العالم الحقيقي يشكك إيجابياً ، أما الجاهل والمنغلق فيرفض سلبياً !
لم أستعجل لأجيب على مقالات السيد عباس، كونها لا تستحق الاجابة السريعة، لم تحويه من اهانات وتهجمات غير مبررة. لم يقدم السيد عباس نقداً علمياً كباقي الزملاء، بل كان انتقاداً عصبياًً غلب عليه الرأي الشخصي وغابت منه بوادر الانفتاح وبعد النظر. لن أدخل في جدال مع السيد عباس كونه ليس ملماً اطلاقاً في ما يتخطى حدود المادة الصلبة، إلا أنني أجيب وفقاً لطلب الأخ المعلم الثالث في جوابه ، لتوضيع التفاصيل التي وردت للقراء، ولازالة أي غلط وتشويه للحقائق.
ما تقدم به السيد عباس يتلخص في عبارته التالية:
"ومبدئيا فأنا متابع للغيبيات والخرافات بشكلها الحديث والتي من أبرزها الإيزوتيريك، الباراسايكولوجيا، الميتافيزيقا.. الخ. والتي هي جميعا طبعات متعددة لجوهر واحد هو عقد نفسية لفاشلين في امتلاك وعي علمي بالظواهر الموضوعية. الفاشل قد يخترع عقيدة ليجعل من نفسه كائنا خارقا.."
نرى بوضوح أن وراء اتهاماته أفكار مسبقة عن كل علم يتطرق إلى اللامادة... ونلاحظ أيضاً عدم إلمام السيد عباس بالموضوع المطروح، أي بماهية علوم باطن الإنسان - الإيزوتيريك، وبأبعاد منطقه. لذلك قبل أن أجيب على التفاصيل، سأوضح أحد أسس فكر الإيزوتيريك باختصار، علّ ذلك يساعده في استيعاب ما ورد في المقالة.
في أساس طروحات الإيزوتيريك أن الذبذبة (Vibration) هي روح الذرة (ِAtom)، أي محركة إلكتروناتها وبروتوناتها... الذبذبة هي الأصل، أصل كل شيء وحقيقة كل شيء؛ والذرة، في منتهى أمرها، ليست سوى رداء الذبذبة في عالم المادة. وهي (الذبذبة) التي ستؤهل علوم المستقبل لاكتشاف ما لم يُكتشف بعد في تكوين الذرة! هذا ما بدأت تلمسه فيزياء الكمية اليوم (Quantum Physics).
والإيزوتيريك يضيف: أدخل إلى نفسك قبل دخول الذرة ! فالذرة، إن كانت في الإنسان، في الطبيعة أو في الكون، هي نتيجة أو رداء للجوهر الأساسي "الذبذبة".
الإيزوتيريك هو منهج "اعرف نفسك"، "إعرف مكوناتك اللامادية والمادية"، ويسهل بعد ذلك استيعاب أسرار المادة من حولك....
السيد عباس اتّهم بشكل أعمى أن الإيزوتيريك خرافات، وفلسفات غير علمية، وسموم، الخ... ألم يراجع السيد عباس الموسوعات (Britanica, Universalis, Quillet, Larousse, etc..)، حيث يقال عن الإيزوتيريك أنها علوم النخبة وخاصة الخاصة، والمعارف التي يقتصر استيعابها على غير مستنيري العقول!؟ ثم هل قرأ السيد عباس أي من كتب الإيزوتيريك قبل أن يلقي تهم عمياء وباطلة؟!؟!
أما بالنسبة للتفاصيل التي تقدم بها السيد عباس، فأجيب بالتسلسل نفسه:
منهج الإيزوتيريك هو منهج تجريب وتطبيق عملي، وليس نظريات فلسفية نظرية. في تجارب الإيزوتيريك الانسان هو المختبِر والمُختبَر في آن معاً . هي تقنية تحويل كل معلومة من الحيز النظري إلى الحيز العملي عبر إختبارها في الحياة العملية، بذلك تستحيل المعرفة(المعلومة) إلى وعي. أما من ينتقد منهج الإيزوتيريطك عادةً فهو من كان بعيداً كل البعد عن نفسه، وفضل الانزواء في مختبرات مادية، يترقب فيها تفاعلات المادة من دون ربطها لا باللامادة ولا بالإنسان. فتأتي اختباراته ناقصة ومادية محض من دون أي جديد!
