ان فكرة الانفجار بسيطة جداً و تعتمد على تمدد هائل و مفاجىء و المفرقعات Explosives مواد لها القدرة على إحداث ضغط Pressure مفاجىء على ما يحيط بها , و ذلك نتيجة لتحول المادة فجأة إلى غازات ساخنة . و تشغل الغازات في لحظة الانفجار نفس الحيز الذي كانت تشغله المادة الأصلية , و لكن حرارة الانفجار تسبب تمددها و يصبح التمدد هائلاً بالنسبة للوعاء الذي يحتوي على الغازات فينفجر . و هنا يثور التساؤل , لماذا تستخدم مفرقعات معينة و لا تستخدم أي مادة قابلة للاشتعال ؟ تتميز المفرقعات بأنها تشتعل بسرعة هائلة , و أنها محصورة في حيز محدود و محكم , بحيث تضطر الغازات الناتجة من الاحتراق إلى أن تنطلق من إسارها بقوة كبيرة . و هناك نقطتان تعدان من أهم ما تتميز به المفرقعات : ( 1 ) أنها لا بد أن تحتوي على مادة أو خليط من مواد , لا يطرأ عليها تغيير في الظروف العادية و لكنها تتحول تحولاً كيميائياً سريعاً إذا توفرت ظروف معينة .
( 2 ) أنه ينبغي أن ينتج من هذا التحول غازات يكون حجمها عند درجة الحرارة العالية الناتجة من الانفجار , أكبر بكثير من المادة الأصلية . و يمكننا أن نأخذ فكرة عن سرعة و مدى الانفجارات , لو أننا غبرنا عن النقطتان السابقتين بالأرقام عندما تحترق مادة متفجرة , فإن درجة حرارة الغازات الناتجة يمكن أن تصل إلى 11000 درجة فهرنهيتية , و هي تقريباً خمسة أمثال الدرجة التي ينصهر عندها الصلب . فهي إذاً تتمدد بمعدل هائل , و يمكن أن تزيد حجمها 10000 مرة . ثم أنها لا بد أن تستجيب إلى شيء ما . و إذا ما استخدمت المفرقعات في نسف صخرة , فإنها توضع في حفر فيها . و تستجيب الصخرة بأن تنهار . أما إذا استخدمت المفرقعات كقوة دافعة , فإن الصاروخ أو القذيفة هي التي تستجيب بأن تندفع إلى الأمام أو إلى الأعلى , أي بأن تنطلق . نوفاسكوشيا , و هي سفينة ذخيرة فرنسية في ميناء هاليفاكس , فدمرت جزءاً كبيراً من المدينة و قتلت 1600 نسمة , و يعد هذا الانفجار من أسوأ الانفجارات في التاريخ . هاتان القصتان تصوران الاستخدامين الأساسيين للمفرقعات : سخرت في الأولى لتعاون في تقدم الانسان , و في الثانية كانت النية متجهة إلى استخدامها كسلاح في الحرب . و لكن كلتيهما تبينان أن خطأ الإنسان ( و قد ارتكبه خبراء ) قد يؤدي إلى أضرار هائلة و إلى التخريب . و الاستنتاج واضح : فعلى حين أن المفرقعات من أهم اختراعات الجنس البشري التي غيرت مجرى التاريخ كله , فإنها أيضاً من أشدها خطراً .