Advanced Search

المحرر موضوع: أينشتاين والنسبيه ...  (زيارة 7794 مرات)

0 الأعضاء و 2 ضيوف يشاهدون هذا الموضوع.

أغسطس 11, 2004, 11:38:32 مساءاً
زيارة 7794 مرات

معادله من الدرجه الاولى

  • عضو خبير

  • *****

  • 4191
    مشاركة

  • عضو مجلس الشورى

    • مشاهدة الملف الشخصي
أينشتاين والنسبيه ...
« في: أغسطس 11, 2004, 11:38:32 مساءاً »
هذا كتاب عن النسبيه ... لم أقرأه بعد .. لكن سأقره معكم .. كل جزء أضعه سأقرأه قبل

 ان اضعه لكم هنا ...اتمنى ان نستفيد معا بهذا الكتاب ...

.............................................................

هل نحن نرى الدنيا على حقيقتها ؟
هل هذه السماء زرقاء فعلا ؟
وهل الحقول خضراء ؟
وهل العسل حلو ... والعلقم مر ؟
وهل الماء سائل ... والجليد صلب ؟
وهل الزجاج شفاف كما يبدو لنا ... والجدران صماء ؟
وهل أحداث الكون كلها ممتدة في زمن واحد ... بحيث يمكن أن تتواقت مع بعض في آن واحد في أماكن متفرقة ؟ فنقارن أحداثا تجري في الأرض مع أحداث تجري في المريخ والزهرة والسديم الجبار ونقول أنها حدثت في وقت واحد أو أن أحدهما كان قبل الآخر ؟
وهل يمكننا أن نقطع في يقين أن جسما ما من الأجسام يتحرك وأن جسما آخر لا يتحرك ؟

كل هذه الأسئلة التي يخيل لك أنك تستطيع الإجابة عنها في بساطة والتي كان العلماء يظنون أنهم قد انتهوا منها من زمن قد تحولت الآن إلى ألغاز ... لقد انهار اليقين العلمي القديم ... والمطرقة التي حطمت هذا اليقين وكشفت لنا عن أنه كان يقينا ساذجا هي عقل أينشتاين ونظريته التي غيرت الصورة الموضوعية للعالم ... نظرية النسبية .

والنظرية النسبية قد عاشت سنوات منذ بداية وضعها في سنة 1905 إلى الآن في برج عاجي لا يقربها إلا المختصون ، ولكن النظرية النسبية ترتب عليها القنبلة الذرية ، إنها لم تعد نظرية وإنما تحولت إلى تطبيقات خطيرة تمس كيان كل فرد وتؤثر في مصيره ، لقد خرجت من حيز الفروض والمعادلات الرياضية لتتحول إلى واقع رهيب وأصبح من حق كل فرد أن يعرف عنها شيئا .

وكان أينشتاين يحاول أن يبسط ما في نظريته من غموض وكان يقول : إن قصر المعلومات على عدد قليل من العلماء بحجة التعمق والتخصص يؤدي إلى عُزلة العلم ويؤدي إلى موت روح الشعب الفلسفية وفقره الروحي وكان يقول إن الحقيقة بسيطة ، وفي آخر محاولاته التي أتمها في عام 1949 كان يبحث عن قانون واحد يفسر به كل علاقات الكون .

والنظرية النسبية ليست كلها معادلات وإنما لها جوانب فلسفية ، وحتى المعادلات الرياضية يقول أينشتاين أنها انبعثت في ذهنه نتيجة شطحاته التي حاول فيها أن يتصور الكون على صورة جديدة .

وسوف نترك المعادلات الرياضية لأربابها من القادرين عليها محاولين أن نشرح بعض ما أراد ذلك العالم العظيم أن يقوله على قدر الإمكان ... وسوف نبدأ من البداية ... من قبل أينشتاين ... من الأسئلة التي بدأنا بها المقال ....

هل نحن نرى الدنيا على حقيقتها ؟
هل هذه السماء زرقاء فعلا ؟
وهل الحقول خضراء ؟
وهل العسل حلو ... والعلقم مر ؟
وهل الماء سائل ... والجليد صلب ؟
وهل الزجاج شفاف كما يبدو لنا ... والجدران ضماء ؟

لا .... ليست هذه هي الحقيقة
هذا ما نراه بالفعل وما نحسه ، ولكنه ليس كل الحقيقة .
فالنور الأبيض الذي نراه إذا مررناه خلال منشور زجاجي يتحلل إلى سبعة ألوان هي ألون الطيف المعروفة ، فإذا حاولنا أن ندرس ماهية هذه الألوان لم نجد أنها ألوان ... وإنما وجدناها موجات لا تختلف في شيء إلا في طولها الموجي ، ذبذبات متفاوتة في ترددها .. وهذه كل الحكاية ... ولكن أعيننا لا تستطيع أن ترى هذه الأمواج كأمواج ولا تستطيع أن تحس بهذه الذبذبات كذبذبات ... وإنما كل ما يحدث أن الخلايا العصبية في قاع العين تتأثر بكل نوع من هذه الذبذبات بطريقة مختلفة ومراكز البصر في المخ تترجم هذا التأثر العصبي على شكل ألوان ، ولكن هذه المؤثرات الضوئية ليست ألوانا وإنما هي محض موجات واهتزازات والمخ بلغته الاصطلاحية لكي يميزها عن بعضها يطلق عليها هذه التعريفات التي هي عبارة عن الألوان ... وهذه هي حكاية الألوان .

والحقول التي نراها خضراء ليست خضراء ... وإنما كل ما يحدث أن أوراق النباتات تمتص كل أمواج الضوء بكافة أطوالها ماعدا تلك الموجة ذات الطول المعين التي تدخل أعيننا وتؤثر في خلاياها فيكون لها هذا التأثير الذي هو في اصطلاح المخ ( اللون الأخضر ) .

أما العسل فهو في فمنا حلو ونحن نتلذذ به ، ولكن دودة المش لها رأي مختلف تماما بدليل أنها لا تقرب العسل بعكس المش الذي تغوص فيه وتلتهمه التهاما ، حلاوة العسل إذن لا يمكن أن تكون صفة مطلقة موضوعية وإنما هي صفة نسبية نسبة إلى أعضاء التذوق في لساننا ... إنها ترجمتنا الاصطلاحية الخاصة للمؤثرات التي تحدثها جزيئات العسل فينا ... وقد يكون لهذه المؤثرات بالنسبة للأعضاء الحسية في كائن حي آخر طعما مختلفا هو أشبه بالمرارة .

