مازال احد علماء الفلك الامريكيين في العمل في مشروع والذي بدأ العام 2002 ويهدف لقياس المسافة بين الأرض والقمر بدقة شديدة لا يتجاوز هامش الخطأ فيها ملليمتراً واحداً.
يذكر أنه من المعروف أن المسافة من مركز الأرض إلى مركز القمر تبلغ بالتقريب 385 ألف كيلومتر.
وسيستعين لتحقيق ذلك بتلسكوب أباتشي العملاق الموجود بمدينة نيومكسيكو الأمريكية. وبعاكسات للضوء موجودة على سطح القمر وتركت هناك لأغراض البحث العلمي أثناء رحلات فضائية سابقة للقمر.
وقد صممت عاكسات الضوء الموجودة على سطح القمر بحيث تعكس أي أشعة تسقط عليها وتعيدها إلى مصدرها.
من المقرر أن يستخدم الباحث الأمريكي أيضاً جهازاً لإطلاق شعاع قوي من الليزر سيصوب على عاكسات الضوء على سطح القمر بالاستعانة بتلسكوب نيومكسيكو العملاق.
وستحتسب المسافة بين الأرض والقمر عن طريق قياس الزمن الذي سيستغرقه شعاع الليزر في الوصول إلى القمر والعودة.
ولأن سرعة الضوء معروفة فإنه يمكن بعمليات حسابية تحديد المسافة بين الأرض والقمر بدقة.
لكن تلك المهمة تعد صعبة للغاية وأصعب ما فيها هو النجاح في تصويب شعاع الليزر على عاكسات الضوء القابعة على سطح القمر والتي لا يتعدى حجمها حجم حقيبة يد عادية.
وما يزيد الأمر صعوبة هو أن شعاع الليزر يتناثر وهو في طريقه إلى القمر بحيث يصل قطر هذا الشعاع إلى كيلومترين عند بلوغه سطح القمر، ثم إلى خمسة عشر كيلومتراً عند عودته إلى الأرض، فيصبح ضعيفاً للغاية مما يجعل رصده أمراً عسيراً.
ومن الأهداف الأخرى لهذا المشروع الذي تموله وكالة الفضاء الأمريكية ناسا، إجراء تجارب لقياس قوة الجاذبية الأرضية.
فستتيح التجربة فرصة للتحقق مما يقوله بعض علماء الفضاء من أن قوة الجاذبية تتغير بمرور الزمن.
إذ يعتقد بعض العلماء أن قوة الجاذبية الأرضية تقل بمرور الزمن مما يؤدي لابتعاد القمر عن الأرض ببضعة سنتيمرتات كل عام.
ومن الممكن أن يؤدي القياس الدقيق للمسافة بين الأرض والقمر لمعرفة ما إذا كان هذا التغير يحدث بالفعل أم لا.
ويعتقد العلماء أن الكشف عن الأسرار المتعلقة بقوة الجاذبية الأرضية وتغيرها يمكن أن يطور فهمهم للكون، وأن يلقي الضوء على أسرار نشأة كوكب الأرض ومصيره.