Advanced Search

المحرر موضوع: كروية الأرض في التراث الإسلامي  (زيارة 486 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

مارس 23, 2004, 06:24:50 مساءاً
زيارة 486 مرات

سلامه الرفاعي

  • عضو متقدم

  • ****

  • 517
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
    • http://www.alfda.net/
كروية الأرض في التراث الإسلامي
« في: مارس 23, 2004, 06:24:50 مساءاً »
هل الأرض كروية الشكل؟

من روائع الدلالات العلمية في كلام السلف رحمهم الله

لشيح الإسلام أبي العباس أحمد بن عبد السلام ابن تيمية رحمه الله(661-728) ورفع منزلته

سئل رحمه الله عن رجلين تنازعا في(كيفية السماء والأرض) هل هما(جسمان كرويان) ؟ فقال أحدهما كرويان، وأنكر الآخر هذه المقالة، وقال ليس لها اصل وردها، فما الصواب ؟؟

فأجاب رحمه الله:السماوات مستديرة عند علماء المسلمين، وقد حكى إجماع المسلمين على ذلك غير واحد من العلماء أئمة الإسلام: مثل أبي الحسين أحمد بن جعفر المنادي، أحد الأعيان الكبار، من الطبقة الثانية من أصحاب الإمام أحمد وله نحو أربعمائة مصنف ، وحكى الإجماع على ذلك الإمام أبو محمد بن حزم،وأبو الفرج بن الجوزي . وروى العلماء ذلك بالأسانيد المعروفة عن الصحابة والتابعين، وذكروا دليل ذلك من كتاب الله وسنة رسوله r ، وبسطوا القول في ذلك بالدلائل السمعية.

وان كان قد أقيم على ذلك أيضا دلائل حسابية.

ولا أعلم في علماء المسلمين المعروفين من أنكر ذلك، إلا فرقة يسيرة من أهل الجدل لما ناظروا المنجمين فأفسدوا عليهم فاسد مذهبهم في الأحوال و التأثير، خلطوا الكلام معهم بالمناظرة في الحساب، وقالوا على سبيل التجويز: يجوز أن تكون مربعة أو مسدسة أو غير ذلك؛ ولم ينفوا أن تكون مستديرة لكن جوزوا ضد ذلك. وما علمت من قال إنها غير مستديرة-وجزم بذلك- إلا من لا يؤبه له من الجهال.

الأدلة السمعية

ومن الأدلة على ذلك:

         1- قولة تعالى :{وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر كل في فلك يسبحون}(الأنبياء :33)

         2- وقال تعالى :{ ... لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون}(يس :40).

قال ابن عباس وغيره من السلف: في فلكة مثل فلكة المغزل. وهذا صريح بالاستدارة والدوران، وأصل ذلك: أن (الفلك) في اللغة هي الشيء المستدير، يقال تفلك ثدي الجارية إذا استدار، ويقال لفلكة المغزل المستدير فلكة، لاستدارتها.

وقال بعد ذلك :

فقد اتفق أهل التفسير واللغة على أن (الفلك) هو المستدير.

والمعرفة لمعاني كتاب الله إنما تأخذ من هذين الطريقين: من أهل التفسير الموثوق بهم من السلف، ومن اللغة التي نزل القرآن بها، وهي لغة العرب.

         3- وقال تعالي:{ ... يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل ... }(الزمر :5)

قالوا: و (التكوير) التدوير، يقال كورت العمامة، وكورتها: إذا دورتها، ويقال: للمستدير كارة،وأصله(كَوَرَة) تحركت الواو وانفتح ما قبلها فقلبت ألفا.

ويقال أيضا: (كرة) واصله كَوَرَة، وإنما حذفت عين الكلمة كما قيل في ثبة وقلة.

والليل والنهار وسائر أحوال الزمان تابعة للحركة؛فإن الزمان مقدار الحركة؛ والحركة قائمة بالجسم المتحرك، فإذا كان الزمان التابع للحركة التابعة للجسم موصوفا بالاستدارة كان الجسم أولى بالاستدارة.

         4- وقال تعالى :{ ... ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت ..}( الملك:3) وليس في السماء إلا أجسام ما هو متشابه –فأما التثليث، والتربيع، والتخميس، والتسديس، وغير ذلك :ففيها تفاوت واختلاف، بالزوايا والأضلاع- لا خلاف فيها، ولا تفاوت؛إذ الاستدارة التي هي الجوانب .

         5- وفي الحديث المشهور في سنن أبي داود(سنن أبي داود 5/94  حديث 4726) وغيره ، عن جبير بن مطعم، أن أعرابيا جاء إلى النبيr فقال: يا رسول الله جهدت الأنفس، وهلك المال، وجاع العيال، فاستسق لنا؛فإنا نستشفع بالله عليك، ونستشفع بك على الله ؛ فسبح رسول الله حتى عرف ذلك في وجوه أصحابه، وقال : (ويحكّ إن الله لا يستشفع به على أحد من خلقه، شأن الله أعظم من ذلك،إن عرشه على سماواته هكذا) وقال بيده مثل القبة.

فأخبر النبي أن عرش الله على السموات مثل القبة، وهذا إشارة إلى العلو والإدارة.

         6- وفي الصحيحين(فتح الباري 13/404 حديث 7423 . ولم نعثر عليه في صحيح مسلم)عن النبي r  قال: (إذا سألتم الله الجنة فاسألوه الفردوس فإنه أعلى الجنة،وأوسط الجنة وسقفه عرش الرحمن) والأوسط لا يكون أوسط إلا في المستدير وقد قال إلياس بن معاوية: السماء على الأرض مثل القبة، والآثار في ذلك لا تحتملها الفتوى؛ وإنما كتبت ذلك على عجل.

الأدلة الحسية والعقلية

والحس من العقل يدل على ذلك، فإنه مع تأمل دوران الكواكب القريبة من القطب في مدار ضيق حول القطب الشمالي،ثم دوران الكواكب المتوسطة في السماء في مدار واسع،وكيف يكون في أول الليل، وفي آخره؟ يعلم ذلك.

وكذلك من رأى حال الشمس وقت طلوعها، واستوائها وغروبها، في الأوقات الثلاثة علي بعد واحد وفي شكل واحد، ممن يكون على ظهر الأرض علم أنها تجري في فلك مستدير، وأنه لو كان مربعا لكان وقت الاستواء أقرب إلى من تحاذيه منها وقت الطلوع والغروب، ودلائل هذا متعددة.

وأما من ادعى ما يخالف الكتاب والسنة فهو مبطل في ذلك، وان زعم أن معه دليلا حسابيا، وهذا كثير فيمن ينظر في (الفلك وأحواله) … والله أعلم.
المصدر :
http://www.alfda.com/1/t.htm

الموقع الإسلامي العربي الأول على شبكة المعلومات العالمية