السلام عليكم ...
الاخوة والاخوات الافضل .
عندما عرف الكندي الابداع الالهي - في مجرى حديثه عن الخلق - بأنه " تأييس الآيسات عن ليس !! " ، فقد اصاب كبد الحقيقة. فالخلق ايجاد شيء من لاشيء وايجاد مادة من عدم .
يقول الدكتور كارل ساغان " قبل عشرة او عشرين مليار سنة حدث شيء ما ، وكان ذلك الحدث هو ( الانفجار الاعظم) الذي بدأ به كوننا ... اما لماذا حدث هذا الانفجار ؟ فذلك اعظم لغز يحيرنا. واما انه حدث فعلا ، فهو امر واضح بما فيه الكفاية.
كانت كل المادة والطاقة الموجودتين حاليا في الكون مركزتين بكثافة عالية الى ابعد حد، في نوع من بيضة كونية تذكر بأساطير الخلق لدى الكثير من الامم ، وربما في نقطة رياضية لا ابعاد لها ابدا" ( انتهى كلام المؤلف)
اذا كان هذا اصل الكون ... ذلك الرهيب ... الذي نعيش فيه، فهل يا تؤى من المعقول ان اصله بيضه بحجم حجر الصوان !!! أالى هذا الحد تكون نسبة الملء الى العدم !!! بيضة موزعة على كـــــــــون!!! عجيب هذا الامر فعلا .
اتسائل احيانا : ما هي قيمتي بالمقارنة بالكون ككل ؟ وكم نلت من مادة هذه البيضة الكونية ؟ فحجم جسم الانسان يعادل بالمتوسط حجم 1500 بيضة .... وهو في الاساس بعض لا شيء من بيضة كونية صغيرة ....انا بعض لا شيء ...بل كلنا بعض لا شيء !!! شيء يضحك ... ويبكي.
كل هذه التناقضات تعطي دليلا واضحا على ان العدم جزء لا يتجزأ من المادة. ولكن سرا عظيما يفصلنا عن فهم طبيعة تلك العلاقة العميقة بين المتضادين.
هذه الخواطر انتابتني قبل ايام عندما كنت استمع الى برنامج عن التراث الشعبي ، يتحدث عن سيرة بني هلال، ذكر فيها ان ابا زيــد الهلالي قال : "ان اصل الكون ياقوتة حمراء ، خلق الله منها الكون كله ."
ما اقرب هذا الى ذاك !! وما اقرب المخلوق من المعدوم ... في الوقت الذي تكون فيه المسافة هائلة بينهما.
فسبحان الذي خلق الكون من عدم .. واودعه اسرارا لا تخطر على قلب بشر .
"مذكراتي" الجزء الاول صفحة 65
1:30 بعد منتصف الليل
الجمعة 6/9/1995