Advanced Search

المحرر موضوع: التخلص من الحمأة والخطر البيئي المحتمل  (زيارة 1409 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

ديسمبر 13, 2003, 12:47:12 صباحاً
زيارة 1409 مرات

التواق للمعرفة

  • عضو خبير

  • *****

  • 2342
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
التخلص من الحمأة والخطر البيئي المحتمل
« في: ديسمبر 13, 2003, 12:47:12 صباحاً »
إن التخطيط والتصميم والتنفيذ والاداره الصحيحة لمشاريع معالجه مياه الصرف الصحي لابد وان تشتمل على آلية صحيحة للتخلص الآمن من النفايات الصلبة(الحمأة) لهذه المشاريع والذي غالبا ما يتم بإعادة استخدامها أو بدفنها أو حرقها أو رميها في البحار.
يتم دفن النفايات الصلبة لمحطات الصرف الصحي في مدافن صحية خاصة ) (Sanitary Landfill مصممة لهذا الغرض، حيث يتم جمعها في حفر معدة لها وتغطيتها بالتربة ) .إن هذه الطريقة شائعة في كل بلدان العالم ولكن بنسب مختلفة بحسب طرق التخلص الأخرى المتاحة في كل بلد وبحسب حجم النفاية المنتجة، فعلى المستوى الأوروبي نجد أن 40% من الحمأة الأوروبية يتم دفنها، وفي بريطانيا تدفن 15% من الحمأة المتولدة من المحطات، والدفن يتم إما في مدافن خاصة أو مع غيرها من النفايات الصلبة وذلك وفق اشتراطات معينة .
و في بعض البلدان كاليونان مثلاً تعتبر هذه الطريقة هي الوحيدة المطبقة للتخلص من هذا النوع من النفايات، وعموما يتجه الاتحاد الأوربي إلى الحد منها بوضع الاشتراطات التي تقيد من تطبيقها  ، حيث تعد مسألة اختيار المكان الملائم للدفن الصحي وتوفير اشتراطاته من أكبر التحديات التي تواجه محطات المدن الضخمة  .
يعتبر تلوث المياه الجوفية والمياه السطحية بملوثات تنقلها النفايات الصلبة لمحطات الصرف الصحي من أكبر المشاكل المحتملة المتعلقة بالدفن والتي تحصل بفعل عصارة أو رشيح المدفن الذي يتولد بشكل طبيعي من المحتوى المائي لهذه النفاية أو بوصول مياه الأمطار إلى داخل المدفن ومن ثم تدفقها منه نحو المصادر المائية محملة بالممرضات والمعادن الثقيلة الموجودة أو بالمركبات النيتروجينة وخلافه.
ولتلافي ذلك فإن العديد من الاشتراطات يفترض أن تراعى في المدافن من حيث نوعيه الأرض وقابليتها للتآكل والتعرض للتعرية، الوضع الطبوغرافي للأرض من حيث درجة الميول، قرب المدافن من مكامن المياه الجوفية وعمقها، نفاذية الأرض وبنيتها، التحكم في مجاري مياه الأمطار القريبة من المدفن أو المياه الراشحة المتولدة من المدافن، وغير ذلك من الاشتراطات التي لا يتسع المجال للتفصيل فيها  .
الباحث ( Entry et al.,2001) أجرى دراسة على تلوث المياه الجوفية بالقولونيات البرازية في النفايات الصلبة المدفونة وذلك في مدافن خاصة بالمخلفات الحيوانية، ووجد أن البكتيريا يحصل لها احتجاز جزئي ولكنها تستطيع الوصول للمياه الجوفية بمقادير تختلف حسب نوع الطبقات التي بين المدفن والمكمن المائي، فالطبقات البازلتية وجدها أكثر احتجازاً للبكتريا من الطبقات الرملية التي يتدفق عبرها الماء بسرعة أكبر من سابقتها، واعتبر الباحث أنه على اختلاف نسبة التلوث إلا أن الدفن عموماً ليس آمن على المياه الجوفية .
كما يراعى في المدفن أن يكون بعيداً عن التجمعات البشرية لاعتبارات تتعلق بالتلوث المحتمل بسبب الرياح والغبار والنواقل وغيرها.
والجدير بالذكر أنه علاوةً على مراعاة المشاكل المتعلقة بتلوث المياه الجوفية وغيرها أثناء تصميم وتنفيذ المدفن إلا أنه من المفترض أيضاً أن يراعى بُعدها عن مزارع الثروة الحيوانية والألبان، فقد وجد ( Cizek et al.,1994 ) في دراسة أجراها على بكتيريا السالمونيللا أن العديد من الطيور البرية يمكن أن تنشر هذه البكتيريا وتنقلها من مكان لآخر، وفي دراسة شبيهه أثبت الباحث ( Ferns et al.,2000 ) أن بكتيريا السالمونيللا المنقولة بمياه الصرف الصحي يمكن أن ينشرها طائر النورس الذي سبق أن تعرض غذائه لتلوث بمياه الصرف الصحي وذلك عن طريق برازه.
كما أن بكتيريا السالمونيللا المنقولة بمياه الصرف الصحي أو النفايات الصلبة لمحطة الصرف الصحي يمكن أن تتسب في تفجرات وبائية في مزارع الأبقار فقد رصد الباحثون (Clegg et al.,1983;Clegg et al.,1986) إصابات بالنـزف المعوي والإجهاض والموت أحياناً لأبقار أصيبت بالسالمونيللا المنقولة بالنفايات الصلبة لمحطات الصرف الصحي .
أما عن حرق النفايات الصلبة لمحطة الصرف الصحي فإنه مطبق في بعض البلدان بهدف التخلص منها وتقليص حجمها ويتم ذلك عند درجات حرارة عالية لا تقل عن 700ْم، ويلزم أن تُلحق المحرقة بوحدة لنـزع الروائح وحماية البيئة من الدخان والغازات الناجمة عن احتراق المواد العضوية .وخيار الحرق يفترض أن يكون الأخير من بين الخيارات المتاحة ويُقصر تطبيقه على النفايات شديدة التلوث التي يتعذر دفنها أو أعادة استخدامها بشكل آمن . ومن طرق التخلص أيضاً الرمي في قيعان المحيطات والتي تنتشر في بعض المدن الساحلية، ويسعى الاتحاد الأوربي للتوقف عن هذا الأجراء حمايةً للبيئة البحرية، هذا وقد حددت بريطانيا العام 1998م كآخر سنة يتم فيها الرمي في البحر .
هذا وقد نشر الباحثان (Hill et al.,1993) و (Takijawa et al.,1992) تقريرين عن المرمى البحري قبالة سواحل نيوجرسي الأمريكية واستطاعا رصد بكتيريا ) Clostridium perfringens ( في الرواسب الموجودة في قاع البحر كمؤشر على مثابرة بعض الممرضات البرازية في المدافن البحرية