بسم الله الرحمن الرحيم
أسرد في أول مشاركة لي هذه القصة وهي قصة الفرنسي مارك ميرجر
(( تعرض شخص فرنسي يدعى مارك ميرجر،وهو محاضر في علم الاقتصاد في جامعة مونبلييه في فرنسا إلى حادث مروع،حيث سقط وهو يقود سيارتة في حفرة عميقة،فقد فيها وعيه ولم يشعر إلا وهو في سرير المشفى لا يقوى على تحريك أطرافه السفلية ولا يشعر بها.كما فقد نعمة الرجولة فلم يعد يحس بالنعوظ نهائياً فاجتمع عليه الشلل وفقدان القدرة الجنسية وهو الشاب الرجل المتزوج. كانت الصدمة شديدة له ولأفراد عائلته وتم إخباره بحقيقة وضعه اليائس الذي يتلخص في مقولة(فالج لا تعالج) وأته ليس أمامه سوى التمرينات الفيزيائية ومحاولة الاستفادة من أطرافه العلوية في الحركة وتجنب الاستلقاء قدر المستطاع . استسلم المريض لقدره تسع سنوات عجاف حتى حدث أمر لم يكن بالحسبان .فلقد عرض عليه فريق الجراحة العصبية في جامعة مونبلييه أن يجروا له جراحة لم يتنبأ بها نوسترادا موس في كتابه الشهير .وقام الفريق الطبي بشرح مخاطر العملية له وطبيعة التقنية الجديدة، فهم سوف يشقون البطن حتى يصلوا إلى مكان النهاية العصبية حيث انعطب الحبل الشوكي ، ومن المعروف أن حبل النخاع الممتد من أسفل الجمجمة حتى التوزيع العصبي النهائي لا يزيد نخثه عن إصبع عادية . وفي الحادثة التي تعرض لها انهرس هذا الحبل وتدمرت معه الوظيفة العصبية، فاالامر كان أشبه بكابل كهربائي تعرض فجأة للانقطاع،وتكمن المشكلة في أن الإصابة العصبية مع إصابات الأوعية الدموية التي ترد إلى المشافي ،المهمة الصعبة تكمن في إعادة رتق ألا لأعصاب، فالأعصاب لا تشبه ألا وعيه الدموية ولا تشبه كوابل الكهرباء.إن السيالة العصبية ظاهرة كيميائية كهربائية ،فهي تمر في العصب مثل الكهرباء،ولكنها عندما تلتحم مع غيرها تفرغ ما مجموعة أربعين مادة من المواد الكيميائية التي تشكل لغة تفاهم كميائيه خاصة بها،وهنا يكمن التحدي الأعظم. وقد طور الفريق الطبي في جامعة مونبلييه تقنية رائدة في وصل النهايات العصبية المحيطة المسؤولة مع حركة العضلات بأعصاب صناعية متصلة بكمبيوتر ينظم حركة العضلات، ويعيد لها قوتها السابقة تماماً كما في منظم ضربات القلب،حيث أننا إذا استطعنا السيطرة على السيالة العصبية أمسكنا بمفتاح تنظيم ضربات القلب مما يسهل حركة العضلات بشكل عام.وهذا هو الذي حدث مع الفرنسي المشلول،فقد تم شق بطنه ووصل الهايات العصبية بشرائك كمبيوترية منظمة للحركة،مما أعاد الحركة للمفاصل و العضلات ،واستطاع الرجل المشي فعلاً وهو لايصدق بما يكاد يشبه المعجزة الطبية))
(اقتباس من مجلة القافلة )
