Advanced Search

المحرر موضوع: أينشتاين والنسبيه ...  (زيارة 7786 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

سبتمبر 17, 2004, 12:44:07 مساءاً
رد #45

حاتم زيدان

  • عضو مبتدى

  • *

  • 58
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
أينشتاين والنسبيه ...
« رد #45 في: سبتمبر 17, 2004, 12:44:07 مساءاً »
..



"قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون"

سبتمبر 17, 2004, 12:59:03 مساءاً
رد #46

حاتم زيدان

  • عضو مبتدى

  • *

  • 58
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
أينشتاين والنسبيه ...
« رد #46 في: سبتمبر 17, 2004, 12:59:03 مساءاً »
..



"قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون"

سبتمبر 17, 2004, 01:15:39 مساءاً
رد #47

حاتم زيدان

  • عضو مبتدى

  • *

  • 58
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
أينشتاين والنسبيه ...
« رد #47 في: سبتمبر 17, 2004, 01:15:39 مساءاً »
شكرا يا جماعة على الرد انا فعلا ممتن لكم جدا
اما انى يا اخت معادلة والله لا اكره ان اكون مبتدئا ولا ان يصفنى احد بهذا .....كما تريدين

ولكن كان حديثى بالنسبة لموضوع السهولة عن النسبية الخاصة كما تتحدثون جميعا عنها لكن النسبية العامة شىء اخر
وتستطيعين اختى العزيزة ان تسالى من تريدين ...سانتظر الرد
وشكرا ثانية...السلام عليكم


"ولا يحزنك قولهم ان العزة لله جميعا هو السميع العليم"



"قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون"

سبتمبر 17, 2004, 01:46:56 مساءاً
رد #48

معادله من الدرجه الاولى

  • عضو خبير

  • *****

  • 4191
    مشاركة

  • عضو مجلس الشورى

    • مشاهدة الملف الشخصي
أينشتاين والنسبيه ...
« رد #48 في: سبتمبر 17, 2004, 01:46:56 مساءاً »
بحثت في المكتبة عن النظرية النسبيه العامه لكن لم اجد شيئاً سوى قوانين لاتفسر الكثير ..

سأستمر في البحث وأوفيك ..

وسأضع لكم جزء جديد الليلة ان شاء الله ..

سبتمبر 18, 2004, 11:15:32 صباحاً
رد #49

حاتم زيدان

  • عضو مبتدى

  • *

  • 58
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
أينشتاين والنسبيه ...
« رد #49 في: سبتمبر 18, 2004, 11:15:32 صباحاً »
حسنا انا انتظر
=============
"أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشىء عجاب"
"قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون"

سبتمبر 18, 2004, 11:53:53 صباحاً
رد #50

khaled66

  • عضو مبتدى

  • *

  • 9
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
أينشتاين والنسبيه ...
« رد #50 في: سبتمبر 18, 2004, 11:53:53 صباحاً »
'<img'> لكم المحبة

سبتمبر 18, 2004, 11:56:51 صباحاً
رد #51

حاتم زيدان

  • عضو مبتدى

  • *

  • 58
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
أينشتاين والنسبيه ...
« رد #51 في: سبتمبر 18, 2004, 11:56:51 صباحاً »
شكرا لك
==============
"وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة واذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون"
"قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون"

سبتمبر 18, 2004, 12:00:27 مساءاً
رد #52

khaled66

  • عضو مبتدى

  • *

  • 9
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
أينشتاين والنسبيه ...
« رد #52 في: سبتمبر 18, 2004, 12:00:27 مساءاً »
هذه هي الحقيقة

سبتمبر 18, 2004, 12:04:32 مساءاً
رد #53

حاتم زيدان

  • عضو مبتدى

  • *

  • 58
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
أينشتاين والنسبيه ...
« رد #53 في: سبتمبر 18, 2004, 12:04:32 مساءاً »
"وقال إنى ذاهب الى ربى سيهدين"
"قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون"

سبتمبر 19, 2004, 01:27:01 صباحاً
رد #54

معادله من الدرجه الاولى

  • عضو خبير

  • *****

  • 4191
    مشاركة

  • عضو مجلس الشورى

    • مشاهدة الملف الشخصي
أينشتاين والنسبيه ...
« رد #54 في: سبتمبر 19, 2004, 01:27:01 صباحاً »
الحركة المطلقة >>



أنكر أينشتاين في نظريته إمكان الحركة المطلقة ... فمن المستحيل أن نعرف أن جسما ما في حالة حركة أو في حالة سكون إلا بالرجوع إلى جسم آخر ، وتاريخنا مع الأرض يؤكد كلام أينشتاين ... لقد ظللنا نعتقد قرونا طويلة بأن الأرض ساكنة حتى اكتشفنا حركتها عن طريق رصد النجوم والكواكب حولها ... ولو أن الأرض كانت تدور وحدها في فضاء الكون لما أمكن على الإطلاق معرفة حركتها من سكونها ، لانعدام أي مرجع نقيس به ولكان من المؤكد أننا سوف نظل جاهلين بحالنا .

