الرياضة في الفضاء
يقضي الرواد في الفضاء الكثير من وقتهم منهمكين في اداء المهام العلمية الملقاة على عاتقهم, لكنهم ايضا يخصصون الساعات الطوال لممارسة الرياضة, ليس فقط من اجل المتعة والتسلية, وانما لان انعدام الجاذبية في الفضاء يؤثر على مبنى الجسم, مما يجبر رواد الفضاء على التمرن كثيرا لمنع ضمور العظام والعضلات بل وحتى القلب.
ان اجسامنا معتادة على الظروف الحياتية التي نحياها على سطح الارض, وخاصة الجاذبية. حيث ان العضلات والهيكل العظمي تعمل بصورة انسيابية مقاومة قوة الجاذبية اثناء الوقوف او المشي او اي شيء اخر.
والقلب ايضا عبارة عن عضلة تعمل كمضخة تضخ الدم الى كل اجزاء الجسم من خلال الاوعية الدموية. وتعمل قوة الجاذبية على شد الدم الى الاسفل نحو الارجل. بعدها تتدخل العضلات الموجودة حول الاوردة والتي تعمل على رفع الدم من خلال انقباضها, ليصل الى القلب مرة اخرى في دورة جديدة.
ان عضلاتنا مبنية بحيث تضمر اذا لم تستخدم, اي انها تضعف وتصغر كثيرا, ويمكن ملاحظة ذلك من خلال مراقبة اليد المجبورة بجبيرة, اذ يلاحظ انها اصبحت ادق واكثر هشاشة بعد ان تفك عنها الجبيرة.
في الفضاء تضمر الارجل حين لا نستخدم العضلات للوقوف او للمشي, وبذا تصبح "ارجل عصافير" كما يكنيها رواد الفضاء انفسهم.
وبانعدام الجاذبية فإن الدم لا يهبط الى الارجل على النحو اللازم وبذلك فإن العضلات الصغيرة التي ذكرناها سابقا تضمر بدورها.
وحتى القلب يعمل أقل في الفضاء الخارجي مما يؤدي الى ضعفه كذلك. والعظام التي تحافظ على قوتها من خلال بناء جديد للعظم تتوقف عن ذلك وتضعف.
من هنا فإنه من الضروري ان يتمرن رائد الفضاء اثناء مكوثه في الفضاء, بل انه يخضع لتمارين مكثفة قبل انطلاقه نحو الفضاء من اجل تقوية عظامه وعضلاته, وايضا بعد عودته من الفضاء.
