Advanced Search

المحرر موضوع: السياسة الأمريكية الظالمة..  (زيارة 650 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

فبراير 22, 2004, 10:13:59 صباحاً
زيارة 650 مرات

الظهراني1401

  • عضو مبتدى

  • *

  • 93
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
السياسة الأمريكية الظالمة..
« في: فبراير 22, 2004, 10:13:59 صباحاً »
بسم الله الرحمن الرحيم..

هذا مقال للكاتب مازن عبدالرزاق بليلة يتحدث فيه عن سياسة أمريكا الظالمة ضد تقدم دول العالم الإسلامي علميا ً وتقنيا ً على ضوء ما حدث لأبو القنلبة النويية الباكستانية عبد القدير خان..

رابط المقال http://www.alwatan.com.sa/daily/2004-02-21/writers/writers11.htm

المقال..

-----------------------------------------------------------

سوقنا النووية سوداء وسوقهم النووية بيضاء


مازن عبدالرزاق بليلة *

لأن تحارب الولايات المتحدة العلوم الشرعية باسم مكافحة الإرهاب، وأن تدمج المقاومة مع الإرهاب، وأن تضطهد الجمعيات الخيرية لتجفيف الإرهاب، وأن تراقب الحسابات، وتقتحم الخصوصيات الشخصية، للانتقام من أحداث 11/9، أمر تجرعته الأمم بعلقم، ورضخت له عنوة، لكن أن تبدأ اليوم محاربة العلوم الحديثة، وعلوم التقدم العلمي النووي، القادمة من الغرب، والتي نحارب ونذل بقوتها، باسم مكافحة الإرهاب أيضاً، فهذا دليل على ثلاثة أمور: أولاً، أن مظلة مكافحة الإرهاب فضفاضة، ولن تقف عند حد معين. وثانياً أن الدول الكبرى لا تريد للدول الصغيرة، أو النامية أن تقوم لها قائمة، وأن تظل مشلولة من استقلاليتها في التعليم،و القرار، والتسلح المشروع. وثالثاً أن تستمر الفوضى والخلافات بين الحكومات وشعوبها إلى أن يسقط أحدهما الآخر، على المبدأ الاستعماري البائد فرق تسد.

هذه إسقاطات الحملة الشرسة التي شنها الرئيس بوش في خطابه الأخير مباشرة على العالم النووي المسلم عبد القدير خان، الذي يعد في وطنه بطلاً قومياً، ووضعه بهذا الهجوم في نفس القارب مع صدام حسين وأسامة بن لادن وفيدل كاسترو، وقبل أن نناقش مضمون خطاب بوش، هناك حقيقة آمل أنها لم تخف على الرئيس أو معدي خطاباته النارية، فأول قنبلة نووية، وآخر قنبلة نووية استخدمها الإنسان ضد الإنسان، حتى الآن، فعلياً على أرض الواقع، كانت أمريكية التقنية والصنع والاستخدام، وأصابت الشعب الياباني البريء عام 1945، فقتلت في هيروشيما مائة ألف، وفي نجازاكي سبعين ألفاً، بمن فيهم المواطن والطفل والمرأة، والعجزة، وظلت آثارها القاتلة لأجيال متلاحقة تصب الأمراض والعاهات الخلقية في الشعب الياباني المسكين، وسكتت من هول بطشها مدافع الحرب العالمية الثانية... من دماء وأشلاء، أفقدت الإنسانية القدرة على التعبير، وذهلت من مستوى العنف والوحشية في الإنسان، الذي يستخدم في الحرب آلة تدمير شامل نووية، تسبب الموت الجماعي للأمم، وتبقي أمراض السرطان والعاهات لأجيال مستمرة، وتدمر الحرث والنسل، وتقضي على الحياة والمدنية والحضارة لعشرات السنين، بدون مبالاة وبدون أدنى شعور بالمسؤولية.

صاحبة هذا السجل المزري والأسود في تاريخ الإنسانية، أنبرت اليوم لتحارب أسلحة الدمار الشامل التي هي كانت للأسف أول وآخر من أساء استخدامها في البشرية، وبعد ورطة العراق، بدأ الرئيس بوش يصف علم الذرة في الدول الإسلامية بالسوق السوداء النووية، وأشاد بالاستخبارات الأمريكية التي فشلت في كشف أسلحة الدمار الشامل في العراق، واكتشفت عوضاً عنها شبكة عبد القدير خان للغسيل النووي، إنه أمر مثير للحيرة، ويثير كثيراً من الشكوك حول مزاعم الديمقراطية الأمريكية، غير المنصفة، وغير المنطقية في سياستها الخارجية، عندما تصور نوويتهم الباطشة، بالتنوير والرشد، والنووية الإسلامية بأنها سوق سوداء، وتصور علماء هذه السوق، على أنهم مجرمون عليهم طلب العفو والسماح من الرؤساء، هذا التناقض أمر يجعل المجتمعات الإنسانية تنحدر نحو العنف والاضطراب، والتشويش الفكري، فهي أمم مطلوب منها أن تكون مسلوبة الهوية، بدون مناهج، وبدون قرار، وبدون علماء، وعلماء الشريعة مهمتهم تفريخ الإرهاب، ومهمة عالمهم النووي الوحيد البروفيسور عبد القدير خان، إدارة شبكة السوق السوداء النووية.