أما الماء والبخار والجليد ... فهم مادة كيميائية تركيبها الكيميائي واحد : ذرتين هيدروجين وذرة أوكسجين ، وما بينهم من اختلاف هو اختلاف في كيفيتها وليس اختلاف في حقيقتها ... فعندما نعطي الماء طاقة (حرارة) تزداد حركة جزيئاته وبالتالي تتفرق نتيجة لاندفاعها الشديد في كل اتجاه وتكون النتيجة الغاز (بخار الماء) ... وعندما يفقد الماء هذه الطاقة الكامنة تبدأ الجزيئات في إبطاء حركتها وتتقارب من بعضها إلى الدرجة التي نترجمها نحن بحواسنا بحالة السيولة ... فإذا سحبنا منها حرارة وبردناها أكثر فأكثر فإنها تبطيء أكثر وأكثر وتتقارب حتى تصل إلى درجة من التقارب نترجمها بحواسنا على أنها الصلابة (الثلج) ... وشفافية الماء ترجع إلى أن جزيئات الماء متباعدة تسمح لنا بالرؤية من خلالها ، وهذا لا يعني أن جزيئات الثلج متلاصقة وإنما هي متباعدة أيضا ولكن بدرجة أقل ... بل إن جميع جزيئات المواد الصلبة مخلخلة ومنفصلة عن بعضها ... كل المواد الصلبة عبارة عن خلاء منثور فيه ذرات ولو أن حسنا البصري مكتمل لأمكننا أن نرى من خلال الجدران لأن نسيجها مخلخل كنسيج الغربال ... إذن فرؤيتنا العاجزة هي التي تجعل الجدران صماء وهي ليست بصماء .

إذن إنها جميعا أحكام نسبية تلك التي نطلقها على الأشياء (نسبة إلى حواسنا المحدودة) وليست أحكاما حقيقية ... والعالم الذي نراه ليس هو العالم الحقيقي وإنما هو عالم اصطلاحي بحت نعيش فيه معتقلين في الرموز التي يختلقها عقلنا ليدلنا على الأشياء التي لا يعرف لها ماهية أو كنها .

معظم ما كتبه أينشتاين في معادلاته كان في الحقيقة تجريدا للواقع على شكل أرقام وحدود رياضية ومحاولة جادة من الرجل في أن يهزم العلاقات المألوفة للأشياء لتبدو من خلفها لمحات من الحقيقة المدهشة التي تختفي في ثياب الألفة .

فنحن أحيانا نرى أشياء لا وجود لها ، فبعض النجوم التي نراها بالتليسكوب في أعماق السماء تبعد عنا بمقدار 500 مليون سنة ضوئية ... أي أن الضوء المنبعث منها يحتاج إلى 500 مليون سنة ضوئية ليصل إلى عيوننا ، وبالتالي فالضوء الذي نلمحها به هو ضوء خرج منها منذ هذا العدد الهائل من السنين ... فنحن لا نراها في الحقيقة وإنما نرى ماضيها السحيق الموغل في القدم ... أما ماهيتها الآن ... فالله وحده أعلم بها ... وربما تكون قد انفجرت واختفت أو انطفأت أو ارتحلت بعيدا في أطراف ذلك الخلاء الأبدي وخرجت من مجال الرؤية بكل وسائلها ...

إننا قد نكون محملقين في شيء يلمع دون أن يكون له وجود بالمرة ...

إلى هذه الدرجة يبلغ عدم اليقين ... وإلى هذه الدرجة يمكن أن تضللنا حواسنا ... مادليلنا في ها التيه ؟!!! وكيف نهتدي إلى الحقيقة في الظلمات المطبقة ؟!!!!


يتبع .......

أغسطس 12, 2004, 01:43:38 صباحاً
رد #1

ابو سلمان

  • Administrator

  • *****

  • 2691
    مشاركة

  • مشرف إداري

    • مشاهدة الملف الشخصي
    • http://olom.info
أينشتاين والنسبيه ...
« رد #1 في: أغسطس 12, 2004, 01:43:38 صباحاً »
السلام عليكم

في انتظار التتمة '<img'>

شكراً لك

ابو سلمان

أغسطس 12, 2004, 02:07:17 صباحاً
رد #2

ألبرت

  • عضو خبير

  • *****

  • 1392
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
    • http://www.allsciences.net/vb
أينشتاين والنسبيه ...
« رد #2 في: أغسطس 12, 2004, 02:07:17 صباحاً »
السلام عليكم
موضوع رائع  بصراحه اكثر ماا اعجبني في الموضوع  الاسلوب السهل
والبسيط والذي يشرح اكثر الافكار الفيزيائيه بكلمات سهله ومفهومه بعيدا عن المصطلحات
شكرا معادلة  
عقبال الدرجه الثانيه
ونتظر التكمله
كلما ازدتُ علماً ازدتُ علماً بجهلي            

أغسطس 12, 2004, 02:14:31 صباحاً
رد #3

معادله من الدرجه الاولى

  • عضو خبير

  • *****

  • 4191
    مشاركة

  • عضو مجلس الشورى

    • مشاهدة الملف الشخصي
أينشتاين والنسبيه ...
« رد #3 في: أغسطس 12, 2004, 02:14:31 صباحاً »
شكراا لمروركما ..

انا ايضا اخي البرت اعجبني الكتاب كثيرا لسهولته في التعبير .

اتمنى انه حقا اعجبكما .

'<img'>

أغسطس 12, 2004, 04:25:39 صباحاً
رد #4

عبدالله علي

  • عضو خبير

  • *****

  • 1005
    مشاركة

  • عضو مجلس الشورى

    • مشاهدة الملف الشخصي
أينشتاين والنسبيه ...
« رد #4 في: أغسطس 12, 2004, 04:25:39 صباحاً »
مشكورة اختي معادلة ..

ونحن في انتظار التتمة..

'<img'>
وقل رب زدني علما.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أغسطس 12, 2004, 09:11:40 مساءاً
رد #5

معادله من الدرجه الاولى

  • عضو خبير

  • *****

  • 4191
    مشاركة

  • عضو مجلس الشورى

    • مشاهدة الملف الشخصي
أينشتاين والنسبيه ...
« رد #5 في: أغسطس 12, 2004, 09:11:40 مساءاً »
شكرا لمرورك اخي عبد الله علي ..