وكان هناك استثناء واحدا ... أن تبطيء الأرض في حركتها فجأة أو تسرع فجأة أو تضطرب حركتها ... فندرك عن طريق تثاقل أجسامنا وقصورنا الذاتي أننا على جسم متحرك ، شأننا شأن راكب الطائرة الذي يستطيع أن يكشف حركتها دون الحاجة إلى أن يطل من النافذة أو يرجع إلى مرجع خارجي بمجرد أن تغير الطائرة من سرعتها أو اتجاهها أو ارتفاعها ... وكان معنى هذا الاستثناء أن الحركة يمكن أن تكون مطلقة إذا كانت غير منتظمة ، فهي في هذه الحالة يمكن إدراكها بالرجوع إلى ذاتها وبدون حاجة إلى مرجع خارجي .

ولهذا وضع أينشتاين نظريته الأولى " النسبية الخاصة " وقصرها على الأجسام التي تتحرك بحركة منتظمة ... وقال فيها : إن قوانين الكون واحدة لكل الأجسام التي تتحرك بحركة منتظمة ... ولكن هذا الشذوذ في القاعدة ظل يؤرق باله ، فهو لا يعتقد في كون معقد وإنما يؤمن بكون بسيط ... ويرى أن البساطة أعمق من التعقيد ، وأن تعدد القوانين وتناقضها في كون واحد يدل على عقل رياضي سطحي عاجز عن إدراك الحقيقة .

وبعد سنوات من التفكير والحساب وإعادة النظر قدم نظريته الجريئة في " النسبية العامة " التي أعلن فيها أن : قوانين الكون واحدة لكل الأجسام بصرف النظر عن حالات حركتها ... وبذلك عاد فأكد رفضه لكل ما هو مطلق ، حتى الاستثناء الواحد ، الحركة الغير منتظمة ... هي الأخرى أصبحت نسبية لا يمكن الجزم بها بدون مرجع خارجي .

ولتقريب هذا الإشكال الجديد إلى الذهن تخيل أينشتاين أرجوحة مربوطة بحبال إلى عمود رأسي ... وأن هذه الأرجوحة تدور حول العمود ، وهذه الأرجوحة مغلقة تماما والجالس بداخلها لا يرى ما يدور خارجها ، وهي موجودة في الفضاء بعيدا عن أي جاذبية ... ماذا سوف يحدث لعدد من العلماء جالسين في تلك الأرجوحة ؟! ... "إنهم سوف يلاحظون أن أجسامهم تتثاقل دائما نحو أرضية الأرجوحة ، وأنهم إلى ألقوا بأي شيء فإنه يسقط دائما نحو الأرضية وإذا قفزوا من أماكنهم فإنهم سوف يقعون دائما نحو الأرضية ، وسوف يكون تعليلهم لهذه الظاهرة أن هناك قوى جاذبية في هذه الأرضية ... وهم لن يفطنوا إلى أن الأرضية هي الجدار الخارجي لأرجوحتهم نظرا لأن الحواس تقرن دائما أي تثاقل بأنه اتجاه إلى تحت ، وهو شبيه لما يحدث لنا على الأرض فنحن أثناء دوران الأرض تكون رؤوسنا إلى أسفل وأقدامنا إلى أعلى ومع ذلك يخيل إلينا العكس نتيجة الإحساس بالتثاقل الناتج عن الجاذبية ... وهكذا سوف تكون جميع حسابات هؤلاء العلماء مؤكدة بأنهم خاضعون لقوى الجاذبية .

ولكن من يلاحظ هذه الأرجوحة من الخارج سوف يخطّيء كل حساباتهم ... وسوف يرى أنهم خاضعون للقصور الذاتي المعروف باسم القوة الطاردة المركزية ، وهي القوة التي تطرد الأجسام المتحركة في دائرة إلى خارج الدائرة ... ومعنى هذا أن هناك إمكانية للخلط دائما بين الحركة الناتجة من الجاذبية والحركة الناتجة من القصور الذاتي ، وأنه لا يمكن التفرقة بين الإثنين بدون مرجع خارجي .

