Advanced Search

المحرر موضوع: ناميبيا: رغم الجفاف أغنياء بيئيا  (زيارة 1090 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

يناير 03, 2004, 01:23:59 صباحاً
زيارة 1090 مرات

التواق للمعرفة

  • عضو خبير

  • *****

  • 2342
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
ناميبيا: رغم الجفاف أغنياء بيئيا
« في: يناير 03, 2004, 01:23:59 صباحاً »
رغم أنها الدولة الأكثر جفافا في جنوب أفريقيا فإن تنوعها البيئي مثير للغاية؛ فأنواع الكائنات المختلفة بها تكيفت مع الجفاف فأثمرت أنواعًا وفصائل عجيبة.. هكذا يؤكد فويب برنار منسق برنامج التنوع البيئي القومي في ناميبيا.

وتعد ناميبيا حالة خاصة جدًّا بسبب تنوع الأقاليم البيئية بها التي تتدرج من المستنقعات الاستوائية في منطقة كابرفي في الشمال الشرقي إلى حشائش السافانا الكثيفة والتلال الصخرية في الداخل حتى تصل لصحراء ناميب القاحلة المحاذية للساحل الغربي
 

شلالات بوبا في كابرفي ، ناميبيا

يدار برنامج التنوع البيئي عبر تنسيق الجهود بين إدارة شئون البيئة التابعة لوزارة البيئة والسياحة، وعدد محدود من الهيئات والأفراد. وبسبب تاريخها الطويل في البحث العلمي تحتل ناميبيا موضعًا متميزًا نسبيا لإدارة معلومات التنوع البيئى. إلا أن الكثير من تلك المعلومات غير متاح؛ فالقليل منها تم إدخاله لأجهزة الكمبيوتر، ونسبة صغيرة جدًّا هي ما تم تحليله ليستفيد منه صانعو القرار وواضعو السياسات.

لهذا أصبح من أولويات برنامج التنوع البيئي تدعيم المعلومات البيئية وإدخالها إلى الكمبيوتر حتى تصبح متاحة لأغراض الإدارة والتخطيط البيئي.

المتحف القومي الناميبي

المتحف القومي الناميبي هو أحد المشاركين في برنامج التنوع البيئي القومي والذي يقوم بمسح لموارد التنوع البيئي القومية. ويحوي المتحف مجموعات التاريخ الطبيعي التي تتكون من حوالي مليون إلى 1.5 مليون نوع مختلف معظمها من الحشرات.

ويعتبر برنامج مسح موارد التنوع البيئي القومية هو مشروع الألفية للمتحف، ويهدف إلى تقديم مثل مبتكر وغير مسبوق عن كيفية تنظيم معلومات التنوع البيئي الرئيسية بسرعة على الكمبيوتر من خلال مبادرات تعليمية تعتمد على المجتمع. وكان المتحف القومي من أول المتاحف الأفريقية التي لها موقع إلكتروني، وبذلك جعل مصادره الثقافية والتعليمية متاحة لشبكة الإنترنت العالمية الضخمة في عام 1997. وهو الآن المتحف الأفريقي الوحيد الذي له قاعدة معلومات بحثية إلكترونية.

وبرنامج المسح هو وسيلة فريدة ليدرب المجتمع ذاته من خلال خلق فرص للمدارس الناميبية للحصول على أجهزة كمبيوتر واتصالات بالإنترنت في مقابل خدمات مجتمعية في المتحف.

براندبرج.. الجبل المشتعل
من أكثر المواقع تميزًا من حيث تنوعها البيئي في ناميبيا التكوينات الحجرية الضخمة لـبراندبرج، والتي تأخذ شكل القبة وتتوسط كلا من منطقة ولفاسيبي ومتنزه الهيكل الساحلي في وسط صحراء ناميب. ترتفع هذه الهضبة الجرانيتية 1900 متر عن السهول الصحراوية المحيطة وتغطي مساحة 650 كم2، ويمكن رؤيتها عن بعد من مسافة تصل إلى 100 كم، وهي تضم أعلى القمم الجبلية في ناميبيا.

وتعرف براندبرج أيضا باسم دورس والذي يعني "الجبل المشتعل" نسبة إلى اللون البرتقالي الذي يشبه الحريق لأحجاره الجرانيتية. وبراندبرج مشهورة بالأشكال الفنية الرائعة المنحوتة على صخورها؛ وهو ما جعلها دائمًا محط اهتمام للبحوث الأثرية، وتدور حاليا المداولات حول براندبرج باعتباره أحد مواقع التراث الإنساني العالمية التي تحميها الأمم المتحدة بسبب غناه الثقافي، إلا أن بيئته الفريدة والأهمية العلمية للحياة النباتية والحيوانية به لا تزال لم تحصل على الاهتمام الكافي بعد.

