية. وقد اشتملت أجهزة الناقلات العصبية التي خضعت للدراسة على جهاز الدوبامين الحوفي المتوسط واجهزة الأفياني الداخلية المنشأ والأوكسيتوسين وحالياً جهاز المنشط للسيروتونين.  
 
 
الملاحظات السريرية  
  
 يلقى الأفراد المتوحدون عادةً صعوبات في التواصل الكلامي وغير الكلامي، وفي التفاعل الاجتماعي وفي نشاطات التسلية أو اللعب. كما قد يشكون حساسية في إحدى حواسهم الخمسة : البصر، السمع ، اللمس، الشم أو الذوق .

إن الكشف المبكر للتوحد في سن الطفولة يشكل حجر الزاوية لعلاج فعّال. ونشير الى نمو الطفل يكون طبيعيا في ثلث حالات التوحد حتى الأشهر الاثني عشر أو الثمانية عشر الأولى، في حين يُظهر الأطفال التوحدون في الحالات الباقية ضعفاً سلوكياً نوعاً ما يتمثّل في الانزواء أو تفادي النظر الى الغير ولامبالاة حيال من يعتني بهم.

وبعد هذه السن، يفقد الأطفال المتوحدون معالم النطق ويصبحون بعيدين عن المجتمع, وقد اقترح مؤخراً كل من بارون وكوهن عام 1996وضع لائحة أسئلة سريرية لفحص التوحد تشتمل على قسمين أ و ب يتعين على الوالدين ثم على الطبيب ملؤهما على التوالي. عند سن الثمانية عشر شهراً، ويكون الأطفال الذين يستوفون الشروط الأساسية الواردة في لائحة الفحص هذه عرضة بنسبة 83% لخطر الاصابة بالتوحد ويستحسن أن يخضعوا لمتابعة كلية وللتشخيص بواسطة الجهاز المختص.

وفي سن الثالثة، يُظهر الأطفال المتوحدون تأخّراً أو عملاً غير طبيعيا في 6/12 على الأقل من شروط كتيب الجمعية الاميركية لعلم النفس ( DSM-IV) وذلك في مجالات التفاعل الاجتماعي ولغة المتوحدين والتواصل والسلوك النمطي. وفي بعض الحالات القليلة يبقى التشخيص غامضاً حتى سنوات لاحقة.

يعاني الاطفال عادة من اعاقات أخرى في النمو قد تحدّ من تفاعلهم بشكل اكبر. وتشتمل هذه الاعاقات على نشاط زائد او نقص في التركيز، سلوك عدائي وأذية للنفس، تخلف عقلي، مناعة ضعيفة، عدم قدرة أجسامهم على التخلّص من السموم ، اضطرابات معدية معوية بما فيها عسر امتصاص الطعام، عسر الهضم، وتزايد اضطرابات المناعة الذاتية كمرض تجويف البطن أو الحساسية تجاه حليب البقر فضلاً عن نوبات الصرع خلال فترة المراهقة واضطرابات نفسية خلال المراهقة وسن الرشد.  
 

التشخيص التبايني  
  
  اضطرابات النمو العامة غير التوحد: اضطراب Asperger واضطراب Rett واضطرابات الطفولة الذهانية واضطرابات النمو العامة غير المحددة.
المتلازمات المرتبطة بتأخر الكلام وبالاضطرابات الاجتماعية السلوكية: متلازمة Angelman و Prader-Willi و X الضعيفة وLandu-Kleffner ومتلازمة Williams فضلاً عن الاضطرابات في النطق كالعمه الحركي وفرط الكلام.
  
