(إذا أردت أن تبقى مكانك فاجري)
لو كان لصورة واقعنا العلمي أن تتكلم لكانت ابلغ من افضل الخطباء . ذلك أن ما فيها من تاريخ ودلالات يفوق أحيانا كثيرة قدرة الإنسان على التعبير.
الصورة موضوع الكلام هي محور الحديث الذي أجريته خلال زيارتي للنادي العلمي السعودي مع المهندس مصطفى محمد أمين قاسم طالب ، مدير قسم تقنية المعلومات و المشرف العام على منتديات النادي العلمي السعودي.
وكان لي معه جولة خاصة في واقع العلم في المملكة العربية السعودية وتطلعاتهم وأحلامهم في النادي العلمي مستقبلا.
واعترف باني خرجت من هذا اللقاء الذي تم في المقر " المؤقت " للنادي العلمي والكائن حاليا في هيئة المساحة الجيولوجية بمدينة جدة ، وأنا اكثر ثقة بالمستقبل الذي سوف يتحقق للعلوم بتعاون كافه الجهات ووجود الكفاءات ، ما يساعد على التقدم لمسافات أطول في مضمار التطور.
في بداية حديثه أكد على الدعم اللامحدود الذي يقدمه صاحب السمو الملكي الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز رئيس النادي العلمي ، وهذا الدعم هو الزاد والمحرك للنادي العلمي و أشار إلى أن سموه سوف يقوم بخطوات ذات نقله نوعيه في بما يخدم النادي وأعضاءه.
وأكد على ضرورة وضع استرتجيات شاملة تستعيد من خلالها العلوم في المملكة العربية السعودية قوتها والابتعاد عن البيروقراطيات التي أثقلت كاهل التطور العلمي، وذكر بان المسلمين كانوا ذات يوم أصحاب حضارة واسهموا بدور بارز في صناعه الإنسانية.
ويقول المهندس مصطفى : أن الفجوة العلمية فيما بين العرب والغرب تقارب 150 عاما ، وهي هوه هائلة كما أشار إلى أن الغرب قدم للإنسان إنجازات وثمرات عظيمة
ويشير إلى أن ثمة ملاحظة جديرة بالاهتمام وخلاصتها أن مشكلتنا هي تدور في حلقه مفرغة فنحن حياتنا الشخصية والاجتماعية تسير على التعلق بقشر الحضارة الغربية ومن دون الأخذ بأسس الحضارة الغربية ، ومن جهة أخرى والكلام للمهندس مصطفى . فان ثقافتنا او بعض جوانب السائد منها مما يرسم شخصياتنا وأفكارنا تنتمي إلى فترة زمنية قد انتهت وانتهى عصرها و أصبحت صفحات مازال البعض يتعلق بها خوفا من الزوال ، وذلك على حساب الحياة العلمية وتطور العلوم.
و أكد على أن العقبات من هذه الجهة او تلك هي التمسك بمفاهيم عفا عليها الزمن وهذه المفاهيم تعوق تطور العلوم وتحقيق النجاحات وتؤدي إلى الإخفاق والفشل والذي يؤدي بدورة إلى التخلف والجمود والتحجر.
و أشار أن الموضوع ليس صراع بين الجهات المختلفة ، ورأى بان هذه لعبة سخيفة فقدت حتى الاهتمام بها . وذكر أن الموضوع الأهم هو كيف نتعاون من اجل مصلحة عليا وهدف سامي اسمه المملكة العربية السعودية.
وفي النهاية، كانت تساؤلاتي كثيره وسهلة لكنها بقيت من دون أجوبه مقنعة لان القضية كما أشار المهندس مصطفى ليست قضية جدال تطرح عناصره في جلسة ، وانما هي تنبع لكي تكون مقنعة .
واعترف أنى لمست من مناقشتي " التعارفيه " هذه أن المستقبل يحمل في طياته وعي ومفاهيم واعده ومبشرة.
وكما يقال اول الغيث قطرة