هذه البيئات الطبيعية المتنوعة والجميلة ثروة قومية تدعم وجود البشر والحياة البرية، كما تمثل أيضًا عامل جذب سياحيا يعود بالدخل الوفير على المجتمع والبلاد بشكل عام.
ومنذ إقامة أولى محميات للحيوان في ناميبيا عام 1907 وتجميع أول مجموعة عرض متحفي للأنواع المختلفة أواسط القرن التاسع عشر، اتبعت ناميبيا برامج متطورة لحماية التنوع البيئي وفقًا لمايك جريفين من وزارة البيئة والسياحة وفيويب برنار كاتبي مقال "التنوع البيئي.. ماذا يعني؟"

مصطلح جديد.. لفكرة قديمة

والتنوع البيئي قد يكون مصطلحًا جديدًا، ولكنه فكرة قديمة، اعتمادنا بشكل كلي غالبًا يكون عليه في كل ما نقوم به؛ فالقرويون يعتمدون بشكل مباشر على التنوع البيئي في الزراعة والصيد والصناعة والمياه والتجارة. وتعدد الأنواع أمر ضروري لتحقيق الأمن الغذائي في البلاد، كما أن نمو بعض النباتات التي لها جينات تقاوم الجفاف والصقيع والأمراض تؤمن حياة طويلة في دولة تعاني الجفاف، حيث توصل العلماء أنه كلما زاد التنوع الجيني للفصائل كان لديها اختيارات وفرص للبقاء ومواجهة الأزمات.

وقد بدأ برنامج التنوع البيئي الناميبي بشكل قوي في سبتمبر عام 1994 ليقوم بتنسيق وتشجيع وتقويم النشاط القومي لحماية التنوع البيئي والاستخدام المرشد للموارد البيولوجية. ذلك عقب انعقاد قمة الأرض في ريو دي جانيرو بالبرازيل عام 1992، حيث تم توقيع معاهدة التنوع البيئي التي تتكون من 140 مادة، تؤكد معظمها بشكل أساسي على أن كل دولة من حقها استغلال مواردها الطبيعية على أن يكون هذا الاستغلال غير جائر، مع التأكيد على عدالة توزيع عوائد هذا الاستغلال على المجتمع، ويجب ألا تدمر أنشطة دولة ما بيئة دولة أخرى.

يدار برنامج التنوع البيئي عبر تنسيق الجهود بين إدارة شئون البيئة التابعة لوزارة البيئة والسياحة، وعدد محدود من الهيئات والأفراد. وبسبب تاريخها الطويل في البحث العلمي تحتل ناميبيا موضعًا متميزًا نسبيا لإدارة معلومات التنوع البيئى. إلا أن الكثير من تلك المعلومات غير متاح؛ فالقليل منها تم إدخاله لأجهزة الكمبيوتر، ونسبة صغيرة جدًّا هي ما تم تحليله ليستفيد منه صانعو القرار وواضعو السياسات.

لهذا أصبح من أولويات برنامج التنوع البيئي تدعيم المعلومات البيئية وإدخالها إلى الكمبيوتر حتى تصبح متاحة لأغراض الإدارة والتخطيط البيئي.



صحراء ناميبيا


المتحف القومي الناميبي

المتحف القومي الناميبي هو أحد المشاركين في برنامج التنوع البيئي القومي والذي يقوم بمسح لموارد التنوع البيئي القومية. ويحوي المتحف مجموعات التاريخ الطبيعي التي تتكون من حوالي مليون إلى 1.5 مليون نوع مختلف معظمها من الحشرات.

ويعتبر برنامج مسح موارد التنوع البيئي القومية هو مشروع الألفية للمتحف، ويهدف إلى تقديم مثل مبتكر وغير مسبوق عن كيفية تنظيم معلومات التنوع البيئي الرئيسية بسرعة على الكمبيوتر من خلال مبادرات تعليمية تعتمد على المجتمع. وكان المتحف القومي من أول المتاحف الأفريقية التي لها موقع إلكتروني، وبذلك جعل مصادره الثقافية والتعليمية متاحة لشبكة الإنترنت العالمية الضخمة في عام 1997. وهو الآن المتحف الأفريقي الوحيد الذي له قاعدة معلومات بحثية إلكترونية.

وبرنامج المسح هو وسيلة فريدة ليدرب المجتمع ذاته من خلال خلق فرص للمدارس الناميبية للحصول على أجهزة كمبيوتر واتصالات بالإنترنت في مقابل خدمات مجتمعية في المتحف.