 
  العلاج  
  
  يقضي التدبير الاهم في معالجة التوحد بإدخال الأولاد المتوحدين في برامج تعليمية خاصة تعالج عجزهم السلوكي والتواصلي. وهذا يتطلب بيئة على درجة عالية من التنظيم والتحاق مبكر في برامج فردية مكثفة تتميز بعلاقة جيدة بين التلميذ والمعلم و تتضمن علاج نطق وعلاج جسدي ومهني فضلاً عن ارشاد للأهل على الطرق التي عليهم اتباعها للتعامل مع نوبات طفلهم وسلوكه المخرب في المنزل. وعلى البرنامج ان يلحظ ايضاً الحاجة الى نصح الاهل ودعمهم.ويحبز اللجوء ايضاً الى الجمعيات والمنظمات الوطنية لتأمين الدعم لعائلات الاطفال المتوحدين.

قد لا تتطلب حالة الاطفال المتوحدين علاجا بواسطة الادوية. لكن في بعض الحالات تستعمل الأدوية التي تؤثر على الوظائف النفسية (منبهات الجهاز العصبي المركزي، والأدوية المزيلة للقلق، والمواد المساعدة لألفا-2، ومثبطات السيروتونين والمواد المساعدة لها، ومحصرات الدوبامين، والأدوية المنومة) دوراً مساعداً في زيادة فعالية التدخل التعليمي.

من جهة أخرى، قد يلعب النظام الغذائي دوراً مهماً في معالجة التوحد. فقد بينت الدراسات ان الأطفال المتوحدين يعانون نقصاً في مستوى الماغنيزيوم في الدم وفي كريات الدم الحمراء ومن الزنك في غذائهم مقابل معدل مرتفع من نسبة النحاس الىالزنك في الدم ومن زيادة في معدل الكالسيوم في البول ونقصه في الشعر، إضافة الى نقص في الأحماض الدهنية المشتقة اوميغا-6 في الدم وفي غشاء كريات الدم الحمراء والى معدلات غير طبيعية من الأحماض الأمينية كالميثيونين والغلوتامين، ونقص في السلفات في البلازما وضعف التزاج السلفاتي وفي الفيتامينات لا سيما B12 ,B6, E,A .

ان الهدف من مراقبة النظام الغذائي هو تأمين حاجات الطفل المتوحد الغذائية. وعلى هذا النظام الغذائي ان يكون قليل النشويات غنياً بالبروتينات (لا سيما الاحماض الامينية الاساسية كالتورين) والالياف والاحماض الدهنية المتعددة غير المشبعة (زيت السمك)، والمعادن بما فيها الحديد والماغنيزيوم والنحاس والزنك والمانغانيز بالإضافة الى الفيتامينات مثلB6, B12 حمض الفوليك، البيوتين والفيتامينات C و E .  
 

ملخص  
  
 التوحد اضطراب عصبي بيولوجي لا تزال اسبابه غامضة. تلعب عدة عوامل دوراً مهماً في نشوئه بما فيها الوراثة والجينات والمناعة فضلاً عن العوامل البيئية. ان الكشف المبكر عن هذا المرض قبل ان يبلغ الطفل شهره الثامن عشرممكن من قبل طبيب الاطفال وضروري من اجل علاج افضل. عندما يشك الأهل في أن طفلهم يعاني التوحد او احد اضطرابات النمو العامة، عليهم ان يعرضوه على اخصائي للتأكد. كما ان اللجوء الى المنظمات الوطنية قد يؤمن للأهل تبادل الخبرات والمساعدة لكي يصلوا الى الموارد المتوفرة في المجتمع من اجل التدخل العلاجي المبكر والحاق الطفل في برامج تعليمية خاصة، وهي تشكل حجر الزاوية في العلاج.

ان التغلب على التوحد استراتيجية يتعاون فيها الجميع من اجل مجتمع اكثر صحة ويهتم بافراده وصديق للمتوحدين.  
 
