تترقب الاوساط العلمية والدينية شهر يناير المقبل ولادة اول طفل مستنسخ, فيما لم ينكر الاطباء ان ما يحدث يعد تقدماً في الحقل العلمي, غير انهم ابدوا قلقهم ازاء خطوة (الاستنساخ البشري).
وقالوا في حديث لـ(عكاظ): ان تقنية الخلايا لغايات علاجية قد تسهم بفاعلية في علاج الكثير من الامراض, كما هو الحال عند اكتشاف خارطة (الجينيوم البشري).
نوعان للاستنساخ
في البداية يقول البروفيسور صالح عبدالعزيز كريم وكيل كلية العلوم للدراسات العليا والبحث العلمي استاذ علم الاجنة التجريبي بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة:
اود ان اوضح ان الاستنساخ نوعان الأول هو الاستنساخ بطريقة فصل الخلايا في خارج الرحم, يمكن ان تستنسخ منه عدة اجنة, وتوزع على عدة ارحام, وبالتالي تكون الاجنة متطابقة من حيث الشكل والصورة كما يحدث في التوائم المتطابقة تماماً وهذا النوع أخف في تقبله في المجتمعات وبين الناس ولا ينطوي أو يتضمن وجود تشوهات خلقية او تكوينات شاذة, وتبقى فقط شرعيته وطريقة الحصول على الخلية الأم (البويضة الملقحة)..
أما النوع الثاني وهو غير المقبول انسانياً او اخلاقياً وقبل ذلك من الناحية الشرعية وهو الحصول على الاجنة بطريقة زراعة النواة داخل البويضة دون الحاجة الى الحيوان المنوي, لأن هذه الحالة تمثل ضياع للهوية الشخصية وقبل ذلك ضياع للنسب, وهذا النوع قابل لأن يكون الجنين عرضة للتشوهات الخلقية والتكوينات الشاذة جسدياً وقد يكون هناك تكوينات شاذة من الناحية النفسية لعدم وجود هوية (بدون أب).
ويضيف البروفيسور كريم: ان عدم الكشف على طريقة الاستنساخ يجعل الكشف عن تفاصل الاستنساخ مبهماً, ولكن لصعوبة النوع الثاني (زراعة النواة) يجعلنا نؤكد ان الطريقة المستخدمة هي الطريقة الاولى, وفي ذلك عدم قبولها شرعياً واخلاقياً واجتماعياً لاستخدام الاطوار المبكرة بغرض التجارة.
عبث علمي
ويؤكد الدكتور جمال عباس معتوق استشاري الامراض الوراثية: ان استنساخ البشر مرفوض جملة وتفصيلاً, فهو عمل لا اخلاقي قد يهدف من خلال مشاريعه اعطاء هذا العمل الصبغة التجارية واستغلال النساء اللواتي يعانين من مشكلة (العقم).
ويضيف د. معتوق: ان الاستنساخ البشري هو عبث علمي ترفضه كل الديانات, وابدى جميع علماءالمسلمين اعتراضاً على استنساخ البشر الذي تشوبه بدعة التقليد.
ولم ينكر د. معتوق التقدم العلمي الذي يشهده العالم في مجال الطب مبيناً ان تقنية الخلايا لغايات علاجية قد تسهم بفاعلية في علاج الكثير من الامراض كما هو الحال عند اكتشاف خريطة الجينوم البشري.
المصدر