كنت مع احد الأخوان في يوم من الايام
فقال لي بيت لا اتذكره الان وهو بمعنى أن الكفار لو صعدوا للقمر لأخبرنا القرآن بذلك ( البيت له أكثر من 50 سنة )
فقررت أن ابحث في كثير من كتب الاعجاز واتفكر في كثير من الايات وفي كتب التفاسير فخرجت بهذه المحصلة
نزل القرآن الكريم على رسولنا العظيم صلى الله عليه وسلم منذ أكثر من اربعة عشر قرناً ونجد فيه إشارات ومعجزات ظاهرات وأخبار لم يكن يعرفها من سبقنا بل ولم تخطر لهم على بال ومن هذه الإشارات الإشارة إلى صعود الإنسان للفضاء وسنستعرض بعضاً من هذه الآيات :-
أولاً - عندما ذكر الله سبحانه وتعالى عدم إعجاز السابقين لله تعالى - وهم من كانوا من نزول أبينا آدم عليه السلام وحتى البعثة المحمدية ونزول القرآن - خص إعجازهم بالأرض أما هذه الأمة - وهم من أتوا من نزول القرآن الكريم فما بعد حتى عصرنا الحاضر وإلى قيام الساعة - فانظر في هاتين الآيتين : قوله تعالى في سورة هود ( أُولَـئِكَ لَمْ يَكُونُواْ مُعْجِزِينَ فِي الأَرْضِ وَمَا كَانَ لَهُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء يُضَاعَفُ لَهُمُ الْعَذَابُ مَا كَانُواْ يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَمَا كَانُواْ يُبْصِرُونَ {20} ) . وقوله تعالى في سورة العنكبوت ( وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاء وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ {22}) , فأشار سبحانه وتعالى إلى السابقين بلفظة أُولَـئِكَ وقيد وجودهم في الأرض دون السماء وأشار إلى عموم المخاطبين الذين تشملهم دعوة النبي صلى الله عليه وسلم بلفظة أَنتُم وجعل محلهم في السماء بالإضافة لإلى محلهم الاعتباري , فنلاحظ زيادة لفظة ( وَلا فِي السَّمَاء) في الآية الثانية عن الأولى فهل هذا إشارة لارتياد هذه الأمة للفضاء الله اعلم !!
ثانياً - قال تعالى في سورة الأنعام ( فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ {125} ) دلت هذه الآية العظيمة على أمكانية صعود الأنسان إلى السماء والسماء تطلق على كل ماعلا وارتفع وفي هذا الزمان استطاع الإنسان أن يصعد إلى السماء سواء بالطائرات أو بالبالونات أو بالصواريخ الفضائية وكذلك صعد إلى أعلى بتسلق قمم الجبال الشاهقة والقرآن يستمد التشبيه من الكون ويربط الشعور بالحس وحيث أن حال المشبه هي من الأمور المعنوية التي تثبت في الذهن بتثبيتها بصورة محسوسة وحيث أن التشبيه لاتكمل أركانه ولايكون وجه الشبه في المشبه به أقوى منه في المشبه إلا بحمل النص على ظاهره من قصد التصعد في السماء على الحقيقة ومعلوم أن الفاظ القرآن الكريم في كل المشاهد تتميز بدقة اختيارها ومطابقتها للمعنى لذلك فالألفاظ في هذا المشهد أيضاً تجمع بين دقة الدلالة ووضوح العبارة خاصة وأنه لاتوجد قرينة في النص تصرف دلالة اللفظ عن معناه الظاهر لذلك يثبت أن في الآية الكريمة دلالة واضحة على إمكانية صعود الأنسان إلى أجواء الفضاء وتعتبر هذه الإشارة إخباراً عن حقيقة وقعت ونبوءة تحققت في هذا الزمان < من مجلة الإعجاز العلمي بتصرف العدد العاشر لعام1422هـ >
ثالثاً - قال تعالى في سورة يوسف (( وَكَأَيِّن مِّن آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ {105} )) والآيات في الأرض يكون المرور عليها بالسير على الأقدام أو ركوب الدواب ولكن كيف يكون المرور على الآيات في السماء ؟ فهل يكون ذلك إشارة إلى سفن الفضاء والمركبات الفضائية الله اعلم !!
رابعاً - قال تعالى في سورة الرحمن : (يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ {33} ) ففي هذه الآية إشارة واضحة إلى تلمس الخروج من أقطار الأرض بحثاً عن أكوان الله ورأى بعض العلماء أن في هذه الآية إعجاز للبشر بعدم القدرة على النفاذ من أقطار السماوات و الأرض .
خامساً - قال تعالى في سورة الحجر : (وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَاباً مِّنَ السَّمَاءِ فَظَلُّواْ فِيهِ يَعْرُجُونَ {14} لَقَالُواْ إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَّسْحُورُونَ {15} ) في هذه الآية الكريمة نص صريح على الآثار والتأثيرات التي يتعرض لها رواد الفضاء وغزاة الفضاء ففيه دلالات على أن في السماء أبواب وأن الصعود للفضاء لابد أن يكون بشكل متعرج وليس مستقيم وكذلك دلت على ظلمة الفضاء .
سادساً - قال تعالى في سورة الانشقاق : ( فَلَا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ {16} وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ {17} وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ {18} لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَن طَبَقٍ {19} فَمَا لَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ {20} وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لَا يَسْجُدُونَ {21} ) ذكر بعض المفسرين أن في هذا دلالة على صعود الإنسان للفضاء . وأن المقصود بالطبق هو سفن ومركبات الفضاء ، أو ما يستخدمه البشر من أدوات من أجل الصعود وفي الآية دلالة على أن ذلك لم يحدث في زمن نزول الآية وإنما يكون في المستقبل _ والعلم عند الله .