  

إعداد    د م. عيتاني

نوفمبر 19, 2002, 01:03:21 صباحاً
رد #1

أبو عمر

  • عضو خبير

  • *****

  • 4428
    مشاركة

  • مشرف إداري

    • مشاهدة الملف الشخصي
    • olom.info.com
التوحد       بالتفصيل
« رد #1 في: نوفمبر 19, 2002, 01:03:21 صباحاً »
بسم الله الرحمن الرحيم

 الأخ الفاضل والدكتور العزيز أبو صالح

 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 أشكرك على هذا الموضوع الذي أبحث عنه منذ فترة .. ولكن يا دكتوري القدير هل أجد عندكم طريقة للتعامل مع هذه الحالة . أو نصائح تفيدني في التعامل معها لأني أجد من بين طلابي مريض بمثل هذا المرض وأحتاج للرئي في هذا الموضوع .

 شكراً لك وتقديراً . '<img'>  '<img'>  '<img'>
فلست الذي يهوى خصاماً وفرقةً ........ فإن خصام الناس إحدى القواصمِ
ولكني أهوى وفاقاً يُعِزُنا ....... ونبني به صرحاً قوي الدعائمِ

 الكرام الأفاضل:
أرجو أن تكون الرسائل الخاصة؛خاصة بالمنتدى فقط.

نوفمبر 19, 2002, 05:19:20 صباحاً
رد #2

ابو صالح م

  • عضو متقدم

  • ****

  • 601
    مشاركة

  • مشرف قسم الطب

    • مشاهدة الملف الشخصي
التوحد       بالتفصيل
« رد #2 في: نوفمبر 19, 2002, 05:19:20 صباحاً »
القسم الأول: طرق العلاج القائمة على أسس علمية

وهي تشمل طرق العلاج التي قام بابتكارها علماء متخصصون في العلوم المتعلقة بالتوحد (كعلم النفس، والطب النفسي، وأمراض اللغة، والتعليم) وقد أتت طرق العلاج هذه بعد جهود طويلة في البحث العلمي، ولذا فإنها تملك بعض المصداقية، على الرغم من الانتقادات التي وجهت لكل من هذه الطرق. حيث لا توجد حتى الآن طريقة واحدة خالية من العيوب أو صالحة لعلاج نسبة كبيرة من الأطفال المصابين بالتوحد. بالإضافة إلى عدم وجود دراسات علمية دقيقة وأمينة ومحايدة تثبت، دون شك، نجاح طرق العلاج هذه. على الرغم من وجوددراسات قليلة العدد، معظمها من قبل مبتكري هذه الطرق، تثبت نجاح وفاعلية طرق العلاج أو التدخل الخاصة بهم. وأود التنبيه إلى أن هناك ثغرات واضحة وكبيرة في كل من هذه الطرق، على الرغم من أنها مبنية عامة على جهود كبيرة في البحث، ولذا فإن هناك كثيراً من النقد موجه لهذه الطرق "العلمية"، ولكنها رغم ذلك فإنها تعتبر محاولات جيدة للوصول إلى طريقة ناجعة لعلاج أو تأهيل الأشخاص التوحديين.

