تتمه-
لسنا نعرف عن تاريخ الكيمياء الهنديه ,لسوء الحظ, الا القليل .
ولغموض معارفنا وقله المصادر التي بين ايدينا عن تاريخ العلم الهندي في الازمان القديمه قل ما نعرفه من اسماء الكيميائيين ومؤلفاتهم.
وقد ربط الهندوس على نحو ما فعل الصينيون تماما بين الذهب واطاله العمر وبينه وبين امكانيه تحقيق الخلود احيانا.
لم يحرز اليونانيون من الناحيه التكنيكيه الا تقدما ضئيلا بعد بهم عن الاصاله والابداع اللهم الا ما وجد بينهم من صناع وذوي حرف كان ينظر اليهم نظره تطبيقيه تعلي من شأن النظر على العمل وتعتبر الصناع في اخر درجات
السلم الاجتماعي.
وعلى هذا فاذا كنا نبغي تلمس مظاهر الكيمياء الاغريقيه فعلينا ان نبحث عنها في النظريات الكونيه التي فسر بها الفلاسفه اليونان الاوائل اصل الكون وطبيعه الماده على نحو ما قال به " طاليس " و "انكسمانس " و "هيراقليطس " و "امبادوقليس " ثم في النظريتين اللتين كانت لهما فيما بعد على الفكر والتطبيق الكيميائي اثار بالغه الاهميه.
واوللى هاتين النظريتين ما تنسب الى ارسطو في صيغتها الكامله والتي عرفت فيما بعد بنظريه العناصر الاربعه,
وتقابلها النظريه الذريه عند ليسبوس وديمقريطس.
كان من شان الفتوحات الاسلاميه الشاسعه ان اتصل العرب بثقافه الاغريق والثقافه الهيلينستيه.وفي عام 640 م دخل المسلمون مصر فوجدوا بها كتبا عديده تتناول صناعه الذهب وصنوف العمليات الكيميلئيه المختلفه التي مارسها لبقدماء.وما كاد ينقضي قرن من الزمان حتى ترجمت مئات الكتب الى العربيه من خلال تراث اليونان والثقافه الشرقيه ونقل المترجمون اليونانيون والسريان والفرس والحرانيون الكتب الاجنبيه الى لغه العرب , وقد حوت تلك الكتب موضوعات الفلسفه والطب والكيمياء.
وقد ظهر في ميدان الكيمياء من اوائل العلماء الذين اثروا ابلغ الاثر في تطوير هذا العلم واقامه دعائمه : خالد بن يزيد الاموي وجابر بن حيان وابو بكر الرازي وابن سيناء وغيرهم ..
ولا يمكن لنا ان ننكر اثر الفرس وخاصه في المصطلحات الخاصه باسماء المعادن والاحجار وطريقه الاستفاده منها . ومما يسترعي الانتباه ايضا وجود عدد كبير ومن اعلام الكيمياء من اصل فارسي.
ادرك الاوروبيون بوضوح منذ اوائل القرن الحادي عشر قيمه الجهد لكيمياء العرب , وتفتحت اعين الطلاب الاجانب على ذخيره وافره من الحقائق والتجارب والتطبيقات في الحقل الكيميائي..
واستطاعت اوروبا بذلك ان تبدأ بحوثها الكيميائيه على اساس واقعي سليم وبناء نظري متسق وتاكيد مباشر لقيمه الكيمياء في حياة كل فرد..