في أول مقالتي طرحت أسئلة لكن السيد عباس لم يجيب على تلك الأسئلة:
فهل وقف يوماً على ذلك الشاطئ، وتبصّر في بنيان حبة رملٍ ؟ أو حبة ملح أو في هندسة حبة كريستال ؟ أم أن الإنسان بنظره لا يستلهم شيئاً اطلاقاً من هندسة المادة؟!؟ هل التمعن في هندسة المادة، واستلهام معادلات انسانية وكونية منها هو عبادة للأصنام!؟ هل كل تمعن وتفكير أصبح تكفير ؟!
إن وصف حركة المادة وتحولاتها، جعله يستنتج أن المقصود أن للمادة عقل، وهذا الاستنتاج الغريب لا هو صحيح ولا هو منطقي! أفهم أن جفاف الفكر العلمي عند البعض لا يستطيع أن يتقبل الصور التشبيهية، لكنني لا أفهم كيف استنتج أن للمادة عقل، من تشبيه حركة الذرات بالتراقص المنسجم، وبالحالة الصوفية. ما علاقة ذلك بالأصنام ؟
المادة طاقة تتحوّل وليس لها أي عقل أو مشاعر يا صديقي... لكن كونها تتأثر بتحول الإنسان وتطوره، فهندستها تعكس معادلات ترتبط بالكون وبالإنسان. هذا ما يحاول أن يستشفه الباحث المنفتح... وهذا ما لا يلاحظه من اقتصر منطق تفكيره على الاتجاه الأفقي دون العمودي.
لقد ورد في مقالتي أن الذرات لا تتكدس في الكريستال كحجارة الأبنية، بل تلتف بشكلِ سلّم لولبي يتماوج في بحرٍ من الكيمياء الطبيعيّة بغاية التحوّل. هكذا تتبلور المادة ويتكوّن الكريستال! وتتكرر عملية الالتفاف هذه في الكريستال على نحو لولبي يبدأ من النواة، لينطلق ويتفرع في شبكاتٍ ذرية وتشابكاتٍ كيميائية في المحيط من حول النواة، وكأنها عنكبوتاً ينسج شباكاً لولبية من ذرات... ثم ذكرت أننا نرى هذا الشكل اللولبي أيضاً في التفاف وريقات الورد قبل تفتحها... ونراه أيضاً في هيكل المحارة (أو الصفد) ، أو في شكل التفاف الأذن (مركز حواس السمع) أو في دوائر بصمات اليد (مركز حواس اللمس) وفي غيرها من كائنات الطبيعة أو عناصرها المرئيّة واللامرئيّة، وحتى "الميكروسكوبيّة" منها كحلزومة الجينة الوراثية (DNA) اللولبيّة الشكل...
لكن السيد عباس، لم يقرأ بين السطور، ولا حتى السطور نفسها. ولم يعلّق على سبب وجود الأشكال اللولبية وعن ماهيتها ومعادلات هندستها... بل كان منشغلاً في مهاجمته للإيزوتيريك. لقد تساءل السيد عباس: "ما علاقة الإيزوتيريك بالمسارات اللولبية؟". ولو أنه قرأ المقطع التالي، لوجد الجواب على سؤاله:
"هذه الأشكال الهندسيّة التي تتجلّى في الطبيعة، في الكريستال، وفي جسد الإنسان، ليست سوى تمظهراً للمعادلات الذبذبية أو التركيبة الخفيّة وراء ذلك التحوّل والتمدد. وإن لم تكتشف المختبرات العلميّة بعد ماهيّة الذبذبة من خلال بَلْوَرَتِهاChrystallisation في هندسة الشكل المادي، فالإيزوتيريك يوجّه الباحث من العَرَض إلى الأصل، مستنبطاً الباطن بواسطة الظاهر... "
يفيد الإيزوتيريك أن الذبذبة قائمة على حركة يفهمها الفكر رقماً...، أو تتلقّاها حاسة البصر لوناً...، أو تلتقطها حاسة السمع نغماً... أما العلم المادي فقد يفهم معادلاتها من خلال استعراض تكثّفها في شكل مادي. فحركة الذبذبة تتمظهر في بعد مادة الكريستال في أشكالٍ هندسيّة كما ذكرنا... وبحسب سرعة التذبذب أو بطئها تتبلور ذرات المادة Crystallization)) في أشكالٍ مختلفة ثلاثية الأبعاد، عَرَّفَ عن بعضها أفلاطون ومن ثَمَّ دُرجَ على تسميتها بـ"الأشكال الأفلاطونيّة Platonic Solids".)