طريقة لوفاس Lovaas: وتسمى كذلك بالعلاج السلوكي Behaviour Therapy، أو علاج التحليل السلوكيBehaviour Analysis Therapy. ونعتبر واحدة من طرق العلاج السلوكي، ولعلها تكون الأشهر، حيث تقوم النظرية السلوكية على أساس أنه يمكن التحكم بالسلوك بدراسة البيئة التي يحدث بها والتحكم في العوامل المثيرة لهذا السلوك، حيث يعتبر كل سلوك عبارة عن استجابة لمؤثر ما. ومبتكر هذه الطريقة هو Ivor Lovaas، أستاذ الطب النفسي في جامعة لوس أنجلوس (كاليفورنيا) UCLA، حيث يدير الآن مركزاً متخصصاً لدراسة وعلاج التوحد. والعلاج السلوكي قائم على نظرية السلوكية والاستجابة الشَرطية في علم النفس. حيث يتم مكافئة الطفل على كل سلوك جيد، أو على عدم ارتكاب السلوك السيئ، كما يتم عقابه (كقول قف، أو عدم إعطائه شيئاً يحبه) على كل سلوك سيئ . وطريقة لوفاس هذه تعتمد على استخدام الاستجابة الشرطية بشكل مكثف، حيث يجب أن لا تقل مدة العلاج السلوكي عن 40 ساعة في الأسبوع، ولمدة غير محددة. وفي التجارب التي قام بها لوفاس وزملاؤه كان سن الأطفال صغيراً، وقد تم انتقاؤهم بطريقة معينة وغير عشوائية، وقد كانت النتائج إيجابية، حيث استمر العلاج المكثف لمدة سنتين . هذا وتقوم العديد من المراكز باتباع أجزاء من هذه الطريقة. وتعتبر هذه الطريقة مكلفة جداً نظراً لارتفاع تكاليف العلاج، خاصة مع هذا العدد الكبير من الساعات المخصصة للعلاج. كما أن كثيراً من الأطفال الذين يؤدون بشكل جيد في العيادة قد لا يستخدمون المهارات التي اكتسبوها في حياتهم العادية.


طريقة تيتشTEACCH: والاسم هو اختصار لـ Treatment and Education of Autistic and Related Communication Handicapped Children (أي علاج وتعليم الأطفال المصابين بالتوحد وإعاقات التواصل المشابهة له). ويتم تقديم هذه الخدمة عن طريق مراكز تيتش في ولاية نورث كارولينا في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تدار هذه المراكز بوساطة مركز متخصص في جامعة نورث كارولينيا يسمى بـ Division TEACCH، ويديره الأساتذة Eric Schopler و Gary Mesibov، وهما من كبار الباحثين في مجال التوحد. وتمتاز طريقة تيتش بأنها طريقة تعليمية شاملة لا تتعامل مع جانب واحد كاللغة أو السلوك، بل تقدم تأهيلاً متكاملاً للطفل عن طريق مراكز تيتش المنتشرة في الولاية، كما أنها تمتاز بأن طريقة العلاج مصممة بشكل فردي على حسب احتياجات كل طفل. حيث لا يتجاوز عدد الأطفال في الفصل الواحد 5-7 أطفال مقابل مدرسة ومساعدة مدرسة، ويتم تصميم برنامج تعليمي منفصل لكل طفل بحيث يلبي احتياجات هذا الطفل.


فاست فورورد FastForWord: وهو عبارة عن برنامج إلكتروني يعمل بالحاسوب (الكمبيوتر)، ويعمل على تحسين المستوى اللغوي للطفل المصاب بالتوحد. وقد تم تصميم برتامج الحاسوب بناء على البحوث العلمية التي قامت بها عالمة علاج اللغة بولا طلال Paula Tallal على مدى 30 سنة تقريباً، حتى قامت بتصميم هذا البرنامج سنة 1996 ونشرت نتائج بحوثها في مجلة "العلم Science"، إحدى أكبر المجلات العلمية في العالم. حيث بينت في بحثها المنشور أن الأطفال الذين استخدموا البرنامج الذي قامت بتصميمه قد اكتسبوا ما يعادل سنتين من المهارات اللغوية خلال فترة قصيرة. وتقوم فكرة هذا البرنامج على وضع سماعات على أذني الطفل، بينما هو يجلس أمام شاشة الحاسوب ويلعب ويستمع للأصوات الصادرة من هذه اللعب. وهذا البرنامج يركز على جانب واحد هو جانب اللغة والاستماع والانتباه، وبالتالي يفترض أن الطفل قادر على الجلوس مقابل الحاسوب دون وجود عوائق سلوكية. ونظراً للضجة التي عملها هذا الابتكار فقد قامت بولا طلال بتأسيس شركة بعنوان "التعليم العلمي Scientific Learning" حيث طرحت برنامجها تحت اسم Fast ForWord، وقامت بتطويره وابتكار برامج أخرى مشابهة، كلها تركز على تطوير المهارات اللغوية لدى الأطفال الذين يعانون من مشاكل في النمو اللغوي.
ولم تجر حتى الآن بحوث علمية محايدة لقياس مدى نجاح هذا البرنامج مع الأطفال التوحديين، وإن كانت هناك روايات شفهية بأنه قد نجح في زيادة المهارات اللغوية بشكل كبير لدى بعض الأطفال.