فإذا عدنا إلى الإشكال الأول وهو إشكال الحركة غير المنتظمة وتخيلنا أن الأرض التي تسير وحدها في الفضاء ... وتخيلنا الاستثناء الذي ترتب عليه إدراكنا لهذه الحركة وهو أن تبطيء أو تسرع ... أو تضطرب في حركتها ... فإن هذا الاستثناء لا يكون دلالة على أن حركتنا مطلقة ، إذ أن الخلط مازال قائما ... فمن المحتمل أن يكون ما حسبناه حركة أرضية (نتيجة القصور الذاتي) هو في الواقع اضطراب في مجال الجاذبية لنجم بعيد غير مرئي ... مثل ما يحدث في حركة مياه البحر من مد وجزر نتيجة التقلبات في مجال جاذبية القمر .

إن التمييز بين الحركة الناتجة عن القصور الذاتي والحركة الناتجة عن الجاذبية مستحيل بدون مرجع خارجي ، وبذلك لا تكون هناك وسيلة إلى إدراك الحركة المطلقة حتى من خلال الحركة الغير المنتظمة ... وبذلك تصبح نظرية أينشتاين عامة شاملة لكل قوانين الكون لا نظرية خاصة بالأجسام ذات الحركة المنتظمة .

والبرهان الثاني يأخذه أينشتاين من ظاهرة طبيعية معروفة هي سقوط الأجسام نحو الأرض بسرعة واحدة مهما اختلفت كتلاتها ، كرة من الحديد تسقط نحو الأرض بنفس السرعة التي تسقط بها كرة من الخشب مماثلة لها في الحجم بنفس السرعة التي تسقط بها قنبلة مدفع ... وإذا كانت قطعة من الورق تسقط نحو الأرض ببطء فالسبب أن مسطحها كبير ومقاومة الهواء لسقوطها كبير مما يؤدي إلى هذا البطء في سقوطها ، ولكن لو كورناها تماما فإنها سوف تسقط نحو الأرض بنفس السرعة التي تسقط بها كرة الحديد .

ولقد كانت هذه السرعة الواحدة التي تسقط بها جميع الأجسام مصدر مشكلة عويصة في الطبيعة ... إذ أن هذه الظاهرة هي عكس الظاهرة المعروفة في حركة الأجسام الأفقية ، وتفاوت سرعتها تبعا لكتلتها ، فالقوة التي تدفع كرة صغيرة عدة أميال إلى الأمام لا تكاد تحرك عربة سكة حديد إلا عدة سنتيمترات ... نتيجة أن عربة السكة الحديد تقاوم الحركة بقصورها الذاتي الأكبر بكثير من قصور كرة صغيرة ذات كتلة صغيرة .

وقد حل (نيوتن) هذ الإشكال بقانونه الذي قال فيه إن قوة الجاذبية الواقعة على جسم تزداد كلما ازداد قصوره الذاتي ... والنتيجة أن الأرض تشد الكرة الحديد بقوة أكبر من الكر الخشب ، ولذلك تسقط الكرتان بسرعة واحدة لأنه ولو أن الكرة الحديد قصورها أكبر ومقاومتها للحركة أكبر إلا أن القوة التي تشدها أكبر ... وهذا القانون الذي أعلنه (نيوتن) باسم " تكافؤ الجاذبية والقصور الذاتي " ... هو دليل آخر على إمكانية الخلط بين القوتين .

انتهت نظرية أينشتاين الثانية المعروفة بـ (النسبية العامة) إلى نفي معرفة كل ما هو مطلق ... وإلى اعتبار الكون خاضعا لقوانين واحدة برغم اختلاف الحركة في داخله ... وإلى استحالة معرفة الحركة من السكون بدون مرجع خارج عن نطاق الحركة وعن نطاق هذا السكون .

ولكن أينشتاين فتح على نفسه بابا خطيرا من الشك ، فهذا الخلط بين الجاذبية والقصور الذاتي فتح بابا للتساؤل : من أين نعلم إذن أن ما نقيسه على الأرض هو ظواهر لقوة جاذبية ؟ ... لماذا لا تكون ظواهر قصورية ؟ ... إن وجود الجاذبية يصبح أمرا مشكوكا فيه من أساسه ، وعلى أينشتاين أن يملأ هذه الفجوة الرهيبة التي فتحها ، عليه أن يواجه عملاقا اسمه (نيوتن) ويرد عليه .