هذا ما شرحته في مقالتي، ومع ذلك، لم يجد السيد عباس علاقة بين هندسة المادة وعلم الذبذبة (الإيزوتيريك) التي وراء تلك الهندسة....
بكل بساطة، علاقة هندسة الكريستال والطابع اللولبي في المادة وتذبذب محتوياتها بالإيزوتيريك، هو علاقة هندسة المادة وتمظهر جوهرها بالعلوم التي تبحث في ذلك الجوهر وتدرس أبعاده وهندسة تمظهره المادي.
في منطق بعض الباحثين هاوية واسعة بين المادة واللامادة، بين الظاهر والباطن، وكلاهما بالنسبة لهم لا علاقة لهما بالإنسان. هذا يجعلهم غير قادرين على البحث في المادة واللامادة معاً وربطهما بالإنسان. وهؤلاء الباحثين عادةً لا يأتوا بأي اكتشاف جديد، كون فكرهم لا يتعدى محدودية المادة الظاهرة، وكونهم غير منقتحين على أي جديد...
على عكسهم، كان العلماء الرواد يتطرقون إلى ما يتعدى حدود المادة ، كي يستلهمون ويفهمون أسرار المادة. أستشهد ببعض مقولات ألبرت أينشتاين وغيره (كما فعلت سابقاً في مقالة أخرى):
I cannot conceive of a personal God who would directly influence the actions of individuals, or would directly sit in judgment on creatures of his own creation. I cannot do this in spite of the fact that mechanistic causality has, to a certain extent, been placed in doubt by modern science. [He was speaking of Quantum Mechanics and the breaking down of determinism.] My religiosity consists in a humble admiratation of the infinitely superior spirit that reveals itself in the little that we, with our weak and transitory understanding, can comprehend of reality. Morality is of the highest importance -- but for us, not for God
--Albert Einstein The Human Side, 1954
Quantum mechanics is very impressive. But an inner voice tells me that it is not yet the real thing. The theory yields a lot, but it hardly brings us any closer to the secret of the Old One. In any case I am convinced that He doesn't play dice.
--Albert Einstein
Great spirits have always found violent opposition from mediocre minds. The latter cannot understand it when a [person] does not thoughtlessly submit to hereditary prejudices but honestly and courageously uses their intelligence.
--Albert Einstein
A question that sometimes drives me hazy: am I or are the others crazy?
--Albert Einstein
The most beautiful thing we can experience is the mysterious. It is the source of all true art and all science. He to whom this emotion is a stranger, who can no longer pause to wonder and stand rapt in awe, is as good as dead: his eyes are closed.
--Albert Einstein
May the outward and inward man be at one.
Let him who would move the world first move himself
--Socrates
The intuitive mind is a sacred gift and the rational mind is a faithful servant. We have created a society that honors the servant and has forgotten the gift.
--Albert Einstein
Everything that is really great and inspiring is created by the individual who can labor in freedom.
--Albert Einstein (03/14/1879-1955)
Few are those who see with their own eyes and feel with their own hearts.
--Albert Einstein
A human being is part of the whole called by us universe , a part limited in time and space. We experience ourselves, our thoughts and feelings as something separate from the rest. A kind of optical delusion of consciousness. This delusion is a kind of prison for us, restricting us to our personal desires and to affection for a few persons nearest to us. Our task must be to free ourselves from the prison by widening our circle of compassion to embrace all living creatures and the whole of nature in its beauty... We shall require a substantially new manner of thinking if mankind is to survive.
--Albert Einstein
هل يريد السيد عباس مهاجمة أيتشتاين الآن لأنه ليس محدوداً بالمادة والتفكير الأفقي؟
يقول السيد عباس أن الإيزوتيريك ومعتنقيه يدعون أنهم أدرى بجوهر المادة من غيرهم، مع أنهم لا يطرحون أي شيء يتعلق بهذا الجوهر إلا حشر هذه النظرية العلمية أو تلك لتمرير عقيدتهم على أنها عقيدة علمية. لكن هل اطلع السيد عباس على أي من كتب الإيزوتيريك ليستنتج ذلك؟! إن الإيزوتيريك يطرح بشكل مفصل في مؤلفاته أسرار وخفايا جوهر المادة (الذبذبة)... ويربطها بالإنسان وبتكوينه الباطني. فالإيزوتيريك هو أول من شرح ماهية الهالة الأثيرية الذبذبية التكوين من حول جسد الإنسان، وطبعاً انتقده الكثيرون، أما وبعد أن تمكن العالم كيريليان من تصوي الهالة الأثيرية (Aura) بأدوات متطورة، لقد قبل العلم بحقيقة الهالة الأثيرية وهو يبحث الآن في أبعاد باطن الإنسان الأخرى... السيد عباس بعيد عن هذه الاكتشافات. فهو لن يجدها في كتب نيوتن القديمة...