القسم الثاني: طرق العلاج الأخرى (غير المبنية على أسس علمية واضحة)

التدريب على التكامل السمعيAIT) Auditory Integration Training): وتقوم آراء المؤيدين لهذه الطريقة بأن الأشخاص المصابين للتوحد مصابين بحساسية في السمع (فهم إما مفرطين في الحساسية أو عندهم نقص في الحساسية السمعية)، ولذلك فإن طرق العلاج تقوم على تحسين قدرة السمع لدى هؤلاء عن طريق عمل فحص سمع أولاً ثم يتم وضع سماعات إلى آذان الأشخاص التوحديين بحيث يستمعون لموسيقى تم تركيبها بشكل رقمي (ديجيتال) بحيث تؤدي إلى تقليل الحساسية المفرطة، أو زيادة الحساسية في حالة نقصها. وفي البحوث التي أجريت حول التكامل أو التدريب السمعي، كانت هناك بعض النتائج الإيجابية حينما يقوم بتلك البحوث أشخاص مؤيدون لهذه الطريقة أو ممارسون لها، بينما لا توجد نتائج إيجابية في البحوث التي يقوم بها أطراف معارضون أو محايدون، خاصة مع وجود صرامة أكثر في تطبيق المنهج العلمي. ولذلك يبقى الجدل مستمراً حول جدوى هذه الطريقة.
 
التواصل المُيَّسر Facilitated Communication: وقد حظيت هذه الطريقة على اهتمام إعلامي مباشر، وتناولتها كثير من وسائل الإعلام الأمريكية، وتقوم على أساس استخدام لوحة مفاتيح ثم يقوم الطفل باختيار الأحرف المناسبة لتكوين جمل تعبر عن عواطفه وشعوره بمساعدة شخص آخر، وقد أثبتت معظم التجارب أن معظم الكلام أو المشاعر الناتجة إنما كانت صادرة من هذا الشخص الآخر، وليس من قبل الشخص التوحدي. ولذا فإنها تعتبر من الطرق المنبوذة، على الرغم من وجود مؤسسات لنشر هذه الطريقة.
 
العلاح بالتكامل الحسي Sensory Integration Therapy: وهو مأخوذ من علم آخر هو العلاج المهني، ويقوم على أساس أن الجهاز العصبي يقوم بربط وتكامل جميع الأحاسيس الصادرة من الجسم، وبالتالي فإن خللاً في ربط أو تجانس هذه الأحاسيس (مثل حواس الشم، السمع، البصر، اللمس، التوازن، التذوق) قد يؤدي إلى أعراض توحدية. ويقوم العلاج على تحليل هذه الأحاسيس ومن ثم العمل على توازنها. ولكن في الحقيقة ليس كل الأطفال التوحديين يظهرون أعراضاً تدل على خلل في التوازن الحسي، كما أنه ليس هناك علاقة واضحة ومثبتة بين نظرية التكامل الحسي ومشكلات اللغة عند الأطفال التوحديين. ولكن ذلك لا يعني تجاهل المشكلات الحسية التي يعاني منها بعض الأطفال التوحديين، حيث يجب مراعاة ذلك أثناء وضع برنامج العلاج الخاص بكل طفل. ورغم أن العلاج بالتكامل الحسي يعتبر أكثر "علمية" من التدريب السمعي والتواصل الميسر حيث يمكن بالتأكيد الاستفادة من بعض الطرق المستخدمة فيه، إلا أنني أرى أن هناك مبالغة في التركيز على هذا النوع من العلاج على حساب عوامل أخرى أكثر أهمية.
 