والإشكال الثاني هو هذا التفكك الذي اعترى الحقيقة على يد النسبية ... فانفطرت إلى كلمات خاوية ، المكان ، والزمان ، والكتلة ... حتى الكتلة انفرطت هي الأخرى فأصبحت حركة ... مجرد خواء ، كيف يعود أينشتاين فيبني من هذا الخواء كونا مأهولا معقولا ملموسا كالكون الذي نراه ؟!! ... كيف يصبح لهذا الكون شكل ؟ ... وأعمدة الشكل وهي الصلابة المادية قد انهارت وتبخرت إلى طاقة وإشعاع غير منظور ؟

إن أينشتاين عمد إلى البساطة فانتهى إلى الغموض ... وهدف إلى الحقيقة فأخذ بيدها إلى هوة من الشك

سبتمبر 19, 2004, 06:41:46 مساءاً
رد #55

حاتم زيدان

  • عضو مبتدى

  • *

  • 58
    مشاركة

    • مشاهدة الملف الشخصي
أينشتاين والنسبيه ...
« رد #55 في: سبتمبر 19, 2004, 06:41:46 مساءاً »
شكرا على دابك ومتابعتك
"إن إلهكم لواحد"
"قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون"

سبتمبر 19, 2004, 10:46:11 مساءاً
رد #56

معادله من الدرجه الاولى

  • عضو خبير

  • *****

  • 4191
    مشاركة

  • عضو مجلس الشورى

    • مشاهدة الملف الشخصي
أينشتاين والنسبيه ...
« رد #56 في: سبتمبر 19, 2004, 10:46:11 مساءاً »
شكراً لمرورك .. '<img'>

سبتمبر 27, 2004, 11:40:52 مساءاً
رد #57

معادله من الدرجه الاولى

  • عضو خبير

  • *****

  • 4191
    مشاركة

  • عضو مجلس الشورى

    • مشاهدة الملف الشخصي
أينشتاين والنسبيه ...
« رد #57 في: سبتمبر 27, 2004, 11:40:52 مساءاً »
اخي القدير مبتدىء .. ماذكرته عن القانون انه تربيع وليس تكعيب فهو صحيح .. وسأقوم بتعديل ماكتب في

هذا الكتاب .. فقد بحثت في مصادر متعدده منها الفيزياء العامه والفيزياء الحديثة ووجدته تربيع وليس تكعيب

كذلك سألت دكتورة الفيزياء معنا وقالت لي في قوانين النسبيه لايوجد شيء تكعيب ... اعتقد تربيع .

'<img'>

سبتمبر 27, 2004, 11:41:24 مساءاً
رد #58

معادله من الدرجه الاولى

  • عضو خبير

  • *****

  • 4191
    مشاركة

  • عضو مجلس الشورى

    • مشاهدة الملف الشخصي
أينشتاين والنسبيه ...
« رد #58 في: سبتمبر 27, 2004, 11:41:24 مساءاً »
البُعد الرابع >>


إذا كنت في البحر وأردت أن تحدد وضعك فأنت في حاجة إلى نسبة هذا الوضع إلى بُعدين هما الطول والعرض ... فأنت عند التقاء خط طول كذا بخط عرض كذا ، أما إذا كنت طائرا في الهواء وأردت أن تحدد موضعك فأنت في حاجة إلى ثلاثة أبعاد ... الطول والعرض وارتفاع لتحدد النقطة التي أنت فيها بالضبط ، وهذه الأبعاد الثلاثة لا تصف لنا حركتك ... لأن وضعك يتغير من لحظة لأخرى على محور رابع غير منظور ولا ملموس هو الزمن .... فإذا أردت أن تعرف حركت كفإن الأبعاد الثلاثة لا تكفي ولا بد أن تضيف إليها بُعدا رابعا هو الزمن فأنت على خط طول كذا وخط عرض كذا في ارتفاع كذا في الوقت كذا .

ولأن كل شيء في الطبيعة في حالة حركة ... فالأبعاد الثلاثة هي حدود غير واقعية للأحداث الطبيعية والحقيقة ليست ثلاثية في أبعادها ولكنها رباعية : إنها المكان والزمان معا في " متصل واحد " "space-time continuum" ، ولكن المكان والزمان يظهران دائما منفصلين في إحساسنا لأننا لا نرى الزمان ولا نمسكه كما نمسك بالأبعاد المكانية الأخرى ، ولا نعرف له معادلا موضوعيا خاصا به كما للمكان ... ومع هذا فاتصال الزمان بالمكان حقيقة ، بدليل أننا إذا أردنا أن نتتبع الزمان فإننا نتتبعه في المكان ... فنترجم النقلات الزمانية بنقلات مكانية ... فنقول وقت الغروب ونقصد انحدار الشمس في المكان بالنسبة للأرض ، ونقول اليوم والشهر والسنة وهي إشارات للأوضاع المكانية التي تحتلها الأرض حول الشمس .

