شارلز ريس
إن القصة الرئيسية التي نشاهدها هذا اليوم تتعلق باكتشاف عالمي رياضيات لأمر جديد يتعلق بفهم الأرقام الأولية ـ وهي الأعداد التي لا تقبل القسمة إلا على نفسها أو على الرقم 1.
ويصف علماء الرياضيات الآخرون هذا الاكتشاف بأنه الأهم في مجال الرياضيات منذ عقد من الزمن. يقول برايان كونري من المعهد الأمريكي للرياضيات: "إنها تقنية جديدة تفتح آفاقاً جديدة. إن ما يجعل الأمر أكثر تشويقاً هو أننا لا نعرف إلى ماذا سيؤدي هذا الاكتشاف. ستكون هناك تطبيقات كثيرة على ما أعتقد. إنه اكتشاف لا يصدق. والعالمان اللذان أحرزا هذا التطور هما دان جولد ستون من جامعة ولاية سان خوسيه في كاليفورنيا وسليم يلدريم من جامعة بوجاز يجي في أسطنبول، تركيا. وقد تم الإعلان عن هذا الاكتشاف منذ فترة بسيطة جداً في مؤتمر عقد في ألمانيا حول نظرية العدد الحسابي (أعتقد أن قناة cnn وباقي القنوات الإخبارية الأخرى قد فاتتها تغطية هذا المؤتمر!
'>.
مدهش. رائع. لا يصدق. في الحقيقة، ليست لدي أي فكرة على الإطلاق عما يتكلم عنه هؤلاء الناس ولكنني لا أحاول استدراجك. إن جميع المعلومات التي أوردتها أعلاه هي من قصة نشرتها الـ BBC على موقع الإنترنت الخاص بها. وهذا هو الواقع. وفوق ذلك كله، إذا كنت من المهتمين بالرياضيات، فإن هناك فرصة لتفوز بجائزة قدرها مليون دولار إذا كان بإمكانك حل نظرية رايمان، ولا أدري ما تلك النظرية!.
إنني أعرف منذ أن كنت طالباً في المرحلة الثانوية أن الرياضيات المتقدمة أمر فوق إدراكي ـ فهي معقدة لدرجة أن دماغي المتواضع لا يستطيع فهمها. الرقم الأولي لا يمكن تقسيمه إلا على نفسه أو على الرقم واحد. حسناً. وماذا بعد؟ وما هو الفرق الذي تحدثه معرفتنا بهذا الأمر؟ لا أستطيع إلا الاعتقاد بأن معرفة مثل هذا الأمر سيان بالنسبة لنا نحن الناس العاديين، ولكن في عالم الرياضيات المتقدمة، فإنها بالتأكيد تعني الكثير. إن الاكتشاف الجديد يقول إننا إذا ضاعفنا الأعداد الأولية، فإن بإمكاننا الحصول على الأعداد الصحيحة الأخرى. حسناً، طيب وماذا في ذلك؟
أعرف فيلماً واحداً فقط يتحدث عن عالم رياضيات وهو فيلم "عقل جميل" لم أذهب لمشاهدة ذلك الفيلم لأنني كنت واثقاً أنني لم أكن سأفهم عما يتحدث. لقد تعلمت قليلاً أكثر من العد على أصابع يدي وقدمي، ولكن يبدو لي أنه ما لم يكن هناك سبب عملي لقياس أو حساب شيء ما، فإن الأفضل الابتعاد عن الأرقام. وفي النهاية، هناك المقولة المشهورة القديمة: "هناك أكاذيب، وأكاذيب ملعونة، وإحصائيات. وقد وجدت مقولة أفضل حتى في مجال الرياضيات: "الإحصائيات لا يمكن أن تثبت أي شيء". ويجب أن يقوم المرء بوشم هذه المقولة على أكف جميع الصحفيين في أمريكا، فنحن متعودون على القيام بإحصائيات عديمة الفائدة معتقدين بأنها تملك معنى أبعد من حساب شيء ما أو قياسه.
إنني بالتأكيد لا أعني الانتقاص من قيمة علماء الرياضيات فأنا معجب بهم، حتى لو كانوا غامضين، وهناك بالتأكيد الكثير من الناس الذين ينظرون إلى الكتاب نظرة دونية. وإحدى المقولات المفضلة لدي في هذا المجال هي لشقيق الملك جورج الثالث، دوق جلوستر. فعندما أهدى الكاتب الشهير إدوارد جيبون نسخة من المجلد الثالث لمؤلفه الشهير: "انحدار وسقوط الإمبراطورية الرومانية" إلى دوق جلوستر، التفت إليه الدوق وقال بسرعة واستخفاف: "ماذا؟ واحد آخر من هذه الكتب السميكة المربعة السمينة الملعونة؟ دائماً تخربش وتخربش وتخربش، أليس كذلك يا سيد جيبون؟"
وهذه المقولة شبيهة بملاحظة قالها لي أحد أصدقائي. فعندما قلت له إن كتاباً جديداً سيصدر قريباً، أجاب: " هذا بالضبط ما يحتاج إليه العالم ـ كتاب (........) آخر." ـ وقد حذفت الوصف الذي قاله الصديق حرصاً على أذواق القراء. وأنا أميل إلى الاتفاق مع صديقي هذا. فهناك كتب منشورة يحتاج المرء إلى أن يعيش 10 أضعاف حياته ليتمكن من قراءتها. ربما علينا أن نرحم الغابات قليلاً. التقيت بالروائي الشهير أندرو لتيل في أواخر حياته، وقال لي حينها إنه يعيش بعيداً عن أي مجلة أو صحيفة أو راديو أو تلفزيون. وأضاف "أعتقد أنه إذا كان هناك شيء هام يحدث في هذا العالم، فإنني سأسمع عنه من خلال الآخرين والشائعات.". فهل سمع أحدكم أي شائعة "أولية" مؤخراً؟.
كاتب أمريكي
خدمة "كينج فيتشر" ـ خاص "الوطن"