العلاح بهرمون السكرتينSecretin:السكرتين: هو هرمون يفرزه الجهاز الهضمي للمساعدة في عملية هضم الطعام. وقد بدأ البعض بحقن جرعات من هذا الهرمون للمساعدة في علاج الأطفال المصابين بالتوحد. هل ينصح باستخدام السكرتين: في الحقيقة ليس هناك إجابة قاطعة بنعم أو لا،لأنه في النهاية لا أحد يشعر بمعاناة آباء الأطفال التوحديين مثلما يشعرون هم بها، وهناك رأيان حول استخدام السكرتين لعلاج التوحد. هناك الرأي المبني على أساس أقوال بعض (في بعض الأحيان مئات؟) الآباء الأمريكان الذين استخدموه ووجدوا تحسناً ملحوظاً في سلوك أطفالهم، ويشجع عددد قليل من الباحثين في مجال التوحد على استخدام مثل هذا العلاجز، ولعل أشهرهم هو ريملاند. وفي المقابل هناك آراء بعض العلماء الذين يشككون في فاعلية هذا الهرمون، ولعل أخر دراسة حول هذا، كانت تلك التي نشرت في مجلة نيو انجلند الطبية1999(إحدى أشهر المجلات الطبية الأكاديمية في العالم) في 9 ديسمبر والتي لم تجد أثراً ايجابياً للسكرتين، بل إن هناك بعض العلماء ممن يحذرون من استخدامه، نظراً لأنه لم يتم تجريب هذا الهرمون على الحيوانات، ويحذرون من احتمال وجود آثار جانبية سلبية قد لا نعرف ماهيتها. وفي الحقيقة فإن الجدل ما زال مستمراً، خاصة مع وجود روايات من قبل بعض الأباء حول تحسن سولك أطفالهم بالإضافة إلى وجود بضعة دراسات تؤيد استخدام السكرتين، لكنها لم تنشر في مجلات معروفة، مما يثير بعض الشبهات حول أسلوب البحث والمنهجية في هذه الدراسات. والخلاصة، هو أنه من الصعب بالنسبة لي شخصياً أن أنصح باستخدام السكرتين، أو عدم استخدامه أيضاً، خاصة وأن هذا النوع من العلاج ما زال في مرحلة التجريب. ولكن يجب على الآباء أن يحذروا من التكلفة المالية لهذا العلاج، بالإضافة إلى التكلفة النفسية، المتمثلة في خيبة الأمل في حالة عدم نجاح العلاج. ولكن إذا كانت الأسرة ترغب في تجريب هذا العلاج، فإنها يجب أن تقوم باستشارة الأخصائيين، وهم أطباء الأطفال ممن عندهم إطلاع على التوحد، وعلى علم بالتطورات التي تجري حول استخدام السكرتين، كما يفضل استشارة أخصائي تغذية أيضا.

لذا يجب على آباء الأطفال التوحديين أن ينظروا إلى هاتين الناحيتين، في حالة رغبتهم في "تجريب" هذا العلاج، كما يجب أن يستشيروا بعض الأطباء المتخصصين في هذا الأمر، وأن يتأكدوا من عدم وجود أية آثار جانبية سلبية له. كما يجب أن ينظروا إلى تكلفة العلاج، خاصة إذا رغبوا في الذهاب إلى الخارج، حيث تبلغ تكلفة الحقنة الواحدة من السكرتين حوالي 300 دولار أمريكي، وربما يحتاج الطفل إلى حقن أخرى كل 9 أشهر، حيث قد يكون من الأجدى في بعض الحالات التركيز على البرامج التعليمية والتي تركز على تغيير سلوك الطفل إلى الأفضل... كما أنه من المهم بالنسبة للآباء أن يحذروا دائماً من تلك الحلول السحرية التي تبسط الأمور، والتي تعتمد على حالات نجاح فردية قد لا تتكرر مع كثير من الأطفال الآخرين.