ومع هذا فنحن لا نستطيع أن نتخيل شكلا ذا أربعة أبعاد ، إن هذه التركيبة الخيالية تحدث لنا دوارا ... فكيف يمكن أن يضاف الزمان إلى الأبعاد الثلاثة ليصنع شكلا ذا أبعاد أربعة ؟ ... وماذا تكون صفة هذا الشكل ؟ ... وأينشتاين يقول إننا سجناء حواسنا المحدودة ولهذا نعجز عن رؤية هذه الحقيقة وتصورها .

ولكن الزمان غير منفصل عن المكان وإنما هما نسيج واحد ... وهذا النسيج هو " المجال " الذي تدور فيه كل الحركات الكونية ... وعند كلمة " مجال " نتوقف قليلا فهي كلمة لها عند أينشتاين معنى جديد عميق .

كلمة المجال هي الكلمة التي يرد بها أينشتاين على نظرية الجاذبية لـ (نيوتن) ، (نيوتن) يقول إن الجاذبية قوة كامنة في الأجسام تجذب بعضها إلى بعض وتؤثر عن بعد ... ولكن أينشتاين يرفض نظرية التأثير عن بعد ، وينكر أن الجاذبية قوة ، ويقول إن الأجسام لا تشد بعضها بعضا ولكنها تخلق حولها مجالا ... كل جسم يحدث اضطرابا في الصفات القياسية للفضاء حوله - كما تحدث السمكة اضطرابا في الماء حولها - ويخلق حوله مجالا (نتيجة التعديلات التي تحدث في الزمان والمكان حوله) ... وكما في المغناطيس يمكن تخطيط هذا المجال عن طريق رش برادة الحديد ، كذلك يمكننا عن طريق الحساب والمعادلات أن نحسب شكل وتركيب مجال جسم معين عن طريق كتلته .

وقد استطاع أينشتاين أن يقدم بالفعل هذه المعادلات المعروفة بمعادلات التركيب ، وأرفق بها مجموعة أخرى من المعادلات سماها معادلات الحركة لحساب حركة أي جسم يقع في ذلك المجال ... وتفسير ما يحدث في نظر أينشتاين حينما يجذب المغناطيس برادة الحديد أن برادة الحديد تتراص في صفوف في الفضاء وفقا للمجال ، لأنها لا تستطيع أن تسلك سبلا أخرى في حركتها نتيجة التعديلات التي أحدثها وجود المغناطيس في الخواص القياسية للفضاء حوله ... إن المغناطيس لا يجذب البرادة والبرادة لا تنجذب إلى المغناطيس ... ولكنها لا تجد طريقا تسلكه سوى هذه السكك الفضائية الجديدة التي اسمها المجال المغناطيسي .

تماما كما توجد السمكة نتيجة حركتها في الماء تيارا تسير فيه ذرات الغبار العالقة بالماء ، ويبدو على هذه الذرات أنها تسير منجذبة إلى السمكة ولكنها في الواقع تتحرك وفقا للدوامة المائية وللتيارات التي أوجدتها السمكة بحركتها في الماء ... إنها لا تتحرك بقوة السمكة بل هي تتحرك وفقا لمجال .

وكان من الممكن أن تمر هذه النظرية على أنها نوع من التخريف والهذيان لولا أن معادلات أينشتاين قد استطاعت أن تتنبأ بظواهر طبيعية وفلكية ، كانت تعتبر إلى وقت قريب من الألغاز ، فقد ظلت حركة عطارد حول الشمس لغزا حتى فسرتها هذه المعادلات

والظاهرة التي كانت تحير العلماء أن هذا كوكب عطارد ينحرف عن مداره بمقدار معين كل عدد معين من السنين ... وأن المجال الذي يدور فيه ينتقل من مكانه بمضي الزمن ، وقد تنبأت معادلات أينشتاين بمقدار الانحراف بالضبط ... وكان التفسير الذي قدمه أينشتاين لهذه الظاهرة أن شدة اقترب عطارد من الشمس بالإضافة إلى سرعة دورانه وعظم جاذبية الشمس هو الذي يؤدي إلى هذا الاضطراب في المجال والانحراف المشاهد في مدار الكوكب .

أما النبوءة الثانية فكانت أخطر من الأولى وأكثر إثارة للأوساط العلمية ، فقد كان معلوما أن الضوء ينتشر في خطوط مستقيمة وهكذا تعلمنا في كتب الضوء الأولية التي درسناها في المدارس ... ولكن أينشتاين كان له رأي آخر فمادام الضوء طاقة والطاقة مادة ، فلا بد أن يخضع الضوء لخواص المجال كما تخضع برادة الحديد فيسير في خطوط منحنية حينما يقترب من جسم مثل جسم الشمس ذي مجال جاذبية قوي ، فلو رصدنا نجما يمر ضوؤه بجوار الشمس لوجدنا أن الشعاع القادم إلينا ينحرف إلى الداخل ناحية مجال الشمس ولرأينا الصورة بالتالي تنحرف إلى الخارج بزاوية معينة قدرها أينشتاين بـ (1.75 درجة) ... وكان رصد مثل هذا النجم يقتضي الانتظار حتى يأتي وقت الكسوف لتكون رؤيته بجوار الشمس ممكنة .