الإيزوتيريك يفيد في هذا المجال أن الإنسان أعمق وأشمل من أن يكون جسداً مادياً يخضع لتفاعلات كيميائية وبيولوجية فحسب. هو جسد وروح وبينهما عدة مكونات أو أبعاد باطنية تشكل النفس البشرية والذات الإنسانية، وجميعها ذبذبية التكوين (Vibrations) وفي تماوج مستديم كالهالة الأثيرية. هذه الأجسام الباطنية، تشكل مع الجسم المادي الأبعاد السبعة في كيان الإنسان، وهي تتدرج كما يلي:
1. الجسم المادي (أي الجسد) كيان الأحاسيس.
2. الجسم الأثيري، أو الهالة الأثيرية (AURA) طاقة الصحة في الإنسان.
3. الجسم الكوكبي، كيان المشاعر.
4. الجسم العقلي، القسم الأدنى منه يمثل الفكر، والأعلى يمثل الذكاء الإنساني.
5. جسم المعرفة، وهو المحبة في الإنسان.
6. جسم الإرادة، ممثلاً صفة الإرادة.
7. جسم الحكمة أو شعاع الروح .
وحيث أن الجسد المادي مكون من ذرات كثيفة تستطيع أن تراها بالعين المجردة، تبقى الأجسام الباطنية غير مرئية لأنها مكونة من تماوجات ذبذبية لا يمكن رؤيتها إلا بعد أن يتفتح المرء على البواطن في داخله، فيراها بالبصيرة. بكل بساطة إن الأجسام الباطنية هي أجهزة الوعي التي يعي المرء من خلالها العالم الخارجي والداخلي. ومن خلال تفاعلها وتداخلها في جسده المادي عبر الدماغ، يتحسس الإنسان الوقائع، يشعر ويفكر ويعي...
يقول السيد عباس: مثلا يقول السيد (الوعي): (أفادنا الإيزوتيريك أن الذبذبة قائمة على حركة يفهمها الفكر رقماً). ولكن من الذي بين أن الحركة تنعكس في الذهن البشري على شكل قياس (رقم)؟، أهو الإيزوتيريك أم العلم الذي وضع معادلات حركة لكافة الجسيمات المعروفة أو التي تم اكتشافها؟.إن الإيزوتيريك هذا ينسب لنفسه ما حققه غيره
الإيزوتيريك لم يضع معادلات حركة لكافة الجسيمات المعروفة أو التي تم اكتشافها، لكنه هو أول من تناول المعادلات لحركة الذبذبة! العلم يا سيد عباس لم يتناول الذبذبة (Vibration) بعد. إن العلم يذكر التموجات فقط (Waves)، ويعتبرها حركة ذرات مادية بسرعة تماوج معينة. غير أنه لا يزال يتساءل عن المصدر الذي يبعَثُ تلك التماوجات! وكأن العلم وصل إلى عتبة الحقيقة، لكن من دون أن يطرق بابها!
يشرح الإيزوتيريك في هذا الصدد أن الموجة أو التماوج (Wave) ليست سوى استنتاجات ظاهرية أفرزها المختبر العلمي، لا تحدد أساس الحركة. فالجزيئات الماديّة هي الرداء الذي اتخذته الذبذبات بعد أن دخلت مدار الأرض، وذلك من خلال تكثف درجة التذبذب وتباطئها. أمّا الموجة (Wave) التي يتكلم عنها العلم ويعتمدها، فهي لا وجود فعلياً لهاًّ من دون مصدرها (الذبذبة)، إنما هي مقياس لدرجة التذبذب السابق ذكرها، ونتيجة للحركة التي تسببها الذبذبة.
علاقة الموجة بالذبذبة هي كعلاقة النوتة بالنغم، أو اللون بالضوء... أو المحيط بالمحور الذي يتفاعل ضمنه! من جهة أخرى، إن ذلك المقياس أو تلك الموجة هي بمثابة لغة الذبذبة التي تتفاعل معها الحواس الجسديّة والفكر، حينما عجزت هذه عن فهم ذبذبة النور مباشرةً. من هنا يتبين معنى ما ورد : "الذبذبة قائمة على حركة يفهمها الفكر رقماً، وتسمعها حاسة السمع نغماً، وتتلقّاهاً حاسة البصر لوناً. "
يسأل السيد عباس: ما الذي يعنيه القول: (فهو لولبي ويمثل التمدد في بعد الزمن) غير هذا التهجين المشوه؟، ما علاقة الطابع اللولبي بتمدد الزمن؟.