...................................................

سيعجبكم هذا الجزء كثيراً .. فهو رائع بحق ... اتمنى لك متعة مع القراءه والفائده .

...........................................................

كل شيء ذرات >>


كل الألوان المبهجة التي نشاهدها في الأشياء لا وجود لها أصلا في الأشياء ، وإنما هي اصطلاحات جهازنا العصبي وشفرته التي يترجم بها أطوال الموجات الضوئية المختلفة التي تنعكس عليه ، إنها كآلام الوخز التي نشعر بها من الإبر ، ليست هي الصورة الحقيقية للإبر وإنما هي صورة تأثرنا بالإبر ... وبالمثل طعم الأشياء ورائحتها وملمسها وصلابتها وليونتها وشكلها الهندسي وحجمها هي مجرد الطريقة التي نتأثر بها بهذه الأشياء ... كل ما نراه ونتصوره خيالات مترجمة لا وجود لها في الأصل .

أهي أحلام ؟!!!
هل هذه الصفات تقوم في ذهننا دون أن يكون لها مقابل في الخارج ؟
البداهة والفطرة تنفي هذا الرأي فالعالم الخارجي موجود وحواسنا تحيلنا دائما على شيء آخر خارجنا ... ولكن هناك فجوة بيننا وبين هذا العالم حواسنا لا تستطيع أن تراه على حقيقته ، وإنما هي تترجمه دائما بلغة خاصة وذاتية وبشفرة مختلفة ... ولو أننا كنا نهذي كل منا على طريقته لما استطعنا أن نتفاهم ولما استطعنا أن نتفق على حقيقة موضوعية مشتركة ... هناك نسخة موضوعية من الحقيقة نحاول أن نغش منها على قدر الإمكان ... هناك حقيقة خارجنا .

إننا لا نحلم ... وإنما نحن سجناء حواسنا المحدودة وطبيعتنا العاجزة وما نراه دائما ينقل إلينا مشوها وناقصا ومبتورا ... والنتيجة أن هناك أكثر من دنيا ...
هناك الدنيا كما هي في الحقيقة وهذه لا نعرفها ولا يعرفها إلا الله سبحانه وتعالى .
وهناك الدنيا كما يراها الصرصور ... فهو لا يرى الشجرة كما نراها وهو لا يميز الألوان وذلك لأن جهازه العصبي مختلف تماما عن جهازنا العصبي .
وهناك الدنيا كما تراها دودة الاسكارس ... وهي مختلفة عن دنيا الصرصور فهي دنيا كلها ظلام .

وهكذا كل طبقة من المخلوقات لها دنيا خاصة بها ، وكل طبقة تعيش سجينة في تصوراتها ولا تستطيع أن تصف الصور التي تراها للطبقات الأخرى وربما لو حدث هذا في يوم ما لأمكننا أن نصل إلى ما يشبه حجر رشيد ، ولأمكننا أن نتوصل إلى عدة شفرات ولغات مختلفة ونستنبط منها الحقيقة ... ولكن هذا الاتصال غير ممكن لأننا الوحيدون في هذه الدنيا الذين نعرف اللغة وبقية المخلوقات عجماء .

ما الحل ؟!!
علماء الرياضيات يقولون أن هناك طريقة صعبة ولكنها توصل إلى سكة الحقيقة ، هذه الطريقة هي أن نضع جانبا كل ما تقوله الحواس ونستعمل أساليب أخرى غير السمع والبصر والشم واللمس .. نستعمل الحساب والأرقام ، نجرد كل المحسوسات إلى أرقام ومقادير .....

القائمة الطويلة المعروفة للأشعة الضوئية المنكسرة (ألوان الطيف) نجردها إلى أرقام ، ماذا يقول لنا العلم ؟.. إنه يقول أن كل هذه الأشعة عبارة عن موجات لا تختلف إلا في طولها وذبذباتها ... إذن هي في النهاية مجرد أرقام ، كل موجة لها طول كذا وذبذبتها كذا ، وكذلك كل صنوف الإشعاع : أشعة إكس ، أشعة الراديوم الأشعة الكونية كلها أمواج مثل أمواج اللاسلكي التي نسمع المذيع كل يوم يقول عنها أنها كذا كيلو سيكل في الثانية ... مجرد أرقام نستطيع أن نحسبها ، إذن نغمض أعيننا ونفكر بالطريقة الجديدة .

والذي أغمض عينيه وبدأ يفكر بهذه الطريقة الجديدة وأحدث انقلابا في العلوم ... كان هو عالم الرياضيات ( ماكس بلانك ) الذي طلع في سنة 1900م بنظريته المعروفة في الطبيعة بـ ( النظرية الكمية ) ... وقد بدأ من حقيقة بسيطة معروفة ، أنك إذا سخنت قضيبا من الحديد فإنه في البداية يتحول إلى البرتقالي ثم الأصفر ثم أبيض متوهج ... إذن هناك علاقة حسابية بين الطاقة التي يشعها الحديد الساخن وطول أو ذبذبة الموجة الضوئية التي تنبعث منه ... هناك معادلة .

وجد ببساطة أن الطاقة المشعة مقسومة على الذبذبة تساوي دائما كمًّا ثابتا هذا الكم أسماه ( ثابت بلانك ) ، والمعادلة هي :
الطاقة = هـ (ثابت بلانك) × ن (الذبذبة)
وهي معادلة تقوم على افتراض بأن الطاقة المشعة تنبعث في كميات متتابعة أو حبيبات طاقة أو ذرات ، وأطلق على هذه الذرات الضوئية اسم ( الفوتونات ) ، وفي رسالة نال عليها أينشتاين جائزة نوبل قدم دراسة وافية بالمعادلات والأرقام عن العلاقة بين هذه الفوتونات الضوئية الساقطة على لوح معدني وبين الكهرباء التي تتولد منه ، وعلى أساس هذه المعادلات قامت فكرة اختراع التليفزيون فيما بعد .