ولقد أسرع العلماء يبنون مراصدهم في المناطق الاستوائية وعلى ذرى الجبال في انتظار اللحظة الحاسمة التي يمتحنون فيها هذه النظرية الخرافية ... فماذا كانت النتيجة ؟!! ... سجلت المراصد انحرافا قدره (1.64 درجة) أي قريبا جدا من نبوءة أينشتاين ، إذن أينشتاين على صواب والضوء مادة والأشعة الضوئية لا نسير في خطوط مستقيمة ، وإنما تنحني وفقا لخطوط المجال .

هل هذا الرجل شيخ طريقة يعلم الغيب ويحسب حساب النجوم ويعرف مقدراتها دون أن يراها ؟
وما هذا السر الذي الذي وضع يده عليه وبدأ يفض به مكنونات الوجود ؟
وما معنى النسيج الواحد من المكان والزمان ذي الأربعة أبعاد ؟
وكيف يخلق الجسم مجالا حوله ؟

أينشتاين يشرح هذا الغموض قائلا : إن أي جسم يوجد في مكان وزمان ، فإنه يحدث تغيرات في الخواص القياسية لهذا المكان والزمان ، فينحني الفضاء حول هذا الجسم كما تنحني خطوط القوى حول المغناطيس ... وهذه التغيرات هي المجال ، وكل ذرة مادية في هذا المجال تعدل سيرها وفقا له كما تتراص برادة الحديد وفقا لخطوط المجال حول المغناطيس ، وعلى هذا الأساس تدور الأرض حول الشمس ، لا بسبب قوة جذب الشمس ولكن بسبب خصائص المجال الذي توجده الشمس حولها .

الأرض لا تجد مسلكا تسير فيه سوى هذا المسلك الدائري ، وكل الكواكب محكومة في مسالكها بخطوط دائرية هي انحناءات المجال حول الأجسام الأكبر منها ... الجاذبية ظاهرة أشبه بظاهرة القصور ، الأجسام قاصرة عن أن تتعدى مجالاتها المرسومة ، ولا يجدي أن نقول أن الفضاء واسع ... فلماذا تأخذ الأجسام هذه المسارات الدائرية وتعجز عن الخروج منها ... فالبحر أيضا واسع ومع هذا حينما تتلقف دوامة حطام إحدى المراكب فإنها تظل تدور به في مجالاتها لا تفلته ويعجز بدوره عن الخروج من قبضتها مع أن البحر واسع لا حدود لآفاقه ... ونحن نرى الطائرات في الجو تتجنب المطبات الهوائية والدوامات ، لأنها تفقد تحكمها إذا وقعت في أسرها .

ولا شك أن جانبا كبيرا من غموض المسألة سببه أن عيوننا لا ترى هذه الأشياء التي اسمها خطوط المجال ، إنما نحن نتتبعها عن طريق قياس أثرها ثم نحسب حسبتها في ذهننا عن طريق المعادلات والرموز الرياضية ثم نبني لها شكلا خياليا في عقلنا ... أما حكاية المكان والزمان اللذان يؤلفان نسيجا واحدا فهي مشكلة المشاكل في النسبية ... فإننا بحكم حواسنا المحدودة لا نستطيع أن نرسم صورة أو شكلا لهذا الشيء ذي الأبعاد الأربعة .

أكتوبر 01, 2004, 04:49:09 مساءاً
رد #59

معادله من الدرجه الاولى

  • عضو خبير

  • *****

  • 4191
    مشاركة

  • عضو مجلس الشورى

    • مشاهدة الملف الشخصي
أينشتاين والنسبيه ...
« رد #59 في: أكتوبر 01, 2004, 04:49:09 مساءاً »
النهايــة >>


فكرت طويلا في حكاية البُعد الرابع ، وأعتقد إني وجدت مثلا يقرب هذه الحكاية إلى الأذهان هو مثل السينما المتحركة ... فالشريط السينمائي إذا أدرناه ببطء جدا لنعرض محتوياته على شكل لقطات منفصة فإننا نراه صورة صورة ... كل صورة ذات بُعدين طولي وعرضي ، وإذا كانت اللقطات مجسمة فإننا نرى الصورة ذات ثلاثة أبعاد ، ولكننا نراها ساكنة لا حركة فيها ، حتى يدار الشريط بالسرعة المناسبة فنرى أن عقلنا قد أضاف بُعدا رابعا إلى الشريط وهو الزمن ، فأصبحت اللقطات المنفصلة رواية متصلة ذات تتابع زمني ... هذا الالتحام بين الزمان والمكان هو الذي قصده أينشتاين بالنسيج الواحد للفضاء ، ذلك النسيج ذو الأبعاد الأربعة الذي يؤلف المجال الهندسي للكون .