إن الشكل اللولبي وخصوصاً الحية اللولبية ترمز في علوم مصر القديمة إلى الزمن وإلى مراحل التطور. فنحن إن تمعّنا في الشكل اللولبي نراه يجسد مسار صعود وتطور... إن أردت صعود جبل، أليس المسار لولبي؟ ألم تكن أدراج القصور القديمة لولبية؟ لماذا تتعجب إن رأى احدهم في الأشكال اللولبية رمزاً للتطور والصعود، أو للتمدد في الزمن؟
لقد ذكرت أن كل دورة لولبية أو مدة زمنية هي بمثابة مرحلة تحول، هي بالأحرى مرحلة ارتقاء وبداية لأخرى. سأل السيد عباس: مرحلة تحول من ماذا إلى ماذا يا سيد (وعي)؟ أجيبه: من مادة عادية إلى مادة مبلورة... إن الفحم (Carbon) مثلاً يمر عبر مراحل عديدة إلى أن يصبح ألماساً (Diamond) بعد ملايين السنين. هنا نرى مراحل التحول في المادة، وعامل الزمن! كذلك معادن ومواد كثيرة تتبلور (Chrystallisation)، وتختلف درجة تبلورها وهندسة ذراتها وفق عامل الزمن أو عوامل أخرى كالضغط، ودرجة التذبذب التي تتعرض له.
يفاجئني سؤال السيد عباس: هل أفهم من كلامك أن هنالك طبقات اجتماعية بين الذرات والجزيئات أيضاً؟ أجيبهه: هل هناك طبقات اجتماعية بين الفحم (Carbon) والألماس (Diamond)؟ بين الزجاج والكريستال؟ استيقظ يا سيد عباس! نعم هناك تراتبية في المادة، لكنها ليست اجتماعية... لكن أتمنى ان تتعلم بعض المجتمعات من تحول المادة، لتتحول وتتطور!
يقول السيد عباس: من الواضح أن الإيزوتيريك هذا يريد أن يضفي على المادة طابعاً أو بنية إنسانية اجتماعية بحيث يمرر المقولات الإيزوية الخرافية على أنها حقائق مندمجة بالعلم!
يا سيد عباس، نظريات نيوتن بأن المادة صلبة ساكنة، تتكدس كالحجارة... لم تعد فاعلة اليوم. المادة في حالة تحوّل، والإيزوتيريك يضيف أن ذلك التحوّل مرتبط بتطور وتحوّل الإنسان!
ورد في كتاب الإيزوتيريك "عاد ليخبر" : "الفراشة ليست كائناً مختلفاً عن الدودة التي اعتزلت في شرنقتها... بل إن الفراشة هي نفسها الدودة بعد أن تحوّلت! هذا هو المفتاح، أو كلمة السر: التحوّل!"
تقول أن العلم وشهداؤه أثبتوا عبر التاريخ أنه أعظم من أن يموت على أيدي أعدائه ومروجي الخرافات... لكن التاريخ يشهد أن شهداء العلم ماتوا بسبب المنغلقين والمحافظين على الأفكار القديمة. فأقوال الشهيد غليليو (Galileo) ، والشهيد سقراط وغيرهم من العلماء والفلاسفة كانت تعتبر خرافات وتدجيل كما يعتبر السيد عباس أقاويل الإيزوتيريك اليوم...
بالنسبة إلى: (المكان ثابت فيما الزمان متحرك) ، ما قصدته هو أن:
في آنٍ أو لحظة محددة، (أي في برهة زمنية معينة) المكان ثابت!
أما في مكان محدد، الزمن يتحرك وليس ثابت! فالحركة من خصائص الزمن...
(التفاصيل عن نسبية الزمن تراها في مقالة سابقة في منتدى الفيزياء!
'>
كتب السيد عباس:
إن الهراء المدعو (ايزوتيريك) لا يستطيع التسلل إلى مرابع العلم إلا بارتداء غلاف علمي، تماما كما تفعل بعض الجراثيم حينما تقتحم جدار الخلية الحية بارتداء غلاف يطابق أغلفتها لتنشر سمومها فيها، وهو في ذلك ليس إلا محاولة جمع متضادات لا يمكن جمعها: العلم والخرافات. شققت طريقي عبر الحروب القديمه... وأتيت.