لقد درس عبدالقدير خان هذا العلم، في شركة أورينو الهولندية، ولماذا لم تجرم أورينو أو هولندا التي نقلت هذه التقنية لعالم مسلم، ومعاهدة الحد من التسلح النووي التي دخلت التنفيذ عام 1970، منعت الدول الموقعة عليها ألا تصبح نووية، فهل يعني هذا أن علم الذرة العسكري سيبقى محتكراً على الدول الكبرى، ويخصص للأغراض السلمية في الدول الصغرى؟ وكيف نغتال إنجازات أب القنبلة الإسلامية النووية الوحيدة، وننسى عشرات بل مئات من العلماء، ودور البحث، والمليارات التي أنفقت في البنتاجون على تطوير أسلحة للدمار الشامل، هي أكبر بكثير وأضعاف، قوة القنابل النووية، واستخدمت بشراسة في حروبها الأخيرة بأسماء ومسميات لم نعهدها من قبل، منها طائرة القلعة، وطائرة الشبح، وأم القنابل؟

لماذا نبحث عن أدلة أو اعتراف على تورط الباكستان في السوق السوداء النووية؟ ومنذ متى كان تبادل المعلومات أو بيعها سراً سوقاً سوداء؟ إن السوق السوداء تبدأ من انتهاك المعاهدات المطبقة بالتساوي على الجميع، وليست تلك المفروضة من القوي على الضعيف، وليست التي تكيل بمكيالين، وتبادل المصالح بين دول إسلامية من المفترض أن يربط بينها تحالف سياسي أو عسكري أمر يخدم مصالحها واستقرارها، ثم ماذا عن المفاعلات النووية العراقية التي جاءت من فرنسا، ودكتها إسرائيل بسلاحها الجوي؟ ماذا عن روسيا ونقلها للمفاعلات النووية إلى إيران؟ وماذا عن الحليفة الكبرى إسرائيل التي تمتلك ترسانة نووية سرية، واسعة؟ لماذا لم يجرمها الرئيس بوش؟ وترفض كما هو معروف، حتى هذه الساعة التوقيع على اتفاقيات الحد من انتشار التسلح النووي، وترفض زيارة فريق الوكالة الدولية للطاقة النووية، فمن أين جاءت إسرائيل بهذه التقنية؟ إنها جاءت بدون شك عبر حليفها الاستراتيجي القديم الولايات المتحدة، فكيف تصبح سوقنا النووية سوداء، وتظل سوقهم النووية بيضاء، مع أن الاثنتين بهذا التسريب مخالفتان لاتفاقية الحد من التسلح النووي، وضد أنظمة وكالة الطاقة الدولية؟

إن تطوير القنبلة النووية الباكستانية استغرق 25 عاماً، وتبادل المعلومات خلال هذه الفترة أمر متاح لكل دولة حسب الاتفاقيات الموقع عليها في حينه، وحسب سياسة الحزب الحاكم في تلك الفترة، ولا تسمح الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتخصيب اليورانيوم، في الدول التي لا تمتلك السلاح النووي، وكيف تصبح الدول تمتلك السلاح النووي بدون تخصيب؟ إنها معادلة يصعب فهمها، لكنها لا تفهم إلا على أساس واحد: رغبة القوي في البقاء قوياً، ورغبة القوي في إذلال غيره من الدول الصغيرة للبقاء صغيراً، وهو تحد يوضح لنا وللعالم كم كان عمل عبد القدير خان مهيناً ومذلاً للقوى الكبرى التي حاولت منع هذه المفاجأة، ومهما حاول بوش أن يصوره لنا بصعوبة أنه جريمة، فلن يفلح بدون محاسبة مماثلة لإسرائيل والهند وكوريا الشمالية، وكما هو من حق الأمم القوية أن تظل قوية، وكبرى، كذلك من حق الأمم الصغرى أن تكبر وتصبح قوية لتدافع عن حقوقها ومواطنيها وأرضها، وعلينا أن نتخيل لو أن الهند كانت نووية، وباكستان لم تكن كذلك فالكلمة للأقوى.

-----------------------------------------------------------

اهـ



استثمار الإنسان هو الحل

إن التاريخ لا يقدم الضمانات،إنما هو رهن إرادة الشعوب
محمد جابر الأنصاري

مايو 14, 2004, 05:12:31 مساءاً
رد #1

ابو سلمان

  • Administrator

  • *****

  • 2691
    مشاركة

  • مشرف إداري

    • مشاهدة الملف الشخصي
    • http://olom.info
السياسة الأمريكية الظالمة..
« رد #1 في: مايو 14, 2004, 05:12:31 مساءاً »
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ألف شكر لك أخي الظهراني على هذا المقال

أخوك / ابو سلمان