وقد واجهت أينشتاين مشكلة كبرى بعد أن حلل الكون إلى مكوناته الأساسية : المكان ، الزمان ، الكتلة والمجال ... هو أن يبنيه من جديد في الصورة المعقولة التي نراه عليها ويعرّفنا بشكله ككل ... هل هو نهائي محدود أم لا نهائي لا محدود ؟!! ... هل هو مسطح كالبحر تسبح فيه مجموعات النجوم كالجزر أم هو غائر كالبئر وهذه النجوم معلقة في أعماقه ؟!! ... وكان الرأي القديم السائد أن الكون لانهائي ولا حدود له ، وقد لجأ العلماء إلى هذا التخيل حينما اصطدموا بالسؤال المألوف : لو أن الكون كانت له نهاية فماذا وراء هذه النهاية ؟!! ... وكانت نتيجة حيرتهم أن حاولوا التخلص من الإشكال كله برفض محدودية الكون ، واعتباره لا نهائيا لا أول له ولا آخر ، وكان هذا رأي (نيوتن) .

وكان الرأي أيضا أن الكون مسطح كالبحر لا شاطيء له ولا أفق ، وجزر النجوم اللانهائية سابحة فيه في أعداد لا مبدأ لها ولامنتهى ، وكانت هذه نتيجة أخرى للإيمان بهندسة واحدة تفسر كل علاقات الكون هي هندسة (إقليدس) ... وهي الهندسة الكلاسيكية التي تعلمناها في المدارس والتي تعتمد في كل نظرياتها وتركيباتها على الخطوط المستقيمة .

وكان رأي أينشتاين أن الهندسة الكلاسيكية تنطبق في الأغراض المحدودة ... وأنها صالحة بالنسبة لمهندس يصمم عربة أو مبنى ، ولكنها هندسة قاصرة وخاطئة إذا حاولنا أن نفسر بها علاقات الكون الكبير أو حتى علاقات الكرة الأرضية ... فإذا حاولنا أن نرسم على الكرة الأرضية مثلثا خياليا رأسه عند القطب الشمالي وقاعدته عند خط الاستواء فإن مجموع زوايا هذا المثلث ستكون أكبر من 2ق .... ولو حاولنا أن نبحث عن أقصر الخطوط بين لندن ونيويورك فسنجد أنه خط دائري يصعد شمالا عبر أيسلندا ... والسبب في هذا الاختلال الهندسي أن سطح الأرض كروي ، والسطوح الكروية لا تنطبق فيها هندسة (إقليدس) ، وقد كان رأي أينشتاين أن الكون شأنه شأن الأض لا تنطبق فيه هندسة (إقليدس) لأنه ليس نظاما مسطحا .... ماذا يمكن أن يكون شكل الكون ؟!!

النظرية النسبية تعطينا مفتاحا ... فهي تقول بأن كل جسم يوجد في مكان وزمان يخلق حوله مجالا ، وأن الفضاء حول هذا الجسم يتحدب وينحني بمقتضى خطوط هذا المجال ، ومعنى هذا أن كل مادة توجد في فضاء الكون تؤدي إلى انحناء في سطح هذا الفضاء ، ومعنى هذا أننا لو استطعنا أن نعرف مقدار المادة الكلية في فضاء الكون لأمكننا أن نعرف مقدار الانحناء فيه وشكل من أشكال مجاله العام بمقتضى معادلات النسبية ... ومن حسن الحظ أنه أمكن حساب متوسط كثافة المادة في الكون كله ، وبمقتضى هذا الرقم أمكن معرفة أن الكون شكله كروي ، وأن الفضاء فيه ينحني ليؤلف شيئا كفقاعة هائلة ... ومع ذلك فإنه ليس كرة بالمعنى المألوف لأن الكرة مجموعة أبعاد مكانية ، أما الكرة الكونية فهي من أربعة أبعاد ... من المكان والزمان ... وهي نهائية ولكنها غير محدودة ، بمعنى أنك لا يصح أن تسأل عما بعدها .