للأسف، ليس ما توصلت إليه العلوم المادية هو الحقيقة الكاملة ! فالعلوم بأنواعها لم تسبر كنه الانسان بعد يا سيد عباس! لذلك لا يحتاج الإيزوتيريك ليرتدي غلاف أي من العلوم كما تدعي، إذ هو علم قائم بحد ذاته. علم الوعي – علم باطن الإنسان! الإيزوتيريك شدد في كتابه "رحلة في مجاهل الدماغ البشري":
" الانسان عالم غريب مستقل ، عالم مترامي الأطراف سحيق الأغوار ولامتناهي الآفاق ... يحوي ما لا يخطر في بال العلماء ! عالم الباطن فيه ، أو العالم اللامنظور ، أوسع من عالم الظاهر ، و يحوي أكثر مما يحويه هذا الأخير !
في الانسان أعمق مما يرى بواسطة المعدات الالكترونية المتطورة ...
في الانسان أبعد مما يظن الطب أنه توصل إلى اكتشافه ...
في الانسان أشمل مما يعتقد أي عالم أو فيلسوف أنه تعرف إليه ...
و في الانسان كيان غامض ، ما زال خفياً عن أبصار الأكثرية الساحقة من البشر ! هذا الكيان الغامض اللامنظور هو حقيقة الكائن البشري ، بل إن الحقيقة هي نبض وجوده ... و هو الأصل الذي من خلاله يتوصل المفكر الباحث إلى الفرع ، أي الجسد المادي !"
لذلك ما فتئت العلوم حتى اليوم تستقي من معادلات الإيزوتيريك، وليس العكس يا صديقي!
لقد نصحك أحد الأعضاء في المنتدى بالتالي:
"انت اخذت كلمات الاخ / الوعى .. وكأنها معادلة تبحث فى جدواها بواسطة الافتراضات الرياضية وما الى ذلك .. لكن اخى .. الا تقراء المقالة مرة اخرى وتتأمل ما بين السطور .. ان فى هذه المقالة .. وفيما بين السطور .. فلسفة لايدركها العامة .. بل هى فى حاجه الى الخاصة .. وخاصة الخاصة ايضاء ...هذا ما ارى .. بشكل عام .."
إلا أنك، ازددت غيظاً وغضباً، ولم تأخذ بعين الاعتبار شيئاً من ما قاله الزميل، كما كان ليفعل أي عالم موضوعي ومتجرد. هل ما رآه الزميل في المقالة "خرافات أيضاً؟" هل أنت المرجع الوحيد أم هناك أراء مختلفة للآخرين؟
إن تحذير السيد عباس من الفيروس الوهمي والذي كان هدفه تخوبف الناس من نسخ مقالة "المسارات اللولبية" إلى جهازهم الخاص، هو تلفيق وخدع ويذكرني بطرق التخويف في القرون القديمة. أهلاً وسهلاً بك بعد أن شققت طريقك عبر الحروب القديمة...
لو كنت تثق في ما كتبته بنفسك يا أخي عباس لما لجأت لهذه الخدعة! أطلب من القيمين والمشرفين على هذا المنتدى الانتباه إلى تلك الألاعيب التي جاءت كالتالي:
"تضمن الرابط المتعلق بالإيزوتيريك الذي وضعه الأخ الوعي أعلاه تعليمات أو خصائص أو فيروسات تعطل ال word في جهازك إذا ما قمت بنسخ أي من المقالات الواردة فيه، كما حدث معي وعالجتهبعد لأي. يرجىأخذ الحيطة والحذر.
لقد قيل للقط أن فضلاتك نافعة لتسميد الأرض فجعل يطمرها كيلا يستفيد منها أحد، أما البعض فإنه يطمر فضلاته دون أن تكون لها أية قيمة، أو أن يقيمها أحد غيره ."
المنتدى محمي من الفيروسات... وكذلك الملف! أما إذا كان الفيروس في جهازك، فهذه مشكلتك!
إن زرع الخوف والبلبلة في المنتدى، لقمع حرية الرأي والكتابة... هي طرق بدائية تعكس درجة الوعي والرقي في المنافسة...
