عرض العلماء المشرفون على رحلة استكشاف المريخ صورا لصخور تشكل ما يشبه الحفرة، يأملون أن توفر لهم أدلة إضافية عن تاريخ المياه على الكوكب الأحمر.
وتعد الصور الجديدة أول مهمة جديدة يقوم بها المسبار اوبورتوينتي، بعد أن أعلنت وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) قبل عشرة أيام أنه أنجز مهمته على كوكب المريخ، بعد أن أكمل 90 يوما هناك، ومن المرجح أن يستمر المسبار في العمل حتى سبتمبر/ أيلول القادم.
وقال العلماء في المقر الرئيسي لبعثة المريخ في باسادينا إن الصور التقطها المسبار اوبورتيونيتي من على حافة حفرة في حجم ملعب كرة قدم، وصل إليها بعد رحلة استمرت ستة أسابيع عبر تضاريس المريخ، وفقا لوكالة رويترز.
ويغطي الحفرة التي أطلق عليها "انديورانس" طبقات صخرية متعددة تشبه الجرف ويقول عنها العلماء إنها مختلفة تماما عن أي شيء شاهدوه منذ بدأت رحلة استكشاف المريخ في يناير/ كانون الثاني.
وقال ستيف سكوايرز كبير الباحثين في مؤتمر صحفي "هذه أروع صور رأيناها لسطح المريخ ليس فقط لقيمتها العلمية، وإنما أيضا لجمالها."
وأضاف سكوايرز "إنها تبدو مختلفة تماما عن أي شيء رأيناه من قبل. إنها (الصخور) كبيرة ومصمتة، ويبدو أن وراءها قصصا تحكيها."
وتبعد الحفرة انديورانس قرابة 500 متر من حفرة "ايجل" التي هبط فيها اوبورتيونيتي، والتي أعلن العلماء أنهم عثروا فيها على آثار لمياه ملحية كانت يوما ما في الأعماق بما يكفي لتتفجر.
ومنذ ذلك الوقت والعلماء يحاولون التوصل لصورة كاملة عن بيئة المريخ قبل أن تتبخر تلك المياه.
وقال سكوايرز إن الفريق ينوي ارسال اوبورتيونيتي في رحلة تستمر عدة أسابيع حول حافة انديورانس، لاستكشاف إمكانية نزوله فيها واستخدام معداته الجيولوجية لاختبارها وأخذ عينات من صخورها.
هذا وكان أوبورتوينتي وتوأمه المسبار سبيريت قد نفذا كافة المهام الرئيسية التي حددتها ناسا لهذه المهمة العلمية، حيث تستعد الأخيرة لإعلان نجاح المسبارين رسميا.
وقد مسح كل من أوبورتوينتي وسبيريت 1980 قدما من سطح الكوكب الأحمر على الأقل، والتقطا صورا مجسمة وملونة للمناطق المحيطة بهما على الكوكب، وزارا ثمانية مواقع مختلفة، وعملا في وقت متزامن لمدة 60 يوما.
ولا يزال المسباران اللذان يتحكم فيهما علماء من معمل الدفع النفاث في باسادينا في حالة جيدة، وهو ما شجع ناسا على توفير تمويل إضافي لتشغيلهما حتى سبتمبر/ أيلول القادم.