يقول أينشتاين أن من الظواهر المعروفة في المعمل أنك إذا أسقطت شعاعا من الضوء على لوح معدني فإن عددا من الإلكترونات تنطلق من اللوح ... ولا تتأثر سرعة انطلاق هذه الإلكترونات بشدة الضوء فمهما خف الضوء تنطلق هذه الإلكترونات بسرعة ثابتة ولكن بعدد أقل ، وإنما تزداد هذه السرعة كلما كانت الموجة الضوئية الساقطة عالية الذبذبة ... ولهذا تزيد السرعة في الأشعة البنفسجية وتقل في الحمراء ، وهو يفسر انطلاق الإلكترونات بأن الضوء لا يسقط على اللوح المعدني في سيال متصل وإنما في حزم من الطاقة ( الفوتونات ) وتصطدم هذه الفوتونات بالإلكترونات في اللوح المعدني كما تصطدم العصا بكرات البلياردو فتطلقها حرة خارج مداراتها ، وكلما كانت الأشعة الضوئية ذات ذبذبة عاليه كلما كان الفوتون يختزن طاقة أكثر ... كلما أطلق الإلكترونات بسرعة أكبر ... وربط هذه العلاقة في سلسلة من المعادلات الرياضية .

وعمد التليفزيون إلى تطبيق هذه النظرية في جهاز الإرسال التليفزيوني ، وعلماء الرياضيات وعلى رأسهم أينشتاين لم يثر اهتمامهم في ذلك الحين ولا فيما بعد ظهور التليفزيون ... وإنما الذي أثارهم هو هذا الافتراض الجديد الذي أقام عليه ماكس بلانك معادلته الضوئة في النظرية الكمية ... وأقام عليه أينشتاين معادلاته في الظاهرة الضوئية الكهربائية ... إن الضوء ينطلق في ذرات أو فوتونات لا في أمواج متصلة ...فالضوء حتى ذلك الحين كانت طبيعته موجية فكيف يصبح شأنه شأن المادة ؟ مؤلف من ذرات أو فوتونات ؟
وماذا تكون هذه الفوتونات ؟ هل هي كرات من الطاقة لها حيز ولها أوضاع في المكان شأنها في ذلك شأن جزئيات المادة ؟ وإذا كان الضوء ذرات فكيف يتصرف كما لو كان أمواجا ؟!!!
لماذا يحيد الضوء حينما يدخل من ثقب ضيق كما تحيد أمواج البحر حينما تدخل في مضيق ؟ ولماذا ينعطف الضوء حول شعرة رفيعة فلا يبدو لها ظل كما تنعطف الأمواج وتلتحم حول عصا مرشوقة في البحر ؟!!!
وكيف نفرق بين المعادلات التي تحسب الضوء على أساس أن طبيعته موجية متصلة وبين المعادلات الجديدة التي تحسب الضوء على أساس أن طبيعته ذرية متقطعة ؟!! أم أن للضوء طبيعة مزدوجة ؟!!! وكيف ؟!!!
كيف تكون الحقيقة بهذا التناقض ؟!!! أم أنه لا توجد حقيقة واحدة ؟!!!!

يتبع..




أغسطس 13, 2004, 12:50:53 صباحاً
رد #6

ابو سلمان

  • Administrator

  • *****

  • 2691
    مشاركة

  • مشرف إداري

    • مشاهدة الملف الشخصي
    • http://olom.info
أينشتاين والنسبيه ...
« رد #6 في: أغسطس 13, 2004, 12:50:53 صباحاً »
في انتظار الحديث عن طبيعة الضوء '<img'>

شكراً لك معادلة

ابو سلمان

أغسطس 13, 2004, 08:58:22 صباحاً
رد #7

ابو يوسف

  • عضو خبير

  • *****

  • 10867
    مشاركة

  • مشرف اداري

    • مشاهدة الملف الشخصي
أينشتاين والنسبيه ...
« رد #7 في: أغسطس 13, 2004, 08:58:22 صباحاً »
السلام عليكم

اختي الكريمة معادلة

جزاك الله كل خير على طرح هذا الموضوع الرائع

شكرا لك

'<img'>

أغسطس 13, 2004, 03:33:36 مساءاً
رد #8

ألبرت

  • عضو خبير

  • *****

  • 1392
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
    • http://www.allsciences.net/vb
أينشتاين والنسبيه ...
« رد #8 في: أغسطس 13, 2004, 03:33:36 مساءاً »
الســلام عليكم
شكرا لك اخت معادلة
هذا الكلام جدا جميل
وهذه الافكار تهدم المدرسه العقلانيه التي قامت على اساس ان العقل هو اساس الفهم وانه هو الوحيد القادر على التوصل الى حقيقة الاشياء  وفي الحقيقه ان العقل هو اساس تشويه هذه الحقائق لان كل ما يصل اليه مشوه ومتأثر بالحواس التي يملكها الانسان وهذه الحواس محدوده جدا فلا تستطيع ان تصل الى الحقيقه الفعليه الاي فعل بل تصل الى اثر الفعل
فمثلا وخز الابر فعل العقل يصل اليه الاثر وهو الالم  عن طريق الاحساس وعن طريق البصر يرى ان الفعل هو وخز الابره
ولكن لو كان الحدث كبير جدا بحيث لا تدركه العين ؟؟ او لاتدركه كل بل جزء منه؟ او كان الحدث صغير جدا بحيث لا تلاحظه العين  كأن يحدث في عالم الالكترونات ؟
ان القضيه معقده
وهذا ما ذكره ابو الفلسفه الحديثه "عمؤيل كانت"  في كتابة " نقد العقل المحض "
ففي هذا الكتاب يتعرض لهذه الافكار والى محدودية العقل
 لذلك اقول انا ان الحقيقه لا تكتمل بدون المصدر الخارجي وهو الوحي
اي ان حقيقة الحياه لا تقوم فقط على العقل "انا افكر اذن انا موجود"
وانما هي حلقه متكامله بين الوحي والعقل
والله اعلم
احمد الرفاعي
كلما ازدتُ علماً ازدتُ علماً بجهلي            

أغسطس 13, 2004, 11:30:25 مساءاً
رد #9

نوبل

  • عضو مشارك

  • ***

  • 398
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
    • www.alhoqani80.jeeran.com
أينشتاين والنسبيه ...
« رد #9 في: أغسطس 13, 2004, 11:30:25 مساءاً »
السلام عليكم.


