إن الأرض التي يعيش عليها الإنسان منذ بدء الخليقة، واعتقد أنه لا نهاية لها، ليست في حقيقة الأمر إلا كوكباً سياراً صغيراً من تسعة كواكب تدور حول الشمس .
وقد عُرف وجود الكواكب السيارة منذ آلاف السنين، خمسة منها عرفها المصريون والبابليون منذ نحو 5000 سنة. وقد اعتقد الفلكيون القدماء أن هذه الكواكب الخمسة هي " نجوم تائهة "، فأعطوها أسماء آلهتهم الأسطورية، وأسماء هذه الكواكب باللاتينية كما يلي:
- عطارد Mercury : رسول الآلهة المجنح .
- الزهرة Venus : إلهة الحب .
- المريخ Mars : إله الحرب .
- المشتريJupiter : ملك الآلهة .
- زحلSaturn : والد المشتري .
وبالطبع نحن نعلم اليوم أن هذه كواكب وليست نجوماً، فهي أجسام صلبة غير مضيئة ذاتياً (أي لا يصدر عنها ضوء)، ولكنها تلمع بنور الشمس الذي ينعكس عنها .
في معبد أبو سمبل الذي شيده رمسيس الثاني تظهر معرفة القدماء المصريين بالفلك، فقد شُيد بحيث يسقط شعاع الشمس على حجرة الملك في قدس الأقداس مرتين في العام، إحداهما يوم 22 فبراير وهو يوم ميلاد الفرعون، والثانية يوم 22 أكتوبر وهو يوم جلوسه على عرش مصر.
ويعتبر أرسطو طاليس من أوائل من درسوا الفلك من علماء الإغريق، وإليه يُنسب التنبؤ بكسوف الشمس الذي حدث عام 585 ق . م .
وفي نظام بطليموس الفلكي أن الأجرام السماوية تتحرك كلها ماعدا الأرض، إذ أن الشمس والقمر والكواكب تدور حول الأرض، وأن الأرض هي مركز الكون.
اهتم العرب بالنظام الكوني منذ الجاهلية حيث كانوا بالنجم يهتدون في صحراواتهم الشاسعة، فقسموا الدائرة السماوية إلى 28 قسماً أطلقوا عليها اسم "منازل القمر"، إذ يحل القمر في كل قسم منها يوماً كاملاً. ] وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ [ (النحل 16)
عندما ظهر الإسلام اهتم الخلفاء بعلم الفلك، وفي عهد الخليفة أبي جعفر المنصور تُرجم أول مرجع في علم الفلك من الهندية إلى العربية.
في عهد الخليفة المأمون أُنشأت أول أكاديمية علمية أُطلق عليها اسم "بيت الحكمة" مزودة بمكتبة ضخمة ومرصد فلكي.
من علماء العرب في الفلك كثيرين أمثال البيروني صاحب كتاب"القانون المسعودي"، وعبد الرحمن بن يونس المصري الذي رصد كسوف الشمس وخسوف القمر عام 978 م.