قال خبراء عالميون في الصحة ان مخاطر بيئية مثل التلوث والمياه غير الامنة وضعف مرافق الصرف الصحي والتسمم بمادة الرصاص والاصابات هي سبب ثلث وفيات الاطفال والمراهقين في المنطقة الاوروبية.والتلوث الناجم عن حرق الفحم والخشب داخل البيوت دون تهوية سبب رئيسي لقتل الاطفال في جمهوريات اسيا الوسطى وتركيا. ووفقا لتقرير لمنظمة الصحة العالمية فان المياه غير الامنة وضعف الصرف الصحي سبب رئيسي لوفيات الاطفال والمراهقين في دول اوروبا الشرقية في حين ان الاصابات الناتجة اساسا عن الحوادث على الطرق تتصدر القائمة في أنحاء المنطقة الاوروبية.
وقال جيورجيو تامبورليني معد التقرير والذي يعمل بمعهد صحة الطفل ومقره تريستي في ايطاليا «ثلث وفيات الاطفال والمراهقين في المنطقة الاوروبية يمكن ارجاعها لاسباب بيئية». ويقول تقرير منظمة الصحة العالمية ان 100 ألف حالة وفاة وستة ملايين سنة من الحياة الصحية تفقد سنويا في الاطفال والمراهقين منذ الولادة وحتى سن التاسعة عشر في 52 دولة في غرب وشرق اوروبا والاتحاد السوفييتي السابق. وقال تامبورليني في مؤتمر صحفي لاعلان التقرير الذي تنشره دورية لانسيت الطبية «هذا أول تقييم للاثار الصحية على الاطفال والمراهقين التي تحدثها أسباب بيئية في المنطقة الاوروبية». وسيشكل التقرير أسس خطة سيناقشها مسئولون اوروبيون في بودابست في الفترة من 23 الى 25 يونيو في المؤتمر الوزاري الرابع بشأن البيئة والصحة ويقدم نموذجا لتقارير مماثلة في أماكن أخرى بالعالم.
وأجسام الاطفال الاخذة في النمو هي اكثر عرضة للتأثر بالاسباب البيئية. كما انهم أكثر عرضة للمخاطر البيئية من البالغين في حين ان قدرتهم أقل على التحكم في بيئتهم. والامثلة وأسباب الوفاة متنوعة لكن التقرير يركز على اولويات تقليص التعرض للملوثات وتحسين الصرف الصحي وامدادات المياه ومنع الاصابات. وقتلت الاصابات الناجمة عن الحوادث على الطرق او السقوط او الغرق او التسمم أو العنف والحرب او الانتحار أكثر من 75 ألفا من الاطفال والمراهقين في مختلف أنحاء المنطقة الاوروبية في عام 2001. وتوفي نحو 23 ألف طفل قبل سن الرابعة بالالتهاب الرئوي او أمراض تنفسية أخرى ناجمة عن تلوث الهواء خارج وداخل البيت. وقتل الاسهال الناتج عن المياه غير النظيفة والصرف الصحي ما يزيد على 13 ألف طفل دون سن الرابعة عشر . وتسبب الرصاص الموجود في الطلاء والانابيب والبنزين في تخلف عقلي متوسط في أكثر من 156 ألف سنة صحية مفقودة. وقال تامبورليني «التدخل الذي يمكنه تقليل تعرض الاطفال لهذه الاسباب الخطرة التي تتراوح بين التلوث الخارجي والداخلي وحتى نقص المياه والصرف الصحي الى الاسكان غير الامن والمواصلات سيؤدي الى فوائد جوهرية فيما يتعلق بالمرض والاعاقة والوفاة». وحدد التقرير مناطق الاولويات وأكد أهمية استهداف سكان بعينهم مثل الاطفال الفقراء او الذين يتعرضون للاستغلال وأطفال الشوارع على أساس أنهم الاكثر عرضة للخطر. وقال تامبورليني ان الدراسة تركز أيضا على الحاجة لتوفير مزيد من قواعد البيانات لتطوير صور لكل دولة على حدة من أجل تحديد الاولويات لمساعدة الاطفال والمراهقين.