بارك الله فيك أخيت الكريمة معادلة
كتاب رائع




نحن نتابع معك




'<img'> '<img'> '<img'>




أغسطس 14, 2004, 03:26:30 صباحاً
رد #10

عبدالله علي

  • عضو خبير

  • *****

  • 1005
    مشاركة

  • عضو مجلس الشورى

    • مشاهدة الملف الشخصي
أينشتاين والنسبيه ...
« رد #10 في: أغسطس 14, 2004, 03:26:30 صباحاً »
اندمجت مع القراءة '<img'>

ننتظر البقية ...

وشكرا..
وقل رب زدني علما.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أغسطس 16, 2004, 02:19:18 صباحاً
رد #11

معادله من الدرجه الاولى

  • عضو خبير

  • *****

  • 4191
    مشاركة

  • عضو مجلس الشورى

    • مشاهدة الملف الشخصي
أينشتاين والنسبيه ...
« رد #11 في: أغسطس 16, 2004, 02:19:18 صباحاً »
شكراا لكل من مر وعلق هنا .. واتمنى حقا ان الكتاب اعجبكم ..

واعتذر على تأخري في وضع الجزء الثالث ...

هذا الجزء ايضاً فيه من الاثاره الشيء الكثير .. اتمنى لكم متعة مع القراءه ..

....................................................................

مبدأ الشك >>


هل الضوء أمواج ؟ .... هل الضوء ذرات ؟
كانت المعركة محتدمة بين العلماء الذين يقولون بأن للضوء طبيعة موجية وبين العلماء الذين يقولون بأن طبيعته مادية ذرية ... حينما تقدم عالم نمساوي اسمه (شرودنجر) بمجموعة من المعادلات ليعلن عن نظرية اسمها (الميكانيكا الموجية) ... وفي هذه النظرية أثبت (شرودنجر) بالتجربة أن حزمة من الإلكترونات ساقطة على سطح بللورة معدنية تحيد بنفس الطريقة التي تحيد بها أمواج البحر التي تدخل من مضيق واستطاع أن يحسب طول موجة الإلكترونات التي تحيد بهذه الطريقة.

وأعقبت هذه المفاجأة مفاجآت أخرى ... فقد أثبتت التجارب التي أجريت على حزم من الذرات ثم على حزم من الجزيئات أنها بإسقاطها على بللورة معدنية تتصرف بنفس الطريقة الموجية وأن طول موجاتها يمكن حسابه بمعادلات (شرودنجر) ... وبهذا بدأ صرح النظرية المادية كله ينهار ... إن الهيكل كله يسقط ويتحول إلى خواء ... إن كهان العلوم دأبوا من سنين على أن يعلمونا أن الذرة عبارة عن معمار مادي يتألف من نواة تدور حولها الإلكترونات في أفلاك دائرية كما تدور الكواكب حول الشمس ، وأكثر من هذا حسبوا عدد الإلكترونات في كل ذرة وأن كل ذرة لها وزن ذري وأثبتوا كل هذا بالمعادلات ، فماذا يقولون في هذا الذي يهدم لهم صرح الهيكل ليقول إنه لا يحتوي على شيء له كيان مادي أو حيز ... وإنما كل ما هنالك طاقة متموجة ، وأكثر من هذا يقدم الدليل والإثبات بالمعادلات والتجارب ، كيف يمكن أن يقوم البرهان على شيئين متناقضين ؟!!! وهل يمكن أن يكون للشيء طبيعة متناقضة ؟!!!

وتقدم عالم ألماني هو (هايزنبرج) وبرفقته عالم آخر هو (بورن) ليقول أنه من الممكن تخطي هذه الفجوة ، وأنه لا توجد مشكلة ، وقدم مجموعة من المعادلات يمكن عن طريقها حساب الضوء على أنه موجات أو على أنه ذرات ، ولمن يريد أن يختار الافتراض الذي يعجبه ، وسيجد أن المعادلات تصلح للغرضين في وقت واحد ... كيف يمكن أن تكون الحقيقة متناقضة ؟!!! العلماء يسألون و(هايزنبرج) يرد ببساطة أن الحقيقة لا سبيل إلى إدراكها ... العلم لا يستطيع أن يعرف حقيقة أي شيء ... إنه يعرف كيف يتصرف ذلك الشيء في ظروف معينة ويستطيع أن يكشف علاقاته مع غيره من الأشياء ويحسبها ... ولكنه لا يستطيع أن يعرف ما هو .

لا سبيل أما العلم لإدراك المطلق ... العلم يدرك كميات ولكنه لا يدرك ماهيات ، العلم لا يمكنه أن يعرف ما هو الضوء ولا ما هو الإلكترون ... وحينما يقول أن الأشعة الضوئية هي موجات كهربية مغناطيسية أو فوتونات فإنه يحيل الألغاز إلى ألغاز أخرى ... فما هي الموجات الكهربائية المغناطيسية ؟ حركة الأثير ... وما الحركة وما الأثير ؟!!!
وما الفوتونات ؟ حزم من الطاقة ... وما الطاقة ؟!!!

الصفة الثانية للعلم أن أحكامه كلها إحصائية وتقريبية لأنه لا يجري تجاربه على حالات مفردة ، لا يمسك ذرة مفردة ليجري عليها تجربته ، ولا يقبض على إلكترون واحد ليلاحظه ، ولا يمسك فوتونا واحدا ليفحصه ويتفرج عليه ، وإنما يجري تجاربه على مجموعات ... على شعاع الضوء مثلا والشعاع يحتوي على بلايين بلايين الفوتونات ، أو جرام من مادة والجرام يحتوي على بلايين بلايين الذرات وتكون النتيجة أن الحسابات كلها حسابات تقريبية تقوم على الاحتمالات ... أما إذا حاول العلم أن يجري تجاربه على وحدة أساسية كأن يدرس ذرة بعينها أو يلاحظ إلاكترونا واحدا بالذات فإنه لا يمكنه أن يخرج بنتيجة لأنه يصطدم باستحالة نهائية ...

