Advanced Search

المحرر موضوع: سوائل الحفر والتلوث البيئي  (زيارة 1162 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

مارس 27, 2004, 12:32:02 صباحاً
زيارة 1162 مرات

التواق للمعرفة

  • عضو خبير

  • *****

  • 2342
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
سوائل الحفر والتلوث البيئي
« في: مارس 27, 2004, 12:32:02 صباحاً »
تعتبر سوائل الحفر العمود الفقري لعمليات  الحفر إذ لا يتم حفر أي بئر للنفط إلا باستعمال سائل خاص يسمى بسائل الحفر، ويتم ضخ هذ السائل من السطح عبر أنابيب الحفر حيث يتم خروج سائل الحفر من فتحات خاصة بفأس الحفر ويتم تدفق السائل إلى السطح في دورة تامة خلال المسافة بين أنابيب الحفر والطبقات المحصورة، عند وصول سائل الحفر إلى السطح يمر بعملية تنظيف من الفتات الصخري الذي يحمله السائل عبر غرابيل التنظيف وأجهزة الطرد المركزي، ويتم ضخ السائل مرة أخرى إلى البئر في دورة متواصلة أثناء عملية الحفر. يتم تصميم سائل الحفر ونوعه من خلال معرفة الطبقات التي سوف يتم حفرها بحيث يتناسب نوع السائل المستعمل ومكوناته في إنجاز عملية حفر الطبقات دون حدوث أية مشاكل قد تعرقل عملية الحفر.


أنواع سوائل الحفر:
تنقسم سوائل الحفر أساساً إلى قسمين أساسيين:
1- سائل الحفر المائي:
وهو الذي يكون أساسه الماء ويضاف إليه مواد أخرى كالطين والبارايت والمواد العضوية في صورة بلمر والأملاح وغيرها من المواد الأخرى لبناء المواصفات الطبيعية والكيميائية للسائل لتناسب حفر الطبقات المراد اختراقها.
 
2- سائل الحفر الزيـتـي:  
هو الذي يكون أساسه زيت (الديزل) وتضاف إليه مواد أخرى أيضاً لها قدرة الذوبان والتعامل مع الديزل لخلق مواصفات معينة تتناسب مع عمليات الحفر.

سوائل الحفر والتلوث:
يعتبر سائل الحفر المائي من السوائل التي لا تشكل أي خطر بيئي يذكر ويتم رمي مخلفاتها مباشرة دون الدخول في برنامج لتنظيف أونقل الفتات الصخري ويتم هذا الإجراء في الحفر البري والبحري على السواء. أما فيما يتعلق باستعمال سائل الحفر الزيتي فإن الأضرار البيئية الناتجة من استعماله مؤكدة وذلك لاحتوائه على نسبة عالية من الديزل، ونتيجة لتكلفته الكبيرة مقارنة بالسائل المائي فإنه يتم نقله من مكان لآخر لإعادة استعماله عند اللزوم، كما حدث عند استعمال هذا النظام في حفر معظم آبار حقل البوري، حيث تم حفظ السائل في خزانات عائمة لاستعماله مرة أخرى، ويتم خلط كمية جديدة وقت الحاجة لذلك. والفتات الصخرى المصاحب لعمليات الحفر باستعمال السائل الزيتي تكون مغطاة بطبقة زيتية لذا لا يتم رميها في البحر خوفاً من التلوث البيئي للبيئة البحرية والشواطي فيتم تجميعها في أحواض ونقلها إلى الشاطئ حيث يتم التخلص منها بالطرق المناسبة بيئياً إلا أن هذا النظام يزيد من تكاليف الحفر داخل عرض البحر.

أنظمة سوائل الحفر الزيتية الاصطناعية:

سعت العديد من الشركات النفطية منذ العشرين عاماً الماضية إلى تغيير سائل الحفر الزيتي التقليدي إلى سائل الحفر الزيتي الاصطناعي وذلك لحماية البيئة والتقليل من التلوث البيئي خاصة في عمليات الحفر البحرية ليتم التخلص من الفتات الصخري في مياه البحر بدلاً من نقله إلى المواقع البرية، حيث يتم خلط أنظمة سوائل الحفر الاصطناعية باستخدام الأملاح العضوية والهيدروكربونات الايثيلينية بدل زيت الديزل أو الزيوت المعدنية، كذلك إضافة المواد الخاصة بالتحكم في الخواص الفيزيائية المطلوبة مثل اللزوجة ومواد التحكم لمعدل الرشح ومواد زيادة الوزن. ومع أنواع سوائل الحفر الاصطناعية الاستر (الملح العضوي)، الايثر والاسيتال ومتعدد الالفاالاولفين (هيدروكربونات الايثيلينية) ....إلخ.
وتعتقد الهيئات الصناعية بأن السوائل الاصطناعية الجديدة تقلل خطر التلوث الناتج من الفتات الصخري الذي يرمى بالبحر حيث قامت بإصدار تراخيص الاستعمال إلى جميع شركات سوائل الحفر لتسمح لها باستخدامها.
هذه التراخيص تمت على أساس تجارب أساسية وبدائية بالمختبرات لهذه السوائل من ناحية درجة السُّمِية والتحلل. إلا أنه توجد ثلاثة عوامل أثارت شكوكاً حول استخدام سوائل الحفر الاصطناعية وهي:

- محدودية الاختبارات التي تجرى على ترسبات الفتات الصخري في قاع البحر.
- محدودية الاختبارات المعملية على نسبة التحلل العضوي.
- السوائل الاصطناعية تتحلل بدرجة الحرارة والأس الهيدروجيني والضغط.


أخيراً إنه من الصعب إيجاد حل نهائي وجذري لمشكلة سوائل الحفر حيث أن علاج كميات الفتات الصخري يتطلب إنشاء محطات تقطير وتنقية وهذه تعتبر عالية جداً من حيث التكلفة.