Advanced Search

المحرر موضوع: زراعه الصحاري وريها بماء البحر...  (زيارة 4728 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

ديسمبر 18, 2003, 12:18:41 صباحاً
زيارة 4728 مرات

التواق للمعرفة

  • عضو خبير

  • *****

  • 2342
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
زراعه الصحاري وريها بماء البحر...
« في: ديسمبر 18, 2003, 12:18:41 صباحاً »
دعوة أطلقها معهد بحوث المياه في القاهرة.. للوقوف أمام شبح ندرة المياه الذي يهدد الحياة على كوكبنا.. حيث استطاع زراعة مختلف أنواع التربة الصحراوية بمياه شديدة الملوحة.. وإنتاج محاصيل غذائية من تلك الأراضي البور.

قام "محمد الشاذلي" الباحث المساعد بمعهد بحوث المياه والأراضي والبيئة بالقاهرة بعمل دراسة أثبت من خلالها إمكانية زراعة مختلف أنواع الأراضي سواء رسوبية، أو رملية، أو جيرية بمحاصيل غذائية مثل القمح والأرز والذرة وعباد الشمس، واستخدم للري مياها تصل درجة تركيز الأملاح بها حتى 15 مليموز/سم (مقياس ملوحة المياه).. وذلك عبر رش المزروعات بحمض أميني مستخلص من النباتات المقاومة للملوحة يعرف بحمض "البرولين" على أن يكون تركيز هذا الحمض في المياه أثناء الرش فقط 30 جزءا في المليون في اللتر الواحد، أي 30 مليجرام للتر، بالإضافة إلى العناصر الكبرى (مثل النيتروجين والفوسفات والبوتاسيوم) والعناصر الصغرى (مثل درجة الحرارة والرطوبة وباقي الظروف) التي تحتاج إليها النباتات في مراحل نموها المختلفة.
ويتضح أنه بدراسة الخريطة الجينية للنباتات التي تتحمل قدرا أكبر من ملوحة مياه الري، تبين أن الله اختصها بتكوين نوع من الأحماض الأمينية يعرف بالبرولين، يساعدها على امتصاص كميات أكبر من المياه والغذاء المتوافر في بيئتها الطبيعية لتخفيف تركيز الملوحة بها، والناتجة عن ترسب الأملاح بخلاياها؛ نتيجة عوامل البخر وعملية النتح.
بالإضافة إلى أن تكوين البرولين بتلك النباتات يمنع تكسير البروتين داخل النبات في مراحل نموه الأولى، والتي لا يحتاج فيها النبات لتلك البروتينات، ولا يستطيع الاستفادة بها، حتى إن تكسيرها في تلك المراحل يعرض النبات للشيخوخة الممرضة والموت.
وبعد استخلاص البرولين من النباتات المقاومة للملوحة مثل الغاب، أخذت التجارب مرحلتين:
أولى كانت بنقع بذور النباتات غير المقاومة للملوحة في محلول البرولين، لدراسة تأثير تركيزات الأملاح المختلفة في مياه الري على معدل إنباتها - خاصة النباتات شديدة الحساسية للملوحة مثل القمح.
ووجد أن البرولين قلل من التأثيرات الضارة للملوحة على نمو النباتات، وبالتالي قلل من تراكم الملح في أنسجة النبات، وهذا في حد أقصى من الملوحة بمياه الري يقدر بـ 15 مليموز/سم إذا تم نقع الجذور في محلول حمض البرولين الأميني بتركيز 30 جزءا في المليون في اللتر.
أما المرحلة الأخرى للتجارب فكانت برش بادرات النبات بمحلول البرولين لمعرفة معدلات نمو النبات وامتصاصه للعناصر الغذائية من التربة أثناء فترة النمو مع تركيزات الأملاح المختلفة في مياه الري. واتضح أيضاً أن نسبة الاستفادة القصوى للنبات من ذلك الحمض الأميني تقدر بـ30 جزءا في المليون في اللتر.
وترجع أهمية تلك النتائج ، إلى أنها تدحض الاعتقاد الشائع لدى المستثمرين في مجال استصلاح الأراضي الصحراوية بأن مياه الآبار والعيون المتوافرة في المناطق الصحراوية المترامية الأطراف على امتداد العالم الإسلامي لا تصلح إلا لزراعة نوعيات محددة من النباتات التي تتحمل درجات الملوحة العالية، وتحت ظرف خدمة شاقة عالية التقنية وفائقة التكلفة، وهو ما دفع الكثيرين من المستثمرين إلى الإحجام عن استصلاح تلك المناطق رغم توافر موارد المياه الجوفية بها، خشية أن يفاجأ بارتفاع نسبة تركيز الأملاح عن الدرجة التي تصلح للزراعة، والمقدرة
بـ 1.5مليموز/سم، خاصة أن الآبار التي تم حفرها سرعان ما يعلو تركيز الأملاح بها نتيجة السحب الجائر منها، الأمر الذي كان يقف عثرة في سبيل تحقيق خطط التوسع الطموحة في المساحات المزروعه وأن نتائجها لا تقف عند هذا الحد، حيث إنها توفر إمكانية زراعة السهول المتاخمة لشواطئ البحار البعيدة عن نطاق سقوط الأمطار، والتي لا تفي مواردها من المياه العذبة لزراعتها.
فيمكن تخفيف درجة تركيز الأملاح في مياه البحار، التي تتراوح ما بين 35 إلى 45 مليموز/سم، عن طريق خلطها بالمياه العذبة أو الأقل ملوحة حتى ينخفض تركيز الأملاح بها إلى 15 مليموز/سم، وبالتالي يمكن استخدامها في ري المزروعات عن طريق أسلوب الرش بالبرولين، وهو ما يفتح آفاقا لا حدود لها لزراعة الصحارى المطلة على البحار والمحيطات.
فضلا عن تعظيم الموارد المتاحة من المياه الصالحة للزراعة في البلاد التي لا تفي حصتها من مياه الأنهار باحتياجاتها للري، مثل مصر وسوريا والعراق، وذلك بتكلفة بسيطة لا تقارن بتكلفة تحلية مياه البحار التي تفوقها بمئات الأضعاف.
وقد أثبتت الدراسة عدم وجود آثار سلبية على النبات المعالج بالبرولين من حيث الشكل أو الطعم أو نسب المحتويات الغذائية أو الخصائص الطبيعية للنبات مهما علت نسب تركيزه، وكذلك على صحة الحيوان والإنسان الذي يتناول النباتات المعالجة في غذائه أو يتعامل معها في مراحل إنتاجها أو تصنيعها أو تداولها المختلفة.
وإن كان من المفضل ألا يزيد تركيز البرولين عن 30 جزءا في المليون لأسباب اقتصادية بحتة، حيث ثبت بالتجارب المصاحبة للدراسة أن معدلات استفادة النبات من البرولين تتناقص إذا تم زيادة التركيز عن هذا المعدل.
ولا يتبقى بعد ذلك غير العمل على إنتاج البرولين باستخلاصه محليا من النباتات ذات القدرات العالية على تحمل الملوحة، والمتوافرة في البيئات المحلية، حتى لا تؤدي تكاليف استيراده العالية إلى حرمان بعض البلدان الفقيرة من استخدامه، حيث تصل تكلفة استيراده إلى دولار أمريكي للجرام الواحد، ويحتاج الفدان إلى 50 جراما تقريبا من البرولين لإحداث التأثير المرغوب.



