يهتم علم النفس بدراسة جميع أنواع السلوك و النشاط لدى الكائنات الحية (الانسان و الحيوان), في اثناء تفاعلها مع البيئة المحيطة و توافقها معها, في جميع مراحل حياتها المختلفة ,بغية الوصول الى تحديد دقيق للقوانين التي تحكم هذا السلوك, لنستطيع ادراكه , و ضبطه , و التحكم فيه , و التنبؤ بنوعه و مستواه , في المستقبل.
السلوك هو كل نشاط عقلي او اجتماعي , او انفعالي , او حركي , يصدر عن الفرد نتيجة تفاعله المباشر مع المحيط الخارجي الذي يعيش فيه , و ذلك وفقا لما لدى الفرد من ميول و رغبات, و اتجاهات , و عادات , و قدرات , و معارف , و مهارات , و خبرات , و طبقا لما يوجد في ذلك المحيط الخارجي من عوامل مختلفة جاذبة او نابذة , مساعدة او معيقة مشجعة او محبطة.
و علم الفس النمائي , او علم نفس النمو ,هو فرع من فروع علم النفس , يهتم بدراسة حوادث النمو النفسي لدى الكائن الحي , و مظاهره العديدة عبرمراحله المختلفة منذ التكوين و حتى الممات .
و يسمي البعض علم النفس النمائي , بعلم النفس التكويني , اي العلم الذي يدرس تطور العمليات التنفسية او نموها في مراحل العمر المتعاقبة , مستعملا الطريقة التكوينية .
**علاقة علم النفس النمائي بالعلوم الأخرى**
يشترك علم النفس بفروع علم النفس و العلوم الاخرى , في وصفه المفصل و الدقيق للسلوك الانساني بجميع مراحله ,و في تفسيره لأسباب السلوك و مظاهره و بالتنبؤ به .
فعلم النفس النمائي يستفيد من حقائق و بيانات فروع علمية كثيرة مثل :
علم الوراثة , و علم الحياة , او علم الاحياء البشري , و علم التشريح , و علم الأجنة , و علم الاجتماع, و علم دراسة نشوء الاجناس البشرية (الانثروبولوجيا ) , و غيرها من العلوم الاخرى .
كما يستفيد من فروع علم النفس الاخرى و يرتبط معها و يفيدها , مثل علم النفس التجريبي , و علم النفس الاجتماعي , و علم التربية , و علم النفس التربوي , و علم النفس الطبي , و علم النفس العيادي , وعلم النفس الفارق , و علم النفس المعرفي , و علم النفس الفسيولوجي , و علم نفس الشخصية , و علم النفس البنيوي (الذي يبحث فيالسمات البدنية و النفسية و العلاقات بينها ) و علم الاجتماع التربوي , و غيرها من الفروع الأخرى التي قدمت معلومات كثيرة حول نمو الطفل و تشتته , و حياته الانفعالية و العقلية, و اسهمت في القاء الضوء على سلوك الأطفال و الناشئة , و طبيعة هذا السلوك و خصائصة . كما كان لها الدور البارز في تصويب النظرة التقويمية لحالات الضعف العقلي , و اشكال الاضطراب الانفعالي , على اعتبار انها حالات يمكن الوقاية منها و علاجها .