براندبرج.. الجبل المشتعل

من أكثر المواقع تميزًا من حيث تنوعها البيئي في ناميبيا التكوينات الحجرية الضخمة لـبراندبرج، والتي تأخذ شكل القبة وتتوسط كلا من منطقة ولفاسيبي ومتنزه الهيكل الساحلي في وسط صحراء ناميب. ترتفع هذه الهضبة الجرانيتية 1900 متر عن السهول الصحراوية المحيطة وتغطي مساحة 650 كم2، ويمكن رؤيتها عن بعد من مسافة تصل إلى 100 كم، وهي تضم أعلى القمم الجبلية في ناميبيا.

وتعرف براندبرج أيضا باسم دورس والذي يعني "الجبل المشتعل" نسبة إلى اللون البرتقالي الذي يشبه الحريق لأحجاره الجرانيتية. وبراندبرج مشهورة بالأشكال الفنية الرائعة المنحوتة على صخورها؛ وهو ما جعلها دائمًا محط اهتمام للبحوث الأثرية، وتدور حاليا المداولات حول براندبرج باعتباره أحد مواقع التراث الإنساني العالمية التي تحميها الأمم المتحدة بسبب غناه الثقافي، إلا أن بيئته الفريدة والأهمية العلمية للحياة النباتية والحيوانية به لا تزال لم تحصل على الاهتمام الكافي بعد.


الجبل المشتعل بناميبيا

يرجع الفضل للحجم الضخم لصخور براندبرج الجرانيتية مقارنة بما حولها من صخور أقل في الحجم في خلق منطقة ضغط منخفض تجلب الهواء المحمل بالرطوبة إلى الصحراء. ونتيجة لذلك تستقبل المنطقة أمطارًا أكثر من الصحراء المحيطة ليظهر تنوع واضح للغطاء النباتي على المرتفعات.

وعادة ما تتجمع مياه الأمطار في برك صغيرة على السطح أو تتسرب بين طبقات الجرانيت الصلبة إلى الشقوق الصغيرة المختفية بين الصخور، لتكون ينابيع قد لا تتعدى حجم اليد يمكنها أن تحتفظ بالماء لعدة سنوات. هذه المياه توفر غطاء نباتيا كثيفا يجذب الطيور أو الحيوانات الأخرى لتعيش بالقرب منه.

أما قمة الجبل فتغطيها السحب في الصيف وعندما تمطر تستفيد المنحدرات الشمالية والشرقية للقمة بأقصى قدر.

أما السهول في صحراء ناميب والتي تحيط ببراندبرج تتلقى أمطارًا تصل فقط إلى 100مم سنويًّا على هيئة وابل من الأمطار المحدودة. والغطاء النباتي حول الجبل يعكس بشدة هذه الظروف حيث قد تمر سنوات عديدة قبل أن يسقط المطر في نفس المنطقة فالنباتات أساسًا موسمية متناثرة في المنطقة، إضافة إلى أنها سريعة الزوال على عكس الحياة النباتية في الجبل.

فبراندبرج العليا فريدة في جنوب أفريقيا من ناحية طبقة السافانا الكثيفة بالإضافة إلى تنوع غني من الأشجار والشجيرات التي لا توجد في سهول الحصى المحيطة. إلا أنه بسبب صعوبة الوصول والحجم الضخم لبراندبرج لم يتوفر بعد مسح شامل للحياة النباتية عليها. حتى إن واحات الجبل لا تستطيع الظباء أو الثدييات الكبرى حجمًا الوصول إليها بسبب المنحدرات الشاهقة بالمنطقة.

والمعلومات الحالية عن الموقع مقتصرة على ملاحظات من المنحدرات الأكثر انخفاضا. وسهول الحصى المحيطة، وكما هو متوقع تتكون من خليط من الأنواع التى توجد في الصحراء والأنواع الخاصة بتلك المنطقة. وبقية أنواع المنطقة غير معروفة على الإطلاق إلا من الملاحظات المتناثرة التي تم تجميعها بشكل ثانوي عن تلك الكائنات مثل برص براندبرج (Pachydactylus gaiasensis). وقد أجرى البيولوجيون الناميبيون مسحا شاملا للتنوع البيئي في البلاد على مدى العقدين الماضيين، إلا أنه نظرًا لحجم المنطقة (823 144 كم2 ) والعدد المحدود من الأشخاص المدربين والدراسات غير المتعمقة للبيئة لم يكتمل المسح بالشكل المناسب. حيث يتطلب الأمر زيارات متتالية ونصب شباك في مساحات محددة للدراسة حتى يمكن إيجاد قاعدة معلومات متكاملة.