ديسمبر 22, 2003, 06:57:22 مساءاً
رد #1

YemenHeart

  • عضو مبتدى

  • *

  • 39
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
زراعه الصحاري وريها بماء البحر...
« رد #1 في: ديسمبر 22, 2003, 06:57:22 مساءاً »
شئ مذهل ان يتم زراعه الصحاري بمياه شديده الملوحه باضافه حمض البرولين . بالفعل ثوره زراعيه  ؛ وعن اذنك قمت بنشره مره اخرى مع الاحتفاظ بحقوق النشر لك وللمنتديات العلميه

خالص شكري وتقديري  لك ؛ مواضيع متميزه




ديسمبر 24, 2003, 12:38:23 صباحاً
رد #2

التواق للمعرفة

  • عضو خبير

  • *****

  • 2342
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
زراعه الصحاري وريها بماء البحر...
« رد #2 في: ديسمبر 24, 2003, 12:38:23 صباحاً »
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

جم شكري  لك اخي الفاضل  على اهتمامك وتواصلك   .. ولك اخي الكريم ما شئت...

اخوك / التواق للمعرفة



ديسمبر 28, 2003, 04:28:58 مساءاً
رد #3

YemenHeart

  • عضو مبتدى

  • *

  • 39
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
زراعه الصحاري وريها بماء البحر...
« رد #3 في: ديسمبر 28, 2003, 04:28:58 مساءاً »
اشكرك اخي التواق الى المعرفه
الحقيقه هناك شئ محيرني بالفعل  في الموضوع ؛ لكون المشكله ايضا تكمن في التربه ؛ فوجود الصوديوم في التربه او الاملاح قد يقلل من نفاذيه التربه للماء وبالتالي يمنع النباتات في الاصل من امتصاص الماء .فالموضوع بالرغم من اهميته الا انه  تناول تأثر النبات ولم يتناول التربه .
تحياتي لك

ديسمبر 28, 2003, 05:53:54 مساءاً
رد #4

التواق للمعرفة

  • عضو خبير

  • *****

  • 2342
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
زراعه الصحاري وريها بماء البحر...
« رد #4 في: ديسمبر 28, 2003, 05:53:54 مساءاً »
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

بوركت اخي على الاهتمام..

يمكن بحث الموضوع من عده جوانب ..

وجود الصوديوم والاملاح بشكل عام يساعد على وجود نسبه لا يستهان بها من الرطوبه في التربه (كما هو معروف فان الاملاح تعشق الماء ) وبالتالي فان الامر يساعد على المحافظه على نسبه معينه من الرطوبه..

كما انه علينا ان لا ننسى اانا موجودون في عهد تبيض فيه الدجاجه اكثر من عشر مرات في اليوم '<img'>  ,
وتطور العلم الوراثي والبحث في الجينات ادى الى وجود الكثير الكثير من التحسينات على الثروه الحيوانيه والنباتيه ,
وقد توصلوا الى ادخال التحسينات على الكثير من النباتات المستعمله بكثره وبما فيها تحسين قدرتها على تحمل التربه المالحه , والمياه المالحه , وتقويتها وتكييفها للنمو في التربه الصحراويه..

هذا والله اعلم..
تحياتي
اخوك التواق للمعرفة



نوفمبر 05, 2007, 08:57:36 مساءاً
رد #5

mamdoh

  • عضو مبتدى

  • *

  • 4
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
زراعه الصحاري وريها بماء البحر...
« رد #5 في: نوفمبر 05, 2007, 08:57:36 مساءاً »
الاخ الفاضل هذا المقال شديد الاهميه فعلا لك جزيل الشكر
mamdoh