ولكي يثبت (هايزنبرج) هذه الاستحالة تخيل أن عالما يحاول أن يشاهد الإلكترون فعليه أولا أن يستخدم ميكروسكوبا يكبر مائة مليون مرة ... وعلى افتراض أنه حصل على هذا الميكروسكوب فإن هناك صعوبة أخرى وهي أن الإلكترون أصغر من موجة الضوء فعليه أن يختار موجة قصيرة مثل أشعة إكس ... ولكن أشعة إكس لا تصلح للرؤية إذن عليه أن يستخدم أشعة الراديوم ، وبافتراض أنه حصل على هذه الأشياء فإنه في اللحظة التي يضع فيها عينيه على الميكروسكوب ويطلق فوتونا ضوئيا ليرى به الإلكترون فإن الفوتون سوف يضرب الإلكترون كما تضرب العصا كرة البلياردو ويزيحه من مكانه لأن الفوتون عبارة عن شحنة من الطاقة ، فهو في محاولته لتسجيل وضع الإلكترون وسرعته لن يصل إلى أي نتيجة ... إذ في اللحظة التي يسجل فيها مكانه تتغير سرعته وفي اللحظة التي يحاول فيها تسجيل سرعته يتغير مكانه .

أننا نكون أشبه بالأعمى الذي يمسك بقطعة مكعبة من الثلج ليتحسس شكلها ومقاييسها ... وهي في نفس اللحظة التي يتحسسها تذوب مقاييسها بين يديه ، فيفقد الشيء الذي يبحث عنه بنفس العملية التي يبحث بها عنه .

وهكذا تتعطل القوانين حينما تصل إلى منتهى أجزاء ذلك الكون الكبير وتتوقف عند أصغر وحدة في وحداته فلا تعود ساريه ولا تعود صالحة للتطبيق ... وبالمثل هي تتعطل أحيانا حينما نحاول أن نطبقها على الكون بأسره ككل ... فقانون السببية أيضا لا يعود ساريا بالنسبة للكون ككل ... إذ أن اعتبار الكون صادرا عن سبب واعتباره خاضعا للسببية يجعل منه جزءا صادرا عن جزء آخر ويتناقض مع كليته وشموله .

القوانين تصطدم مع الحد الأكبر ومع الحد الأصغر للكون ولا تعود سارية ... والعقل يصطدم بالاستحالة حينما يحاول أن يبحث في المبدأ وفي المنتهى لأنه لم يجهز بالوسائل التي يقتحم بها هذه الحدود ...
بهذا البحث الفلسفي الرياضي استطاع (هايزنبرج) أن يفسر الطبيعة المزدوجة للضوء ، ووضع المعادلات التي تصلح لتفسير الضوء على الأساس المادي والأساس الموجي في نفس الوقت ، واعتبر القوانين في هذا المجال قوانين احتمالية إحصائية تعبر عن سلوك مجاميع هائلة من بلايين بلايين الفوتونات ... أما الفوتون نفسه فهو شيء لا يمكن تحديده ... كل ما يمكن للعلم أن يدركه هو الكميات والكيفيات ولكن لا سبيل إلى إدراك الماهيات .

لكن أينشتاين كانت له وجهة نظر أخرى ... كان يرى أن العالم في وحدة منسجمة ... كان يرى العالم الكبير بشموسه وأفلاكه والعالم الصغير بذراته وإلكتروناته خاضعا كله لقانون واحد بسيط ... وكان يرى أن العقل في إمكانه أن يكتشف هذا القانون وكان يبحث عنه جاهدا ... وفي سنة 1929م أعلن عن نظرية (المجال الموحد) ثم عاد بعد ذلك ورفضها واستبعدها وعاود البحث من جديد .


يتبع...

أغسطس 19, 2004, 01:32:47 صباحاً
رد #12

ابو سلمان

  • Administrator

  • *****

  • 2691
    مشاركة

  • مشرف إداري

    • مشاهدة الملف الشخصي
    • http://olom.info
أينشتاين والنسبيه ...
« رد #12 في: أغسطس 19, 2004, 01:32:47 صباحاً »
ألف شكر '<img'>

نحتاج المزيد المزيد

ابو سلمان

أغسطس 21, 2004, 05:01:07 مساءاً
رد #13

معادله من الدرجه الاولى

  • عضو خبير

  • *****

  • 4191
    مشاركة

  • عضو مجلس الشورى

    • مشاهدة الملف الشخصي
أينشتاين والنسبيه ...
« رد #13 في: أغسطس 21, 2004, 05:01:07 مساءاً »
ان شاء الله اخي ابو سلمان ..

سأوافيكم بالجزء الجديد الليلة على بركة الله ..

شكرا لمتابعتكم ..

أغسطس 21, 2004, 10:00:46 مساءاً
رد #14

معادله من الدرجه الاولى

  • عضو خبير

  • *****

  • 4191
    مشاركة

  • عضو مجلس الشورى

    • مشاهدة الملف الشخصي
أينشتاين والنسبيه ...
« رد #14 في: أغسطس 21, 2004, 10:00:46 مساءاً »
المكــــــان >>


كان أول سؤال سأله أينشتاين :
هل يمكن تقدير وضع أي شيء في المكان ؟ ... وهل يمكن الإثبات بشكل مطلق بأن جسما من الأجسام يتحرك وجسما آخر ثابت لا يتحرك ؟
راكب يمشي على ظهر سفينة في عرض البحر ... لو أردنا أن نقدر موضعه فسوف نحاول أن نقيس مكانه بالنسبة للصاري أو المدخنة ... فنقول مثلا أنه على بعد كذا من مدخنة السفينة ... ولكن هذا التقدير خاطيء لأن المدخنة ليست ثابتة وإنما هي تتحرك مع السفينة الي تتحرك بأسرها في البحر ... إذن نحاول أن نعرف موضعه بالنسبة للأرض فنقول إنه عند تقاطع خط طول كذا بخط عرض كذا ولكن هذا التقدير خاطيء أيضا لأن الأرض بأسرها تتحرك في الفضاء حول الشمس ... إذن نحاول أن نقدر وضعه بالنسبة للشمس ولكن الشمس تتحرك مع مجموعتها الشمسية كلها في الفضاء حول مركز مدينتها النجمية الكبرى ... إذن نحاول أن نعرف موضعه بالنسبة للمدينة النجمية الكبرى ولكن لا فائدة أيضا فالمدينة النجمية هي الأخرى جزء من مجرة هائلة اسمها سكة التبانة وهي تتحرك حول مركز التبانة ... إذن نحاول أن نعرف وضعه بالنسبة للتبانة للأسف لا أمل لأن التبانة هي الأخرى تتحرك مع عدد من المجرات حول مركز آخر لا يعلمه إلا الله ... وحتى بافتراض أننا أحطنا بكل مجرات الكون ومدنه النجمية الهائلة وعرفنا حركاتها كلها بالنسبة للكون لا فائدة أيضا ... لأن الكون كله في حالة تمدد وكل أقطاره في حالة انفجار دائم في جميع الاتجاهات .

