بقي من الزمن عشرة ايام لوصول المركبة " هيجينز " الى القمر تايتان الذي يعد أكبر الأقمار التي تدور حول كوكب زحل.
هناك اعتقاد انه مغطى بالكامل بالمواد العضوية السائلة والصلبة التي تتناثر في غلافه الجوي
مجلة (ساينس) ذكرت إن "الانعكاسات الصادرة عن سطح تايتان تبدو مثل تلك الموجودة في قمر جانيميد التابع لكوكب المشتري. وهذا أمر محير نوعا ما لأن الاعتقاد السائد هو أن سطح تايتان مليء بالمواد العضوية".
وتبلغ كثافة الغلاف الجوي لتايتان عشرة أضعاف ما هو موجود في الأرض، حيث تغطي غلاف ذلك القمر غازات النيتروجين والميثان والإيثان.
ويؤدي ذلك إلى تكون ضباب كثيف من الهيدروكربون في الطبقات العليا من الغلاف الجوي لتايتان، نتيجة لاختراق الميثان بأشعة الشمس.
ويبلغ سمك هذا الضباب مستويات أعلى بكثير من أسوأ حالات اختلاط الضباب والأدخنة في المدن، أي ما يسمى بـ(Smog).
وقد استحال اختراق ذلك الضباب باستخدام كاميرات كانت على متن المركبتين الفضائيتين (بايونير) و(فويوجر) أثناء تحليقهما في المنظومة التابعة لزحل في أواخر عقد السبعينيات ومطلع الثمانينيات من القرن العشرين.
غير أن الطبيعة شبه المعتمة لغلاف تايتان الجوي ناجمة عن تفاعلات كيماوية غنية تقع على سطح ذلك القمر.
ويذكر العلماء ان غاز الميثان يتشبع بالسوائل في تايتان خلال دورة شبيهة بالدورة المائية على الأرض.
غير أن علماء اخرين يرجحون أن الميثان الموجود في هذا القمر ناجم عن أنشطة جيولوجية0
وقال العلماء إنهم باستخدام "نوافذ" ضوء بالأشعة الحمراء قادرة على بلوغ السطح أو مناطق تقع وسط طبقات الميثان السميكة، قد خلصوا إلى أن جزءا كبيرا من سطح تايتان مغطى بصخور جليدية عارية.
ويقول هؤلاء العلماء إن "الطيف الصادر عن تايتان شبيه بنظيره في القمر جانيميد الذي يطغى عليه الجليد".
وكان المسبار هابل قد التقط في عام 1994 أولى الصور لسطح القمر تايتان، ومنذئذ بدأت ترد صور أخرى أظهرت أنه توجد في تايتان مناطق شاسعة ذات لون داكن.
ويقول هؤلاء العلماء "إنه ليس من الواضح ما هي طبيعة الشيء الداكن، لكن ثمة احتمالا لأن يكون مكونا من السوائل العضوية والطبقات التراكمية. وتشير الصور والخلاصات التي توصلنا لها إلى أن المادة العضوية تتحرك على السطح بحيث تترك الصخور الجليدية مكشوفة".