مساك الله بالخير أخي "التوحيدي"
جعلك الله للتوحيد سيفا ً بتارا ً..
سيدي الفاضل...
أتفق معك في النقطة الأولى التي فحواها أن كلمة "ابي حيان" الموجزة نستطيع إسقاطها في العصر الحديث على ما يسمى بالانفجار العظيم.
أما تعريفه للسماء..
اقتباس |
فقد سأل في نفس المقابسة ماالسماء أجاب " هي جوهر مستدير مركب متحرك حركة شوق دائمة" |
فحسب معلوماتي وإن أسعفتني الذاكرة، فإن القول بأن السماء مستديرة هو رأي أرسطو واتباعه. وأتذكر ما ورد في كتاب "عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات" لأبي زكريا القزويني. قال في بداية حديثه عن "العالم"، أو ما نسميه "الكون"، أنه كروي مبررا ً ذلك بأنه رأي الحكماء، الذين هم الفلاسفة من أتباع أرسطو. ونجد في فهرس كتب فيلسوف العرب ابو يوسف الكندي رسائل تدل عنواينها على أنها محاولات لإثبات كروية "العالم" أو "الكون".
ونجد أيضا ً في كتاب "الفرق بين الفرق" للمتكلم الأشعري عبد القادر البغدادي تقريرا ً لعقيدة أهل السنة والجماعة، حسب المذهب الأشعري، فيقول أنهم أجمعوا على أن السموات خلقهن الله تعالى سبعا ً طباقا ً وأنها ليست كرات بعضها داخل بعض كما يقول الفلاسفة والمنجمين.
إذا َ، نستنتج من ذلك أن القول باستدارة السماء أو العالم أو الكون هو رأي أجمع عليه فلاسفة الإسلام من أتباع أرسطو.
أما قوله "حركة شوق دائمة"، فهو ايضا ً نابع عن تصور أرسطي للكون. إذ أن ارسطو يرى أن القوانين التي تتحكم بالسماء تختلف عن القوانين التي تتحكم بالأرض وما عليها. ففي الأرض هناك عناصر أربعة، الماء والهواء والنار والتراب. وكل عنصرين يتأثر بقوة واحدة، فالجاذبية تؤثر على الماء والتراب وتجعلهما بطبعهما يتجهان إلى الأسفل بينما النار والهواء تؤثر عليهما قوة تجعلمها يرتفعان باستمرار. أما السماء فتتكون أجرامها من عنصر الأثير الذي لا يتغير أبدا ً ولا يفسد وهي في حركة دائمة وهدفها من هذه الحركة هو التشبه بمحرك الكون أي الله عز وجل. ما سبق هو ما قصده "أبو حيان" بقوله "حركة شوق دائمة".