إذن هناك استحالة مؤكدة ... ولا سبيل لمعرفة المكان المطلق لأي شيء في الفضاء وإنما نحن في أحسن الأحوال نقدر موضعه بالنسبة إلى كذا وكذا ... أما وضعه الحقيقي فمستحيل معرفته لأن كذا وكذا في حالة حركة هي الأخرى ... وأغلب الظن أنه لا يوجد شيء اسمه (وضع حقيقي) .

فإذا جئنا إلى الحركة فالمشكلة هي نفس المشكلة ... فأنت في قطار حينما يمر بك قطار آخر قادم في عكس الاتجاه فإنك للوهلة الأولى يختلط عليك ، يخيل إليك أن قطارك واقف والآخر هو الذي يتحرك ، وأنت عادة تقدر سرعته خطأ فيخيل إليك أنه يسير بسرعة خاطفة بينما هو في الواقع يسير بمعدل سرعة القطار الذي تركبه ... وإذا كان يسير في نفس اتجاه قطارك وموازٍ له فأنت يخيل إليك أن القطارين واقفان ... فإذا أغلقت نوافذ قطارك خيل إليك أنه ساكن لا يتحرك ... ولا سبيل إلى الخروج من هذا الخلط إلا بالمقارنة بمرجع ثابت ، كأن تفتح النوافذ وتنظر إلى الأشجار فتدرك بالمقارنة أن القطار يتحرك بالنسبة لها ... فإذا كان قطارك واحدا من عدة قطارات فلا سبيل إلى تمييز حركاتها من سكونها إلا بالخروج منها والتفرج عليها من بعيد من على رصيف محطة ثابت .

القطع إذن بحركة الجسم وسكونه يحتاج إلى رصيف ثابت للملاحظة ، وبدون مرجع ثابت لا يمكن معرفة الحركة من السكون ، وعلى الأكثر يمكن معرفة الحركة النسبية فقط .

لقد تعب (نيوتن) من مشكلة البحث عن الحركة الحقيقية ، وظل يتخبط من حركة نسبية إلى حركة نسبية ، فحاول الخروج من المشكلة بافتراض أن هناك جسما ساكنا تماما يوجد في مكان ما بعيد غير معروف تُقاس به الحركة الحقيقية ، ثم عاد فاعترف بعجزه عن البرهنة على وجود هذا الجسم الثابت ، واعتبر أن الشيء الثابت هو الفضاء نفسه واستمر على هذه العقيدة بدوافع دينية قائلا أن الفضاء يدل على وجود على الله ، ولم تنفع بالطبع هذه الفكرة .

ولم يكن العلماء أقل دروشة من نيوتن فقد افترضوا مادة ثابتة تملأ الفضاء وهي الأثير ، وبرهنوا على وجود الأثير بالطبيعة الموجية للضوء قائلين أن الأمواج لا بد لها من وسط مادي تنتشر فيه كما ينتشر موج البحر في الماء وأمواج الصوت في الهواء كذلك أمواج الضوء لا بد لها من وسط ... وحينما أثبتت التجارب أن الضوء يمكن أن ينتشر في الهواء المفرغ في ناقوس قالوا بوجود مادة اسمها الأثير تملأ كل الفراغات الكونية ، واعتبروا هذا الأثير المزعوم مرجعا يمكن أن تنسب إليه الحركات وتكتشف به الحركات الحقيقية .

وفي عام 1881م أجرى العالمان (ميكلسون ومورلي) تجربة حاسمة بغرض إثبات وجود الأثير ... وفكرة التجربة تتلخص في أن الأرض تتحرك خلال الأثير بسرعة عشرين ميل/ثانية ، فهي بذلك تحدث تيارا في الأثير بهذه السرعة ، فلو أن شعاعا من الضوء سقط على الأرض في اتجاه التيار فإنه لا بد ستزداد سرعته بمقدار العشرين ميل ، فإذا سقط في اتجاه مضاد للتيار فلا بد أن سرعته سوف تنقص بمقدار العشرين ميل ، فإذا كانت السرعة المعروفة للضوء هي (186284 ميل/ثانية) فإنها ستكون في الحالة الأولى (186304 ميل/ثانية) وفي الحالة الثانية (186264 ميل/ثانية) ... وبعد متاعب عديدة قام (ميكلسون ومورلي) بتنفيذ التجربة بدقة ... وكانت النتيجة المدهشة أنه لا فرق بين سرعتي الضوء في الحالتين وأنها (186284 ميل/ثانية) بدون زيادة أو نقصان ... وأن سرعة الأرض في الأثير تساوي صفر ... وكان معنى هذا أن يسلم العلماء بأن نظرية الأثير كلام فارغ ولا وجود لشيء اسمه الأثير أو يعتبروا أن الأرض ساكنة في الفضاء ... وكانت نظرية الأثير عزيزة عند العلماء لدرجة أن بعضهم شكك في حركة الأرض واعتبرها ساكنة فعلا .

أما أينشتاين فكان رأيه في المشكلة أن وجود الأثير خرافة لا وجود لها وأنه لا يوجد وسط ثابت ولا مرجع ثابت في الدنيا وأن الدنيا في حالة حركة مصطخبة ... وبهذا لا يكون هناك وسيلة لأي تقدير مطلق بخصوص الحركة أو السكون ، فلا يمكن القطع بأن جسما ما يتحرك وأن جسما آخر ما ثابت ، كل ما هنالك حركة نسبية أما الحركة الحقيقية فلا وجود لها ، كما وأن السكون الحقيقي لا وجود له أيضا والفضاء الثابت لا معنى له ... ويؤيد هذا رأي قديم لفيلسوف اسمه (ليبنتز) يقول فيه : أنه لا يوجد شيء اسمه الفضاء ، وما الفضاء سوى العلاقة بين الأجسام بعضها البعض .