وفي ما يلي رد الدكتورة سميرة السعد، مديرة مركز الكويت للتوحد على سؤال من مجلة "المنال" حل استخدام السكرتين (نشر في مجالة المنال، عدد أبريل 2000):

" السكرتين كغيره من الأدوية التي تظهر وقد تنجح مع بعض الحالات فتأخذ حجماً أكبر من ججمها الحقيقي وذلك بسبب تسليط وسائل الإعلام الضوء عليها بقدر أكبر قد ينعكس إيجاباً أو سلباً في بعض الأحيان على توضيح الفائدة الحقيقية لهذا الدواء، ونحن في مركز الكويت للتوحد نتابع جميع التطورات والمتابعات العلمية لهذا الدواء وردود الفعل المطروحة على الساعة من خلال النشرة الدورية "صرخة صامتة" التي يصدرها مركز الكويت للتوحد وتصل إلى جميع المشاركين بعضوية المركز، كما نقوم بتسجيل الراغبين بإعطاء هذا الدواء لأبنائهم إذ لدى المركز اتجاه لاستضافة المعالجين بالسكرتين بعد ثبوت فعاليته والتأكد من عدم وجود أعراض جانبية قد تصاحبه أو تتبعه وتطبيقه على أبناء الراغبين من الأسر.... ويبقى السكرتين حتى الآن مجالاً مفتوحاً للنقاش العلمي حيث يشيد البعض بتحقيقه لتقدم كبير وسريع لعبض الحالات وفي الجانب الآخر هناك من يؤكد فشله مع حالات أخرى! المهم في هذا الجانب تأكدنا من عدم وجود آثار ونتائج قد تنعكس سلباً على أطفالنا".

إذن ما هي أفضل طريقة للعلاج:

بسبب طبيعة التوحد، الذي تختلف أعراضه وتخف وتحد من طفل لآخر، ونظراً للاختلاف الطبيعي بين كل طفل وآخر، فإنه ليست هناك طريقة معينة بذاتها تصلح للتخفيف من أعراض التوحد في كل الحالات. وقد أظهرت البحوث والدراسات أن معظم الأشخاص المصابين بالتوحد يستجيبون بشكل جيد للبرامج القائمة على البُنى الثابتة والمُتوقعة (مثل الأعمال اليومية المتكررة والتي تعود عليها الطفل)، والتعليم المصمم بناء على الاحتياجات الفردية لكل طفل، وبرامج العلاج السلوكي، و البرامج التي تشمل علاج اللغة، وتنمية المهارات الاجتماعية، والتغلب على أية مشكلات حسية. على أن تدار هذه البرامج من قبل أخصائيين مدربين بشكل جيد، وبطريقة متناسقة، وشاملة. كما يجب أن تكون الخدمة مرنة تتغير بتغير حالة الطفل، وأن تعتمد على تشجيع الطفل وتحفيزه، كما يجب تقييمها بشكل منتظم من أجل محاولة الانتقال بها من البيت إلى المدرسة إلى المجتمع. كما لا يجب إغفال دور الوالدين وضرورة تدريبهما للمساعدة في البرنامج، وتوفير الدعم النفسي والاجتماعي لهما.

 
منـــــــــــــــــــــــقول

نوفمبر 05, 2003, 07:20:13 صباحاً
رد #3

السفير

  • عضو خبير

  • *****

  • 7214
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
التوحد       بالتفصيل
« رد #3 في: نوفمبر 05, 2003, 07:20:13 صباحاً »
السلام عليكم

موضوع مهم ومفيد جدا .

ومع الموضوع الذي طرحه الأخ العزيز اي ام في في منتدى الاجتماع والنفس والتربية , يصبح لدينا الكثير لنعرفه

عن هذه الحالة :

http://olom.f2web.net/ib3....;t=3941