[align=center]الأملاح[/align]
كل المياه على سطح الارض سواء كانت عذبه او مالحه تحتوي على نسبه من الاملاح ولكنها تتفاوت في تركيزها حيث تقل في المياه العذبه وتزداد في المالحه مؤثره في الخصائص الفيزيائيه لهذه المياه كالطعم وللون والرائحه. وعندما نقول ملوحه فأننا نقصد بها كمية الاملاح الذائبه في جسم مائي معين ويعبر عنها بألايونات الذائبه في هذه المياه
تعتبر المياه العذبة والتي هي محور حديثنا في هذا الموضوع في الكره ألا رضيه قليله جدا مقارنه بالمياه المالحه وبالتالي فلا بد من دراسه تأثير الاملاح عليها ويجدر الاشاره الى ان معظم هذه الاملاح لا تسبب امراض صحيه ولكن تكمن اهميه دراستها في ان زيادة ملوحتها تقلل من نسبه توفرها لأغراض الشرب .
[align=center]التركيز الطبيعي للاملاح Natural concentration of the salts[/align]
.
يتأثر التركيب الكيميائي للمياه القاريه (غير مياه البحر ) بعوامل مختلفة تحيط بمكان تجمعها وتؤثر معا في نوعيتها ولكن بنسبه مختلفة حسب هذه العوامل :
-التربة
- أنواع الصخور وتركيبها الكيميائي
- كمية الامطار الساقطه
- المناخ السائد
- درجه ذوبان الصخور التي تتواجد بالقرب منها هذه المياه
- درجه الحراره
- التضاريس
- الكائنات النباتيه والحيوانيه
- عامل الزمن .
الا ان اهم هذه العوامل هو كمية الامطار الساقطه والمناخ والتركيب الصخري اذ انه كلما زادت كميات الامطار الساقطه على منطقه معينه كلما قلت نسبه الاملاح الذائبه والعكس صحيح ؛ اذ انه كلما زاد التبخر من منطقه معينه كلما تزيد نسبة ملوحتها اذ يتبخر الماء وتبقى الاملاح . ويبقى ان نشير الى انه كلما كانت الظروف المناخيه متشابهه كلما كان نوع الصخر هو العامل المؤثر.
أما بالنسبة لأنواع الصخور وتركيبها الكيميائي فاذا كانت هناك صخور ناريه او متحوله قريبه من هذا الجسم المائي او ذاك فأن نسبه الملوحه سوف تكون اقل مما لو كانت هذه الصخور رسوبيه اذ ان مقاومه النوعين الاولى والثاني للذوبان اعلى من الاخيره حيث ان الصخور الرسوبيه تذوب بشكل اكبر في المياه ويعتمد وجود الايونات في المياه على نوع الصخر الرسوبي الموجود : فمثلا لو كان هناك صخر رسوبي جيري (تركيبه الكيميائي هو كربونات الكالسيوم ) قريب من مياه جوفيه مثلا فسنجد ان في هذه المياه نسبه كبيره من ايونات ( HCO3‾‾ , Co3‾ الكربونات وايونات البايكربونات) فيما لو كانت هناك رسوبيات طينيه فسنجد تواجد اكبر لأيونات Na+ و K+ . وكذلك الحال لو كانت متبخرات (صخور ملحيه ).
يزداد تركيز الأملاح في البحيرات بشكل اكبر من الانهار ويرجع السبب في ذلك الى ان البحيرات اجسام مغلقه وبالتالي ليس هناك حركه كما هو الحال في النهر الذي يتميز بحركه مياهه ولكن قد يكون التركيز اكبر في النهر في حال كانت ينابيعه التي يستمد منها مياهه تنبع من مصدر مالح .
اما بالنسبه للمياه الجوفيه تنتقل الاملاح ويزداد تركيزها بواسطه الامطاروالتي تسقط على الارض ومن ثم تترشح نحو باطن الارض ماره بصخور مختلفه فتذوب معها ايونات مختلفه فتحملها معها الى المياه الجوفيه ناهيك عن فيما لو كانت هذه المياه في الاصل واقعه في صخور تحتوي على ايونات ملحيه ؛ وبذلك يزيد تركيز الاملاح في المياه الجوفيه .
لوقمنا بتحليل عينه من المياه على سطح الارض لوجدنا ان هذه المياه تتكون من عددا من الايونات وهذه الايونات هي التي تشكل ما سميناه بالاملاح والتي تعطي للماء بناء على تركيزها ونسبة تواجدها فيه خصائصه الفيزيائيه لوجدنا انها تنقسم الى قسمين :
ايونات موجبه: Na, K, Ca , Mg الصوديوم -الكالسيوم -البوتاسيوم -المغنيسيوم
ايونات سالبه: Co3, Hco3, SO4, Cl, NO3. الكربونات -البايكربونات -الكبريتات -الكلور -النترات .
وجميع هذه الايونات ما عدا النترات عند زياده تركيزها في المياه لا تشكل خطرا على صحة الانسان ؛ اذ انه عندما يزيد تركيزها فأن خصائص الماء تتغير كالطعم او الرائحه وبالتالي فأن االانسان بطبعه لا يستسيغ شرب هذا الماء ولكن يبقى الخطر ان زيادتها تقلل من فرصه وجود الماء العذب الصالح للشرب . أما بالنسبه للنترات فإذا زاد تركيزها فأنها لا تغير في طعم الماء او رائحته وانما يبقى على حاله ومن ثم تتحول الى مركبات نتروجينيه مسببه تسمم للانسان عند شربه للماء مسببة احيانا الوفاة وهذا ما سنتناوله لاحقا .
وقبل ان نتعرف على نبذه موجزه عن كل من هذه الايونات ومصادره وماهو التركيز الذي عنده يرن جرس الخطر على الانسان فلا بد لنا ان نتساءل : كيف نتعرف على وجود هذه الايونات ؛ او ما هي الخصائص التي بواسطتها نتعرف على تركيز هذا الايون او ذاك ؟ الاجابه على هذا السؤال سوف تكون في السلسله القادمه .
الخلاصه .
- نقصد بكلمه ملوحه كميه الاملاح الذائبه في جسم مائي معين ؛ ونقصد بكلمه جسم مائي ؛ أي كتله مائيه كالمياه الجوفيه ؛ او الانهار او البحيرات او أي تجمع مائي .
-كل المياه تحتوي على تركيزات مختلفه وطبيعيه من االايونات الملحيه وهذه الايونات هي التي تتسبب في تغيير خصائص المياه الفيزيائيه عند زيادة تركيزها ما عدا النترات اذ ان زيادتها لا يؤثر على هذه الخصائص وبالتالي هي الاخطر على صحه الانسان .
- هناك عوامل عديده تلعب في زياده تركيز أي ايون في أي جسم مائي ؛ مثل المناخ وكميه الامطار الساقطه ونوع الصخر المجاور وتركيبه الكيميائي وعوامل اخرى متفرقه ومتشابكه .
- اهم الايونات الملحيه المختلفه والموجوده في المياه ايونات موجبه كالصوديوم والبوتاسيوم والكالسيوم والماغسيوم وايونات سالبه كالكربونات والبايكربونات والكبريتات والكلور والنترات. .