وكانت هناك مشكلة ثانية تفرعت عن تجربة (ميكلسون ومورلي) هي ثبات سرعة الضوء بالرغم من اختلاف أماكن رصدها ... وقد تأكد بعد هذا أن هذه السرعة ثابتة لا بالنسبة لزوايا الرصد المختلفة على الأرض وحدها ، وإنما هي ثابتة بالنسبة للشمس والقمر والنجوم والنيازك والشهب وأنها أحد الثوابت الكونية ... وقد استخلص أينشتاين من هذه الحقيقة قانونه الأول في النسبية وهو أن قوانين الكون واحدة لكل الأجسام التي تتحرك بحركة منتظمة .

ولشرح هذا القانون نوورد المثل التالي : مثل الراكب على السفينة الذي يمشي على سطحها بسرعة ميل واحد /ساعة ... لو أن السفينة كانت تسير بسرعة 15 ميل/ ساعة لكانت سرعته بالنسبة للبحر 16 ميل/ساعة (15+1) ، ولو أنه غير اتجاهه وسار بالعكس (عكس اتجاه السفينة) لأصبحت سرعته بالنسبة للبحر 14 ميل/ساعة (15-1) ، برغم أنه لم يغير سرعته في الحالتين ، وبرغم أن سرعته في الاتجاهين كانت ميل واحد/ساعة ... ومعنى هذا أنه وهو نفس الشخص يسير بسرعتين مختلفتين 14 و 16 ميل/ساعة في نفس الوقت ، وهذه استحاله ... وأينشتاين يكشف سر هذه الاستحالة قائلا أن هناك خطأ حسابيا .

والخطأ الحسابي هنا هو الإضافة والطرح لكميات غبر متجانسة ... واعتبار أن المسافة المكانية لحادثة يمكن أن ينظر إليها مستقلة عن الجسم الذي اتخذ مرجعا لها ... وهو هنا الراكب ...والسرعة ميل واحد/ساعة هي سرعة الراكب والمسافة هنا مرجعها المركب ، أما الـ 15 ميل/ساعة سرعة السفينة فهي بالنسبة إلى البحر ولا يمكن إضافتها إلى الواحد ميل لأنهما مسافتين من نظامين مختلفين مرجعهما مختلف ... ونسبتهما مختلفة ... فالحساب هنا خطأ تبعا لقانون النسبية الأول الذي يقول بوحدة القوانين للأجسام التي تتحرك بحركة منتظمة داخل نظام واحد .

والقانون لا ينطبق على المسافة المكانية وحدها وإنما هو أيضا ينطبق على الفترات الزمنية ... فالفترة الزمنية لحادثة لا يمكن أن ينظر إليها مستقلة عن حالة الجسم المتخذ مرجعا لها ... والمثل الوارد عن راكب السفينة يؤكد هذا أيضا ... فسرعة الراكب وهي ميل/ساعة لا تقبل الإضافة إلى سرعة السفينة وهي 15 ميل/ساعة حيث أن المرجعين اللذين تنتسب إليهما هاتين الفترتين الزمنيتين مختلفان ....
وهذا يجرنا إلى الحلقة الثانية في النظرية النسبية ... ألا وهي الزمــن .


لقد رفض أينشتاين فكرة المكان المطلق ... واعتبر أن المكان دائما مقدار متغير ونسبي واعتبر التقدير المطلق لوضع أي جسم في المكان مستحيلا ، وإنما هو في أحسن الحالات يقدر له وضعه بالنسبة إلى متغير بجواره ... كما اعتبر إدراك الحركة المطلقة لجسم يتحرك بانتظام أمرا مستحيلا وبالمثل إدراك سكونه المطلق ... إنه عاجز عن اكتشاف الحالة الحقيقية لجسم من حيث الحركة والسكون المطلقين طالما أن هذا الجسم في حالة حركة منتظمة ... وكل ما يستطيع أن يقوله إن هذا الجسم يتحرك حركة نسبية معينة بالنسبة إلى جسم آخر .

وهناك مثل طريف يضربه عالم الرياضيات (هنري بوانكاريه) على هذا العجز فهو يقول : لنتصور معا أن الكون أثناء استغراقنا في النوم قد تضاعف في الحجم ألف مرة ... كل شيء في الكون بما في ذلك السرير الذي ننام عليه والوسادة ... بما في ذلك أجسامنا نحن أيضا ... ماذا يحدث لنا حينما نستيقظ ؟ يقول (بوانكاريه) في خبث شديد إننا لا نلاحظ شيئا ... ولن نستطيع أن ندرك أن شيئا ما قد حدث ولو استخدمنا كل ما نملك من علوم رياضية ... إن الكون قد تضاعف في الحجم ألف مرة صحيح ولكن كل شيء قد تضاعف بهذه النسبة في ذات الوقت ... والنتيجة أن النسب الحجمية العامة تظل محفوظة بين الأشياء بعضها البعض .

ونفس القصة تحدث إذا تضاعفت سرعة الأشياء جميعها أثناء النوم بنفس النسبة فإننا نصحو فلا ندرك أن شيئا ما قد حدث بسبب عجزنا عن إدراك الحركة المطلقة ... ولأننا نقف في إدراكنا عند الحركة النسبية وهي في قصتنا ثابتة ... لأن نسبة كل حركة إلى الحركة التي بجوارها ثابتة رغم الزيادة المطلقة والعامة للحركة ... لأننا أيضا قد تضاعفت حركاتنا وسرعاتنا ونشاطنا الحيوي .

ويقول أينشتاين إن هناك استثناء واحد يمكن أن ندرك فيه الحركة المطلقة هو اللحظة التي تفقد الحركة انتظامها فتتسارع أو تتباطأ فندرك أن القطار الذي نركبه يتحرك عندما يبطيء استعدادا للفرملة أو تغيير التجاه ... في هذه اللحظة فقط نستطيع أن نجزم أننا نجلس في مركبة متحركة ونستطيع أن نقول بحركتها المطلقة دون الحاجة إلى مشاهدتها من رصيف منفصل ... وسوف نرى أنه حتى هذا الاستثناء الواحد قد أعاد أينشتاين فنقضه في نهاية بحثه .

هذا ما قاله أينشتاين عن المكان وعن الحركة في المكان ... فماذا قال عن الزمان ؟ ... إن المكان والزمان هما حدان غير منفصلين في الحركة ... فماذا قالت النسبية عن هذا الحد الثاني ؟