أكمل تعليقي على ما كتب بالتسلسل نفسه:
"إضفاء طبيعة حيوانية على المادة العمياء هو من أهم ما يميز أطروحاته والإيزو خاصته" : هذا استنتاج شخصي قام به السيد عباس، من دون تحليل أو منطق. كلا ليس للمادة طبيعة حيوانية! وليس في المادة مشاعر أو عقل، لكن في المادة طاقة والطاقة تتحول وتتحرك!!!
قال السيد عباس:" بل إنه يساوي بشكل (شكلاني) بين ما لا يعقل تساويه كالتلولب في الكريستال، واللولب الإرتقائي لدى البشر، وهذا الأخير يعني دروة جديدة يعاود البشر المرور بها، ولكن في طور أعلى، أي أن الرسم البياني لمسار تطور البشرية هو لولبي، وهذا صحيح بالنسبة للمجتمعات البشرية، ولكنه لا يمكن أن يكون صحيحا بالنسبة للمادة."
إذاً أنت تقبل أخيراً أن مسار تطور البشرية هو لولبي، وأن هذا صحيح بالنسبة للمجتمعات البشرية (كما ذكرت أعلاه). لكنك تقول أنه لا يمكن أن يكون صحيحا بالنسبة للمادة... عجيب! ألم تكفي الأمثال التي أعطيناها عن المسارات اللولبية في الطبيعة والكريستال، والمادة...ألخ. إن كانت هناك معادلات مشتركة بين الإنسان والطبيعة... فذلك لا يعني أن للطبيعة عقل كالإنسان يا سيد عباس. من أين أتيت بهذا المنطق؟!؟
(Cette relation n’est pas transitive)
وبخصوص: "أي أن العلم لا يفقه شيئا في معادلات السيد (وعي) اللولبية الإيزوتيريكية المستنبطة من القيام بالعملية المعاكسة للبحث العلمي انطلاقا من داخل المادة إلى خارجها.."
هذا ما تعتقده يا سيد عباس، لكن الواقع يختلف... ويبدو أنك لم تطلع على أبحاث العلماء الحالية. لقد ذكرت بعضها في مقالتي... والكثير غيرها تراها في المراجع الحديثة.
لقد كتب السيد عباس:
"أما (الإيمان) -يا عزيزنا ألبرت- فهو من خصائص الميتافيزيقيا. تحياتي. شققت طريقي عبر الحروب القديمه... وأتيت.
السيد عباس مشغول بالحروب... فنسي قيمة الإيمان ودوره الأساسي، حتى في البحث العلمي!
الإيمان اليقين يا سيد عباس، ليس ميتافيزيا وماورائيات، بل هو التجربة والتحقق واليقين من الشيء ليس في المختبر المادي وحسب بل في الحياة اليومية! إن لم تؤمن في ما تبحث، وإن لم تؤمن في نفسك على الأقل، سيكون بحثك روتيني، من دون أي جديد... فكيف بالحري الإيمان بالأمور الأسمى؟
يقول السيد عباس: "لم يكن السيد (وعي) من ادعى وجود الشكل اللولبي في الصفد والجينات الوراثية، وحقول الطاقة، وبصمات اليد، ... إلى آخره... فهذه اكتشافات علمية لم يقم بها لا هو ولا كومة الإيزوتيريكيين، تبين لنا أن محصلات وعلاقات القوى بين الذرات والجزيئات والجسيمات هي التي تؤدي إلى هذا الشكل اللولبي لتمظهر المادة."
برافو يا سيد عباس، لكن السؤال الأهم الذي ما زلت لا تدركه : "ما الذي وراء علاقات القوى بين الذرات والجزيئات...؟!؟!؟!؟!؟" هذا ما يبحث فيه الإيزوتيريك، وهذا ما فاتك يا صديقي...
قال السيد عباس: "ومن غير الصحيح أن معادلات الطبيعة الذبذبية هي التي جعلتها لولبية كما قال السيد (وعي)"
هذا رأيه الشخصي! رأي الإيزوتيريك والكثير من الباحثين أن الذبذبة هي المحرك لكل ما يحدث! والزمن سيشهد على ذلك...
ما تبقى من ملاحظات السيد عباس هو إعادة وتكرار، وتهجم غير منطقي...
حتى أنه لم يجيب على السؤال ما هو شكل المسارات الكهربائية التي تؤدي إلى حقل مغناطيسي ؟، أليست لولبية؟ أليست اختبارية؟ لماذا لولبية؟؟!؟!؟ لنتأمل ونتمعن في تلك الحقيقة، وبعدها نعيد قراءة ما ورد في مقالة "المسارات اللولبية" بل كان منشغلاً في المهاجمة والانتقاد...