وأينشتاين يقول إنه لا يمكن لحواسنا أن تتخيلها ، ونصف قطر الكون بهذا الحساب 35 بليون سنة ضوئية ... وكان ظن أينشتاين في البداية أن الكون في مجموعه ثابت وأن أجزاءه هي التي تتحرك بالنسبة لبعضها البعض ، أما هو ككل فهو ساكن ، ولكن الأرصاد الآن تكاد تكون مجمعة على أن الكون يتضخم ، وأن ما فيه من نجوم وكواكب وشموس تنفجر في أقطاره الأربعة متباعدة عن بعضها بسرعة هائلة ... وأن الفضاء ينتفخ كالبالون فتزداد مادته تخلخلا مع الزمن وأنه يبرد وتنطفيء نجومه وتفنى مادتها وتتحول إلى إشعاع يضيع في خواء الكون الشاسع ، وبعد بلايين السنين تكون جميع النجوم قد انطفأت ، فلا يعود هناك تبادل حرارة ولا أثر ضوء ، ولا يعود هناك زمن ، لأن دليلنا على اتجاه الزمن هو الحركة والطاقة ، وبدون حركة لا يوجد زمن ، لا شيء سوى صقيع وظلام ... وهذه النظرية التي تقول باتجاه الكون إلى الفناء والنهاية تقضي بأن له بداية .

وهناك نظرية أخرى تقول بتكرار ميلاد الكون وفنائه في دورات ، وتزعم بأن الكون يتمدد ويبرد ثم يعود فينكمش ويسخن وتدب فيه الحياه من جديد ، وأن الكرة الكونية تنقبض وتنبسط وتنبض مثل القلب وتكرر دورات بعثها وفنائها إلى الأبد ... وهناك نظرية ثالثة تقول بأن كل هذه الأشعة التي تتبعثر في أرجاء الكون لا تضيع عبثا وإنما هي تتفاعل مع بعضها لتنتج ذرات بدائية تتجمع في أتربة دقيقة وتتطاير هذه الأتربة تحت ضغط الإشعاعات المنطلقة من المدن النجمية لترتحل إلى القطب الآخر من الدنيا حيث تتجمع في سحب ترابية تزداد كثافتها سنة بعد سنة حتى تصبح كتلتها هائلة ، فتبدأ في التقلص نتيجة ازدياد الجاذبية بين ذراتها ، وبتقلصها ترتفع درجة حرارتها وتتوهج ويدب فيها النشاط وتتحول إلى أنوية ملتهبة مثل السدم الجبارة وتبدأ تدور حول نفسها وتتفكك إلى مجاميع من النجوم وتبدأ كونا جديدا في الوقت الذي يكون فيه الكون الأصلي الذي صدرت عنه قد دب فيه الفناء وشاخ وانطفأ وتحول إلى صقيع وظلام ، وتعود الإشعاعات المنطلقة من هذه الثريات الجديدة فتتجمع في طرف الكون الآخر لتكون ذرات بدائية وسحبا ترابية .... إلخ .

وتستمر الدورة الأبدية وأينشتاين لم يحاول في نظريته أن يجاوب على هذه الأسءلة ، وإنما تركها للفلاسفة ورجال الدين ، واكتفى بأن ينظر من بعيد في رهبة ... كان يدرك في تواضع أن العلم عاجز عن رؤية البداية والنهاية ، قاصر عن فهم ماهية اي شيء ، كل ما يستطيعه العلم هو أن يقيس كميات ، ويتعرف على العلاقات التي تربط هذه الكميات ويكتشف القوانين التي تجمعها معا في شمل واحد ... وكان كل مطلبه أن يكشف القوانين التي تفسر حركات الأجرام السماوية في مداراتها ، وكان يعتقد بانسجام الوجود في وحدة ، وكان يرى أن عالم الذرة الصغير هو صورة من عالم الأفلاك الكبير ، وأنه منسجم معه في سلك واحد من القوانين والدساتر الطبيعية ... وكان يرى أن المغناطيسية الكهربية التي تمسك بالذرات والجزيئات لا تختلف كثيرا عن مجالات الجاذبية التي تمسك بالمدن النجمية والمجرات في أفلاكها ، وكان يبحث عن مجال موحد يضم الاثنين ، وكان آخر ما قدمه للعلم سلسلة من المعادلات حاول فيها أن يضم قوانين الذرة إلى قوانين النسبية بحثا عن هذا المجال ... وقبل أن يموت لم ينس أن يوصي بمخه للبحوث العلمية ... وكانت هذه آخر هدية قدمها إلى الدنيا .

وبهذا نكون قد استعرضنا معا كتاب ( أينشتاين والنسبية ) للدكتور مصطفى محمود