السلام عليكم
كتب " توماس تراهيرن " في القرن السابع عشر ان في الامكان استخدام اليدين لعمل اي شيء يملية عليك عقــــلك او يوحية تصورك . .. , ,
ان اليد البشرية تتفوق على روائع التكنولوجيا الحديثة وكونها متطورة من ناحية النشوء و التقدم من الزعنفة و الجناح فهي المقابل متعددة الوظائف و دقيقة الاداء الى ابعد الحــــدود فالانسان الاول كان لكل من يدية ابهامان متقابلتان تمكنانه من صنع اسلحة الصيد ومن ثم محارث الفلاحة ...,
وعندما احسن الانسان بذكائه استخدام تلك الايدي الماهرة انطلق في معارج الرقي و التقدم وصولا الى ارتياد القــمر .. . . , ,
كتب المفكر الفرنسي " مونتني " قبل 400 عام { انظروا الى الايدي كيف تعد و تستوحي و تلتمس و تهدد و تصلي و تتضرع و ترفض و تومىء و تستجوب و تعجب و تعترف و تخنع و تعلم و تأمر و تهزأ و الى ما هنالك من تغيرات على تعددها و اختلاف في اشكالها مما يثير اللسان حسدا "
'>
والناس لا يلجأون الى اليدين لتأكيد كلامهم و تجميله فحسب بل هم قد يستعيضون بهما عن الكلام في جبة ازمة ما .. ,
ان اليدين تتكلمان لغة عالمية فقبائل الهنود الحمر في امريكا الشمالية كانوا يتخاطبون بالاشارات المعقدة متخطين حواجز اللغـــة و يستخدم السياح العصريون ايديهم كذلك في البلدان التي يجهلون لغتها للاستعلام و الاسترشاد . .,
تشتمل الايدي على اربعة سطوح : ظهري " القفا " اخمصي " الراحــة "
اشعــــاعي " جهه الابهام " زندي " جهه البنصر
ان قفا اليد ليست بذات اهمية انما راحتها فمدهشة ولا تجد يدين متطابقتين حتى لدى شخص ذاتــه فخطوط الكف و ثنيات بصمات الاصابع متميزة الى حد الاستعانه بها لاثبات الهوية منذ الاف السنين .. ,
ان الاضلع في البصمة شبيهه بخطوط المطاط النافرة التي تساعد على الامساك المتين وكان ارســطو يعتقد ان خطوط اليد تنبىء بطول العمــر و قراءة الكف كانت معروفة قبلة وكان الصوفيون الصينيون " يقرأون " الكف منذ 3 الاف سنه كما تقرأ خرائط الطرق ومن حينه و المتحمسون لهذة الفكرة يقرأون " خط القدر " الذي يشير في اتجاة الوسط و " خط الحياة " او تجعد العضل الذي يطوق قاعدة الابهام و تتفاوت درجات الدقة في هذة القراءات .. , , , ,
و نظرا الى كون " راحة " اليد حيوية من اجل البقاء فهي مجهزة شأنها شأن باطن القدم بمدد وافر من الاعصاب التي ترسل انذارات مثيرة الى الدماغ حين تتهدد سلامة سطحها النار او اشياء حادة ... ,
و راحة اليد و باطن القدم يملكان كلاهما عددا كبيرا من غدد العرق التي تنكمش في الطقس البارد و تتمدد في حالتي الحمى او الذعر ومع ذلك فأن جلد " الراحة " وباطن القدم هما اكثر جفافا من نواح اخرى من الجســم ... ,
و تغطي باطن القدمين و راحة اليــــدين طبقات اضافية من الجلد لوقايتهما من الاحتكاك الزائد الذي قد تتعرضان له ففيما تبلغ ثخـــانة الجلد في غير مكان من الجسم نصف مليميتر تقريبا .. . ,
فأن ثخانه جلد باطن القدمين و راحة اليدين قد تصل على التوالي الى مليمترين و خمسة مليمترات .... ,
ان الحالات الشاذة في اليدين عند الولادة نادرة لحسن الحظ و قد يولد بين وقت و اخر طفل اضطرب نموة و هو جنين فجاء بعدد مختلف من الاصابع او بأصابع و اباهم ذات احجام غير طبيعية ويميل الجراحون الى اعادة تركيب اليد خصوصا في هذا الوقت الذي ادى تفجر المعرفة الى طرق تقنية تؤول الى اعادة زرع الاصابع و تركيبها من جديد .. . . . ,, , ,, , ,
ان الاصابع الاربع لها اسماء صريحة " السبابة , الوسطى , الخنصر , البنصر , ..
فالابهام التي تؤدي 40 في المائة من اعمال اليدين .. ,
تستحق تقديرا اكبر مما تنالة فبغياب الابهام تعجز اليد عن الامساك و القدرة على الامساك بأشياء صغيرة و دقيقة هي التي تعطي العالم الجراحين و المجهريين و الفنانين ... ,
جرت مئات المحاولات لتصنيف اليدين وفقا للشكل و لكنها باءت بالفشل الذريع فقارئو الكف وهم جماعه رومانسية يؤكدون غالبا ان اليدين تعكســـان الشخصية .. ,
فهناك شكل يوصف بأنه " بدائي " يدل على اناس خشنين و رياضيين . ,
والشكل الموصوف بــ " المحرك " يدل على الذكاء .. ,
و الشكل " الحساس " يدل على ان الشخص حالم يعيش في دنيا الخيال .. ,
و الشكل " النــفسي " يدل على ان الشخص ذو ادراك حي يستجيب للمؤثرات الروحية او الخارقة للطبيعه .. . ,
ومن المفارقات انه كانت لعازف البيانـــو الروسي الشهير " انطوان روبنشتاين " يدا حفار خنادق
و تمثل الايدي دورا مهما جدا في الطقوس الدينية عموما ..,
وهي مهمة كذلك في الشفاء من الامراض فهي تواسي المرضى و تخفف الامهم . . ,
و الايدي يصيبها التلف فتلك التي يفرط في استخدامها يربو لديها كنب يحميها فلاعبو الجولف و العمال مثلا يربو لهم كنب على راحة اكفهم و الصاغة و حفاروا الكليشيهات و الخشب يظهر كنب على اباهمهم و البناؤون على سباباتهم و الاطباء على الوسطى و الخياطون على ابهام اليد التي تقبض على المقص وعازفوا الكمان على رؤوس اصابعهم وبراجم الاصابع قد تتأذى بفعل العمل الشاق المتكرر شأن الضاربين على الالة الكاتبة و فيما تهرم اليدان تتضاءل براعتهما و دقتهما و يذوب الدهــــــــــن فتنكشف العروق . . .,
ومهما يكن من امر فأن الايدي تظل فائقة الاهمية في شتى نواحـــي الحياة . .. , ,,
'>
شكرا