Advanced Search

المحرر موضوع: كيف تتصرف اذا اخطأ رئيسك ؟  (زيارة 755 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

فبراير 16, 2004, 01:39:07 مساءاً
زيارة 755 مرات

بشارة

  • عضو مشارك

  • ***

  • 397
    مشاركة

  • مشرف العلوم الإدارية

    • مشاهدة الملف الشخصي
كيف تتصرف اذا اخطأ رئيسك ؟
« في: فبراير 16, 2004, 01:39:07 مساءاً »
كيف تتصرف إذا أخطأ رئيسك؟

هب أنك كنت في اجتماع مع عميل مرتقب يتوقف نجاح شركتك في المستقبل على موافقته على الشراء، وفي غمرة سعيكما أنت ومدير الشركة في إقناع العميل بالشراء إذا بك  تكتشف أن المدير قد أخطأ في حديثه عن شئ ما، وكان ذلك الخطأ كبيراً بشكل يهدد بفشل الصفقة المرتقبة. فماذا تفعل في مثل هذا الوضع؟
 إن التعامل مع أخطاء رئيسك في العمل لهو أصعب ما يمكن أن تواجه من مواقف في حياتك العملية، فهو مأزق مشحون بالعاطفة ومثقل بالأنا، وأنت في النهاية تتعامل مع الشخص الذي بيده سلطة تحديد حجم راتبك وتحديد إن كنت ستحصل على ترقية أم لا.  ولهذا ينبغي أن تحرص على التعامل مع أخطائه بحنكة لتكسب امتنانه وتقديره لقيامك بإنقاذ موقفه.  أما إذا تعاملت مع أخطائه بطريقة غير سليمة فمن شأن ذلك أن يكلفك ثمنا غاليا، بل ربما يتسبب في فقدك لوظيفتك.
ما العمل إذن؟  يحكي نبيل، الذي يشغل منصب كبير خبراء التقنية بالشركة التي يعمل بها، عما حدث له بعد أن اكتشف أن رئيسه قد ارتكب خطأً في حادثة مماثلة للحادثة المذكورة أعلاه، قائلاً: أنه لم يكن أمامه سوى خيار واحد وهو محاولة العثور على طريقة جريئة للانقضاض على النقطة التي أخطأ فيها المدير.  ولقد كان عامل الزمن مهماً بالنسبة لنبيل، كما ساعده كثيرا كون الخطأ يتعلق بالتقنية التي قام هو شخصياً بتطويرها.  ويحكي نبيل أنه سارع إلى التدخل في الحديث بطريقة مهذبة ليعيد صياغة الجملة المغلوطة التي صدرت عن مدير الشركة مستعيراً بعض اللغة التي استخدمها المدير في عبارته المغلوطة مما جعل الفكرة تبدو صحيحة من الناحية الفنية.  ولقد حفظ ذلك الأسلوب ماء وجه المدير، وأوضح للعميل بجلاء فوائد التقنية الجديدة .ومهما كانت صعوبة الموقف فإنه يتعين عليك أخذ الحذر وعمل سلسلة من التقديرات عندما يقع رئيسك في خطأ ما.  ويلزمك أيضاً تقييم طبيعة الخطأ إن كان فادحاً ويتطلب علاجاً فورياً، أم أنه عادي ولكنه يضايقك أنت شخصياً؟  بالإضافة إلى ذلك،اسأل نفسك هل أنت مستعد للتفاني والتضحية في سبيل وجهة نظرك إذا اختلفت مع رئيسك حول تصرف ما؟  وهل يستحق ذلك الخطأ أن تضحي في سبيله بوقتك وسمعتك وربما وظيفتك؟  كما يجب أن تقيّم وضعك على السلم القيادي للشركة، فهل تمتلك خبرة خاصة تجعل مداخلتك ذات قيمة مثلما كان الحال مع نبيل؟  وهل عُرِف عنك التزامك بروح الفريق داخل الشركة؟  وهل بإمكانك التحدث إلى رئيسك بصراحة وبحرية؟
ويتعين عليك بعد ذلك تحديد إن كان ذلك الخطأ بحاجة إلى التصحيح أمام الآخرين مثلما تحتم ذلك على نبيل، أم هو خطأ يحسن التحدث بشأنه في وضع انفرادي مع المدير.  وتذكّر دائما أن القدرة على الاعتراف بالأخطاء والاعتذار عنها شيمة يتحلى بها القليل من الناس، لذا يتعين عليك أن تقرر ما إذا كان التنبيه على خطأ رئيسك أمام الآخرين سيضعه في موقف حرج لا يحسد عليه، وهل سيكون تصرفاً سليماً أم أنه أمر لا مفرّ منه؟
ومن الأساليب الفعّالة في هذا الصدد هو أن تتحدّث مع رئيسك على انفراد لتناقش معه الآثار السلبية التي قد تترتب من جرّاء قراره. ولا تحكم بالصحة أو بالخطأ على تصرف المدير بل اقتصر على طرح أساليب بديلة للتعامل مع القضية المعنية، لأن مثل هذا النهج يتيح لك فرصة الظهور في مظهر المعين لرئيسك وبطريقة تخلو من التهديد.
وإياك أن تتحدث عن خطأ مديرك مع زملائك من الموظفين، فأنت لو فعلت ذلك فقد تفتح باب الشائعات في الشركة وتؤذي شخص المدير بانتقاد قراراته.  وما من شك في أن مثل هذا النوع من الحديث سينتشر في  الشركة إلى أن يبلغ المدير فيضر بسمعتك وتقدّمك في الشركة.
وأخيرا، أستفتِ قلبك وشاور حدْسك، فإذا كان المدير مصاباً بتضخم الأنا وجنون العظمة فمن غير المفيد تصويبه علانية، بل ربما يصعب عليك أن تشير إلى ما يرتكب من أخطاء حتى في أوقات خلوتك به، وإن أفضل وسيلة تقوم بها في هذه الحالة هي أن تنتقل للعمل مع مدير آخر لديه استعداد للإقرار بالخطأ ومواصلة السير.