واكتفى بانتقاد سطحي حين لم يستطع الاجابة على: "ألم تتساءل أبداً لماذا استُعمل الشكل اللولبي في المنحوتات داخل هياكل اليونان القديمة؟ ولماذا ارتكزت نظرية الفيزيائي ماكس بلانك (Max Plank) حول الثقب الأسود على الشكل اللولبي ومعادلات السرعة في داخله؟ كيف عرفتم ألبرت أينشتاين وغابت عنكم نظريات بلانك!؟.
ألم تبحث في المعادلات الرياضية التي ترتكز على الرقم الذهبي "في Phi 1.618" الذي يعتبر ذو أهمية بالغة عند المهندسين والفلكيين ؟ وماذا عن نسب قياسات الهرم الكبير التي ترتكز على هذا الرقم، والذي لا يزال العلماء حتى اليوم مندهشون أمام روعة بنائها!!! وماذا عن ليوناردو أبو فشة الذي أطلق على العدد الذهبي اسم "التناسب المقدس Divine Proportion"؟!؟!
هل أسقطت كل ذلك ، بسبب عدم وجودها في كتب الفيزياء القديمة؟ "
ختاماً، أستشهد بما ورد في كتاب "الإيزوتيريك علم المعرفة ومعرفة العلم" الذي يشرح مستقبل العلم: ص 62 : "المعرفة داخليّة أما العلم فخارجي، والفارق بينهما وجهة المسار. فمسار الأوّل ينطلق من الباطن إلى الظاهر، من المركز إلى الدائرة، ويتوسع بهذه الدائرة كلما ابتعد عن المركز… فيما مسار الثاني ينطلق من محيط الدائرة نحو المركز، فيبقى خارج المركز، دون أن يتمكّن من دخوله!"
قال السيد عباس: " يقول: (المعرفة داخليّة أما العلم فخارجي)، ولكن باعتبار أننا نعرف أن العلم هو معرفة وأن المعرفة هي علم، وانهما كلمتان مرادفتان لمعنى واحد.
يا صديقي، لو كانتا كلمتين مرادفتين لمعنى واحد، لما وجدت الكلمتين، بل واحدة فقط! لست بصدد اعطاء دروس بعلم الكلم (epistemology ) ، لكن تستطيع أن ترى الفارق في أي قاموس أو موسوعة.
(Difference between Knowledge and Science)
الإيزوتيريك يفيد بأن المعرفة في داخل كل انسان! يكفي أن يسبر أغوار ذاته ليتعرف إليها... أما العلم فهو درب بحث في النواحي الخارجية... في المادة ... ساعياً وراء الحقيقة والمعرفة... لذلك هو يتجه من الخارج من المادة (القشرة) ليتوصل إلى المعرفة (النواة).
أخيراً أطلب منك اعادة النظر فيما كتبه الزميل "المعلم الثالث":
" هذه من الاسئلة التي تحتاج الى روح فلسفية للاجابة عليها ، وللعلم ، لا يوجد اي نظرية علمية اساسية وعميقة ، كميكانيكا نيوتن اوكهرومغناطيسية ماكسويل ، او نسبية اينشتاين ، الا قامت على اسس فكرية وروحية كاملة ، قبل ان تتبلور على شكل معادلات وارقام .
الروح هي التي تبدع وليس القلم والرياضيات ......
اخي الكريم ، للاشياء دائما ، جانب آخر ....
نعم ، علينا ان نعطي الجانب الاخر من الصورة حقه "
أختم بما ورد في كتاب الإيزوتيريك "عاد ليخبر":
"لا أحد يستطيع أن يقنعك بحقيقة نفسك غير نفسك... إلا أن الحقيقة أكبر من أن يعيها المرء كاملة مرة واحدة، أو في حياة واحدة!
الحقيقة لا تحتاج إلى أن نؤكدها أو ننفيها... الإنسان هو الذي يحتاج إلى التأكد من أن الحقيقة موجودة فيه، ساطعة كالشمس، ما عليه سوى أن يفتّح بصيرته ويتوعى إلى ذاته... هنالك حيث الحقيقة هي الحق الأكيد، وما من سبيل إلى دحض هذا الحق أو نكرانه! "
وإن لم تستطع فهم علوم الإيزوتيريك، ما من أحد يجبرك على ذلك، لكن حرية الرأي لا تزال من مستلزمات التطور!
زياد دكاش
http://www.esoteric-lebanon.org